القرآن الكريم

سبب نزول سورة الليل

سبب نزول سورة الليل وأهم الروايات التي قد وردت في سبب نزولها ووجه الاستفادة منها سوف نتعرف عليهم بالتفصيل عبر موقعنا، حيث أنه لكل آية في القرآن الكريم ذكرة وعبرة ويعد التدبر في آيات القرآن من أسباب الثبات على الحق واليقين، كما أن معرفة سبب نزول كل آية والفائدة من ذلك السبب، وما الحكمة منها يوصلنا لليقين التام بقضاء الله قدره (عزو وجل).

سبب نزول سورة الليل

لقد ورد في سبب نزول سورة الليل الكثير من الروايات منها الحسن ومنها الضعيف ومنها الموضوع.

فقد ورد أنها نزلت في رجل له نخلة عوجاء تميل على دار رجل فقير وله عيال، فاذا صعد صاحب النخلة ليأخذ منها التمر و سقطت تمرة فأخذها طفل من أطفال الرجل الفقير سارع صاحب النخلة وأخذها من الطفل حتى لوكان الطفل وضعها في فمه يضع اصبعه في فم الطفل يأخذ التمرة.

فشكا الرجل الفقير ذلك لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – “اذهب” فلقي النبي صاحب النخلة وقال له “تعطيني نخلتك التي في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة؟” فقال الرجل: (لقد أعطيت).

وقال الرجل أن لي نخلا كثيرا وما فيها أعجب إلي ثمرة منها، فذهب الرجل فلقي رجلا كان يسمع الكلام من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال يا رسول الله أتعطيني ما أعطيت الرجل إن أنا أخذتها؟ قال “نعم”

فذهب فلقي صاحب النخلة فساومها منه فقال صاحب النخلة اتعلم ان محمدا اعطاني نخلة في الجنة فقال له الرجل يعجبني ثمرها؟ فقال له الرجل الآخر أتريد بيعها؟.

فقال لا إلا أن أعطي ما لا أضنه أعطي، فقال له ما مناك؟ قال أربعون نخلة، فقال له الرجل لقد جئت بعظيم أتريد في نخلتك المائلة أربعون نجلة؟.

فسكت فقال له: فقال له سأعطيك ما تريد فقال له : أشهد لي ما كنت صادقا، فأشهد بعض الناس بالبيعة.

فذهب الرجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال له يا نبي الله إن النخلة صارت لي فهي لك.

فذهب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى الرجل الفقير صاحب الدار فقال: “إن النخلة لك ولعيالك” فنزلت على النبي – صلى الله عليه وسلم – ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى.

روايات هامة في سبب نزول سورة الليل

كما ذكر في الأثر أن هناك روايات متعددة لسبب نزول سورة الليل وسنذكر منها أن قوله تعالى:

( إن سعيكم لشتى ).

نزلت في سيدنا أبي بكر الصديق.

فقد روي عن ابن إسحاق عن عبد الله: أن سيدنا أبا بكر الصديق اشترى بلالا من أمية بن خلف ببردة وعشر أواق (من الذهب) فأعتقه.

فأنزل رب العزة سبحانه وتعالى:

( والليل إذا يغشى) إلى قوله تعالى ( إن سعيكم لشتى)

أي أن سعي سيدنا أبو بكر، وأمية بن خلف.

كما أنه ورد في بعض كتب أسباب نزول الآيات ما ورد عن سبب نزول سورة الليل ما ورد من الروايات التي تفسر سبب نزول سورة الليل والتي تقول:

أنها نزلت في رجل من الأنصار يقال له أبو الدحداح ويقال أنه اشترى نخلة من رجل منافق كان يمنعها من أطفال فقراء ايتام فاشترى أبو الدحداح تلك الشجرة ووهبها للأيتام.

ولكن أهل الحديث والعلم ذهبوا لتضعيف تلك الرواية ويقال أن الأصح هو الرواية التي تقول أنها نزلت في سيدنا أبو بكر – رضي الله عنه -.

كما أن الإمام القرطبي قال أن ( الأشقى ) هو أمية بن خلف ( و الأتقى ) هو سيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه.

كما أن الإمام الأسيوطي روى في كتابه “الحاوي للفتاوي” أن سبب نزول سورة الليل قد نزلت في حق سيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – إذ كان قد اشترى سبع رجال كانوا يعذبون في سبيل الله تعالى.

وقال ابن عباس – رضي الله عنهما – أن قول الله عز وجل:

(وسيجنبها الأتقى).

نزلت في سيدنا أبو بكر الصديق، وأن الآيات التي قبلها:

( لا يصلاها إلا الأشقى* الذي كذب وتولى).

نزلت في أمية بن خلف.

وقد رجح ابن جرير والقرطبي والطبري أن الأتقى هو سيدنا أبي بكر الصديق والأرقى هو أمية بن خلف، كما نسب نفس هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنهما.

كما أن كثير من الروايات تذكر أن سيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – كان يشتري الإماء والعبيد من الكفار  بماله الخاص ليخلصهم من تعذيب الكفار لهم.

ثم يعتقهم لوجه الله وكان الهدف من ذلك نصرة دين الله فنزل قول الله تعالى:

( وسيجنبها الأتقى* الذي يؤتي ماله يتزكى* وما لأحد عنده من نعمة تجزى* إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى* ولسوف يرضى) صدق الله العظيم.

كما ذكر في الحديث أن سيدنا على بن أبي طالب قال: (يوضح سبب نزول سورة الليل) ( كنا جلوسا عند النبي  – صلى الله عليه وسلم – وفي يده عود فنكته في الأرض ثم رفع رأسه فقال:

 ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قيل يا رسول الله أفلا نتكل فقال لا اعملوا ولا تتكلوا فكل ميسر لما خلق له:

ثم قرأ: (فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى* وأما من بخل واستغنى* وكذب بالحسنى* فسنيسره للعسرى).

ومما قرأنا أن السبب الأرجح في نزول سورة الليل هو الرواية الخاصة بسيدنا أبو بكر وأن الله عز وجل في لفظه سبحانه وتعالى:

( ان سعيكم لشتى).

لذا الفرق بين عمل سيدنا أبو بكر الذي كان يشتري العبيد والإماء من الكفار ليخلصهم من التعذيب والتنكيل، وإشارة إلى الفرق بين عمل أمية بن خلف الذي كان يقوم بتعذيب العبيد كي يثنيهم عن دخول الإسلام وشتان بين السعيين.

الاستفادة من سورة الليل

في سورة الليل كثير من الدروس التي توضح:

  • جزاء سعي كل انسان واختياراته.
  • وأنها لا تخرج عن قضاء الله وقدرة أو الله سبحانه وتعالى.
  • وقد هدى كل انسان الطريقين (النجدين) طريق الخير والصلاح وطريق الشر، فيختار من بينهما أما الهدى أو الضلال.
السابق
دعاء لحفظ الأطفال من التحرش
التالي
فيمن نزلت سورة الهمزة؟

اترك تعليقاً