الاسره والمجتمع

بحث حول الفقر

بحث حول الفقر

يعتبر الفقرُ أحدَ الظّواهر الاجتماعيّة السّيئة والتي لها أسبابها ومسبّباتها التي يمكن معالجتها وحلّها للقضاء على هذه الظّاهرة، و هذا ما سنناقشه في هذه المقالة.

مفهوم الفقر

إن الفقر هو الحالة أو الوضع الذي يحتاج فيه الفرد أو المجتمع إلى الموارد الماليّة، والأسس الضروريّة للتمتُّع بأدنى مستوىً من الحياة والرفاهيّة الذي يعتبر مقبولاً في المجتمع الذي يعيش فيه.

ويعرّف الفقر في اللغة بأنّه الحاجة والعوز، والفقير هو من انكسر فقار ظهره، فانفقار الظهر انكسار فقاره، فكأنّ الفقير انكسر ظهره من شدة حاجته، فالفقير في الاصطلاح هو من لا يملك ما يكفيه من المال ولا يستطيع الكسب والعمل.

الفقراء والمحتاجين

إن الفقراء والمساكين يُعانون من ابتلاءٍ عظيم، وهو قلّة المال، وهذا يمنعهم من أن يعيشوا حياة الرفاهية التي يعيشها الأغنياء، كما أنّهم يمرّون بظروفٍ لا يعلم بها إلا الله تعالى، لهذا فإنهم يُعانون من انكسارة في قلوبهم، خصوصًا عندما يرون أن البعض يعيشون حياة فيها جميع الاحتياجات، بينما لا يجدون هم ما يسدّون به رمقهم، ولهذا فقد أمر الله تعالى بإعطاء الصدقات لهم والإنفاق عليهم، كما جعل لهم الحصة الأكبر في زكاة المال، وذلك لتقليل الفجوة بينهم وبين باقي أفراد المجتمع، وعلى الرغم من أنّ حياة الفقراء والمساكين صعبة في كثيرٍ من الأحيان، لكن الله تعالى أعدّ للصابرين منهم أجرًا عظيمًا.

ويحتاج الفقراء والمساكين إلى عطفٍ خاص، كما يحتاجون إلى الدعم المادي والمعنوي كي يشعروا بأنّهم جزءٌ مهم من كيان المجتمع، لهذا لا يجوز التخلي عنهم بأيّ حالٍ من الأحوال، ولا يجوز زرع إحساس العجز لديهم، كما أنّ الإنفاق عليهم هو حقٌ مكتسب، ولا يجوز التمنن عليهم به أبدًا، كما لا يجوز التمييز في إعطاء الصدقات أو الزكاة لهم، كالتمييز بينهم بسبب الجنس أو اللون أو غير ذلك، بل يجب الإنفاق عليهم بعدالة، وإعطاؤهم حقوقَهم كاملة كي يعيشوا حياةً كريمة بعيدة عن حياة البؤس والحرمان، فكثرة الآيات القرآنية الكريمة التي تذكر الفقراء والمساكين وتُشدد على حقوقهم، دليلٌ واضح على أنّ الله تعالى لا ينسى أحدًا من خلقه، وأنه يوزع أقداره وابتلاءاته بين عباده ليرى من يصبر ومن يكفر، ولهذا يجب أن يكون الجميع على قدر المسؤولية، وأن يمنحوا الفقراء والمساكين حقوقهم في أموال الصدقات والزكاة، لأنّ الله يُحب عباده المتصدّقين الذين يعطفون على بعضهم البعض.

طرق لمعالجة مشكلة الفقر

هناك العديد من الطرق العملية والناجحة لعلاج مشكلة الفقر، وهي على النحو الآتي:

  • السعي والعمل: الرزق مضمون ولكنّه لا يأتي لأحد إلّا من خلال السعي والعمل، فقد شجّع الدين الإسلامي الحنيف على العمل وامتهان العديد من المهن.
  • كفالة الأغنياء لأقاربهم الفقراء: فهذا كفيل بتحقيق التكافل الاجتماعي بينهم، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال صلة الأرحام.
  • الزكاة: حيث فرض الله تعالى للفقراء نصيباً من أموال الزكاة، حيث يقول الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
  • الصدقة: وتهدف لحل مشكلة الفقر، ونيل الثواب والأجر من الله تعالى.
السابق
اسباب حدوث سرطان الثدي من وجهة النظر العلمية
التالي
موجات مائيه تكونت بفعل حدوث زلزال تحت المحيط

اترك تعليقاً