الأسرة في الإسلام

حق الطفل في الاسلام

مكانة الطفل في الإسلام

معنى الطفل لغة:
مما جاء في معنى الطفل لغة، وهو: طفل طفولة وطفالة ومعناه رخص ونعم ويقال: طَفْلة: رفق به.. ومما جاء عن العرب قولهم: طفل الراعي الابل، اذا رفق بها في السير حتى تلحقها اطفالها..
ويقال: اطفلت الأنثى: يعني صارت ذات طفل.
اما قولهم: تطفل فلان فتعني: تخلق بأخلاق الاطفال..
وتوصف الريح اللينة الهبوب بأنّها ريح طفل: أي لينة الهبوب
يقال عن الشمس: اطفلت الشمس: أي احمرت عند الغروب.
وطفّل الرجل (بتشديد الفاء): صار طفيليا، والطفيلي الذي يدخل وليمة ولم يدع اليها، نسبة الى رجل يدعى (طفيل)..
والطفل بكسر الاول يأتي بمعنى الحاجة، وسقط النار أي شررها.

ما تأمر به الشريعة الاسلامية:
تأمرنا الشريعة الاسلامية السمحة بأن نعامل الطفل معاملة لطيفة شفافة، ونرعاه رعاية صحيحة…
وكذلك ما جاء في أحاديث الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وكذلك أقوال ائمة أهل بيت النبوة عليهم السلام.
وحينما تكون الرعاية صحيحة، فأننا سنهيئ لبنة صحيحة سليمة لبناء مجتمع سليم معافى.. لأن العناية في الطفل مكانها عناية ببناء المجتمع نفسه بناء صائبا.
ومن الطريف ان نذكر ما تؤكد عليه الدراسات التربوية، وعلم نفس الطفل من ان الطفل لا يتمكن من توجيه نفسه الوجهة الصحيحة دون ان يكون هناك من يسهر على هذا التوجيه ويرعاه رعاية علمية سليمة وفق المبادئ الاسلامية الصحيحة التي نراها تولت هذه الناحية التربوية المهمة منذ اللحظات الاولى في سيرة الطفل التكوينية والتقويمية اضافة الى عواطف الوالدين التي تعد المادة الحيوية الاساس في توجيه حياة الطفل توجيها صحيحا وتقويمه تقويما لا اعوجاج فيه، ويمكن ان نستشف ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه واله وهو يخاطب المرأة المسلمة التقية المتمثلة بزوجته ام سلمة رضوان الله تعالى عليها قال صلى الله عليه واله: فإذا رضعت كان لها في كل مصة من ثديها، كعدل عتق محرر من ولد اسماعيل.. ويضيف صلى الله عليه واله قائلا: (فإذا فرغت من ارضاعه ضرب ملك كريم على جنبها وقال: استأنفي العمل فقد غفر لك..)
يلفت الرسول صلى الله عليه واله نظر المرأة الى أهمية دورها بعد الرضاعة.. ويؤكد صلى الله عليه واله على ان دورها كأم لا ينتهي فهو المرحلة الاولى في سبب نيلها درجة (الهائم القائم المجاهد).
أما المرحلة الثانية التي تأتي بعد الحمل والرضاعة فيذكرها الرسول صلى الله عليه واله بان لها من الثواب ما يقابل عتق رقبة مؤمنة كما ويغفر الله ذنوبها.. فلذلك عليها ان تستكمل عملها بعد ان غفر الله تعالى لها، كما يقول صلى الله عليه واله: (استأنفي العمل فقد غفر الله لك).
ويمضي الرسول صلى الله عليه واله في حديثه هذا بأن على المرأة ان تتولى بنفسها تغذية المولود، وأن الأم حينما تضم طفلها الى صدرها بحنان الامومة فإن هذا يوثق الصلة الحميمة بين الام وطفلها فتشد اواصر العطف والمحبة بينها وبين طفلها..

خطبة عن حقوق الطفل في الإسلام

حقوق الطفل في الإسلام pdf

اضغط هنا لتحميل ملف حقوق الطفل في الإسلام

أحاديث عن حقوق الطفل

  • قال رسول الله: «تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ: عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا: حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا: حَرْبٌ وَمُرَّةُ»
  • قول رسول الله: «إِذَا اسْتَهَلَّ الْمَوْلُودُ وُرِّثَ»
  • قال رسول الله: «مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَفْعَلْ عَنِ الْغُلاَمِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ»

حقوق الطفل في الإسلام قبل ولادته

حسن اختيار الزوجين

من أهم الحقوق التي أهتم بها الإسلام اختيار الزوجين حيث بُنِي على أساس الدين و الخلق.

يقول الإمام الماوردي:”من أول حق الولد على أبيه:أن ينتقي أمه، ويتخير قبل الاستيلاد منهن الجميلة الشريفة الديّنة العفيفة، العاقلة لأمورها، المرضية في أخلاقها، المجرّبة بحسن العقل وكماله، المواتية لزوجها في أحوالها”.

ايضاً أهتم الاسلام بسلامة الجنين من أصابتة بأمراض وراثية فقد نهى عن زواج الأقارب فقال رسول الله:” أعربو لا تضووا” “أي تزوجوا الغرائب” .

وحدة العقيدة بين الأب والأم

حرم الإسلام على المؤمنين الزواج بمشركات وورد هذا التحريم في سورة البقرة آية (221) { وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ}

وفي هذا يدل على الحق الذي منحه الأسلام للطفل بأن ينشئ في جو أسري آمن بعيدا عن خلافات الوالدين .

تأجيل إقامة الحد على المرأة الحامل حتى تضع حملها وترضعه

وهنا حمى الإسلام الجنين وهو في بطن أمه لأنه في موت الأم موت للجنين.

” وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة الغامدية التي أقرت بالزنى وطلبت العقوبة للتكفير :(اذهبي حتى تضعيه)

فذهبت حتى وضعته وفي أول يوم أتت به وقد لفَّته في خرقة (قطعة من القماش)

وقالت : يا رسول الله طهرني من الزنا، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى طفلها، وقلبه يتفطر عليه ألمًا وحزنًا، من يُرضع الطفل إذا أقمنا عليها الحد ؟! من يقوم بشؤونه؟!

فقال لها : ارجعي وأرضعيه فإذا فَطَمْتيه فعودي إليّ فذهبت إلى بيت أهلها .

وما يزداد الإيمان في قلبها إلا رسوخا

فأرضعت طفلها حتى فطمته،

وتأتي به وفي يده قطعه خبز يأكلها، ثم قالت : يا رسول الله قد فطمته فطهرني

فأخذ صلى الله عليه وسلم طفلها وقال : ” من يكفل هذا وهو رفيقي في الجنة كهاتين “.واشار بإصبعيه السبابه والوسطى ويؤمر بها فتدفن إلى صدرها ثم ترجم “.

حقوق الطفل في السنة النبوية

وقد جاء الباب الثالث بعنوان: (حقوق الطفل بعد الولادة حتى نهاية زمن الطفولة)، وقسمه الباحث النابه د. محمد سعد عبدالمعبود إلى فصلين: الأول: حقوق الطفل من بعد ولادته إلى فطامه، ويشمل: حق الطفل في التكريم، وذلك من خلال السلام عليه، وتكنيته، وإردافه على الدابة، والدعاء له، وإمامته في الصلاة، واصطحابه في مجالس الكبار، والإهداء له، والإسرار إليه، وتخييره في اختيار الحاضن، وأيضا حق الطفل في الحنو والعطف عليه، ورحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) بالأطفال وذلك من خلال: تقبيلهم، وتجوّزه في الصلاة عند سماع بكائهم، بل وحمله (صلى الله عليه وسلم) للأطفال، ومسحه على رؤوسهم وخديهم، ورحمته عليه الصلاة والسلام باليتيم، بل فوق ذلك رحمته (صلى الله عليه وسلم) بخادمه. كما تناول الباحث د. محمد عبدالمعبود قضية مهمة وهي قضية المساواة بين الأطفال الذكور والإناث، وعدم التمييز بينهم بسبب الجنس، وأن هذه التسوية في كل شيء في الهبات والعطايا، بل في النظرات والقبلات، وختم الفصل بأحقية الطفل في أن يعيش في بيئة صحيحة، وأن يتوافر له في هذه البيئة قدوة حسنة يقتدي بها وتحافظ على عقيدته وتعوده العبادات، وتحثه على التخلق بالأخلاق الحميدة من تعويده الصدق، وحفظ الأسرار، وإزالة الأذى من الطريق، والإنفاق في سبيل الله. أما الفصل الثاني: حقوق الطفل من بعد الفطام إلى نهاية سن الطفولة، فتضمن: حق الطفل في حسن المعاملة ورعاية الجوانب النفسية للطفل، وذلك من خلال عدم التفريق بينه وبين أحبته، وتأمين الطفل الخائف، وحسن معاملة الخادم الصغير، وعيادته إذا مرض، وحق الطفل في اللعب، وذكرت الدراسة نماذج من لعب النبي (صلى الله عليه وسلم) مع الأطفال، ولعب السلف الصالح مع أطفالهم، وأيضا حق الطفل في النفقة، وأنها تجب على الأب، ثم الأم، فالأقارب، فالمسلمين متمثلاً في الزكاة والصدقات، وبيت مال المسلمين، وحضانة الطفل ولمن تكون، وحق الطفل في الجوانب الصحية وقاية وعلاجًا، وحق الطفل في الولاية عليه وحفظ ماله في حالة اليتم، وحق الطفل في الرعاية والتوجيه والإرشاد، وتوجيهه في العبادات، توجيهه في الآداب العامة، وحق الطفل في تنمية قدراته البدنية والروحية، وأن الإسلام وازن بين حاجة الجسم البدنية والروحية توازنًا عجيبًا، وحق الطفل في التأديب والتربية، وأن الله تعالى سيسأل الآباء عن تربية الأبناء، ومتى يكون التأديب؟ وألا يلجأ المربي إلى الضرب كنوع من وسائل التأديب، وإن اضطر إلى اللجوء إليه فيكون ضربًا غير مبرح، كما تناولت الدراسة حق الطفل في التعليم، وكيف كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعلم الأطفال بنفسه، وأنه أول من دعا إلى محو الأمية، وتعليم الطفل للغة الأجنبية، والوقت المناسب لتعليم الطفل اللغة الأجنبية، وأن علماء المسلمين -في القرن الرابع الهجري- أول من نادوا بإلزامية التعليم، وحق الطفل في احترام رأيه، ومحاورة النبي (صلى الله عليه وسلم) للأطفال، وحق الطفل في الحماية والرعاية الجنسية، ونظرة الإسلام للجنس، وأن الإسلام هذَّب هذا الدافع بشكل متوازن من خلال تعليم الطفل أدب الاستئذان، وغض البصر، والتفريق بينه وبين إخوته في المضاجع عند بلوغه عشر سنين، وتعليمه أحكام المراهقة، وتجنيبه المثيرات الجنسية، وأيضا اختيار الصديق، وحق الطفل في الميراث، وحمايته من الانحراف وبيان أسبابه وعلاجه. وختم الفصل بدراسة مقارنة بين حقوقه في هذه المرحلة في السنة والعصر الحديث. أما خاتمة رسالة الباحث د. محمد سعد عبدالمعبود، فاشتملت على خلاصة البحث ونتائجه مع ذكر المقترحات على النحو التالي:

الخلاصة والنتائج:

* اشتمال السنة النبوية على عدد كبير جدا من الأحاديث المتعلقة بحقوق الطفل؛ ليبين بالدليل العملي عظمة الشريعة الإسلامية في إرساء حقوق الطفل قبل أن يعي التاريخ نفسه تلك المعاني.

* سبق الإسلام لكل الهيئات والمنظمات والمؤتمرات، سواء منها العالمية أو المحلية في وضعه حقوقًا للطفل، مع تفوقه عليها، ذلك أن حقوق الطفل التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة تتطلب مبالغ طائلة لا تقدر عليها حكومات الدول النامية، ويشاركها في ذلك أيضًا كثير من الدول المتقدمة، ولو توفرت الأموال فإنها لا تحقق للطفل إلا الأمان المادي فقط، أما الشريعة الإسلامية فإنها تحقق له الأمان المادي والمعنوي في توازن عجيب وبتكاليف يسيرة.

* نشأت حقوق الطفل الحديثة في الغرب قبل أي مجتمع آخر؛ لأنها كانت تعاني من انتهاك مستمر لحقوقه بشكل لم تألفه المجتمعات الشرقية.

* عناية الإسلام بالإنسان في جميع مراحل حياته بوضعه الحقوق التي تضمن له الحياة الكريمة بين الناس، ولا تبدأ هذه الحقوق بعد ولادته، بل تبدأ قبل وجوده متمثلة في حسن اختيار كل من الزوجين للآخر.

* حق الطفل في الحياة أمر يقرره الإسلام ويفرضه ليس بعد نزول الطفل إلى الدنيا، بل وهو جنين في بطن أمه، وذلك بتحريم الإجهاض في جميع مراحل الجنين إلا إذا كان وجوده يتسبب في هلاك أمه، وذلك خلافًا لما يبيحه الغرب من جواز له، فهو عندهم من الحريات.

* حرم الإسلام قتل الأطفال حتى في أشد الحالات وهي الحروب، في حين أن الأطفال في الوقت الحاضر يتعرضون للقتل بسبب الحروب التي تضرمها الدول الكبرى. وللحديث بقية.

السابق
ثواب تربية أولاد الزوج
التالي
الدعاء والصلاة ليلة الزفاف

اترك تعليقاً