الأمومة والطفل

تخثر الدم والحمل: أهم المعلومات

تخثر الدم والحمل: أهم المعلومات

تشهد مرحلة الحمل حدوث تجلط في الدم، ويكون ذلك كردة فعل طبيعية من الجسم لمحاولة تقليل خطر النزيف أثناء عملية الولادة وبعدها، إلا أنّ فرط تخثر الدم قد يكون سبباً في حدوث الجلطات الدموية وبالتالي يتسبب بالوفاة، ويُعزى تعرّض النساء للوفاة في فترة الحمل إلى العديد من الأسباب ومن أبرزها الجلطات الدموية، ويساهم إدخال المرأة الحامل إلى المستشفى خلال الثلث الأخير من الحمل في مضاعفة خطر إصابتها بالجلطات الدموية لتصل نسبة الخطورة إلى حوالي 100 ضعف مقارنة مع النساء غير الحوامل.

نسبة سيولة الدم الطبيعية للحامل

يُعرّف زمن البروثرومبين (Prothrombin Time Test) واختصاره PT، بأنّه الوقت اللّازم لتخثّر البلازما، وهي الجزء السائل من الدّم، ويُجرى تحليل زمن البروثرومبين عادةً للتأكد من فاعلية أدوية التخثّر أو عدم وجود مشاكل في تخثّر الدم لدى الشخص، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الأمراض، مثل أمراض الكبد والهيموفيليا (Hemophilia) قد تؤثر في نتائج هذا التحليل، وبشكلٍ عام، إنّ وجود خللٍ في زمن البروثرومبين يؤدي إلى نزيفٍ شديدٍ أو ظهور كدماتٍ في الجسم، وفي حال وجود نقصٍ في مستويات فيتامين ك، فإنّه لن يتم إنتاج البروثرومبين وعوامل التّخثر الأخرى في الدّم بالكميات المطلوبة، وفيما يأتي بيانٌ لزمن البروثرومبين الطبيعي للمرأة الحامل حسب فترة الحمل:

  • الثلث الأول من الحمل: 9.7 إلى 13.5 ثانية.
  • الثلث الثاني من الحمل: 9.5 إلى 13.4 ثانية.
  • الثلث الثالث من الحمل: 9.6 إلى 12.9 ثانية.

تجلط الدم وتأخر الحمل

يعد الحمل أحد أهم عوامل خطورة الإصابة بتخثر الدم، فالمرأة الحامل معرضةٌ لحدوث تخثرٍ خلال فترة الحمل وعلى امتداد أول 3 شهورٍ بعد الإنجاب، وقد يؤدي التخثر إلى حدوث تجلطاتٍ في أوردة الساقين والفخذ والحوض والذراعين بشكلٍ خاص؛ وذلك بسبب ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين، وازدياد الضغط على الأوعية الدموية حول الحوض مع تطور نمو الجنين وزيادة حجمه، كما أن خسارة الدم خلال الولادة وقلة الحركة طلبًا للراحة تقلل من حركة الدم وترفع احتمالية تكون الخثرات خلال أول 3 شهورٍ بعد الإنجاب، وهناك عدة عوامل أخرى تزيد من احتمالية الخثرات أثناء الحمل، وهي:

  • الحمل بعد عمر 35.
  • الوزن الزائد.
  • التدخين.
  • وجود ولادة قيصيرية سابقة.

أسباب تخثر الدم في المشيمة

من الأسباب الأساسية لحدوث تجلط الدم في المشيمة وجود الأجسام المضادة وارتفاع ضغط الدم، ويؤثر هذان السببان على غذاء الجنين أو يؤديان إلى ضعف الجنين أو وفاته وفي ما يأتي بعض أسباب تجلط الدم في المشيمة:

  • الأجسام المضادة: تصيب الأجسام المضادة المشيمة، وتعرف في هذه الحالة بمتلازمة الأجسام المضادة للفلوسفوليد وهي اضطراب تخثر الدم الذي يسبب تجلط الدم في الشرايين والأوردة ومضاعفات متصلة بالحمل كـالإجهاض وولادة جنين ميت، والولادة المبكرة، وتسمم الحمل، إذ تنتج هذه الأجسام المضادة لمهاجمة الدهون الفسفورية، ويؤدي ذلك مباشرةً إلى حدوث انسداد في المشيمة مما يؤثر تأثيرًا كبيرًا على تغذية الجنين وتنفسه، ويصف الطبيب في هذه الحالة جرعة قليلة من الإسبرين مع القليل من مادة الهيبرين المضادة لتجلطات الدم ثم يعطي هرمونات تساعد على تثبيت الحمل، وذلك كله يجب أن يحدث تحت إشراف الطبيب.
  • ارتفاع ضغط الدم للحامل: هو حدوث زيادة في معدل تدفق الدم في الشرايين والأوردة وبالتالي يمكن أن يحدث تجلط لهذا الدم ويتجمع في المشيمة، وهذا يتسبب في أذى الجنين أو تعرضه للموت، كما يؤثر في تغذيته وتنفسه.
  • مرض السكري: يؤدي مرض السكري إلى تجلط الدم في المشيمة وإما أن تنشأ هذه الحالات أثناء الحمل وإما تكون موجودة مسبقًا.
  • حجم الرحم : إذا كان حجم الرحم أصغر من الحجم القياسي فقد يكون أحد الأسباب وراء تجلط الدم في المشيمة، وفي هذه الحالة يكون التشخيص ممكنًا فقط بعد الحمل اعتمادًا على تطور النمو، وقد يولد الجنين قبل الموعد المحدد.

هل تخثر الدم يقتل الجنين

قد يترتب على حدوث تجلط الدم أثناء الحمل ظهور العديد من المضاعفات، نذكر منها ما يلي:

  • الإجهاض: أي موت الجنين في رحم الأم قبل بلوغه الأسبوع العشرين من الحمل.
  • ولادة الجنين ميتاً: أي موت الجنين بعد بلوغه الأسبوع العشرين من الحمل.
  • الولادة المبكرة: وتتمثل بولادة الطفل قبل بلوغ الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل.
  • ما قبل تسمم الحمل: (Pre-eclampsia)، وتشهد هذه الحالة حدوث ارتفاع في ضغط الحامل مصحوباً بأعراض أخرى، من أبرزها وجود البروتين في البول، والصداع الشديد، إضافة إلى حدوث اضطرابات في الرؤية.
  • تجلط دم المشيمة: إنّ حدوث جلطات دموية في المشيمة يؤثر في تدفق الدم إلى الجنين، وهذا بحد ذاته يحول دون وصول الكميات الكافية من الأكسجين والغذاء إلى الجنين.
  • تَخلف النمو داخل الرحم: (Intrauterine growth restriction)، ويتمثل بضعف نمو الطفل داخل الرحم.
  • قصور المشيمة: (Placental insufficiency)، وتتمثل هذه الحالة بعدم أداء المشيمة وظيفتها كما يجب، ممّا يتسبب بوصول كميات أقل من الأكسجين والغذاء مقارنةً بالكميات التي يحتاجها الطفل.
  • السكتة الدماغية: يمكن تعريف السكتة الدماغية (Stroke) على أنّها انسداد أحد الشرايين المُغذية للدماغ، مما يمنع وصول كمية كافية من الأكسجين والدم إلى الدماغ، أو قد تسبب انفجار الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ، وهذا بحد ذاته يؤدي إلى الموت أو إحداث ضرر كبير في الجسم.
  • التعرّض للنوبات القلبية: إذ إنّ حدوث الجلطات الدموية يؤثر في تدفق الدم والأكسجين إلى القلب وهذا ما يُلحق الضرر بعضلة القلب، وبالتالي تعرُّض عضلة القلب للتلف الدائم أو الموت.
  • الانصمام الوريدي الخثري: (بالإنجليزية: Venous thromboembolism)، وفي هذه الحالة فإنّ الجلطات الدموية تنتقل بين الأوعية الدموية لتؤثر في الأعضاء الحيوية من جسم الإنسان، بما في ذلك الدماغ، والقلب، والرئتين.
  • الخُثار: ويأخذ شكلين إما تجلط الأوردة العميقة (بالإنجليزية: Deep vein thrombosis) وإما تجلط الأوردة الدماغية (بالإنجليزية: Cerebral vein thrombosis).
  • الانصمام الرئوي: (بالإنجليزية: Pulmonary embolism)، إذ تنتقل الجلطة الدموية إلى الرئة في هذه الحالة، وهذا بحد ذاته يؤثر في مستوى الأكسجين الذي تعمل الرئة على إيصاله إلى أعضاء جسم الإنسان المختلفة، وقد يسبب ذلك تلف تلك الأعضاء.

ابر تجلط الدم للحامل

يعالج تخثر الدم خلال الحمل باستخدام الأدوية على النحو التالي:

  • استخدام الأدوية المضادة للتخثر، باستثناء الوارفارين نادرًا ما يستخدم، وغالبًا ما تعالج الحوامل مبدئيًا باستخدام الهيبارين غير المجزأ أو الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي، وذلك من خلال الحقن مرتين يوميًا به حتى بعد ولادة الطفل، وتكون الإبرة قصيرة جدًا ولا تتجاوز الطبقة الدهنية من الأنسجة تحت الجلد.
  • في بعض الأحيان، يوصى باستخدام الأسبرين للنساء الحوامل المعرّضات لخطر الإصابة بالجلطات، ومع ذلك لا ينصح باستخدام الأسبرين طوال فترة الحمل ولا ينصح باستخدامه بعد 32 أسبوعًا، لأن استخدامه بعد هذا الوقت يمكن أن يؤدي إلى مشاكل داخل الأوعية الدموية في قلب الطفل وزيادة خطر النزيف، وغالبًا ما تكون المراقبة الدقيقة مطلوبة خلال الفترة التي يتم فيها تناول الأسبرين تفاديًا لحدوث أية مضاعفات.

علاج تخثر الدم للحامل بالأعشاب

يوجد عدد من الأعشاب التي تساعد في علاج تخثر الدم أثناء الحمل ومنها:

  • الزنجبيل: يلعب الزنجبيل دورًا مهمًا في علاج تجلط الأوردة العميقة، لفعاليته في تكسير مادة الفايبرين التي تسببه، ويساعد في زيادة الحركة السلسة للدم، ويساعد أيضًا في منع ارتفاع الكوليسترول الذي يسبب تراكم اللويحات ويثبط الدورة الدموية، ومن الآمن تناول غرام واحد من الزنجبيل في اليوم للمرأة الحامل، ويمكن تقسيمه بين جرعتين إلى أربع جرعات.
  • الفلفل الحريف: يعد فلفل الحريف والمعروف بالفلفل الأحمر بأنه مخفف طبيعي للزوجة الدم، إذ يساعد في علاج تجلط الأوردة العميقة لاحتوائه على مركب الكابسيسين، الذي يمنع تجلط الدم، ويقلل أيضًا من مستويات الكوليسترول التي قد تكون سببًا لتجلط الدم، ويعد تناول الفلفل الحار مع الطعام آمنًا للمرأة الحامل أثناء الحمل، ولكن يجب تناوله باعتدال كما يمنع تناول حبوب مكملات الفلفل.
  • القرفة: تحتوي القرفة على مضاد تخثر طبيعي يسمى الكومارين، والذي يساعد في خفض ضغط الدم، ويعمل كمخفف للزوجة الدم، كما أنه يعزز الدورة الدموية ويمنع تجلط الدم، يمكن أن تساعد خصائص ترقق الدم في القرفة مرضى الجلطة العميقة في السيطرة على تخثر الدم عن طريق العمل كعامل مضاد للتخثر، ويعد تناول القرفة بشكل معتدل من قبل المرأة الحامل آمنًا أثناء الحمل ويجب الانتباه جيدًا وعدم تناول كميات كبيرة من القرفة لأنها تعمل على تحفيز تدفق الدورة الشهرية، ويمكن أن تؤدي الكميات الكبيرة إلى الإجهاض.
  • الكركم: يحتوي الكركم على أحد المكونات النشطة الرئيسية التي تسمى الكركمين، والتي تعمل على تثبيط مكونات التجلط، أو عوامل التخثر، لمنع تكون الجلطات، ويعد الكركم آمنًا أثناء الحمل عند استهلاكه بكميات معتدلة.
السابق
فوائد الكراوية للرضع
التالي
علاج الكحة عند الأطفال وقت النوم عالم حواء

اترك تعليقاً