ديني

حيوانات لا تدخل الجنة

حيوانات لا تدخل الجنة

حيوانات لا تدخل الجنة
الحقيقة أن ديننا الإسلامي دين العدل والرحمة والمغفرة ، وأنه لم يذكر في أي موضع من المواضع أن هناك حيوانات سوف تعذب في النار ، ولكن هناك من الحيوانات ما أمر الله – عز وجل – بقتلها في الدنيا حيث أنها تسعى في الأرض فساداً وتسبب للبشر الكثير من الأذي ، والمعروف أن القاعدة الفقهية تقول أن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع ، أي أن ما يجلب الشر والخراب للإنسان يجب قلته والتخلص منه ، لأنه ليس هناك أكبر من أذى العبد المسلم ، فالله – عز وجل – يقول في الحديث القدسي : ( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم) ، ولكن لا السنة النبوية ، ولا القرآن الكريم جاء فيه ذكر أي دليل على أن هناك حيوانات تخلد في النار ، حيث أنها ليست مكلفة من الله – عز وجل – لتحاسب على شئ فعلته فتدخل النار ، أو الجنة. [1]

حيوانات مبشرة بالجنة
هناك بعض الحيوانات التي ذكر القرآن الكريم والسنة النوبية المطهرة أنها تدخل الجنة ، وهذا لأن لها مكانة وفضل عن باقي الحيوانات ، و أنها من أكثرهم نفعاً للإنسان ولا يمكن أن تؤذي البشر إلا في حالة الدفاع عن نفسها وهم على ثلاثة أقسام : [1]

القسم الأول
وهو القائل بأنه ليس جنس الحيوان كله هو الذي يدخل الجنة وإنما الحيوان نفسه الذي جاء ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مثل : كلب أهل الكهف ، وناقة صالح عليه السلام ، وهذا لم يرد أي دليل على صحته أبداً .

القسم الثاني
وهذا الرأي يقول أن الله – عز وجل – ذكر في آيات صحيحة في القرآن الكريم ، أن هناك الكثير من الحيوانات التي تدخل الجنة ومن هذه الحيوانات الطيور : كما في قوله تعالى : ( وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) الواقعة ، وقال في نص صريح قوله تعالى : ( وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) الطور .
كما جاء في الحديث الشريف عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن الثور هو طعام أهل الجنة كما جاء عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كنت قائماً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها …. قال : فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال – صلى الله عليه وسلم – : يُنحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها …
القسم الثالث
هذا الرأي يقول أن من يدخل الجنة من الحيوانات هي التي جاء ذكر صحيح لها في السنة النبوية ، في الأحاديث الصحيحة عن أنها في الجنة ، ويجب أن نحسن معاملتها في الدنيا لذلك وهذا ما ذكر في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة ) . رواه البيهقي.
والرغام (بالغين) هو التراب ، وروي الرعام (بالعين) وهو ما سال من أنف الشاة ، والمقصود : امسحوا عنها التراب ، أو امسحوا ما سال من أنفها .
عن أبي مسعود الأنصاري قال : جاء رجل بناقة مخطومة فقال : هذه في سبيل الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة .
عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هل في الجنة من خيل ؟ قال : إنِ اللهُ أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت ، قال : وسأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من إبل ؟ قال : فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه ، قال : إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك .
الطيور في الجنة
جاءت الكثير من الآيات والأحاديث التي تدل على أن الطيور من أهل الجنة ، بل أنهم من الزينة والمتاع الذي يعده الله لأهل الجنة في الآخرة.
وذكر النبي في عدد من الأحاديث التي صحت عنه أن أرواح الشهداء تعلق في حويصلة الطير في الجنة ، وتغدو بها وتروح.
حدثنا يحيي بن يحيي وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهما عن أبي معاوية وحدثنا اسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير وعيسى بن يونس جميعا عن الأعمش ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير واللفظ له حدثنا أسباط وأبو معاوية قالا حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال سألنا عبد الله عن هذه الآية ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) قال أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم إطلاعه فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركو. [2]
مصير الحيوانات يوم القيامة
أن الله – عز وجل – هو الحكم العدل ، وما كان ليعذب روحنا ليست مكلفة ، ولكن الصحيح أن الحيوانات تحشر يوم القيامة مع الإنسان وتقف في أرض الحساب ، ولكن ليس للحساب ، وأنما ليأخذ كل حيوان حقه ممن أذاها من الحيوانات ، فهناك حيوانات أعتدت على بعضها البعض في الدنيا ، وبعدها يقول لها الله – عز وجل – أن تكون تراباً فتكون ، والكافر في هذا الوقت يتمنى أن يصبح مثلها ويكون تراباً ، لأن ذلك أفضل له من الوقوف بين يدي الله للحساب ، أو دخول النار ، فقد قال الله -عز وجل- : ( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا ) ، ويجب أن نعلم أنه حتى وأن كان هناك حيوانات أو طير في الجنة فأن هيئتها ليست مثل التي نرأها في الدنيا وأنها مختلفة تماماً عنها وهي أجمل ، وأفضل بكثير. [3]

 

السابق
متى يبدا مفعول ابرة فيتامين د
التالي
قائمة الاسهم النقية عبدالعزيز الفوزان

اترك تعليقاً