أحكام شرعية

حكم الاستهزاء بالدين لاضحاك الناس أو بغير قصد

حكم الاستهزاء بالدين لاضحاك الناس أو بغير قصد

بيان حكم الاستهزاء بالدين هو غاية هذا المقال؛ وذلك بسبب انتشار هذا الفعل بين الناس، حتّى أصبح تناقل بعض النكات التي تحتمل استهزاءً بدين الله أو بالمسلمين الملتزمين بدينهم أمرًا شائعًا جدًا، ولكنّ الكثيرين يخافون من الاستهزاء بالدين ويغضبون إذا كانوا في مجلس وجرى فيه استهزاءً ويسألون عن الحكم، وفي هذا المقال سيتم بيان حكم الاستهزاء بالدين وبيان كيفية التوبة من هذا الفعل.

 

السخرية والاستهزاء

الاستهزاء أو السخرية أو الاستخفاف جميعها مصطلحات تدلّ على معنى واحد وهو نسب النقص لشيء ما، وقد يكون هذا الاستخفاف بذات الأشخاص كالسخرية من شكل الإنسان أو عمله أو لباسه، وقد يكون استهزاءً بفعل من أفعاله وهيئة من هيئاته، كالاستهزاء باللحية والثوب القصير الذي يلبسه بعض المسلمين اتباعًا لسنّة رسول الله، كما يمكن أن يستهزأ البعض بعلماء الإسلام، وقد يصل الأمر من الخطورة لدرجة الاستهزاء بالله تعالى والسخرية من دين الإسلام، وفيما يلي من الحديث سنبيّن حكم تلك الأفعال جميعها.

 

حكم الاستهزاء بالدين

إنّ الاستهزاء بشكل عام حرام ولا يجوز، فإن كان استهزاءً بذات الشخص وبصفاته ولكونه ملتزم في نواحي ومفرّط في نواحٍ أخرى فإنّ هذا يُعد ذنب كبير فسق ومعصية، وإذا كان الاستهزاء بالمسلم لكونه مسلم وبفعل من أفعاله هو من شرائع الإسلام فإنّ هذا الاستهزاء يُعد استهزاء بالدين وهو كفر مخرج من الملّة، ومن أعظم الخطر أن يستهزأ الإنسان بأحكام الله وآياته وبقرآنه أو برسول الله أو بذات الله العليا فإنّ هذا كفر مخرج من الملة، وقد أجمع العلماء على ذلك، وبهذا يتبيّن أنّ تكفير المستهزأ هو حكم الاستهزاء بالدين، ولكنّ الاستهزاء بالدين قد يكون بهدف التسلية أو بدون قصد وفيما يأتي بيان حكم هذا

 

حكم الاستهزاء بالدين لإضحاك الناس

يلجأ كثير من الناس إلى اختراع النكات التي تُضحك الناس وتُسليّهم ولكنّ هذه النكات قد تتضمّن استهزاءً بدين الله، أو بالمسلمين وبأهل العلم، وقد جرت حادثة مماثلة لهذا في عصر رسول الله؛ حيث تحدّث المنافقون عن رسول الله والقرّاء، وقالوا: “ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء”، ثمّ جاؤوا إلى رسول الله بعتذرون ويقولون أنّهم كانوا يمزحون، فنزل قول الله تعالى: “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ”، فكلّ ما يخصّ الدين الإسلامي يجب أن يُحترم، والاستهزاء بدين الله بقصد الضحك يُعدّ كفرًا، لأنّ فيه استهانة بالله تعالى ورسله وكتبه وشرعه.

 

حكم السخرية من الدين عن غير قصد

بعد بيان حكم الاستهزاء عن عمد وبقصد التسلية والضحك لا بدّ من بيان حكم السخرية بالدين بدون قصد، كأن تصل للإنسان رسالة فيقرؤها وهو لا يدري محتواها ويُلاحظ بعد قرائتها أنّها متضمنّة للسخرية بدين الله، كما قد يكون الإنسان في مجلس ما ويحكي أحدهم كلامًا فيه سخرية واستخفاف بشيء من ثوابت الدين الإسلامي، فالمسلم حينها ليس مؤاخذ بهذا الاستهزاء الذي حصل دون قصد، ولكن يجب عليه أن يُنكر هذا الفعل ويُحذّر منه وأن لا يحضر تلك المجالس التي تُتنهك فيها حرمات الله، حيث قال تعالى: “وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”،فالخروج من المكان هو أقل ما يصنعه الإنسان.

 

التوبة من السخرية بالدين

التوبة هي الفعل الذي يجب أن يقوم به كل إنسان استهزأ بدين الله تعالى، وهذا يتضمّن الاستهزاء بالرسل والقرآن والجنة والنار والملائكة، وغير ذلك، وفيما يأتي بيان لخطوات تلك التوبة:

 

  • الاستغفار والتوبة النصوح الجامعة لشروط القبول.
  • الندم على الاستهزاء والسخرية من الدين.
  • الإقلاع عن الاستخفاف بدين الله خوفًا منه سبحانه وطلبًا لرضاه وتعظيمًا له.
  • العزم والصدق في عدم العودة إلى السخرية والاستهزاء.

وهكذا نكون قد بيّنا حكم الاستهزاء بدين الله وحرمة الاستهزاء بجميع أنواعه وخطورته الشديدة عندما يتعلّق الأمر بدين الله وبأي شيء يتصل به، وبيّنا كيفية التوبة من هذا الفعل وضرورة العزم الصادق على عدم الرجوع إليه، ووجوب إنكاره على فاعله وعدم الجلوس في مكان يسخف فيه بدين الله.

السابق
طريقة عمل جبنة مقلية
التالي
فوائد حليب الماعز للحامل

اترك تعليقاً