التفسير

تفسير الآية ” فلا وربك لا يؤمنون “

القرآن هو أعظم نعمة منَّ الله علينا كمسلمين، فعلينا أن نعطي لهذه النعمة حقها على أكمل وجه، فالقرآن غذاء الروح، والمسلم يمكن أن يتغير من آية واحدة فقط تؤثر فيه وتكون هي المنجية له من فتن الدنيا وشهواتها، فلذلك حرصنا في هذا المقال عبر موقعنا الإلكتروني على أن نفسر آية من آيات القرآن ” فلا وربك لا يؤمنون ”  لعلها تكون المنجية سبب دخولنا الجنة.

أين ذكرت هذه الآية ؟

قد ذكرت آية “فلا وربك لا يؤمنون” في سورة النساء، وتعد هذه السورة من السور الطوال، وقد تجدها في المصحف العثماني السورة الرابعة بعد الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، وأيضًا تشتمل على 176 آية، ونزول هذه السورة في المدينة، والدليل على ذلك حديث البخاري رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها حيث قالت: “وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده”.

ما سبب تسمية سورة النساء بهذا الاسم ؟

كل سورة من سور القرآن تميزت باسم يميزها عن باقي السور، وهذا شيء عظيم ويدل على إعجاز القرآن، فنجد أن سورة النساء تشير إلى الأحكام الخاصة بالنساء، وهذا قول بعض العلماء أن سبب تسمية هذه السورة بالنساء لأنها ابتدأت بذكر النساء.

وهذا دليل على قدر المرأة في الإسلام غالي جدًا فقد اهتم الله سبحانه وتعالى بها، وأوصى رسولنا الكريم بهن، فما أعظم هذا الدين الذي يهتم بالضعفاء والفقراء والنساء، ولا يوجد دين آخر يهتم بشؤون المرأة غير الدين الإسلام، فالحمد لله على أننا مسلمين.

فالمرأة اليوم في الدول الغربية تهان وتذل، ومهما تقدمت هذه الدول، فلن نجد أعظم من ديننا الذي يعز الإنسان ويرفع قدره، ولكن للأسف نحن بأيدينا نهين أنفسنا ونهين نساؤنا بالتقليد الأعمى للغرب، فلا بد أن نعتز بديننا والمرأة المسلمة تفتخر بأن الإسلام حفظ حقوقها وألبسها لباس الحشمة حتى تكون غالية في أعين البشر، فلا تهيني نفسك أختي.

ما فضل هذه السورة ؟

والجدير بالذكر أن سورة النساء التي ذكرت فيها آية “فلا وربك لا يؤمنون” لها فضل عظيم، والدليل على ذلك هناك بعض الأحاديث التي وردت عن بعض الصحابة وهي الآتي:

  • فروى البخاري ومسلم رضي الله عنهما عن عبد بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: “اقرأ علي” قلت: يا رسول الله أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال: “نعم” فقرأت سورة النساء، حتى أتيت إلى هذه الآية (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا) قال: “حسبك الآن” فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان.
  • وحدث القاسم بن سلام في كتابه “فضائل القرآن” عن سعيد بن جبير قال: قال لي عمر بن رضي الله عنه: “من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة، كان أو كتب من القانتين).

مقاصد سورة النساء التي ذكرت فيها ” فلا وربك لا يؤمنون “

والجدير أن سور القرآن العظيم لها مقاصد، فالله عز وجل لم ينزل هذا القرآن بدون هدف أو مقصد للأمة، بل أنزل كل سورة لكي تعالج مشكلة ما يتعرض لها المسلم بل الأمة جميعًا، فلذلك هو دستور الأمة الإسلامية، ومن مقاصد سورة النساء الآتي:

  • المقصد الأول: التوحيد وإفراد الله تعالى بالربوبية والألوهية، وهذا هو أصل ديننا أن نخلص جميع أمورنا الباطنة والظاهرة لله تعالى.
  • المقصد الثاني: أوضحت أهمية العلاقات الأسرية، وكيفية بناء الأسرة بشكل منظم في المجتمع.
  • المقصد الثالث: أيضًا أوضحت أمور في غاية الأهمية، وهي أساس بناء الأمة الإسلامية من خلال حقوق الغير وهي أداء الأمانات إلى أصحابها، وإقامة العدل بين الناس، والرجوع إلى شرع الله العظيم.
  • المقصد الرابع: عدم أكل أموال الناس بالظلم و الافتراء والباطل، وعدم التعدي على أموال اليتامى بغير حق، وعدم التهاون في صلة الأرحام.
  • المقصد الخامس:  أوضحت هذه السورة أهمية الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله، والتحذير من التقاعد عن أداء هذا الواجب العظيم.
  • المقصد السادس: أوضحت أيضًا أن النجاة في الآخرة يكون من خلال الإيمان بالله عز وجل والعمل الصالح، ولا يكون عن طريق التسويف والأماني.

ما هو سبب نزول آية ” فلا وربك لا يؤمنون ” ؟

وردت بعض الأحاديث عن سبب نزول آية “فلا وربك لا يؤمنون”  فقد قيل أنها نزلت في الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلتعة، وقيل: أنه هو ثعلبة بن حاطب، وهذا الحديث ذكر فيه قصة نزول هذه الآية هو الآتي:

فقد قال حدثنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن أبيه : أنه كان يحدث: أنه خاصم رجلًا من الأنصار قد شهد بدرًا، إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة كانا يسقيان بها كلاهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير: اسق ثم أرسل إلى جارك، فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله إن كان ابن عمتك! فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للزبير : ” اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر” فاستوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير حقه.

وكان قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه سعة للأنصاري وله، فلما أحفظ الأنصاري رسول الله استوفى للزبير حقه في صريح الحكم . قال عروة : قال الزبير : والله ما أحسب هذه الآية أنزلت إلا في ذلك : “فلا وربك لا يؤمنون” رواه البخاري عن علي بن عبد الله عن محمد بن جعفر عن معمر، ورواه مسلم عن قتيب ، عن الليث، كلاهما عن الزهري.

تفسير آية “فلا وربك لا يؤمنون”

هناك عدة تفسيرات لهذه الآية العظيمة من عدة شيوخ كالشيخ السعدي، وابن كثير، والمختصر، والطبري وهكذا وهذه بعض التفسيرات التي ذكرت:

أولا: تفسير هذه الآية في المختصر

فهذا قسم من الله عز وجل لكي يكونوا صادقين لا بد أن يرجعوا إلى حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء في حياته أو بعد وفاته، وفي النهاية يرضون بحكم النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يشعروا في صدورهم بشيء من الضيق ولا شك في هذا الحكم، والتسليم التام سواء في الباطن والظاهر.

ثانيا: تفسير هذه الآية للشيخ السعدي

حيث بين الشيخ السعدي رحمه الله عليه أن الإيمان لم يتحقق إذا لم يحكموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حصل من الخلاف فيما بينهما، وهذا التحكيم ليس كافيًا فلا بد من انشراح الصدر وعدم التسخط والرضا والهدوء النفسي، ومع ذلك التسليم والانقياد التام للأحكام الشرعية، وفي النهاية أوضح الشيخ أن التحكيم من مقام الإسلام، والتسليم من مقام الإحسان، انتفاء الحرج والضيق من مقام الإيمان.

فضل قراءة آية “فلا وربك لا يؤمنون”

  • يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتحاكموا في جميع شئون حياتهم على ما أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
  • الرضا بأحكام الله وعدم التسخط عليها، وهذا هو الإيمان الحقيقي أن نقبل كل شرائع الدين الإسلامي في جميع أمورنا سواء الصغيرة أو الكبيرة، فالله تعالى يريد بنا اليسر ولا العسر، وهذا الدين رحمة لنا ونعمة عظيمة.
  • التسليم التام لأحكام وشرائع الدين الإسلامي.
السابق
دعاء اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك والعتق من نيرانك مكتوب كامل
التالي
رقم الغاء حجز الخطوط السعودية ورسوم الإلغاء واسترداد ثمن التذكرة

اترك تعليقاً