أدبيات

الفرق بين السجع والجناس؟ والفرق بين أسلوب السجع والترسل؟

الفرق بين السجع والجناس

ما هو الفرق بين السجع والجناس؟تُعد البلاغة من أهم ما يؤثر على العبارات خاصًة في القصائد الشعرية؛ فاستخدمها الشعراء والأدباء بهدف تحسين اللفظ عن طريق المحسنات البديعية المتنوعة، على أن الجناس والسجع نوعان من أنواع المحسنات البديعية اللفظية، فما هو الفرق بين السجع والجناس؟

ماهو السجع

السجع هو تشابه فواصل الكلم على نفس الحديث تقريباً، بمعنى أن تكون الجمل متساوية في عدد كلماتها ومحتوية على نغمة الإيقاع متشابهة، ومن فوائد السجع أنه يعطي رونقاً ونغمة موسيقية للكلام، بحيث يكون لها الوقع والأثر الحسن في نفس السامع، ومن أهم خصاص السجع حسن سلاسة المعنى وليونته بمعنى أن لا يكون السجع متكلف أو مصتنع في الكلمات، وأيضاً أن لا يكون السجع متبتذل في الكلمات، كما ينبغي ألّا يتمّ تكرار الكلمات المسجوعة نفسه، وتجدر الإشارة إلى أنّ السجع نوعين وهما، السجع الطويل والسجع القصير.

يمكنك مشاهدة مقالة عن اللغة العربية

شروط السجع في اللغة العربية

إنّ لأُسلوب السَّجْع شُروطاً وجب أن تتواجد فيه، وإن اكتملت أدّى وظيفته البلاغيّة كأحدّ المُحسّنات للكلام وتزينه على النّحو المُراد، وهي كما يأتي:

  • خِفة الألفاظ المُستخدمة في تركيب السَّجْع، وخِفَّتُها على سَمَع المُتلقيّ.
  • استخدام الألفاظ المُتوافقة مع المعنى، بحيث تكون تابعة للمعاني، فالسَّجْع لا يكون بكثرة الألفاظ أو نُقصانها إنّما بتناسُبِها مع المعنى.
  • إيراد المعنى المألوف غير الغريب على الأذهان.
  • الاختلاف في المعنى بين الألفاظ المسجوعة؛ كي يكون للتّكرار الّلفظيّ في السَّجْع فائدة.

من الجدير بالذِّكر أنّ ابن الأثير وضع أربعة شروط وجب توافرها كاملة في أسلوب السَّجْع، فإذا غاب أحدها لن يكون السَّجْعُ ناجحاً، وهذه الشُّروط كما يأتي:

  • قوّة الألفاظ المُستخدمة، بحيث أنّها تبقى ترنّ في ذِهن المُتلقّي.
  • الاهتمام باللفظ جيّداً بحيث يكون حسناً عند إيراده وحده، وحسناً عند وُجوده خلال تركيب السَّجع المُراد، مع الحرص على عدم الاهتمام بالسَّجْع أكثر من الألفاظ والتّراكيب الواردة فيه.
  • تبعيّة اللفظ للمعنى مع الحرص على عدم إيراد العكس؛ لأنّ المعنى إذا تَبِع الّلفظ سيُصبح مُشوّهاً.
  • عدم استعمال المعنى المُكرّر في الفقرتين التي ورد أسلوب السَّجْع فيهما.

شاهد أيضاً معنى كلمة استئناف في اللغة العربية

الفرق بين السجع والجناس

علم البديع هو العلم الذي يهتم بتزيين الكلمة وجعل القصيدة أكثر جاذبية، ينقسم علم البديع إلى التحسين اللفظي والتحسين المعنوي.

تلعب المحسنات البديعية دور كبير في جعل القصيدة الشعرية أكثر انسيابية وجمال، فهي تعمل على جذب آذان المستمع وإثارة ذهنه، تنقسم المحسنات البديعية إلى المحسنات اللفظية والمحسنات المعنوية، فنجد أن المحسنات اللفظية أيضًا تنقسم إلى عدة أشكال منها السجع والجناس.

بصدد الفرق بين السجع والجناس نجد أن الفرق بينهما يكمن في التعريف واستخدام كل منهما في الجملة.

إن المحسنات اللفظية هي التي تعمل على تحسين ألفاظ الكلام في الأصل حتى وإن تبع هذا التحسين اللفظي تحسين معنوي فهو غير مقصود، انتشرت الكثير من المحسنات اللفظية في حديث العرب قديمًا وتعددت حتى تعدت الخمسة عشر صنف، منها:

  • الجناس: هو النوع الأكثر شهرة في المحسنات اللفظية، حسب تعريف السكاكي فإن الجناس هو تشابه كلمة مع أخرى في اللفظ، فجاء المحدثون بتعريف أكثر دقة وعرفوا الجناس على أنه تشابه كلمتين في النطق واختلافهما في المعنى، للجناس عدة أسماء فيمكن أن يقال عليه الجناس، أو التجنيس أو المجانسة أو التجانس.
  • السجع: لغويًا هو ترديد الكلام على نغمة واحدة، اصطلاحًا السجع هو اتفاق الفواصل في حرف واحد، والفواصل في النثر كالقافية في الشعر، ينقسم السجع إلى ثلاثة أنواع معروفة وهي السجع المتوازي، والسجع المطرف، والسجع المرصع.

تعرف على تطور اللغة العربية

أمثلة على السجع والجناس

أمثلة على السجع

يوجد العديد من الأمثلة التي توضح لنا الفرق بين السجع والجناس بشكل واضح وبسيط، ومن هذه الأمثلة:

  • قوله تعالى: “إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم” الآية 25،26 من سورة الغاشية، نجد السجع هنا بين اللفظين إلينا وعلينا، ويوجد سجع آخر بين اللفظين إيابهم وحسابهم، ونوع السجع هنا هو سجع مُرصَع.
  • قوله تعالى: “أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا الآية 6،7 من سورة النبأ، نجد السجع هنا بين اللفظين مهادًا وأوتادًا، وهو سجع مُطّرف لاتفاق اللفظين في القافية واختلافهم في الوزن العروضي؛ لأن لفظ مِهادًا على وزن فِعالًا، ولفظ أوتادًا على وزن أفْعالًا.
  • قول الحريري: «وأودي بي الناطق والصامت، ورثى لي الحاسد والشامت» فنجد السجع هنا بين اللفظين الصامت والشامت، وهو سجع متوازي لاتفاق اللفظين في كل من القافية والوزن العروضي.

أمثلة على الجناس

نجد عدة أمثلة توضح لنا مفهوم الجناس بشكل أكثر دقة، ومن أشهر هذه الأمثلة:

  • قوله تعالى:” وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ” الآية 55 من سورة الروم، كلمة الساعة الأولى يُقصد بها يوم الساعة أو القيامة أما كلمة الساعة الثانية يُقصد بها ساعة الزمن.
  • فيكون الجناس هنا جناس تام لتشابه الكلمتين تشابه تام وعدم وجود اختلاف في نوع الحروف أو هيئتهم، أو عددهم أو ترتيبهم، ولكن اختلفت الكلمتان في المعنى.
  • كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقول: «اللهم أَحسَنْتَ خَلْقي فأَحْسِنْ خُلُقي» صحيح، كلمة خلقي الأولى يُقصد بها الشكل والمظهر أما كلمة خلقي الثانية يُقصد بها الأخلاق والطبع، فيكون الجناس هنا أيضًا جناس تام لتشابه الكلمتين تشابه تام في الحروف، ولكن الاختلاف في المعنى.
  • قوله تعالى: “وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ” الآية 22 من سورة القيامة، هنا نجد الجناس بين ناضرة وناظرة، ونجد اختلاف في كل من الحروف والمعنى، فيكون الجناس جناس ناقص.
  • قوله تعالى: “وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ۖ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ” الآية 26 من سورة الأنعام، هنا نجد الجناس بين ينهون وينأون، ونجد اختلاف في الحروف بينهما، والمعنى أيضًا مختلف في اللفظين، فيكون الجناس هنا جناس ناقص.

إقرأ أيضاً أدوات الربط في اللغة العربية

أمثلة على السجع في القرآن

  • فهناك سجع في قول الله تعالى: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ).
  • وهناك سجع في قول الله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى).
  • وسجع في قول الله تعالى: (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى * تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى).

يمكنك الإطلاع على خصائص الشعر في العصر الجاهلي

الفرق بين أسلوب السجع والترسل

أسلوب السجع :هو عبارة عن جمل متساوية فى عدد كلماتها وبها نغمة إيقاع متشابهة
بينما أسلوب الترسل :هو أن يكون الكلام مرسلاً بدون الحرص على ان يكون عدد كلمات الجمل متساوى وان يكون بها نغمة إيقاع متشابهة
السجع هو فن يميز اللغة العربية وينتمي إلى أحد فصول البلاغة العربية كما نعلم جميعًا ، عُرف العرب القدماء ببلاغتهم وعملهم الجاد.لذلك فإن السجع من الفنون البديعة لخطابهم ،وقد لاحظنا انتشار هذا الفن في فن النثر العربي القديم مثل الخطب  وهو أحد أدوات الكلام في القرآن لا يخفيه الله تعالى ، يستخدمه الله تعالى ليتحدي المشركين على ان يأتوا بأية مثل أياته فى القرأن الكريم ويعد فن السجع من أشهر فن البلاغة في القرآن.
تتمثل إحدى مزايا  السجع في جعل الصوت أنيقًا ونغمة موسيقية لذلك فإن لها تأثير جيد على روح المستمع ، ومن أهم خصائص السجع طلاقته ومرونته.
وهذا يعني أنه لا يتم استخدام الكلمات للتظاهر بالرنين أو اختلاقه وبالمثل ، لا ينبغي أن يكون الرنين مبتذلاً لغويًا ، تمامًا كما يجب عدم تكرار نفس الكلمات المقافية ، وتجدر الإشارة إلى أن هناك نوعين من الرنين ، وهما الرنين الطويل والرنين القصير.

الرنين مشابه لفن الجناس ، لأن الجناس نوع من الفن البديع ، والجناس نوعان وهما التام والناقص و يمكننا تكرار نفس الكلمات ولكن معنى الكلمة الأولى يختلف عن معنى الكلمة الثانية التي يتم تعلمها من السياق الصوتي لذلك الجناس هو تكوين الكلمات تتشابه  فى نطق كلمتين واختلاف معانيهما ، والسجع لا يسمح بتكرار هذه الكلمات ، وهذا هو الفرق بين تكوين الكلمة وتكوينها هذا هو الفرق بين السجع والجناس ، لكن التشابه بين السجع والجناس هو أنهم ينتمون إلى فن التعبير الذي يهدف إلى تحسين الكلام وإعطائه إحساس بالأناقة .
السابق
متى اخترع الركض
التالي
تنظيم مشروع خاص باللغة العربية يعزز مكانتها الرفيعة في القلوب

اترك تعليقاً