ديني

الفرق بين الوقت الاختياري والضروري للصلاة

أوقات الصلاة الاختيارية والضرورية عند المالكية

إن العلماء لم يتفقوا على وجود وقت ضرورة للصلوات الخمس, فمنهم من ذهب إلى أنه ليس لها وقت ضرورة, ومنهم من أثبت لها ذلك, وهؤلاء اختلفوا في الصلاة التي لها وقت ضرورة, فالحنابلة قالوا العصر, ووقت ضرورتها من اصفرار الشمس إلى الغروب, والعشاء, ووقت ضرورتها من ثلث الليل إلى طلوع الفجر الثاني, وأما الفجر والظهر والمغرب فليس لها وقت ضرورة عندهم, قال المرداوي في الإنصاف عن الفجر: الصَّحِيحُ مِنْ الْمَذْهَبِ أَنَّهُ لَيْسَ لَهَا وَقْتُ ضَرُورَةٍ، بَلْ وَقْتُ فَضِيلَةٍ وَجَوَازٍ، كَمَا فِي الْمَغْرِبِ وَالظُّهْرِ. اهــ

والمالكية قالوا بوقت الضرورة للصلوات الخمس, وقد فصلنا أقوالهم جميعا في الفتوى رقم: 124150 عن وقت الاختيار ووقت الضرورة، وما ينبني عليهما من أحكام.

الوقت الاختياري لصلاة العشاء

إذا انتصف الليل هذه النهاية، وقت النبي ﷺ صلاة العشاء إلى نصف الليل كما في حديث عبدالله بن عمرو قال: وقت العشاء إلى نصف الليل الأوسط وقت الليل يختلف؛ فإذا كان الليل عشر ساعات بمضي خمس من الليل انتهى النصف، وإذا كان الليل اثنى عشر بمضي ست ساعات انتهى النصف، فلا يجوز للمؤمن أن يؤخر الصلاة بعد النصف، يصلي قبل النصف، والواجب أن يصلي في الجماعة إلا المعذور كالمريض والمرأة فليس لهم أن يؤخروها إلى بعد نصف الليل. نعم.
المقدم: علمت منكم سماحة الشيخ أن هناك وقت أيضًا يمكن أن يصلي فيه المسلم صلاة العشاء وهو بعد منتصف الليل..
الشيخ: إذا فاتته، إذا فاته صلاها بعد النصف؛ لأن ما بعد النصف وقت ضرورة إلى طلوع الفجر، مثل من فاتته الصلاة في العصر حتى اصفرت الشمس يصليها ولو بعد اصفرار الشمس، ويكون آثم إذا كان تعمد هذا، ولكن صلاتها في الوقت، ولكن ليس له أن يؤخر إلى بعد نصف الليل وليس له أن يؤخر العصر إلى بعد اصفرار الشمس، لكن لو أنه مثلًا عرض عارض واصفرت الشمس ليس له التأخير بل يبادر ويصلي قبل غروب الشمس صلاة العصر، ويتوب إلى الله إن كان متعمدًا، وهكذا العشاء لو أخرها غفلة منه أو سهوًا منه حتى انتصف الليل فعليه التوبة مع فعلها بعد نصف الليل، لا يؤخر إلى الفجر، يجب أن يبادر حتى يصلي قبل بعد نصف الليل مع التوبة إلى الله إذا كان عن تعمد، أما إن كان نسيان أو نوم فلا شيء عليه.

متى ينتهي وقت صلاة العصر الاختياري

آخر وقت لصلاة الظهر

أول وآخر وقت لصلاة الظُّهر

يدخل وقت صلاة الظُّهر ويُرفع الآذان اشعاراً بذلك كما ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم عندما يصير ظل كل شيءٍ مثله؛ وهو ما يُعرف بوقت زوال الشمس أي ميلها إلى المغرب وهو المذكور بقوله تعالى: “أقم الصلاة لدلوك الشمس”، والزوال يُعرف بتكون الظل في جانب المشرق بعد اختفائه مت جانب المغرب، وينتهي وقت صلاة الظُّهر عندما يبدأ ظل الشيء أكبر من طوله الحقيقيّ قال صلّى الله عليه وسلّم:”وقت الظُّهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله” رواه مسلم.

صلاة الظُّهر سواءً من الجماعة أو منفرداً يُستحب فيها التقديم -أي آداء الصلاة فور الآذان- ولكن بما أنّ وقت صلاة الظُّهر يُصادف الذروة في ارتفاع حرارة الشمس إذ تتوسط السَّماء في مثل هذا الوقت خاصةً في فصل الصيف؛ فالأولى تأخير الصلاة حتى يزول الحر وتخف وطأة الشمس على المصلين الذاهبين إلى بيوت الله خاصةً وهذا من يُسر وسماحة الدين الإسلاميّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإنّ شدة الحر من فيح جهنّم” رواه الجماعة.

وقت الصلوات عند المالكية

الوقت المشترك بين صلاتي الظهر والعصر

فرضَ الله تعالى في النهار صلاتين؛ هما الظهر والعصر. قال الله تعالى: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ…» (هود، 11 / 114).

والطرف بالتحريك: الناحية من النواحي والطائفة من الشي، والجمع أطراف. طرفي النهار، أي في جزئيه؛ وللنهار ثلاثة أجزاء؛ الأول يبدأ بطلوع الشمس، والثاني، يبدأ بمرور الشمس من الخط الطولي. والثالث: يبدأ من منتصف ما بين مرور الشمس من الخط الطولي إلى غروبها. وقوله تعالى: «أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ» ( الإسراء، 17 / 78) يبين وقت صلاة الظهر التي هي أول صلاة اليوم.

دلك: دلكت الشيء بيدي أدلكه دلكا. ودَلَكَتِ الشمسُ دُلُوكاً بمعنى زالت عن كبد السماءِ. وإلى هذا المعنى ذهب الشافعية والمالكية.

وهناك من قال إنّ دلوك الشمس يعني غروبها. لأن غروبها هو ذهابها وراء الأفق. وهو من المعاني اللغوية للكلمة؛ ولكنه لا يتناسب مع دلالة الآية الكريمة، لأن قوله تعالى: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ…» (هود، 11 / 114) يتحدث عن صلاتين فُرضتا في النهار. وأول صلاة في النهار هي صلاة الظهر، كما جاء ذلك في تطبيقات النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي سعيد الرقاشي قال: ” كان يصلي الظهر عند دلوك الشمس”. فالآية والحديث يقطعان إمكانية قبول رأي آخر في الموضوع.

ولم يُذكر في القرآن الكريم بداية وقت صلاة العصر. ونفهم من قوله تعالى: «طرفي النهار» أن وقت العصر يبدأ بخروج وقت الظهر، لأن كلمة “طرف” في اللغة يمكن إطلاقها على كل جزء من أجزاء الشيء. لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع أحيانا صلاتي الظهر والعصر. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ، وَلَا مَطَرٍ”.

ومع ذلك لصلاة العصر وقت محدد صلاها فيه النبي صلى الله عليه وسلم في أغلب الأوقات. عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أمني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين، فصلى بي الظهر حين زالت الشمس وكانت قدر الشراك، وصلى بي العصر حين كان ظله مثله، وصلى بي يعني المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء حين غاب الشفق، وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم، فلما كان الغد صلى بي الظهر حين كان ظله مثله، وصلى بي العصر حين كان ظله مثليه، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء إلى ثلث الليل، وصلى بي الفجر فأسفر” ثم التفت إلي فقال: “يا محمد، هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت ما بين هذين الوقتين”.

ولم يكن وقت صلاة العصر في الأحاديث الأخرى مبينا على شكل واضح. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: “إذا صليتم الفجر فإنه وقت إلى أن يطلع قرن الشمس الأول، ثم إذا صليتم الظهر فإنه وقت إلى أن يحضر العصر، فإذا صليتم العصر فإنه وقت إلى أن تصفر الشمس، فإذا صليتم المغرب فإنه وقت إلى أن يسقط الشفق، فإذا صليتم العشاء فإنه وقت إلى نصف الليل”.

عن أبي موسى، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه ” أتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة، فلم يرد عليه شيئا، قال: فأقام الفجر حين انشق الفجر، والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضا، ثم أمره فأقام بالظهر، حين زالت الشمس، والقائل يقول قد انتصف النهار، وهو كان أعلم منهم، ثم أمره فأقام بالعصر والشمس مرتفعة، ثم أمره فأقام بالمغرب حين وقعت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق، ثم أخر الفجر من الغد حتى انصرف منها، والقائل يقول قد طلعت الشمس، أو كادت، ثم أخر الظهر حتى كان قريبا من وقت العصر بالأمس، ثم أخر العصر حتى انصرف منها، والقائل يقول قد احمرت الشمس، ثم أخر المغرب حتى كان عند سقوط الشفق، ثم أخر العشاء حتى كان ثلث الليل الأول، ثم أصبح فدعا السائل، فقال: الوقت بين هذين”.

الصلاة في أول الوقت

السابق
متى يبدأ الطفل بالجلوس
التالي
أسباب فرط الحركة عند الأطفال

اترك تعليقاً