ديني

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا واجعلنا من عتقاء النار

قبول الله سبحانه وتعالى للصيام والقيام

يعتبر قبول الله عزَّ وجل العمل الصالح ونيل الثواب واستجابة الدعاء( مثل دعاء: اللهم تقبل صيامنا وقيامنا واجعلنا من عتقائك من النار، وأدخلنا الجنة بلا حساب ولا عذاب، واغفر لنا ولأمواتنا ولأموات المسلمين) وهو المراد من الأمر كلَّه، وينبغي معرفة إذا كان الله تعالى قَـبِلَ العمل أم لا، وفي حالة عدم القبول يَرُدُّ الله العمل على صاحبه ويصبح هباء منثورًا.

الشروط اللازمة لقبول الله تعالى لصيامنا وقيامنا

توجد ثلاثة شروط لازمة بقبول الله تعالى للعمل الصالح في شهر رمضان وغيره من شهور السنة كالصيام والقيام، وتلك الشروط تتمثل في الإخلاص في العمل، والإسلام، والموافقة، وسنقوم بشرح كل شرط على حده فيما يلي:.

  • يلزم في قبول العمل الصالح أن يكون الشخص مؤمنًا بالله عزَّ وجل ومسلمًا، فينبغي أن يكون العمل الصالح خالصًا لوجه الله، خالي من النفاق والرياء، والتَّكبر والسمعة السيئة، وأن يكون القلب والنية صافية.
  • يلزم أن يعمل العبد للحصول على ثواب عمله فقط والخوف من عذابه وعقابه في الدنيا والآخرة.
  • الشرط الأخير وهو أن يكون العمل يتابع، بمعنى أن يكون العمل مطابقًا لشرع الله تعالى، وأن يتوافق مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي قد تكون كاملة وقد تكون واجبة، فالكاملة تكمن في إتيان الشخص بسنن ومستحبات العمل، وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم-:( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)، أما الواجبة فتكون بمتابعة أوامر الرسول، وقال صلَّى الله عليه وسلم-:(مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أَمْرُنا فَهو رَدَّ).

أوصاف تدل على قبول الصيام

  • قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم-:(مَنْ صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وهذا يعني أن العبد المسلم يقبل الله سبحانه وتعالى منه العمل عندما يكون خالصًا لوجه الله فقط بدون رياء ولا تصنُّع، ولا توجد به شوائب، ويكون جزاء هذا العمل المقبول هو أن يغفر له الله جميع ذنوبه ويرضى عنه.
  • من صفات الصيام أن يكون العبد قادرًا على أن يصوم بدون علانية، لذلك يُعْرَف هذا النوع من الإخلاص في العمل بالأيسر.
  • من شروط الصيام المقبول أيضًا أن لا يتناول العبد الصائم أي نوع من الطعام ولا الشراب من وقت طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس، ويلزم أن يكون الصيام متوافقًا مع سنَّة وهدى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، فقد كان النبي يحرص على تناول وجبة السحور، وقال إن في السحور بركة، حيث أنه يقوي الجسم ويجعله قادرًا على ممارسة عمله وقت الصيام دون إجهاد أو تعب، وفي حالة عدم الرغبة في تناول الطعام وقت السحور، فيقوم العبد بتناول المياه على الأقل، كما يُشترط لقبول العمل الصالح وهو الصيام، أن يتبع العبد سنَّة الحبيب المصطفى في إفطاره، حيث كان رسول الله يُعَجِّل عند سماع أذان المغرب بالإفطار، فهي واحدة من هدى وسنن رسول الله، حيث كان النبي محمد يكسر صيامه مع أذان المغرب وقبل صلاته لهذا الفرض بتناول بعض الرُّطَب، فإن لم يكن متوفرًا، فكان يفطر على التَّمر، وفي حالة عدم وجوده أيضًا كان يتناول شرب المياه.
  • ثالث سنة من سنن رسول الله محمد صلَّى الله عليه وسلم وقت إفطاره أن يرجو الله عز وجل ويقوم بالإلحاح عليه بالدعاء قبل تناول الطعام، فللصائم دعوة لا تُرَدّ.

أوصاف تدل على قبول القيام

  • من الشروط اللازمة لقبول العمل الصلح في شهر رمضان الكريم كقيام الليل أن يكون خالصًا لله وحده ولا يكون له شريك فيه، ومن أفضل الأوقات التي يقوم فيها العبد الصالح بالصلاة وتكون أشد إخلاصًا هي الصلاة بعد منتصف الليل، حيث يؤدِّيها العبد بدون عَلَن أو رياء أو نفاق، فتكون صلاة سرِّيةٌ حتى إن رآها بعض الأشخاص المقرَّبين من الشخص، وهناك شروط يلزم فعلها حتى يقبل الله عزَّ وجل قيامك ومن أمثلة هذه الشروط هي:.
  • أن يكون العمل متوافقًا مع هدى رسول الله ومع سنَّته، فكان النبي محمد يقوم بصلاة القيام وقت الليل وكانت تتكون من ١١ ركعة، كان يُصَلِّي ركعتين ويسلِّم ثم ركعتين ويسلِّم، وهكذا حتى أن يصل لآخر ركعة وهي رقم ١١ ويختم قيامه بها، وكان يطيل في وقت الصلاة كما أنه كان يقوم بقراءة أجزاء أو سور طويلة من كتاب الله في صلاته.

دلالات استجابة دعاء اللهم تقبل صيامنا وقيامنا واجعلنا من عتقاء النار

هناك بعض العلامات التي يشعر وقتها العبد المسلم الصالح بقبول الله سبحانه وتعالى لطاعاته له مثل صيامه طوال نهار رمضان وقيامه وقت الليل من الشهر الفضيل، وفيما يلي سوف نقوم بشرح دلالات قبول الله عزَّ وجل لصيامنا وقيامنا، وأيضا شروط العتق من نار جهنم.

علامات تدل على قبول الله تعالى للصيام والقيام

  • الرَّغبة في القيام بالطَّاعة والقبول عليها بسرعة: عند القيام بالطاعة يشعر العبد براحة نفسيَّة وتذوَّقه متعة إرضاء الله.
  • الإحساس بوجود رابط قوي بينه وبين الله عزَّ وجل.
  • سرعة الإقبال عليه في أداء الفروض.
  • الإحساس بزيادة حسناته وأعماله الصالحة.
  • غفران الله له جميع ذنوبه وإرضاء الله عنه.
  • شعوره بتوفيق الله له عند أدائه للأعمال الصالحة وأنه أنعم عليه بذلك.

شروط العتق من النار في شهر رمضان

هناك عدة شروط يلزم فعلها وتتبُّعها لكي تفوز بناتج عملك الصالح وهو غفران الله تعالى لجميع ذنوبك وعتقك من نار جهنم، وتشمل هذه الشروط  ما يلي:.

  • أن يكون العمل الصالح وإيمانك خالصًا لله وحده سواء كان هذا العمل صلاة أو صيام أو زكاة أو حج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-:(مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَقَامَهُ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
  • أداء العبد صلواته الخمس في الجامع: يلزم للعتق من النار أن يحافظ العبد على أداء صلواته في مواعيدها وتكون جماعة في المسجد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَلَّى للهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ).
  • ضرورة الخشوع والبكاء في الصلاة من خشية الله: من يصلِّي فرضه ويشعر بخشوع منه لله سبحانه وتعالى وبكائه، فهو من السبعة المذكور في الدين الإسلامي أن الله سوف يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظلِّه، وهذا لمن يبكي في السر أكثر من بكائه في الصلاة أمام الناس أي في العلانية.
  • الالتزام بأوامر الله ورسوله، فمن يتبع أوامر الله ورسوله ويبتعد عن فعل كل ما نهوا عنه، فاز بالجنة ونعيمها، وغفران من الله.
  • محاولة الابتعاد عن فعل المعاصي وكل ما يحول بين العبد وربه: فكان هناك شخصٌ قتل ١٠٠ شخص وأراد أن يستغفر ربه ويتوب عن معصيته، فقرَّر أن يبحث عن عالم، وأمر العالم بمعالجة مرضه وهو القتل بأن يترك بلده ويغادر، وبالفعل قام الرجل بمغادرة أرضه حتى تاب عنه الله عزَّ وجل وعتق رقبته من نار جهنم.
  • الدعاء المستمر والإلحاح في طلبك لله تعالى أن يعتق رقبتك من النار: فمن أكثر الشروط التي يتم فيها قبول الله عتق العبد من نار جهنم، هي دعاؤه له وإلحاحه بالعتق، فردد دائمًا هذا الدعاء( اللَّهم أجرني من النار).
  • من يَرُدّ غيبة مسلم ويدافع عن شرفه وعرضه.
  • القيام طوال الليل في العشر الأواخر من شهر رمضان وانتظار ليلة القدر: فهي من أكثر الأيام التي يعتق فيها الله سبحانه وتعالى رقاب عباده من النار، وردد دائمًا في تلك الأيام( اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ كَريم تُحِبّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا).
السابق
متى تبدأ ليلة القدر ومتى تنتهي وفضائل ليلة القدر وسبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم ؟
التالي
ما هي علامات ليلة القدر كامله وعلامات ليلة القدر الصحيحة ؟

اترك تعليقاً