ديني

انواع الصدقات

أنواع الصدقات الجارية

يُطلق العلماء تسمية الوقف على الصدقة الجارية، ومن مجالات الصدقات الجارية:

  • تقديم الطعام للمحتاجين؛ فقد سُئِل النبيّ الكريم عن أيّ الإسلام خير، فقال:(تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ).
  • بناء بيوت الله، وفي الحديث: (مَن بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ له في الجَنَّةِ مِثْلَهُ). توزيع كتاب الله؛ القرآن الكريم.
  • بذل المال في سبيل نَشر العلم. حفر الآبار، وسقي الماء في أماكن مرور الناس ليشربوا منها.
  • إنشاء الطُّرق.
  • تشييد المكتبات التي ينتفع بها الناس.
  • تشييد السجون التي يُعاقب فيها الظالمون والمجرمون.
  • تشييد المدارس والمستشفيات.
  • وَقف البيوت في مكة المكرمة لنزول الحجاج.
  • إنشاء الفنادق التي تُخصَّص لنزول من انقطعت بهم السُّبل أثناء سفرهم، أو من لا يجدون مالاً لاستئجار المَسكن، مثل: اليتامى، والأرامل.
  • إنشاء المطاعم الشعبية التي تُوزّع الطعام على الفقراء، والمُحتاجين.
  • وقف الأرض لتكون مقبرة يُدفَن فيها موتى المسلمين، وتجهيز وسائل التكفين، وأماكن غسل الموتى.
  • إنشاء المُؤسسات التي تهتمّ بتزويج الشباب المسلم الذي لا يجد مؤونة النكاح.
  • رعاية الأمهات المُرضِعات، وتزويدهنّ بما يحتاجه أطفالهنّ من موادّ، كالحليب، والسكّر.
  • رعاية الحيوانات المريضة، والضعيفة.

أبسط أنواع الصدقة

كل معروف وإحسان صدقة

كما ورد في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: {كل سُلامى من الناس صدَّقة كلُّ يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدَّقة، والكلمة الطيبة صدَّقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدَّقة، ويميط الأذى عن الطريق صدَّقة}

ما هي الصدقة كيف أتصدق

مفهوم الصدقة

الصدقة في اللغة: قال ابن منظور في كتابه “لسان العرب”: “صدَّق عليه: كتصدَّق، فعّل في معنى تفعَّل، والصدقة: ما تصدَّقْت به على الفقراء، والصدقة ما أعطيته في ذات الله للفقراء، والمتصدِّق: الذي يعطي الصدقة، والصدقة: ما تصدَّقت به على مسكين”. وقال أحمد عطية الله في القاموس الإسلامي: الصدقة -بفتح الأول والثاني- ما يُعطى على وجه القربى لله دون إكراه، يقال: تصدَّق: أي أعطى الصدَّقة، فهو متصدق، وجمع صدقة: صدقات. وهي من الألفاظ التي وردت بصيغتي الفرد والجمع في سبعة عشر موضعًا في القرآن الكريم”. أما اصطلاحًا فالصدقة تأتي بمعنى العطيّة التي يُبتغى بها الثواب عند الله، فهي: إخراج المال تقرُّبًا إلى الله -سبحانه وتعالى-، وهي سدٌّ منيع بين المتصدق والسُّوء، ودافعةٌ لعظيم البلاء والشر، قال العلاّمة الأصفهاني: “الصدقة ما يُخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة كالزكاة، لكنّ الصدَّقة في الأصل تقال للمتطوع به، والزكاة للواجب، وقد يسمَّى الواجب صدَّقة إذا تحرّى الصدق في فعله.

كيفية الصدقة

الصدقة منهاج قويم بكافّة صورها وأشكالها، ودرجاتها، ومستوياتها مهما بلغت قيمتها؛ تبقى بسيطة لمن أعطى بمقابل ما نال من الله، ومهما تضاءلت نفعت وتضاعفت عند الله، وهي تطهير للمتصدق قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) [التوبة: 103]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مالٌ من صدقة)، وأينما وجدت أثمرت خيراً، وتكون بالطرق الآتية:

  • تتمّ الصدقة بإخراج المال مباشرة، أو شراء وتقديم ما يمكن أكله أو لبسه، أو استخدامه يسهّل أموراً صعبة، تكون أيضاً بالعطاء غير المباشر كوسطاء أو جمعيات خيرية، قال تعالى:(قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً)[إبراهيم: 31].
  • زيارة الأقارب وشراء ما يحتاجونه يعتبر صدقة وصلة رحم.
  • يمكن وضع طبق صغير فيه حبوب وطبق آخر فيه ماء للطيور، وإطعام الدواب.
  • الدعاء بالخير، حين لا نستطيع تقديم المساعدة.
  • الصدقة الجارية: وهي التي تستمر بعد موت العبد، ويدوم أجرها عليه؛ على سبيل المثال المساهمة في بناء مسجد أو مرفق أساسيّ من مدارس ومستشفيات سواء بالمال أو الجهد، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) [رواه مسلم].

أنواع الصدقات للمريض

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يداوي أصحابه بعدّة طرقٍ؛ منها: الصدقة عنهم، ولقد شرع للمسلمين أن يتصدّقوا عن مرضاهم بنيّة الشفاء بإذن الله، وعدّد العلماء أكثر من شكلٍ من أشكال الصدقة المشروعة عن المريض، وكلّها ذات فضلٍ وقبولٍ عند الله بإذنه، ومن الصدقات المشروعة بنية شفاء المريض:

  • الذبح بنية طلب الشفاء من الله.
  • الصدقة المطلقة بالمال.
  • إطعام الطعام، وسقاية الماء.
  • صنع المعروف بعمومه؛ كإغاثة الملهوف.
  • معاونة الأرامل والمرضى والفقراء.
  • التصدّق بالملابس.

الصدقة وفضلها

تكاثرت النصوص عن فضيلة الصدقة؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ﴾ [البقرة: 254]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون: 10].

ومن كرم الله تعالى وفضله أنه يرزقك المال، فإذا أنفقته في سبيله أخلفه الله عليك ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، وهذا الخُلْف من الله تعالى ورد عامًّا بقوله تعالى: ﴿ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾، وقد يتنوَّع هذا الخُلْف، فيكون صحَّةً، أو مالًا، أو صَلاحًا، أو إصلاحًا، أو دفْعًا لبلاء، أو غير ذلك من أنواع الخُلْف، فكُنْ من ذلك على يقين تامٍّ، فهذا اليقين سيدفعك بإذن الله تعالى إلى الإكثار من الصدقة في سبيل الله تعالى؛ عن أبي الخير قال: سمِعْت عقبة بن عامر رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ))، أو قال: ((حَتَّى يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ))، قال یزید: وكان أبو الخير لا يخطئه يوم، إلَّا تَصَدَّقَ بكعكة أو بفولة أو ببصلة.

إن من حقيقة الصدقة، أنك نقلت مالك من حساب الدنيا إلى حسابالآخرة؛ لا كما قد يتوَهَّم بعضُ الناس أنه خرج منك إلى غيرك، فهو ما زال لك، بل أصبح مُضاعفًا إلى أضعاف كثيرة، فهو مُدَّخَرٌ لك، مخلوف عليك.

ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، واعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الجَنَّةَ، وأنَّ أَحَبَّ الأعمالِ إلى اللَّهِ أَدْوَمُها وإنْ قَلَّ)) .

إن الصدقة الدائمة – ولو كانت قليلة – فهي في مجموعها كثيرةٌ، فهي كالنقاط المجتمعة حتى كانت سيلًا من الماء، ولا تستقل شيئًا من الصَّدَقة، فإن عدم الصَّدَقة أقلُّ من هذا القليل!

إن الصَّدَقة الخفيَّة هي إحدى صفات من كانوا تحت ظِلِّ العرش، فاحرص على إخفائها؛ ولكن إن كان هناك مصلحة من إظهارها؛ فقد قال تعالى: ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾ [البقرة: 271]، فكن من أهل الإخفاء، أو الإظهار كل بحسبه.

الصَّدَقة زكاة للمال، وزكاة للنفس، فهي طهارةٌ معنويةٌ للنفس، ونماء حسِّي للمال، وشعور بأحوال إخوانك المحتاجين، والجزاء من جنس العمل، والصَّدَقة نفع للآخرين، وتنفيس لكربهم، وإدخال للسرور عليهم، وذلك يتطلَّب مِنَّا استحضارها – مهما كانت قليلة – ليعظُم أجرُها، ولربما سبق درهمٌ مئة ألف درهم.

إن لم يفتح عليك في باب الصَّدَقات، فكن سببًا في بعض صدقات المتصدِّقين، فلربما تمت صدقات كثيرة كنت أنت سببها، وكتب لك مثل أجورهم.

فوائد الصدقة

للصّدقة فوائد جمّة تعود على صاحبها المتصدّق، وفيما يأتي بيانٌ لبعضها:

  • دعاء الملائكة لصاحب الصدقة، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (ما من يومٍ طلعتْ شمسُه، إلَّا وبجنبَيْها ملَكان يُناديان نداءً يسمعُه خلقُ اللهِ كلُّهم غيرَ الثَّقلَيْن: يا أيُّها النَّاسُ هلمُّوا إلى ربِّكم، إنَّ ما قلَّ وكفَى خيرٌ ممَّا كثُر وألهَى، ولا آبتِ الشَّمسُ إلَّا وكان بجنبَيْها ملَكان يُناديان نداءً يسمعُه خلقُ اللهِ كلُّهم غيرَ الثَّقلَيْن: اللَّهمَّ أعطِ مُنفِقاً خَلفاً، وأعطِ مٌمسكاً تَلفاً).
  • الطهارة من الخطايا والذنوب، وكفّ بلائها، حيث قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (والصَّدقةُ تُطفِئُ الخَطِيَّةَ كما يُطفِئُ الماءُ النَّارَ).
  • الشفاء من الأمراض، فبالصدقة يرفع الله -تعالى- المرض، وتلك وصيّة النبي -عليه السلام- للمسلمين، إذ قال: (دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ).
  • الوقاية والنجاة من النار، فقد أوصى النبي -عليه الصلاة والسلام- زوجته عائشة والمؤمنين جميعاً بالصدقة، فقال: (يا عائشةُ استَتِري من النَّارِ ولو بشقِّ تمرةٍ فإنها تسدُ من الجائعِ مسدَّها من الشَّبعانِ).
  • إطفاء حرّ القبر عن المتصدّق عند الموت، وتدّخر له الصدقة إلى يوم القيامة، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إنَّ الصَّدقةَ لتُطفيءُ عَن أهلِها حرَّ القبورِ، وإنَّما يَستَظلُّ المؤمِنُ يومَ القيامةِ في ظلِّ صدقتِهِ).
  • جلب البركة في المال لصاحبها، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ما نقُصتْ صدقةٌ من مالٍ).
  • الصدقة تنمّى عند الله -تعالى- إذا خرجت صادقةً لوجهه الكريم، فتكون رصيداً لصحابها يوم القيامة فيفرح إذ يلقاها، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ما تصدَّق أحدٌ بصدقةٍ من طيِّبٍ، ولا يقبلُ اللهُ إلا الطَّيِّبَ، إلا أخذها الرحمنُ بيمينِه، وإن كانت تمرةً، فتربو في كفِّ الرحمنِ حتى تكون أعظمَ من الجبلِ، كما يربي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلَه).
السابق
ما المقصود بعالمية الاسلام
التالي
صفات اولياء الله الصالحين

اترك تعليقاً