أحكام شرعية

حكم التصوير بالجوال .. هل التصوير الفوتوغرافي حرام؟

حكم التصوير بالجوال .. هل التصوير الفوتوغرافي حرام؟

حكم التصوير بالجوال هو الموضوع الذي يطرحه المقال فيما سيأتي، ولكن قبل ذلك لا بدّ من الإشارة إلى أنّ التّقدّم التكنولوجي الرهيب جعل من الهاتف النّقال ضرورةً أساسيّةً في حياة كلّ فرد، وإنّ من مكوّنات الجوال الأساسيّة الكاميرا، وقد اعتاد النّاس على التقاط الصور التذكاريّة لأنفسهم وللآخرين من خلال كاميرات جوالاتهم، وقد يتساءل البعض حول حكم التصوير بالجوال وعن نظرة الشريعة الإسلاميّة لهذا الأمر.

حكم التصوير بالجوال

إنّ التّقدّم التقاني جعل في يدّ كلّ واحدٍ من البشر كاميرا متنقّلة، ترافقه أينما ذهب، كما أنّ التقاط الصور أصبح من العادات اليوميّة، حيث لا يكاد يخلو يوم أحدٍ منا دون التقاط صورةٍ له أو لغيره من البشر أو لمنظرٍ جميلٍ وما إلى هنالك من أساسيّات التصوير، وأمّا عن حكم التصوير بالجوال فقد رأى أهل العلم أنّ التصوير بالجوال هو أمرٌ جائز، كما أنّه يجوز للمرء إذا التقط صورًا أن يحتفظ بها ضمن هاتفه النّقال، وذلك شريطة أن لا تكون الصور الملتقطة قد أخلّت بشروط الحرام، كأن يصوّر المرء أمورًا محرّمٌ عليه رؤيتها، أو أن تكون الصور للنساء الأجنبيّات التي لا تدخل ضمن محرّمات الرجل، والله ورسوله.

هل التصوير الفوتوغرافي حرام؟

بعد الخوض في ذكر حكم التصوير بالجوال لا بدّ من الخوض في الحديث عن التصوير الفوتوغرافي فيما إذا كان حلالًا أم حرامًا، حيث يرى أهل العلم أنّ التصوير الفوتوغرافي الذي يكون ضمن حاجاتٍ معتبرة كصور الهويّة الشخصيّة والشهادات المكتسبة وتصوير الجرائم ونحو ذلك فلا خلاف على جوازها، أمّا عن الصور الفوتوغرافيّة التي تكون للعراة أو لترويج الفواحش أو ما دخل فيه شيءٌ من المحرّمات فإنّه أيضًا لا خلاف في حرمتها، وأمّا ما اختلف فيه أهل العلم فهو ما كان من التصوير الفوتوغرافي للذكرى أو للإعجاب ونحو ذلك ففريقٌ أحلّه وفريقٌ حرّمه، وقد ذهب لتحريمه الشيخ ابن باز والألباني واللجنة الدائمة للبحوث العلمية ومحمد بن إبراهيم، والله ورسوله أعلم.

حكم طباعة الصور

إنّ ما يكون بعد التصوير هو إمّا الاحتفاظ بالصّور ضمن الهواتف والذواكر الإلكترونيّة، وإمّا أن تطبع هذه الصّور، ونزولًا عند بيان حكم التصوير بالجوال لا بدّ من الخوض في بيان الحكم الشرعيّ لطباعة الصور، وطباعة الصور تكون  على أمرين اثنين:

  • الأمر الأوّل: أن تكون هذه الصور على شكل ذوات الأرواح، كالحيوانات الحقيقيّة والخياليّة، وهو ما لا يجوز طباعته، وقد جاء في الحديث الصحيح عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِن سَفَرٍ، وَقَدْ سَتَّرْتُ علَى بَابِي دُرْنُوكًا فيه الخَيْلُ ذَوَاتُ الأجْنِحَةِ، فأمَرَنِي فَنَزَعْتُهُ”، والدرنوك هي الستارة، ويستثنى منه ما كان لمصلحةٍ راجحة وما كان ممتهناً، أو ما كان منزعًا من الحياة.
  • الأمر الثاني: هو ما يكون بعيدًا عن أشكال ذات الأرواح، كطباعة صورٍ للجمادات، وهي من الأمور التي ذهب فيها أهل العلم إلى جواز رسمها أو تصويرها وجواز طباعتها.

حكم التصوير بالجوال مقالٌ فيه تمّت مناقشة التقدّم التقنيّ الذي وصل إليه العالم، كما تمّ بيان الحكم الشرعيّ حول من أراد أن يصوّر بهاتفه النقّال، والخوض في توضيح مشروعيّة التصوير الفوتوغرافي من عدمها، وبيان حكم طباعة الصور.

السابق
قصر هند القحطاني الجديد
التالي
مدة توصيل البريد السعودي خارج المملكة وممنوعات الشحن في البريد السعودي

اترك تعليقاً