التفسير

سبب نزول سورة سبأ

سبب نزول سورة سبأ والتي تعد إحدى سور القرآن الكريم التي تتحدث عن مملكة سبأ وأهلها سوف تجدونه في مقالنا عبر موقعنا هذا بالتفصيل، مع ذكر بعض فضائلها والمقاصد التي أُنزلت من أجلها، ولماذا سميت بهذا الاسم ومعلومات أخرى عديدة عنها.

لمحات عن سورة سبأ

  • هي إحدى سور القرآن الكريم المكية ما عدا الآية السادسة منها فهي نزلت في المدينة، وهي واحدة من السور المثاني، سميت باسم إحدى الممالك القديمة المشركة باليمن وهي مملكة سبأ.
  • ويبلغ عدد آياتها 54 آية، وترتيبها الزمني في النزول هو 34 حيث كان نزولها قبل سورة الزمر وبعد سورة لقمان، وترتيبها من بين ال 114 سورة في المصحف هو رقم 58، أي تقع في الجزء رقم 22 والحزبين رقم 43 و 44.
  • افتتحت سورة سبأ بإقرار الحمد والثناء على الله تعالى في الآية الكريمة:

“الحَمدُ لله الذي لَهُ مَا في السّمَواتِ ومَا في الأرضِ ولَهُ الحَمْدُ في الآخِرَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ”.

  • ثم التذكير بقدرة الله تعالى وشمول علمه بكل ما تنبته الأرض من أصناف الزروع، ثم وعيد أهل الشرك بالعذاب الأليم يوم القيامة، وجعل الله سبحانه وتعالى من أهل سبأ عبرة وعظة لمن يعتبر.
  • ورد بالسورة الكريمة أيضًا ذكر نبي الله داوود وابنه سيدنا سليمان -عليهما السلام- وكيف أن الله تعالى فضلهما على كثير من خلقه وآتاهما من عظيم علمه ومكّن لهما في الأرض.
  • وتتحدث السورة عن وحدانية الله عزّ وجل وعن الحياة فيما بعد الموت وكيف أن الله يبعث عباده يوم القيامة، وأن تلك الأمور من الغيبيات التي يجب الإيمان بها وإنكارها يعَد كفرًا بالله.

سبب نزول سورة سبأ

ورد في سبب نزول سورة سبأ ما أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن زيد فقال:

“خرج رجلان شريكان أحدهما ذهب إلى الساحل وظل الثاني في مكانه، وعندما أرسل الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بعث أحد الرجلين برسالة إلى صاحبه يسأله فيها عنه.

فرد عليه صاحبه برسالة كتب فيها أنه لم يتبعه من قبيلة قريش سوى رذالة الناس ومستضعفيهم، فلما علم الرجل بذلك وكان قارئًا للكتب ومُطّلعًا على أخبار السابقين، ترك تجارته وذهب لصاحبه وقال له: دُلّني عليه، ثم ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله: إلى ماذا تدعو؟.

فأخبره بأنه يدعو إلى كذا وكذا، فرد الرجل قائلًا: أشهد أنك رسول الله، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم:

ما عِلمُك بذلك؟، فقال الرجل: ما أرسل الله نبيًا من أنبيائه إلا اتبعه رذالة الناس ومستضعفيهم، ثم نزلت آيات سورة سبأ، وبعث النبي إليه يخبره: “إن الله قد أنزل تصديق ما قلت”.

أما عن سبب نزول سورة سبأ الآية رقم 15 قوله عز وجل:

“لَقَد كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنهِم آيةً جنتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشمَالٍ كُلُوا مِن رزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَه بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ”.

فقد جاء عن علي بن رباح ما أخرجه ابن أبي حاتم، فقال حدثني فلان عن فروة بن مسيك الغطفاني أنه جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له:

يا رسول الله إن قوم سبأ كان لهم في الجاهلية عز وأنا أخشى أن يرتدوا عن الإسلام أفأقاتلهم؟ فقال صلى الله عليه وسلم “ما أمرت فيهم بشيء بعد” فنزلت تلك الآية.

سبب تسمية سورة سبأ

بعد أن ذكرنا سبب نزول سورة سبأ، نذكر السبب في تسميتها بهذا الاسم حيث أنه لم يرد إلا تسمية عدد قليل من سور القرآن الكريم بوحي من الله، لكن أغلب السور جاءت تسميتها وفق اجتهاد من بعض الصحابة.

لم يرد في كتب التفاسير وجود أي أسماء أخرى لسورة سبأ سوى هذا الاسم، وسميت بذلك لأنه ورد فيها ذكر قصة أهل مملكة سبأ، وهي إحدى الممالك القديمة في اليمن اشتهر أهلها بأنهم كانوا يعيشون في رغد من العيش والرفاهية، ولكنهم كفروا بالله فكان عاقبة كفرهم أن دمّر الله ملكهم بانهيار سد مأرب الذي كانوا يعتمدون عليه في زراعتهم.

وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه أن سبأ هذا ليس قبيلة ولا امرأة، بل كان رجلًا له من الأولاد عشرة وجميعهم كانوا أغنياء يمتلكون من الخيرات والأراضي الكثيرة، وكانوا مؤمنين بالله شاكرين لأنعُمِه.

ثم تفرّق الأولاد فذهب ستة رجال منهم إلى اليمن وجاءت منهم قبائل مذبح وكندة وأنمار والأزد وحمير والأشعريون وذهب الأربعة البقية إلى بلاد الشام حيث جاءت منهم قبيلة خذام وغسان وفلخم وعاملة.

فضائل سورة سبأ

لم ترد أحاديث صحيحة في شأن فضل تلاوة سورة سبأ بالتحديد، لكن فضل قراءتها يكون كفضل سائر قراءة سور القرآن الكريم، فيكون كل حرف منها بعشر حسنات.

وبمعرفة سبب نزول سورة سبأ وتدبر آياتها، يدرك المسلم عظيم قدرة الله عز وجل وشمول رحمته وعلمه، فيزداد إيمانه ويحمده على جميع نعمه وعطاياه ويعلم حقيقة الدنيا الفانية، وأن الإنسان لن ينجيه إلا عمله الصالح.

مقاصد سورة سبأ

كان سبب نزول سورة سبأ التأكيد على بعض المقاصد التي وردت فيها ومنها:

  • ترسيخ عقيدة المسلم بتوحيد الربوبية لله عز وجل ونفي أن تكون الأصنام آلهة، أو حتى يمكنها الشفاعة عند الله.
  • كان الحديث مفصلًا عن الإيمان بالبعث بعد الموت والحساب يوم القيامة والإيمان بالوحي والكتب المنزلة.
  •  التأكيد على أن الله تعالى أحاط بعلمه جميع ما في السموات والأرض، فلا أحد يستطيع الاطلاع على علم الله إلا بإذنه.
  • تخاطب السورة المنكرون للنبوة وتُقِيم عليهم الحجة، وتذكرهم بأخبار السابقين الذين جحدوا نعم الله وكفروا به.
  • تبين السورة مكانة النبيين داوود وسليمان وكيف أن الله فضلهما على كثير من خلقه، واختصهم بمزايا عديدة لم تعطَ لأنبياءٍ قبلهما.
  • وتؤكد سنة الله في الخلق وهي أن الله يزيد نعمه ويربيها لعبده الشاكر الحامد له، وأنه سبحانه لا ينزع نعمة أنعمها على عبدٍ إلا إذا جحدها ولم يشكر الله عليها.
  • تُذكّر السورة بأخبار المشركين الجاحدين لنعم الله وكيف أن الله عاقبهم أشد العقاب ليكونوا عبرة لغيرهم فلا يسيروا على ضلالهم فقال تعالى:

“ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَل نُجَازِي إِلّا الكَفُور”.

  • كما تُذكّر السورة أيضًا بأخبار المؤمنين الذين شكروا الله على نعمه وعبدوه حق عبادته، كيف أن الله تعالى جازاهم من خيري الدنيا والآخرة وأعطاهم الرزق الكثير الواسع.
  • تحذر سورة سبأ من اتباع أهواء الشيطان، وتؤكد على أنه سيظل إلى يوم القيامة العدو اللدود لبني البشر، ويتربص بهم ليوقعهم في الشر وغضب الله.
  • تبين الآيات أن قيمة المرء تكمُن فيما يقدمه من أعمال صالحة ومقدار ما يرسخ بقلبه من إيمان، فلا الأولاد ولا الأموال بالتي تقرب الإنسان إلى الله أو تشفع له.
  • تؤكد السورة على أن قوة الله تعالى في البطش بأعدائه شديدة، لا يقوى على تحملها أيٌ من مخلوقاته، ولن ينال الشفاعة عنده سبحانه أحد إلا بإذنه.
السابق
تفسير حلم الحمل في سن اليأس في المنام
التالي
تفسير حلم الحرم المكي في المنام

اترك تعليقاً