“ما هو الفرق بين الشعوب والقبائل كمصطلحات في اللغة العربية؟” هذا ما نُجيبُكم عنه عبر مقالنا، إذ أن تلك المصطلحات من الاصطلاحات التي ذُكرت في القرآن الكريم، وجاءت تحمل المعاني المختلفة التي يبحث عنها المختصين في مجال اللغة العربية وعلوم القرآن الكريم، فماذا عن الفرق بين القبيلة والشعب هذا ما نُسلط الضوء عليه عبر مقالنا، فتابعونا.
الفرق بين الشعوب والقبائل
- القبائل Tribe هي جمع كلمة قبيلة؛ حيث تُشير إلى مجموعة من الأشخاص ينتمون إلى أصل ونسب واحد، فيما تتكون القبيلة من العشائر والبطون، إذ يُعد أهم ما يُميزهم هو الإقامة في مكانٍ واحد سواء في الريف أو الصحراء أو الحضر، بالإضافة إلى أنهم يتمتعون بلغة خاصة يتحدثون بها فيما بينهم، والتي بدورها تُشير إلى الثقافة التي ينتمون إليها، حيث يتوارثها الأجيال وتتعاقب السنون وتبقى تلك اللغة محفوظة بين أهل تلك القبائل.
- أما عن مصطلح الشعوب People؛ فهو مجموعة من الأقوام المكونة من أفراد، يعيشون على بقعة واحدة من الأرض، تجمعهم ثقافة وتقاليد وعادات اجتماعية وثقافية وفكرية واحدة، كما يتشابهون في التقاليد والأعراف السائدة، ينتمون إلى بعضهم البعض، وتتوحد أهدافهم إذا شعروا بالاستقرار والهدوء والأمن والأمان والسلام، فيُمكننا أن نضرب مثالاً توضيحيًا عن الشعوب، كالشعب السعودي، أو الشعب المصري، والشعب الإماراتي.
تعريف الشعوب
- يُعرّف قاموس المعاني للمصطلحات العربية كلمة الشَّعْبُ على أنها تعني؛ الجماعة الكبيرة التي تحدر من أب واحد، إذ يُعتبر هذا المصطلح في مضمونة أشمل وأوسع من معنى القبائل.
- فيما يُعرّف قاموس المعاني الجامع كلمة الشَّعْبُ؛ على أنها تعني الجماعة الكبيرة من الأشخاص الذين يقطنون على أرضٍ واحدة، مُحددة، تجمعهم العادات والتقاليد، وتستقيم أمورها بخضوعها لنظام اجتماعي واحد، كما يتحدثون بلغة واحدة، كالسان العربي فيما بين الشعوب العربية.
- ومن أبرز الأمثلة التي وردت في معجم المعاني الجامع على كلمة الشعب هي؛ هتاف الشعب في المنابر الإعلامية أو السياسية بقول ” يحيا الشعب”، ومن أبرز تلك المؤسسات التي تحمل اسم الشعب في المجال السياسي هي” مجلس الشعب”؛ وهو عبارة عن السلطة التي تُعبر عن حاجات الشعب وتُمثل الشعب في البرلمان، إذ يتكون من مجموعة من ممثلي الشعب المُنتخبين من الشعب.
مفهوم القبيلة
- يُعرّف قاموس المعاني الجامع للمصطلحات العربية بأنها؛ عبارة عن كيان يتكون من مجموعة من العائلات التي تربطهم روابط العرق والدم، وتؤسس بذلك كيان اقتصادي واجتماعي موحد، ذات تقاليد وأعراف وعادات خاصة، يرأسه زعيم القبيلة.
- كما جاء قاموس المعاني بمعني القبائل مقترن بكلمة الرُحل؛ بأن يُقال القبائل الرُّحَّل؛ فهو الذي يعني الجماعات الغير مستقرة، التي تعتمد على التنقل من مكان إلى أخر؛ ويتواجدون حيث يتوافر الطعام والماء.
- فيما ورد في قاموس المعاني في مصطلح القبيلة بأنها؛ عبارة عن الجماعة من الناس التي تنتسب إلى جد أو أب واحد، أي يربطهم رباط الدم.
- يُعرّف قاموس المعاني الجامع كلمة القبيلة إذا جاءت إشارة إلى” الحيوانات أو النباتات”؛ فهي في ذات الحالة تعني كلمة صنف، أي نوع، إذ يُقال قبيلة القرود؛ أي يُقصد بها صنف القرود.
- كما ورد في قاموس المعاني الجامع للمصطلحات اللغوية؛ أن كلمة القبيلة؛ هي التي تعني الرقعة في قبِّ القميص.
الفرق بين الشعوب والقبائل لغتي
ما هو الفرق بين الشعوب والقبائل في اللغة العربية ولدى عموم المفسرين اللغويين، هذا ما نُجيب عنه في تلك السطور التي نستوضح فيها الفرق بين كلا المصطلحين:
- أشار الإمام القرطبي إلى الفرق بين كل من الشعوب والقبائل كمصطلح، وما يعنيه إذ قال إن؛ الشعوب هي عبارة عن رؤوس القبائل، فيما ترجع تلك التسمية إلى كونهم يتشعبون كغصن الشجرة، وكذلك في اجتماعهم فهم يشبهون الشجر، وقد ضرب مثالاً برؤوس القبائل القِدام حيث الأوس والخزرج.
- فيما يعني الشعب القبيلة العظيمة أو القبائل التي تتناسب فيما بينها، ويربطهم ما يجمعهم أو يوحد ويضم تلك العلاقات
- فيما جاء البعض قائلاً إن الشعوب بأنهم الجمهور، فيما يرى البعض أن الشعوب هي النسب الأقرب من القبائل.
- فيما ينحدر القبائل من سائر عدنان، وربيعة ومضر، أي هو بطون العرب، فقد أشار ابن عباس إلى أن القبائل هم أبناء العرب.
- بينما يرى البعض أن الشعوب هم الذين ينحدرون من عرب اليمن، إذ أنهم بطون العجم، فقد أشار ابن عباس إلى أن الشعوب ليس لهم أصل، من أبرزهم الأتراك والهند.
- وعلى جانب أخر يجد البعض أن القبائل من هم دون الشعوب، إذ أنها عبارة عن جماعات تربطهم رابطة النسب وانحداهم من نسب واحد.
- بينما الشعوب عبارة عن مجموعة من الناس، حيث يُمثلون أعلى طبقات الأنساب، غالبًا ما تبني الشعوب الحضارات على أراضي النيل أو الضفاف، حيث ترجع في تاريخ بناءها إلى الشعوب الزراعية والحضارية، فيما يُمثلون القبائل الكبيرة،
استنتج فائدة من قوله تعالى ياأيها الناس إنا خلقناكم
وردت مصطلحات القبائل والشعوب في القرآن الكريم وتحديدًا في سورة الحجرات بالآية 13 في قولة تعالى”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، فيما يتساءل البعض عن الفوائد التي نستنتجها من وراء تلك الآية، هذا ما نوضحه فيما يلي:
يرى الإمام المفسر فخ الدين الرازي أن بتلك الآية تفسيراتٍ عِدة لمعنى القبائل والشعوب، وفيما يلي نستعرض أبرز ما جاء فيها:
- أن الشعوب نوعان الذين ينتمون إلى العجم؛ فليس لهم أصل، بينما على النقيض فالقبائل تنتمي إلى أصل معلوم، ومن أمثلتها؛ العرب وبني إسرائيل.
- فيما أشار إلى أن جعلناكم شعوب هي التي تُفسر بانحدار الشعوب من القبائل؛ إذ يأتي من القبائل الشعوب، ويخرج من الشعوب بطون، ومن البطون أفخاذ، ومن الأفخاذ الفصائل، التي ينحدر منها الأقارب.
تفسير آية وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقبائل لِتَعَارَفُوا فقط
- فيما لا يوجد محل للفخر بالأنساب في تلك الآية، إذ أشار الله تعالى في الآية الكريمة إلى التعارف بدون تفاخر بين القبائل والشعوب وهو الشرط الأساسي للتعارف، لذا وردت الآية بصيغة الأعم والأشمل لكي لا يُفرق بين القوي والضعيف، والغني والفقير.
- بالإضافة إلى الإشارات الواضحة إلى أهمية التعارف بين القبائل والشعوب، المبني على التناصر.
- فيما إن العلاقات التي تُقام بعيد عن مبدئ التعارف فإنه يتناقض مع الأوامر الإلهية، مما يخلق بيئة يسودها الشحناء والبغض والكراهية.
- كما جاء في تفسير تلك الآية، أنها تُشير إلى التناسب، إذ أن البعض من الأشخاص من الأنساب البعيدة التي لم تُنسب إلى الشعوب، إلى جانب وجود الأنساب من النسب القريب.