صحة عامة

سوء التغذية عند الأطفال

سوء التغذية عند الأطفال

يتم تقدير سوء التغذية عند الأطفال من خلال مؤشرات التقزم، والهزال (بالإنجليزية: Wasting)، وزيادة الوزن ونقصانه، ويُعبر مصطلح سوء التغذية عن حالتين رئيستين، أولاهما تلك التي تحدث عندما يكون النظام الغذائي للشخص منخفضاً بمجموعة مغذيات معينة مهمّة للصحة، ممّا قد يؤثر في النمو، والصحة الجسدية، والمزاج، وغيرها من الأمور، أمّا الحالة الثانية فتحدث عند عدم الحصول على المغذيات بطريقةٍ متوازنة، كاتباع نظامٍ غذائيٍّ قد يكون مرتفعاً بالسعرات الحرارية، ولكنّه قليلٌ بالفيتامينات والمعادن، وقد يكون الأشخاص الذين يتّبعون هذه الأنظمة الغذائية مصابين بالسمنة أو زيادة الوزن، ولكنّهم يعانون من سوء التغذية أيضاً.

أسباب سوء التغذية

  • نقص المكونات الغذائية الأساسية في جسم الإنسان، وذلك بسبب تناول كميّات قليلة من الطعام أو الإفراط في تناول بعض الأطعمة ذات القيمة الغذائيّة منخفضة، مثل: المشروبات الغازيّة، والبطاطا المقليّة والوجبات السريعة.
  • الإصابة ببعض الأمراض، والتي منها:
  1. اضطرابات الجهاز الهضمي: تحديداً الأمراض التي تسبب صعوبة في البلع، مثل التهاب الحلق، والأمراض التي تؤثّر في عمل الأمعاء في امتصاص الأغذية، مثل داء الزلاقي، وكذلك الإصابة بالإسهال والتقيؤ، اللذان ينتج عنهما فقدان الجسم للمواد الغذائية الأساسية للقيام بوظائفه.
  2. الأمراض النفسيّة: والتي منها الاكتئاب، وفقدان الشهية المرضي ومرض الشره في تناول الطعام.
  3. الأمراض المؤثّرة في الحركة والتنقل: وذلك لأنّها تمنع المريض من الوصول إلى الغذاء.

تشخيص سوء التغذية

إن أعراض سوء التغذية من السهل ملاحظتها، فخلال إجراء الفحص الطبي يقوم الطبيب بتقييم المظهر العام للشخص، بما يشمل لون البشرة، شكل العضلات وقوتها، كمية الدهون في الجسم، الطول والوزن، والسؤال عن العادات الغذائية لديهم، أو ملاحظة معدل نمو الجسم عند الطفل في حالة إصابته، كما يمكن القيام بإجراء بعض الفحوص المخبرية للدم، الفيتامينات والمعادن بحيث قد تشمل ما يأتي:

  • الفحوص العامة: فتشمل فحص الدهنيات، التعداد الكامل الدم والبروتين الكلي.
  • فحوص الاختلالات في المواد الغذائية ونقصها،فتشمل ما يأتي:
  1. فحص نسبة الحديد والفيتامينات والمعادن: حيث يتم فحص نسبة الحديد بأنواعه المختلفة في الجسم، بالإضافة لفحوص الفيتامينات والمعادن النادرة كفيتامين ب12، حمض الفوليك، فيتامين أ، فيتامين د، فيتامين ب، والمعادن كالكالسيوم والمغنيسيوم.
  2. فحص البروتين ما قبل الألبومين: فهو عادةً ما يُستخدم كعلامة للإصابة بحالة أو أعراض سوء التغذية، ولكن قد يتأثر مستوى هذا البروتين بعدد من الحالات المَرَضية الأخرى.
  3. فحص هرمون الليبتين: حيث أن انخفاض مستواه قد يشير إلى الإصابة بحالة أو أعراض سوء التغذية لدى بعض المرضى، ولكن هذا النوع من الفحوص غير متوافر دائمًا وعلى نطاق واسع.
  4. فحوص مرض السيلياك: حيث يتم فيها قياس كمية الأجسام المضادة في الدم، ومن بين هذه الفحوص الأكثر شيوعًا فحص نسبة الغلوبيولين المناعي بأنواعه المختلفة.
  • أما الفحوص غير المخبرية فهي تشمل التصوير الشعاعي، الذي يهدف للمساعدة في تقييم سلامة الأعضاء الداخلية والنمو الطبيعي لكل من العضلات والعظام، وهي تشمل ما يأتي:
  1. التصوير باستخدام الأشعة السينية.
  2. التصوير المقطعي.
  3. التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي.

أمراض سوء التغذية عند الأطفال

أبرز الأمراض الناتجة عن سوء التغذية:

  • فقر الدم أو الأنيميا: يؤدي فقر الدم إلى الضعف العام والإرهاق، وفقدان الشهية، والشحوب في الجلد، وخاصة الوجه، وينتج هذا المرض عن نقص الحديد.
  • أمراض نقص البروتين: وتظهر هذه الأمراض عند الأطفال من ستة أشهر وحتى 12 شهراً، وذلك بسبب عدم إعطاء الطفل الأغذية المكملة لحليب الأم؛ مثل: صفار البيض، واللحوم، وقد يؤدي هذ المرض إلى تغير لون الشعر عند الطفل، وقد يتسبب في سقوطه في بعض الأحيان، بالإضافة إلى أنه يحدث التهاباً في الجلد، وتضخماً في الكبد.
  • الكساح: يحدث هذا المرض نتيجة نقص الكالسيوم وفيتامين د.
  • مرض البلاجرا: يحدث هذا المرض نتيجة نقص فيتامين ب أو حمض النيكونيتيك.

ما هي أهم خطوات معالجة سوء التغذية عند الأطفال

يمكن علاج سوء التغذية عند الأطفال في المنزل للأطفال القادرين على تناول الطعام وهضمه بشكل جيد، وذلك من خلال ما يأتي:

  • التعاون مع مستشار التغذية لوضع خطة علاجية ونظام غذائي بما يتناسب مع وضع المريض، وذلك لوضع توصيات غذائية صحية، وتحسين المتناول من المواد الغذائية الضرورية للجسم.
  • التدرج في زيادة الكميات المتناولة من البروتين، والكربوهيدرات، والماء، والمعادن، والفيتامينات، وذلك للوصول إلى الكميات التي تغطي حاجة جسم الطفل منها.
  • توفير طعام ناعم أو مهروس لأولئك الذين يجدون صعوبة في البلع أو المضغ أو الأكل.
  • تناول المكملات الغذائية من الفيتامينات والمعادن، وغالباً ما يُنصح بإعطائها للأطفال المصابين بهذه الحالات.
  • مراقبة مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index) بانتظام، للتحقق من التحسن أو الاستجابة للتدخلات الغذائية.
  • قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الناجم عن نقص البروتينات والطاقة، إلى تناول ألواح البروتين (Protein bars) أو المكملات البروتينية؛ لتغطية النقص.
  • يجب أن يتوفر فريق من المعالجين والأطباء ذوي الاختصاصات المختلفة لمساعدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين لا يستطيعون الطهي أو التسوق لأنفسهم، أو أولئك الذين يعانون من اضطرابات عقلية، أو خرف، أو أمراض طويلة الأمد.

علاج سوء التغذية في المستشفى:

يحتاج المرضى الذين يعانون درجة سوء التغذية المتوسطة إلى الشديدة، والذين لا يستطيعون تناول الطعام عن طريق الفم إلى تدخل الفريق الطبي في المستشفى؛ والذي يتكون من الأطباء وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى أخصائي التغذية ، والطبيب النفسي ، وغيرهم؛ حيث يجري هذا الفريق التغذية بالأنبوب الأنفي المعدي ، أو التغذية الوريدية، وغيرها من الطرق المستخدمة لإدخال الطعام للجسم.

أغذية لعلاج سوء التغذية عند الأطفال

يعتمد علاج سوء التغذية عند الأطفال على مدى شدة سوء التغذية، وعلى وجود أي حالات أو مضاعفات كامنة، وسيقوم مقدم الرعاية الصحية بإعداد خطة العلاج بأهداف محددة، وسيكون هناك عادةً برنامج تغذية مع نظام غذائي مخطط خصيصًا، وربما بإضافة بعض المكملات الغذائية، وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أو مشاكل امتصاصية إلى دعم غذائي اصطناعي، إما عن طريق أنبوب أو عن طريق الوريد، وسيتم مراقبة المريض عن كثب من أجل مراقبة تقدم الحالة، وسيتم مراقبة علاج سوء التغذية بانتظام لضمان تلبية احتياجاته الغذائية، ويشتمل علاج سوء التغذية عند الأطفال على أكثر من مهمة تُذكر كما يأتي:

  • النظام الغذائي: سوف يناقش اختصاصيّ التغذية الخيارات الغذائية الصحية والأنماط الغذائية مع المريض لتشجيعه على تناول نظام غذائي صحي ومغذي مع الكمية الكافية من السعرات الحرارية، وقد يحتاج أولئك الذين يعانون من نقص التغذية إلى سعرات حرارية إضافية في بداية العلاج.
  • رصد تقدم الحالة: يمكن للرصد المنتظم أن يساعد في ضمان تناول السعرات الحرارية والمغذيات المناسبة، ويمكن تعديل ذلك مع تغير متطلبات المريض، وسيبدأ المرضى الذين يتلقون دعمًا غذائيًا صناعيًا بتناول الطعام بشكل طبيعي في أقرب وقت ممكن.

الوقاية من سوء التغذية

من أجل الوقاية من سوء التغذية من المهم أن يتم اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان.

1- العناصر الغذائية اللازمة

من أجل اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن من المهم التركيز على تناول العناصر الغذائية المختلفة، وهي كما يلي:

  • تناول خمس حصص من الفواكه والخضراوات يوميًا على الأقل.
  • التركيز على إدخال الألياف الغذائي النشوية ضمن الوجبات الأساسية مثل البطاطا والخبز والباستا.
  • الحصول على منتجات الألبان أو بدائلها.
  • تناول كل من البقوليات والأسماك والبيض واللحوم أو منتجات أخرى من البروتين.
  • استبدال الزيوت المشبعة بتلك غير المشبعة وتناولهم بكميات منخفضة.
  • تناول كمية مناسبة من السوائل، أي حوالي 6-8 أكواب يوميًا.

2- السعرات الحرارية الكافية

  • يحتاج جسمك إلى السعرات الحرارية من أجل الحصول على الطاقة، إلا أنه يحتاج مستويات معينة منها.
  • انخفاض مستويات السعرات الحرارية المتناولة من شأنه أن يسبب انخفاضًا في الوزن، أما زيادتها دون حرقها، من شأنه أن يسبب زيادة الوزن والسمنة لاحقًا.

3- مصدر السعرات الحرارية

  • من أجل الوقاية من سوء التغذية من المهم الانتباه إلى مصدر السعرات الحرارية أيضًا، وهذا يعني ضرورة التقليل من تلك الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية فارغة.
  • هذا يعني تلك الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية وفقيرة بالقيم الغذائية المهمة لصحتك وجسمك.

وإليك مجموعة من النصائح المهم اتباعها من أجل الوقاية من سوء التغذية قدر المستطاع:

  • التقليل من كمية السكر والملح المتناولة.
  • التقليل من كمية الدهون المتناولة.
  • التقليل من كمية المشروبات غير الصحية.
  • ممارسة النشاط الرياضي المنتظم.
  • التقليل من وجود السكريات في المنزل.
  • وضع الخضراوات والفواكه في مكان يراه الجميع في المنزل لتشجيعهم على تناوله.
السابق
ما الاسم الذي يطلق على البحث العلمي
التالي
اسئلة انترفيو … أهم الأسئلة التي تُطرح في مقابلات العمل

اترك تعليقاً