القرآن الكريم

الفرق بين الروح والنفس في القرآن الكريم

الفرق بين الروح والنفس كبير حيث يعتقد الكثير من الناس أن النفس هي الروح، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، لأن مفهوم النفس يختلف تماما عن مفهوم الروح وظهر ذلك فى الكثير من التعريفات للنفس وكذلك تعريفات الروح التي تدل أن النفس تختلف تماما عن الروح، وقد قام بتعريف النفس الكثير من علماء الفلسفة وكذلك علماء علم النفس اللذين وضعوا الكثير من التعريفات لمفهوم النفس، أما بالنسبة للروح فقد ورد تعريفها الصحيح فى القرآن الكريم الذي أوضح أن الروح هي أرقى مخلوقات الله تعالى، وورد معنى هذه العبارة في آيات من القرآن الكريم، ومن خلال مقارنة هذه التعريفات يمكن التوصل إلى الفرق بين النفس والروح.

تعريف النفس في الفلسفة

هناك الكثير من التعريفات التى جائت كتعريفات للنفس، وهذه التعريفات منها اللغوي والذي يدل على أن النفس هي كلمة مؤنث ومذكر فى نفس الوقت، ولكن الاختلاف فى المعنى، فإذا ذكرت كلمة النفس بصيغة المؤنث دلت على جسم الإنسان بأكمله وإذا جاءت بصيغة المذكر كان المقصود بها الروح، أما بالنسبة لتعريف كلمة النفس من حيث المعنى فالنفس هي كيان الإنسان الذي يقويه وهو المسؤول عن كافة تصرفات الإنسان وجاءت بعض التعريفات الأخرى للنفس منها أنها إحدي الوظائف التي يقوم بها الجهاز العصبي والتي يترتب عليها جميع تصرفات الانسان سواء الجسدية أو العقلية، هذه التعريفات من قبل الكثير من الفلاسفة.

تعريف النفس فى القرآن الكريم

أما بالنسبة للقرآن الكريم فقد ذكرت كلمة النفس فى الكثير من آياته و المعنى الدال على كلمة النفس فى القرآن الكريم يوضح أن نفس الإنسان هو الجزء المسؤول عن تصرفات الإنسان أي الجزء الذي يلقى الحساب على هذه التصرفات، وذلك من خلال تفسير الآية الكريمة” كل نفس بما كسبت رهينة” صدق الله العظيم، والدليل من هذه الآية أن النفس هي الجزء الأساسي في الإنسان، وهناك الكثير من الآيات القرآنية الأخري التي وردت فيها النفس والتي من تفسيرها قد أرجع البعض أنها تقارب إلى حد كبير من معنى الروح، وهذا ما يجعل الوصول إلى تفسير محدد يوضح الفرق بين النفس والروح أمر صعب.

تفسير الروح في القرآن الكريم

المعنى المحدد للروح لم يتم التوصل إليه من قبل أي إنسان وذلك بالإضافة إلى أنه لن يتم التوصل إلى تفسير معنى للروح الى أن تقوم الساعة، وهذا بدلائل القرآن الكريم وكلام الله عز وجل الذي أوضح أن الروح أمر مجهول وسيظل مجهول بالنسبة للإنسان طوال حياته، وإن علم الروح يتجلى عند الخالق سبحانه وتعالي، الذي وصف الروح بأنها أرقى مخلوق على وجه الإطلاق، وهى أهم ما خلق ايصا وترجع هذه الأهمية إلى أن الله تعالى قد نسبها إلى نفسه سبحانه وظهر ذلك فى قوله تعالى” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين” صدق الله العظيم، ومن هذه الآية الكريمة نجد أن الروح أعظم ما خلق الله تعالى والدليل علي ذلك أنه سبحانه قد نسب الروح اليه، وفي آية قرآنية أخرى أوضح الله عز وجل أن الروح من أمره وحده وأن الإنسان لم يؤت من العلم ما يجعله يفسر المعنى المحدد للروح وأن يعرف ماهيتها، وظهر ذلك فى قوله تعالى” ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليل” صدق الله العظيم.

تفسير الروح في الفلسفة

هناك عدد من الفلاسفة الذين حاولوا وضع تفسير معين لماهية الروح ولكن هذا لا يعني أن تفسيراتهم هي الاصح وإنما هذه التفسيرات مجرد آرائهم حول تفسير ماهية الروح، وفى هذا الصدد قد ذكر الفيلسوف أفلاطون أن الروح هي الجوهر الأساسي الكامن داخل الإنسان كما أنها المحرك الرئيسي لكل تصرف من تصرفات الإنسان، كما أضاف أيضا أن النفس هي إحدى مكونات الروح وذلك لكون الروح تتكون من نفس وعقل ورغبة، وعلي الجانب الآخر قد وضع الفيلسوف أرسطو تفسيره عن معنى الروح حيث ذكر أن الروح هي شئ مرتبط وجوده بوجود الجسد ولا وجود للروح من دون الجسد، كما ذكر أيضا أن الروح هي مركز الوجود أي لا وجود للإنسان بدون روحه.

صفات الروح والجسد والنفس

هناك العديد من الصفات التي تتصف بها كل من الجسد والروح وكذلك النفس والتي يمكن من خلالها معرفة الفرق بين الثلاث، إذ أن الكثير من التفسيرات حول ماهية كل من النفس والجسد والروح لا تعطي فرق يجعلنا نميز بين كل مفهوم من هذه المفاهيم الثلاث، لذلك فيمكننا معرفة صفات كل من هذه الأجزاء المكونة للإنسان من خلال الآتي:-

  • بداية فإن الروح تتصل تصرفاتها بأوامر الله عز وجل وذلك لأنها من أمره وحده لا تتبع الإنسان، وإنما تفعل ما يأمرها الله تعالى، لذلك فهي متصلة بأعمال الخير وتقتصر على ذلك.
  • الجسد يتكون من عدة أجزاء وأعضاء أهمها العقل والقلب اللذان يتحكمان في تصرفات الإنسان.
  • العقل هو من يقوم بالتفكير وهو المميز للإنسان عن سائر الكائنات الأخري فهو من يقوم بإصدار الأوامر للجسد لكى يقوم بتنفيذها.
  • القلب يعتقد أيضا أن له دور فى تصرفات الإنسان وأفعاله حيث ورد في كثير من الأقوال أن للقلب ردود أفعال معينة وسريعة مقارنة بردود أفعال القلب فردود الأفعال هذه تدل على دور القلب فى تصرفات الانسان.
  • النفس هي الجزء المادي للإنسان أى جسد الإنسان وعقله معا بالإضافة إلى إدراكه وهي الجزء المحاسب علي الأفعال والدليل على ذلك قول الله تعالى” النفس بالنفس والعين بالعين” فالنفس ترتبط بالجسد فهما شيء واحد.
  • الروح تظل مرتبطه بالإنسان طوال حياته تخرج منه فقط عند النوم وعند الموت، كما يقال أن الأرواح يمكن أن تتلاقى أرواح الموتى فتكون على علم بما يدور حولها.
  • الروح تخرج من الإنسان عند الموت وتصعد إلى السماء وذلك بأمر ربها عز وجل وتعود للجسد مرة أخرى عن الحساب.

الفرق بين الروح والنفس

كما ذكرنا سابقا فإن الروح ليس لها ماهية لأن علمها يرجع إلى الله عز وجل دون أى مخلوق غيره، ولن يتمكن أى شخص مهما بلغ من العلم أن يتوصل إلى ماهية الروح، لذلك فلا يمكننا الجزم بأن الروح هي النفس أو أن الروح هي الجسد او جزء منه، ولكننا لا يمكن أن نفسر ماهية الروح بأنها نفسها ماهية النفس، فهذا فى حد ذاته يعتبر أكبر دليل على اختلاف النفس عن الروح، كما أن الروح يرجع أمرها إلى الله تعالى لا تفعل إلا ما يؤمر به سبحانه، وبالتالي فهي لا تقوم بفعل أى عمل إلا أعمال الخير لكون الله تعالى لا يأمر بفعل الشر، بينما النفس كما قال الله تعالى” أمارة بالسوء” وهذا ما يعطي دليل أن النفس تختلف تماما عن الروح.

ومن الجدير بالذكر أن التفسيرات التي جاءت لتوضيح ماهية النفس تعتبر مقنعة بعض الشيء لكنها أوضحت أن النفس هي الإنسان بأكمله بكل ما فيه من قلب وعقل ورغبة لفعل كل من الخير والشر، فالنفس هي واقع الإنسان المادي الملموس، بينما الروح هي معجزة الله تعالى لا يفعلها سواه.

السابق
تساقط الشعر للرجال أسبابه وأعراضه وطرق علاجه
التالي
مصادر فيتامين د النباتية وفوائده العامة

اترك تعليقاً