التفسير

تفسير سورة الفاتحة السعدي

تفسير سورة الفاتحة السعدي سورة الفاتحة هي فاتحة الكتاب، وهذا المقال مخصص لعرض تفسير سورة الفاتحة السعدي، حيث نتعرف على التفسير الذي وضعه لهذه السورة العظيمة وهي أعظم سور القرآن الكريم ومعرفة تفسيره ومقاصدها ومحتواها أمر واجب وفرض على كل مسلم ومسلمة، فهي السورة التي نصلي بها، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقعنا.

سورة الفاتحة

  • سورة الفاتحة سورة مكية من سور المثاني، سورة الفاتحة تتكون من سبع آيات فقط حيث أن عدد آيات الفاتحة سبعة مع البسملة مما يعني أن البسملة تحسب آية في السورة، نزلت سور الفاتحة بعد سورة المدثر.
  • توجد سورة الفاتحة في الجزء الأول من القرآن وهي فاتحة الكتاب، وبعدها نجد سورة البقرة أطول سور القرآن الكريم، كما انها توجد في الحزب الأول والربع الأول.
  • الفاتحة هي السورة الأولى في ترتيب المصحف، تبدأ سورة الفاتحة باسلوب الثناء ” الحمد لله”، ولم يذكر لفظ الجلالة في السورة إلا مرة واحدة في الآية الأولى وهو علامة على توحيد الألوهية كما نوضح فيما بعد.

أسماء سورة الفاتحة

سورة الفاتحة من أكثر السور التي لها أسماء في القرآن الكريم، يطلق عليها ما يلي:

  • أم الكتاب.
  • أم القرآن.
  • الوافية.
  • فاتحة الكتاب.
  • سورة الشفاء.
  • الكافية.
  • سورة الحمد.
  • السبع المثاني.

فضل سورة الفاتحة

  • سورة الفاتحة لها فضل عظيم، الحقيقة أن كل سورة وكل آية في القرآن لها فضل عظيم، ويتضح فضل سورة الفاتحة في حديث شريف منتشر ومعروف عند أهل السنة.
  • حيث ذكر عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما جبريل قاعد سمع نقيضاً من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك.
  • فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك ؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.
  • قال أيضاً: ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته.

تفسير سورة الفاتحة السعدي من الاية 1 الى الآية 4

قام السعدي تفسير سورة الفاتحة بشكل تفصيلي وواضح ونتناول فيما يلي:

  • بِسْمِ اللَّه، هي اول كلمة في سورة البقرة وتعني ان أي شئ يكون بداية باسم الله تعالى, لأن لفظ اسم هو اسم مفرد مضاف، يعم جميع الأسماء الحسنى، اللَّهِ هو المعبود الرب المستحق لإفراده بالعبادة.
  • الله كلمة لا تطلق إلا على الله لما اتصف به من صفات الألوهية، حيث ان لله وحده صفات الكمال.
  • الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اسمان يعني كل منهم ان الله ذو الرحمة الواسعة الكبيرة والعظيمة، رحمة الله هي التي وسعت كل شيء، الرحمة كتبها الله للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله والمؤمنين.
  • هناك البعض له صفة الرحمة المطلقة مثل الأنبياء والمرسلين، وهناك من عداهم الله فلهم نصيب منها.
  • من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها أن الإيمان لابد أن يكون بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات، على من يعبد الله ان يكون مؤمن به، الله هو الرحمن الرحيم ذو الرحمة المتعلقة بالمرحوم.
  • النعم كلها في الحياة أثر من آثار رحمة الله علينا، يقال في العليم: إنه عليم ذو علم, يعلم [به] كل شيء، كما يقال إنه قدير ذو قدرة يقدر على كل شيء.
  • الْحَمْدُ لِلَّهِ، ثناء على الله بصفات الكمال وثناء بأفعال الله الدائرة بين الفضل والعدل، الله هو الذي له الحمد الكامل.
  • رَبِّ الْعَالَمِينَ، قال السعدي ان الرب هو المربي لجميع العالمين، الله هو من خلق الناس وخلق السموات والارض وهو من خلق النعم العظيمة، لا يمكن البقاء في اي من النعم الا بأذن الله.
  • تربية الله تعالى للخلق نوعان: تربية عامة وتربية خاصة، أما التربية العامة فهي التي تكون من الله لكل المخلوقين، الله يقوم برعاية الناس ورزقهم وهدايتهم.
  • التربية الخاصة هي تربية الله لأوليائه، الله يربي والمرسلين والأولياء بالإيمان ويوفقهم له، الله هو من يدفع عن أوليائه الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه وهي تربية توفيق وعصمة.
  • قوله في سورة الفاتحة { رَبِّ الْعَالَمِينَ } تدل على انفراد الله بالخلق والتدبير، هو من يعطي النعم وهو من لديه كمال غناه وتمام فقر العالمين يكون إليه وحده.
  • الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، الله تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة، للمتقين المتبعين والأنبياء والرسل الرحمة المطلقة، ومن عداهم لهم نصيب من رحمة الله.
  • مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، المالك هو من له الملك، الله هو الحاكم هو من يأمر وينهى ويثيب ويعاقب، لله وحده جميع أنواع التصرفات، وأضاف الله الملك ليوم الدين، حيث ان يوم الدين هو يوم القيامة.
  • يود الدين هو اليوم الذي يدان الناس فيه الناس بأعمالهم، يوم الدين يكون الناس أمام الأعمال التي قاموا بها في الدنيا، يحاسبهم الله على خيرها وشرها، لأن في ذلك اليوم يظهر الحق.
  • في يوم الدين يعرف الناس الله حق معرفته، هو يوم تمام الظهور ويعرف الناس في يوم القيامة كمال ملكه وعدله وحكمته وانقطاع أملاك الخلائق.
  • في يوم الدين يستوي الملوك والرعايا والعبيد والأحرار، كل البشر يكونوا فقط خاضعون لعزة الله وجلالته، كل الناس راجون ثوابه خائفون من عقابه.

تفسير سورة الفاتحة السعدي من الاية 5 الى النهاية

  • إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، انت الله الذي نخصك وحدك بالعبادة ومنك فقط الاستعانة، هنا يوجد تقديم المعمول ويفيد الحصر وإثبات الحكم ونفيه عن غيره.
  • نعبد الله ولا نعبد غيرك ونستعين بك ولا نستعين بغيرك، في الاية يوجد تقديم وتأخير، العبادة جاءت في البداية ثم الاستعانة وهذا يدل على اهمية تقديم العام على الخاص، لأن العبادة هي حق الله ولابد ان تكون مقدمة على حق العباد في الاستعانة.
  • العبادة، اسم جامع لكل ما يحبه الله، حيث أن العبادة تكون بالقلب والجوارح، لابد ان يفعل العباد الأعمال الصالحة وأن يلتزم والأقوال الظاهرة والباطنة التي ترضي الله.
  • الاستعانة تعني الاعتماد على الله تعالى، كل إنسان لا يملك لنفسه جلب المنافع ودفع المضار، الأمر كله بيد الله علينا أن نثق في الله مع القيام بعبادة الله لأنها الوسيلة للسعادة الأبدية والنجاة من النار.
  • تكون العبادة عبادة بحث عندما تكون مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القصد من العبادة هو ابتغاء وجه الله، بهذين الأمرين تكون عبادة.
  • ذكر الاستعانة بعد العبادة في الاية مع دخولها فيها بسبب ان العبد يحتاج إلى الاستعانة بالله تعالى ليقوم بالعبادة، بدون اعانة الله لم يحصل ما يريده الإنسان ولا يستطيع ان يوفق الى عمل الخيرات والبعد عن النواهي.
  • اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، قال تعالىاهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ معناه دلنا وأرشدنا، الله هو من يلهمنا التوفيق، الصراط المستقيم هو الطريق الواضح لله هو طريق معرفة الحق.
  • الهداية إلى الصراط من أهم ما يرشدنا له دين الإسلام، علينا الالتزام بطريق الهداية وترك ما سواه والهداية في الصراط عامة تشمل جميع التفاصيل الدينية، علينا أن يكون لدينا طريق نفهم به الحث في العلم والعمل.
  • اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ دعاء من أجمع الأدعية، حيث انه يجمع بين كل الفوائد لان الصراط المستقيم به كل الخير والهداية والمنفعة، وجب على الإنسان أن يدعو الله بهذا الدعاء ويقول دائمًا اللهم اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ في كل صلاة وفي كل وقت وكل ركعة.
  • صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ، الصراط المستقيم هو صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، الله انعم على النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
  • غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، هم القوم الذين عرفوا الحق وتركوه مثل اليهود ونحوهم، وغير صراط الضَّالِّينَ، الذين تركوا الحق بسبب جهل مثل النصارى ونحوهم.

مقاصد سورة الفاتحة

سورة الفاتحة على الرغم من أنها سورة موجزة وقصيرة إلا أنها احتوت على ما لم تحتو عليه أي سورة أخرى من سور القرآن، هنا نتعرف على مقاصد سورة الفاتحة:

  • تضمنت سورة الفاتحة أنواع التوحيد الثلاثة، وهم توحيد الربوبية ثبتت في قوله: { رَبِّ الْعَالَمِينَ }، وتوحيد الإلهية حيث إفراد الله بالعباد في لفظ: { اللَّهِ } و { إِيَّاكَ نَعْبُدُ }، وتوحيد الأسماء والصفات.
  • تضمنت سورة الفاتحة إثبات النبوة، يتضح في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }، وتتضمن إثبات الجزاء على الأعمال في قوله: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } حيث ان الجزاء يكون بالعدل.
  • تضمنت السورة إثبات القدر، ووضحت أن العبد هو الفاعل خلافًا للقدرية والجبرية.
  • تضمنت سورة الفاتحة الرد على أهل البدع والضلال، حيث جاء في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ مما يدل علي لزوم معرفة الحق والعمل به.
  • تضمنت معاني الإخلاص في الدين واخلاص العبادة والدين لله عز وجل، حيث جاء في قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }.
السابق
تجربتي مع الاستغفار والرزق
التالي
من هو خطيب الأنبياء؟

اترك تعليقاً