عبادات

تكبيرات عيد الفطر

تكبيرات عيد الفطر من الشعائر الأساسية التي تقام احتفالًا بهذا العيد، عيد الفطر هو العيد الأول للمسلمين الذي قد كافئ الله به عباده الصالحين ممن أدوا فريضة الصيام، لهذا العيد مكانه كبيرة جدً لدى المسلمين ويكون له العديد السمات الخاصة بهذا العيد ومن أهمها التكبيرات، لذلك سنقوم بالإجابة على سؤال متى يبدأ التكبير في عيد الفطر ومتى ينتهي؟ هنا في موقعنا.

تكبيرات عيد الفطر

التكبير في العيدين الأضحى والفطر من السنن المؤكدة والتي تعتبر من أهم شعائر العيد، يأتي عيد الفطر بعد شهر رمضان، وقد شرع الله لعباده أن يكبروا به فقال تعالى: ” وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” سورة البقرة، الآية 185، عندما ذكر الله في كتابه العزيز ولتكبروا الله كان المقصود بها هنا أن تعظموه في قلوبكم وألسنتكم، ومن هنا أتى لفظ التكبير.

هذه السنة مشتملة على الرجال والنساء معًا سواء في البيت أو في المنزل، الرجال يجهرون بها والنساء يسرون به؛ لأن صوت المرأة يجب أن يخفض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: ” من نابَهُ شيءٌ في صلاتهِ فليقُلْ سبحانَ اللهِ إنما التصفيقُ للنساءِ والتسبيحُ للرجالِ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يبدأ التكبير لعيد الفطر المبارك من غروب شمس آخر يوم في شهر رمضان الكريم، وينتهب بالصلاة أي عند شروع المسلمين في الصلاة فذلك إشارة لانتهاء التكبيرات.

قول الإمام الشافعي في وقت تكبيرات عيد الفطر

قد قال الإمام الشافعي أن عندما جاء في كتاب الله العزيز “ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” أنه سمع من أهل العلم القرآني أن لتكملوا العدة مقصود بها عدة شهر رمضان أي آخر يوم في الشهر.

فقد قال الإمام الشافعي في الأم: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي شَهْرِ رَمَضَانَ : ( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) فَسَمِعْت مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ يَقُولَ : لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ عِدَّةَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَتُكَبِّرُوا اللَّهُ عِنْدَ إكْمَالِهِ عَلَى مَا هَدَاكُمْ, وَإِكْمَالُهُ مَغِيبُ الشَّمْسِ مِنْ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ.

ثم قَالَ الشَّافِعِيُّ:

فَإِذَا رَأَوْا هِلالَ شَوَّالٍ أَحْبَبْتُ أَنْ يُكَبِّرَ النَّاسُ جَمَاعَةً , وَفُرَادَى فِي الْمَسْجِدِ وَالأَسْوَاقِ , وَالطُّرُقِ , وَالْمَنَازِلِ , وَمُسَافِرِينَ , وَمُقِيمِينَ فِي كُلِّ حَالٍ , وَأَيْنَ كَانُوا , وَأَنْ يُظْهِرُوا التَّكْبِيرَ , وَلا يَزَالُونَ يُكَبِّرُونَ حَتَّى يَغْدُوَا إلَى الْمُصَلَّى , وَبَعْدَ الْغُدُوِّ حَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ لِلصَّلاةِ ثُمَّ يَدَعُوا التَّكْبِيرَ . .

ثم روى عن سعيد ابْن الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ وَأَبي سَلَمَةَ وَأَبي بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أنهم كانوا يُكَبِّرُونَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ فِي الْمَسْجِدِ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ .

وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا كَانَا يَجْهَرَانِ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ يَغْدُوَانِ إلَى الْمُصَلَّى .

وعن نَافِع بْن جُبَيْرٍ أنه كان يَجْهَرُ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ يَغْدُو إلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ .

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَغْدُو إلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ إذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ ثُمَّ يُكَبِّرُ بِالْمُصَلَّى حَتَّى إذَا جَلَسَ الإِمَامُ تَرَكَ التَّكْبِيرَ اهـ باختصار.

وقت التكبيرات في المذاهب الفقهية المختلفة

قد اختلف العلماء والفقهاء حول وقت تكبيرات عيد الفطر ولكن كانت جميع الآراء صحيحة ولكن كان هناك بعض الفروق بين كل مذهب والآخر ومن هذه المذاهب:

المذهب الحنبلي

في هذا المذهب يكون هناك تشريع للتكبير المطلق، وقد استندوا إلى ذلك بالعديد من الأدلة من قوله تعالى: “ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” فقد ذكر الله في هذه الآية الكريمة العدة ثم التكبير أي الانتهاء من الصوم ونهاية الشهر والشروع في التكبير، وقد اعتمدوا في تفسيرهم على أن تكبيرات عيد الفطر من الشعائر الأساسية في الإسلام والسنة أي هي شعائر مطلقة غير مقيدة.

لهذا المذهب فكر آخر وهو مشروعية التكبير المقيد ليلة عيد الفطر، وأن الوقت المشروع لتكبيرات عيد الفطر هو من غروب شمس لية العيد أي آخر يوم في شهر رمضان الكريم، إلى أن ينتهي الإمام من خطبة العيد، والمتعارف عليه في هذا المذهب أن التكبيرات تبدأ عن رؤية الهلال وتستمر إلى أداء صلاة العيد.

المذهب الحنيف

يرى الأئمة القائمين على هذا المذهب أن التكبيرات قبل صلاة العيد غير مذكورة في السنة بالتغاضي عن المكان أو الطريقة وذلك يعني أن لا اختلاف إن كان هذه التكبيرات سرًا أو جهرًا وفي البيت أم في المسجد، وقد جاءوا بأن التكبيرات الخاصة بعيد الأضحى وعيد الفطر لا تختلف كثيرًا إلا أن عيد الأضحى تكون التكبيرات جهرًا في الطريق أما في عيد الفطر المبارك يختلف في هذا.

المذهب المالكي

يشرع هذا المذهب التكبيرات في يوم العيد ولا يشرعها في ليلته، وذلك استنادًا إلى أن التكبيرات شيء خاص بالعيد لا غيره من الأيام، فتكون التكبيرات في اليوم نفسه ولا يشترط أدائها بعد كل صلاة، ويقوم المسلم بالتكبير في طريقه للمسجد لأداء الصلاة ويستمر في التكبير إلى أن يصعد الإمام على المنبر ليبدأ الخطبة فيتوقف عن التكبير.

المذهب الشافعي

يشرع هذا المذهب التكبير المطلق أي لا يقيده وقت معين فيسمح للمسلم أن يكبر في أي وقت يريده وفي أي مكان سواء كان في البيت أو في المسجد، أما التكبير المقيد فهو يلزم المسلم بالتكبير بعد الصلوات المفروضة فقط فهذا النوع من التكبير يرى علماء هذا المذهب به وهو أن التكبير المقيد في عيد الفطر سنة مثل التكبير المطلق، ومنهم من يقول أن التكبير المقيد ليس بسنة لأنه لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا النوع من التكبير لما يرد على أحد من الصحابة ولكن ورد في الشعائر الخاصة بعيد الأضحى.

قد اتفق الأئمة القائمين على المذاهب الفقهية الأربعة أنه لا يوجد تكبير مقيد بعد الصلاة في عيد الفطر لأن ذلك لم يرد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصاحبة التابعين ولو كان هذا الشيء مشروع لفعلوه وتناقل بينهم.

صيغة التكبيرات

يتم لفظ التكبيرات بالصيغة الآتية:

(الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلة، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرين، اللهم صلى على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا)

السابق
كيفية صلاة عيد الفطر في المنزل وصفة صلاة الفطر
التالي
عدد أيام عيد الفطر 2021 شرعا

اترك تعليقاً