الأسرة في الإسلام

حق الوالد على ولده

حقوق الأب على أبنائه

أهمّ حقوق الوالدين على أبنائهما، ما يلي: 

  • طاعة أوامرهما واجتناب معصيتهما: فإنّه من الواجب على الإنسان المسلم أن يطيع والديه، وأن يقوم بتقديم طاعتهما على طاعة أيّ كان من البشر، وذلك في حال لم يأمراه بأمر فيه معصية لله ورسوله – صلّى الله عليه وسلّم – إلا في حالة الزّوجة؛ فإنّها تقدّم على طاعة والديها طاعة زوجها.
  • الإحسان إليهما: وذلك عن طريق القول والفعل، وفي أوجه الإحسان المختلفة جميعها.
  • خفض الجناح: وذلك من خلال التذلل لهما، والتّواضع أمامهما، وطمأنتهما.
  • الابتعاد عن زجرهما: وذلك من خلال الكلام معهما بلين، والتلطف عند مخاطبتهما، والحذر من نهرهما، أو رفع الصّوت عليهما.
  • الإصغاء إليهما: وذلك عن طريق مقابلتهما ببشاشة عند تحدثهما، وعدم مقاطعة حديثهما، والحذر من اتهامهما بالكذب، أو ردّ حديثهما.
  • الفرح بأوامرهما: وعدم التضجّر والتأفف في وجههما، وذلك لقوله تعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا) سورة الإسراء،23 .
  • التطلق لهما: وذلك من خلال مقابلتهما بالوجه البشوش والتّرحاب بهما، والابتعاد عن العبوس وتقطيب الجبين والحاجبين.
  • التودد لهما والتحبّب إليهما: مثل البدأ بالسلام عليهما، وتقبيل أيديهما ورأسيهما، والإفساح لهما في المجالس، وعدم الأكل من الطعام قبلهما، والمشي خلفهما في النّهار وأمامها في الليل، خاصّةً إذا كان الطريق مظلماً أو وعراً.
  • الجلوس أمامهما بكلّ أدب واحترام: وذلك من خلال الجلوس بجلسة مناسبة، والابتعاد عمّا يمكن أن يشعرهما بالإهانة بأيّ شكل من الأشكال، مثل مدّ الرّجلين، أو رفع الصّوت بالقهقهة في حضرتهما، أو الاضطجاع، أو التعرّي، أو عمل أيّ شيء من المنكرات أمامهما، أو غير هذه الأمور ممّا يُنافي كمال الأدب معهما.
  • تجنّب التمنّن عليهما: وذلك أنّ المنّة تهدم كلّ صنائع المعروف، وهي كذلك من مساوئ الأخلاق، وهي تزداد قبحاً عندما تكون في حقّ الوالدين.
  • تقديم حقّ الأم: فعلى المسلم أن يقدّم برّ الأم، والإحسان إليها، والعطف عليها، على برّ الأب والإحسان إليه، وذلك لما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – فقال: مَن أَحَقُّ الناسِ بحُسنِ صحابتي؟ قال: أمُّك، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أمُّكَ، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أمُّكَ، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أبوك) رواه مسلم .
  • البعد عن إزعاجهما: سواءً أكانا نائمين، أو من خلال إزعاجهما عن طريق الجلبة ورفع الصّوت، أو إخبارهما الأخبار المحزنة، أو غير ذلك من أشكال الإزعاج.
  • تجنّب الشّجار أو إثارة الجدل أمامهما: وذلك من خلال الحرص على حلّ المشكلات العائليّة بعيداً عن أعينهما.
  • تلبية ندائهما بسرعة: سواءً أكان الإنسان مشغولاً أم غير مشغول، فإنّه من اللائق بالولد أن يجيب والديه في حال سماعه لندائهما.
  • إصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين: فإنّه يجدر بالأبناء أن يقوموا بذلك لإصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين، وأن يحرصوا على أن يقرّبوا وجهات النّظر بينهما في حال اختلفا.
  • الاستئذان في حال الدّخول عليهما: فربّما كانا في حالة لا يرغبان أن يراهما أحد عليها.
  • تذكيرهما بالله دائماً: وذلك من خلال تعليمهما كلّ ما يجهلانه من أمور الدّين، وأمرهما بعمل المعروف، ونهيهما عن عمل المنكر، ويجب أن يراعى أن يكون ذلك بمنتهى اللطف، والإشفاق، والشّفافية، والصّبر عليهما في حال لم يقبلا ذلك.
  • الاستئذان منهما، والاستنارة برأيهما: وذلك في كلّ أمور الحياة، مثل: الذّهاب مع الأصحاب في رحلة، أو السّفر إلى خارج البلاد للدراسة ونحوها، أو الذّهاب للجهاد، أو في حال الخروج من المنزل والسّكن خارجه، فإن أعطياه الإذن وإلا فإنّه يترك هذا الأمر، خاصّةً إذا كان رأيهما أصحّ، أو صدر عن علم أو إدراك.
  • الحفاظ على سمعتهما: وذلك من خلال الاختلاط بالصحبة الصّالحة، والابتعاد عمّا سوا ذلك، وتجنّب أماكن الشّبهات.
  • الابتعاد عن لومهما أو تقريعهما: وذلك في حال صدر منهما أيّ عمل لا يرضي ابنهما، مثل تقصيرهما في التّربية، أو تذكيرهما بأمور لا يحبّان سماعها.
  • عمل الأمور التي تدخل السّعادة على قلبيهما: مثل رعاية الإخوة، أو صلة الأرحام، أو عمل الإصلاحات في المنزل أو المزرعة، أو المبادرة بإعطائهما الهدايا، أو غير ذلك ممّا يدخل الفرح والسّرور على قلبيهما.
  • فهم طبيعتهما والتعامل نعهما بما يقتضيه ذلك: ففي حال كان واحد منهما غضوباً أو فظّاً، أو كان لديه أيّ صفة من الصّفات التي لا يحبّذ وجودها في الإنسان، كان الأجدر بالابن أن يتفهّم طبيعتهما، ويتعامل معهما كما ينبغي.
  • الإكثار من الدّعاء والاستغفار لهما في حياتهما: وذلك لقوله سبحانه وتعالى:” (وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) سورة الإسراء،24 ، وقوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) سورة نوح، 28 .
  • برّهما بعد موتهما: وهذا يدلّ على عظم حقّ الوالدين، واتساع رحمة ربّ العالمين، بأن يكون برّ الوالدين غير منقطع حتّى بعد موتهما، فإذا قصّر الإنسان في أيّ حقّ من حقوق والديه وهما على قيد الحياة، ندم على تفريطه وتضييعه لذلك بعد موتهما، وتمنّى عودتهما إلى الحياة الدّنيا، ليعمل لهما صالحاً غير الذي كان يعمل.

ما هو حق الابن على والده

تتعدّد حقوق الولد على والده، بحسن اختيار الوالدين لبعضهما إلى ما بعد الولادة، قسمها العلماء إلى قسمين؛ حقوق ما قبل الولادة، وحقوق ما بعد الولادة، وفيما يأتي بيان ذلك بشيءٍ من التفصيل:

حقوق الولد قبل الولادة تبدأ حقوق الولد باختيار الوالد زوجته لتكون أمّاً لأولاده، قاصداً اختيارها من أهل الدين والصلاح، لتسانده بتربية أبنائهم تربيةً صالحةً نافعةً، اقتداءً بأمر النبيّ عليه السلام، ليترتب بعدها حقٌ آخرٌ في المعاشرة الزوجية التي يُرجى من بعدها الإنجاب، وهو دعاء الوالد قبل الجِماع، باتباع سنّة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في المُعاشرة، بذكر الأدعية الواردة في ذلك.

حقوق الولد قبل الولادة

تبدأ حقوق الولد باختيار الوالد زوجته لتكون أمّاً لأولاده، قاصداً اختيارها من أهل الدين والصلاح، لتسانده بتربية أبنائهم تربيةً صالحةً نافعةً، اقتداءً بأمر النبيّ عليه السلام، ليترتب بعدها حقٌ آخرٌ في المعاشرة الزوجية التي يُرجى من بعدها الإنجاب، وهو دعاء الوالد قبل الجِماع، باتباع سنّة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في المُعاشرة، بذكر الأدعية الواردة في ذلك.

حقوق الولد بعد الولادة من النِعم العظيمة التي أنعم الله -تعالى- بها على الوالدين نعمة الولد، التي تتم بحقيقتها عند إحسان التربية والرعاية المُثلى لهم، وأداء حقوقهم نيلاً لرضا الله سبحانه، ومن حقوقهم:

  • التوجّه إلى الله -تعالى- بالشكر والحمد فور رؤية المولود؛ ففي الشكر تزيد النعم.
  • رفع الأذن في الأذن اليمنى للمولود؛ حتى تكون الشهادتين أوّل ما يسمع الطفل حديث الولادة.
  • تحنيك الولد بالتمر؛ ويكون بإتيان الوالد أو غيره تمرةً ومضغها، ثمّ يأخذ شيئاً من ريقه فيجعله في فم الطفل.
  • تسمية الولد باسمٍ مناسبٍ؛ وذلك بتجنب الأسماء المذمومة والقبيحة، ومراعاة جنس المولود.
  • ذبح العقيقة؛ وهي سنّة عن النبيّ عليه السلام، شكراً لله على فضله ورزقه.
  • الختان، امتثالاً لوصية النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
  • حُسن التربية والتأديب، وتنشئة الولد فيما يُرضي الله تعالى.

حقوق الأبناء على الآباء وواجبات الآباء

حق الولد على والده أن يحسن اسمه

من الحقوق الدينية للأولاد على الآباء أن يختاروا لهم أسماء جميلة غير مستهجنة. وقد ورد الحث على هذا في الروايات كثيراً :

1 ـ قال النبي (صلى الله عليه واله): (من حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه) (1).

2 ـ قال رجلٌ : يا رسول الله ما حق ابني هذا؟ قال (صلى الله عليه واله): (تحسن اسمه وأدبه ، وتضعه موضعاً حسناً) (2).

3 ـ في حديث آخر عن النبي (صلى الله عليه واله) : (من حق الولد على والده ثلاثة : يحسن اسمه ، ويعلمه الكتابة ، ويزوجه إذا بلغ ) (3).

4 ـ عن أبي الحسن  (عليه السلام) ، قال : ( أول ما يبرّ الرجل ولده ، أن يسميه باسم حسن. فليحسن أحدكم اسم ولده ) (4).

5 ـ في وصية النبي (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) : ( يا علي، حق الولد على والده أن يحسن اسمه وأدبه) (5).

6ـ وفي حديث آخر عنه (عليه السلام) : ( إن أول ما ينحِل أحدكم ولده : الاسم الحسن ).

من حق الولد على والده تربيته

السابق
فوائد دبس العنب للبشرة
التالي
فوائد غسل الوجه بالماء البارد

اترك تعليقاً