أحاديث

تعريف الهداية وانواعها

تعريف الهداية وانواعها سنتطرق في هذه المقالة الى تعريف الهداية وانواعها ونبين لكم معنى تعريف الهداية وانواعها وكونها نعمة من الله حيث ان تعريف الهداية وانواعها يتمثل في عدة امور دعونا نرى ونتدبر تعريف الهداية وانواعها.

أولا مفهوم الهداية

الهداية في اللغة : تعني الدلالة والإرشاد.

الهداية في الاصطلاح : هي سلوك الطريق الذي يوصل الإنسان إلى غايته، وهي اتباع شرع الله.

وسمي اتباع شرع الله هداية ؛ لأنه يرشد الإنسان إلى الحق، ويبصره به، فيميز بين الخير والشر.

دعاء الهداية

نعمة الهداية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

فإن من أعظم نعم الله على عباده نعمة الهداية لهذا الدين، قال تعالى عن الأعراب: ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين ﴾ [الحجرات: 17].

 

وقال تعالى ممتنًا على نبيه بهذه النعمة: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].

 

وقال تعالى: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾ [الضحى: 7].

 

وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن زيد: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال للأنصار: “ألم أجدكم ضلالًا فهداكم الله بي؟!

 

وامتن الله على أهل الجنة بهذه النعمة، فقال سبحانه: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 43].

دعاء الهداية

مراتب الهداية في القرآن الكريم

ورد ذكر الهداية على عدّة مراتب في القرآن الكريم؛ فمنها الهداية العامّة لجميع النّاس، ومنها الخاصّة بفئة من النّاس، وفيما يأتي بيان مراتب الهداية:[٦] الهداية العامّة لجميع الكائنات؛ وهي أعمّ وأشمل الهدايات؛ إذْ هدى الله -تعالى- كلّ الكائنات لِما ينفعها من أمور الدّنيا وما يُبعدها عن الأمور الضارّة، فالله -تعالى- هدى الطيور والنّحل لتختار بيوتها في أعلى الجبال والشّجر، وهدى النّمل لكيفيّة تكّوين بيتها والخروج منه للبحث عن قُوتِها، وكذلك هدى كلّ كائن حيّ لِما فيه نَفْع ويكون سبيل راحته واستقامة عيشه، فقال: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى*الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى*وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى)،[٧] ومن أثر الهداية العامّة الفطريّة الشّاملة لكلّ مخلوقات الله -تعالى- تسّبيحه وذكره في كلّ وقت، حيث قال: (سَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرضُ وَمَن فيهِنَّ وَإِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَلـكِن لا تَفقَهونَ تَسبيحَهُم).[٨] هداية الدّلالة والإرشاد؛ وهذ المرتبة من الهداية أخصّ من المرتبة الأولى، وكُلّف بها الأنبياء والرّسل عليهم السّلام، وهذه الهداية إذا بلغت العبد أقامت عليه الحُجّة، ووصله ما يدلّل على أنّ الله -تعالى- هو الخالق والرازق المستحِقّ للعبادة والوحدانيّة، إذ قال الله تعالى: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)،[٩] وهذه المرتبة من الهداية لا تستلزم حصول التوفيق للعبد؛ لأنّ الحُجّة والدليل قائم فإن شاء آمن به وصدّقه واتّبعه وإن شاء شكّ به وابتعد عنه، وقد تجلّت هذه الهداية للأقوام السّابقة فبعضهم آمن بها واتبع نبيّه وبعضهم عرفها وأيقنها ثمّ تركها وكذّبها؛ ورد في القرآن الكريم: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)،[١٠] وأوزع الله -تعالى- في البشر ما يُعينهم على تصديق واتّباع الرّسل -عليهم السّلام- فرزقهم العقل والفِطرة السليمة. هداية التوفيق والإلهام؛ وهذه المرتبة أخصّ من المرتبة الثّانية، فهي خاصّة بالله -تعالى- بحيث لا يستطيعها نبيّ ولا مَلْك، فالله -تعالى- يرزقها لِمن يشاء من عباده، وهذه الهداية تستلزم وجود إرادة الله تعالى، واهتداء العبد للمرتبة الثّانية من الهداية، من اليقين والتصديق بالرّسل ومعجزاتهم والتسليم لأمر الله تعالى، قال الله تعالى: (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).[١١] الهداية إلى الجنّة أو إلى النّار يوم القيامة؛ وهي آخر مرتبة من مراتب الهداية، فمَن اتّبع هداية الله -تعالى- في الدنيا وهداه الله -تعالى-إلى الصّراط المستقيم؛ هُدي يوم القيامة إلى طريق الجنّة وتكون مستقرّ حياته فيها.

انواع الهداية

  • الهداية العامة: وهي الهداية المشتركة التي تكون لجميع الخلق، فالله -تعالى- أعطى كل شيءٍ صورته التي لا يشتبه فيها بغيره، وأعطى كل عضوٍ شكله وهيأته الخاصة، وأعطى كل موجودٍ خلقه ما يختصّ به، ثمّ هداه إلى ما خلقه له من الأعمال، وهذه الهداية تعمُّ الحيوان المتحرّك بإرادته إلى جلب ما ينفعه، ودفع ما يضرّه، وتعمّ كذلك هداية الجماد المسخّر لما خُلق له، فالجماد له هدايةٌ تليق به، وكذلك لكل نوعٍ من الحيوانات هدايةٌ تليق به، فالله -تعالى- هدى النحل أن تتّخذ من الجبال والأشجار بيوتاً، وهدى كل زوجين من الحيوان إلى التزاوج، والتناسل، وتربية الولد.
  • هداية البيان والدلالة: وهي هداية التعريف، فالله -تعالى- عرَّف عباده طريق الخير والشر، وطريق النجاة والهلاك، ولكنَّ هذه الهداية لا تستلزم الهُدى التام، فهي سببٌ وشرطٌ لا موجبٌ للهداية، ولهذا قد ينتفي الهُدى مع وجودها، فالله -تبارك وتعالى- أرسل الأنبياء؛ لإرشاد الأمم السابقة إلى طريق الهدى، ولكنهم استحبّوا الضلالة على الهدى.
  • هداية التوفيق والإلهام: وهي الهداية التي تستلزم الاهتداء، فلا يتخلّف الهُدى عنها، قال الله تعالى: (مَن يَهدِ اللَّـهُ فَهُوَ المُهتَدي).
  • غاية الهداية: وهي الهداية إلى الجنّة والنّار عندما يدخل أهل الجنة إلى الجنة، ويدخل أهل النار إلى النار.

 

قد ذكر العلماء أسباباً للهداية من أهمها:
1- الإيمان بالله، قال تعالى: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ (التغابن: من الآية11)
2- المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف: من الآية158)، وقال: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا (النور: من الآية54).
3- الحرص على تعلم الوحي والعمل بما علم منه، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً* وَإِذاً لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً (النساء: 66-68).
4- المواظبة على العبادات من صلاة وزكاة وصوم وغيرها، قال تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (التوبة:18) وعسى من الله واجبة كما قال ابن عباس.  مع المحافظة على البعد عن أسباب ضعف الإيمان.

 

علامات الهداية :

وبناءً على فهم الهداية المقصودة تستطيع أن تعلم علامات الهداية ، وكيف يعرف العبد أنه مهتد :
حيث يمكن أن نجمع ذلك في عبارة واحدة : وهي ما سبق من أنه إذا وجدت نفسك مقبلاً على توحيد الله والإيمان به ومحبته ، قائماً بالواجبات والفرائض معتنياً بالسنن والمستحبات ، مجتنباً للشرك وأهله ، ومبتعداً عن الكبائر ، تائباً من الصغائر ، فهذا كله دليل أنك على طريق الهداية إن شاء الله .

ثم بعد هذه العبارة الجامعة يمكن أن نذكر بعض العلامات التفصيلية ومنها :

1. إذا وجدت في قلبك اعتناءً وفي عقلك شغلاً في الاهتمام به المسألة فاعلم أن الله أراد بك خيراً حيث شغلك بما ينفعك ، فأنت على طريق الهداية .

2. إذا وجدت قلبك ينشرح ويرتاح إلى توحيد الله وذكره والإيمان به فاعلم أنك مهتد ، لأن الله قال ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) ، فالإنسان المهتدي تجده مطمئناً ساكناً من هذه الناحية .

3. إذا وجدت نفسك تطاوعك على الطاعة وتتشجع عليها فاعلم أنك مهتدٍ.

4. إذا وجدت نفسك تندم على ما وقع منها من ذنوب ومعاصٍ تتوب منها ، فاعلم أنك على طريق الهداية .

5. إذا كنت تكثر من دعاء الله الهداية وتسأله إياها بصدق وتجرد فاعلم أن هذا من أسباب الهداية ومن أدلة إرادة الله الخير والهداية لك .

6. إذا كنت حريصاً على طاعة الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم ، مبغضاً للشرك والكفر بريئاً منهم فاعلم أنك مهتدٍ .

 

 

 

  هداية البيان والارشاد والدلالة يملكها:

هداية البيان والارشاد والدلالة يملكها، بعث الله الأنبياء والرسل لهداية الناس إلى الطريق المستقين، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ودعوة الناس إلى عبادة الله، وحده لتكون حجة على الناس يوم القيامة، فلا يعذب الله أحداً من خلقه إلا بعد إرسال رسله لهم، وإنزال الكتب السماوية عليهم، حيث أمر الله رسله أن يدعو الناس بالحكمة، والموعظة الحسنة، فمن الناس من اتبع الرسل وآمنوا بهم ومنهم من كفر أجحد بالرسل. ويمكننا القول بأن هداية الدلالة، والبيان، والإرشاد هو أخص من الهداية العامة، فهي خاصة للأنبياء الذين كلفهم الله بتوصيل الرسالة، وللهداية فوائد تعود على صاحبها مثل الشعور بالطمأنينة، وعلوً المكانة بين الناس، وحماية النفس من الأخطاء، وزيادة في الرزق.

 

ـ موانع الهداية:


للهداية موانع كثيرة، أهمها:

1ـ الإعراض عن هداية الكتاب والسنة.

2ـ الإعجاب بالضالين، وتقليدهم والتمسك بما كانوا عليه.

3ـ الجهل بالشريعة، والإعراض عن تعلم العلم الشرعي، والعمل به.

4ـ فعل المنكرات، والسعي إليها.

5ـ مجالسة الفاسدين والمفسدين.

6ـ اتباع هوى النفس، وإهمال تزكيتها وعلاج أمراضها.

7ـ الإعراض عن التفكير في الدار الآخرة.
8ـ اتباع خطوات الشيطان، قال تعالى: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) فاطر / 6

9ـ التعصب للباطل، وتقليد الآباء.

10ـ عدم الإصغاء لنصح الناصحين.

(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

 

قصص عن الهداية

توبة شاب مسرف على نفسه على يد إبراهيم بن أدهم

روي أن رجلا جاء إلى إبراهيم بن أدهم، فقال له: يا أبا إسحاق إني مسرف على نفسي، فاعرض علي ما يكون لها زاجرا ومستنقذا لقلبي. قال: إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك معصية، ولم توبقك لذة.

– قال: هات يا أبا إسحاق

-قال: أما ا لأولى، فإذا أردت أن تعصي الله- عز وجل- فلا تأكل رزقه.

-قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه؟

-قال له: يا هذا، أفيحسن أن تأكل رزقه وتعصيه؟

-قال: لا، هات الثانية.

-قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئا من بلاده.

-قال الرجل: هذه أعظم من الأولى، يا هذا، إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له، فأين أسكن؟ قال: يا هذا أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟

-قال: لا، هات الثالثة.

-قال: إذا أردت أن تعصيه، وأنت تحت رزقه وفي بلاده، فانظر موضعا لا يراك فيه مبارزا له، فاعصه فيه.

-قال: يا إبراهيم كيف هذا وهو مطلع على ما في السرائر؟!

-قال: يا هذا، أفيحسن أن تأكل رزقه، وتسكن بلاده، وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهره به؟!

-قال: لا ؛ هات الرابعة.

-قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك، فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحا، وأعمل لله عملا صالحا.

-قال: لا يقبل مني.

-قال: يا هذا، فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه إذا جاء لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص؟!

-قال: هات الخامسة.

-قال: إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى النار فلا تذهب معهم.

-قال: لا يدعونني ولا يقبلون مني.

-قال: فكيفت ترجو النجاة إذا ؟!

-قال له: يا إبراهيم، حسبي، أنا أستغفر الله وأتوب إليه. ولزمه في العبادة حتى فرق الموت بينهما.

 

شرح الهداية

السابق
نتيجة الثانوية العامة
التالي
تعريف الهداية شرعا

اترك تعليقاً