أحكام شرعية

حكم من نسي التشهد الأول في الصلاة

حكم من نسي التشهد الأول في الصلاة قد أفتى فيه علماء الدين، وأصدروا فتواهم من خلال الأحاديث النبوية الشريفة، ونتعرف من خلال هذا الموضوع ما هو التشهد الأول والتشهد الأخير وحكم نسيان كل منهما، من خلال ما جاء من العلماء، وسنتعرف على أهم الأحاديث المذكورة في هذا الأمر من خلال موقعنا.

حكم من نسي التشهد الأول في الصلاة

في البداية نوضح ما هو التشهد الأول؟، التشهد الأول أو التشهد الأوسط هو التشهد الذي يقال بعد قيام المصلي من الركعة الثانية، ويكون المصلي مفترشًا على الأرض أو كما يقول الشيوخ “متوركًا”، والافتراش هو أن يجلس المصلي على رجله اليسرى مع نصب الرجل اليمنى، والتشهد الأول يكون بالصيغة التالية:

(التحيَّاتُ للهِ والصَّلواتُ والطَّيباتُ. السَّلامُ عليكَ أيها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ. السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ. أشهد أن لا إله إلا اللَّهُ وأشهدُ أن محمَّدًا عبدهُ ورسولهُ)

وفي بعض الأحيان يكون المصلي قد نسى أو اعتقد أنه نسى هذا التشهد، وقد أُصدرت بعض الأحكام بخصوص هذا الأمر ونذكر ما حدث مع النبي وقول ابن قدامة:

  • روى البخاري عن عبد الله بن بُحينه رضي الله عنه:

“أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ لَمْ يَجْلِسْ، فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا قَضَى الصَّلاَةَ وَانْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ كَبَّرَ وَهْوَ جَالِسٌ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ سَلَّمَ”.

أقوال العلماء حكم من نسي التشهد الأول في الصلاة

واجتهد عدد من العلماء حول هذا الموضوع، وقالوا فيه بعض الأحكام، ونذكر هذه الأحكام في السطور التالية:

  • قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق: “التشهد الأول سُنة من تركها فعليه بسجود السهو وسجود السهو عند الشافعية قبل التسليم سواء أصاب الصلاة شيء من الزيادة أو النقصان”.
  • قال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: “إنه في حال نسى المُصلي التشهد بعد الركعة الثانية من الصلاة، فإنه يكون عليه أداء سجدتين للسهو، وأنه إن نسى الإنسان سجود السهو فصلاته صحيحة ولا سجود سهو عليه”.
  • قال الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: “نسيان التشهد الأوسط لا يستوجب إعادة الصلاة، وإنما نسجد للسهو قبل التسليم”.
  • أضاف الشيخ أحمد وسام: “يجب أن نفرق بين إذا ما قام للركعة الثالثة حتى وصل إلى أغلب القيام ففي هذه الحالة لا يركع لان القيام بالركعة هو ركن من الأركان أما الجلوس للتشهد الأوسط فهو سنة من سنن الصلاة”.

حكم من نسي التشهد الأول في الصلاة في المذاهب الأربعة

في المذاهب الأربعة ( الحنفية – الشافعية – الحنابلة – المالكية)، اختلف كل واحد منهم حول حكم النسيان، وهذا بعض ما قالته المذاهب الأربعة:

  • عند الحنابلة يعتبر التشهد الأول من واجبات الصلاة، وإن تُرك التشهد عمدًا فإنه يبطل الصلاة، وعند النسيان يكفي سجدتين سهو.
  • وعند المالكية فإن الصلاة باطلة ويجب إعادتها في حالة العمد فقط، وفي حالة السهو فيكفي سجدتين سهو.
  • في الشافعية لا تبطل الصلاة لأنها سنة.
  • الحنفية قالت أن السنن لا تبطل الصلاة، وإن ترك التشهد الأول مكروه فقط، ولكن لا يجب إعادة الصلاة بسببه.

حكم نسيان التشهد الأخير في الصلاة

في البداية نوضح ما هو التشهد الأخير، التشهد الأخير هو الركن العاشر من أركان الصلاة، ويكون بعد القيام من السجدة الأخيرة، وتكون صيغته كالتالي:

التَّحيَّاتُ للهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السلامُ على النَّبيُّ ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه، السلامُ علينا وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، اللَّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ بَيْتِه، كما صَلَّيتَ على آلِ إبراهيمَ؛ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ صَلِّ علينا معهم، اللَّهُمَّ بارِكْ على مُحمَّدٍ وعلى آلِ بَيتِهِ، كما بارَكْتَ على آلِ إبراهيمَ؛ إنَّك حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ بارِكْ علينا معهم، صَلَواتُ اللهِ وَصَلاةُ المؤمنينَ على محمَّدٍ النَّبيِّ الأُمِّيِّ، السلامُ عليكم ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه“.

ومن الممكن أن ينسى المصلي قول التشهد ويقوم بالتسليم مباشرةً، ونوضح الأحكام الموجودة في هذا الأمر من خلال النقاط التالية:

  • قال الدكتور محمود شلبي أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء: “إن نسى المصلي إن فاته التشهد الأخير يجب الإتيان به، فإن لم يفعل كان لازمًا عليه إعادة الصلاة”.
  • عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ – رضي اللهُ عنه – كنا نقولُ قبلَ أن يُفرَضَ علينا التشهدُ:

السلامُ على اللهِ مِن عبادِه، السلامُ على جبريلَ وميكائيلَ، السلامُ على فلانٍ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تقولوا السلامُ على اللهِ ؛ فإنَّ اللهَ هو السلامُ، ولكِن قولوا: التحياتُ للهِ .

إذًا من هذا نعرف أن حكم نسيان التشهد الأخير أنه يجب إعادة الصلاة، والدليل قول بن مسعود :”قبل أن يُفرض علينا التشهد”، وهذا يعني أن التشهد الأخير فرضًا من فروض الصلاة لا يمكن الإخلال بها، ومن نسى فعليه إعادة الصلاة مرة أخرى.

السابق
وصف الحور العين لابن القيم
التالي
من سيحرر القدس في القرآن، وهل تحريره من علامات الساعة؟

اترك تعليقاً