الأسرة في الإسلام

شروط اختيار الزوج في الاسلام

حق المرأة في اختيار الزوج في الإسلام

كرم الإسلام المرأة فمنحها حقوقاً عديدة، ومن ضمن الحقوق حق اختيار الزوج، وهو من أهم الحقوق لتعيش معه في سلام ووئام. وجاء في حديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن) قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: (أن تسكت). أي جعل الإسلام اختيار زوجها برضاها، بشرط أن يكون صالحاً وذا خلق ودين. فإذا اختارت المرأة زوجها فإن ذلك ينعكس إيجابياً على حياتهما الزوجية، ومن ثم على أبنائهما، وبذلك تكون الأسرة ناجحة وسعيدة. وفي حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم (الأيم أحق بنفسها من وليها) فالإسلام أول من أعطى للمرأة حق اختيار زوجها، وحرص على ذلك. كما أعطاها حق البقاء مع زوجها أو انفصالها عندما تسوء العشرة بينهما، ولا الصلح والتوفيق بشرط أن تتنازل عن حقوقها، إذا لم يكن هناك سبب لإنهاء العلاقة الزوجية بينهما. * الكلية الجامعية للأم والعلوم الأسرية

هل الشكل مهم في اختيار الزوج

شروط قبول الزوج

شروط الزّواج في الإسلام

اشترط الإسلام لصحّة عقد الزّواج مجموعة من الشروط، وذلك لضمان خلوّه من العيوب وتحقيقه للحِكم التي شُرِع من أجلها، وهذه الشروط هي:

  • تعيين العاقدين؛ أي الزوجين، وذلك بأن يتم تحديد هويّة الزوجين بشكلٍ واضحٍ، فلا يجوز لوليّ المرأة أن يقول مثلاً: (زوّجتك ابنتي) دون تحديد أي بنت من بناته يقصد إذا كان لديه غيرها من البنات.
  • التّراضي بين العاقدين؛ فيجب التحقّق من رغبة ورضى كلّ من العاقدين بالزّواج من الآخر، وفي ذلك قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (الأيِّمُ أحَقُّ بِنفسِها من ولِيِّها، والبِكرُ تُستأذَنُ في نفسِها، وإذْنُها صِماتُها).
  • وجود الوليّ للمرأة، وذلك لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (أيَّما امرأةٍ نُكحتْ بغيرِ إذنِ وليِّها، فنكاحُها باطلٌ، فنكاحُها باطلٌ، فنكاحُها باطلٌ).
  • شهادة الشّهود على عقد الزواج؛ وذلك لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (لا نكاحَ إلَّا بوليٍّ وشاهدَيْ عَدلٍ).
  • عدم وجود أي مانع من موانع الزّواج، كأن يكون بينهما رِضاع، أو أن يكون الرّجل غير مسلم، أو أن تكون المرأة غير مسلمة وغير كتابية، وغير ذلك من موانع الزّواج.

معايير اختيار الزوج pdf

اضغط هنا لتحميل ملف أسس ومعايير خاصة لاختيار الزوج

نصائح لاختيار الزوج

لا شك بأنّ الاختيار الصحيح للزوج يجب أن يكون مبنيّاً على أسس علميّة وأخلاقيّة متينة بعيداً عن التسرّع في اتخاذ القرار واللهث وراء المظاهر الماديّة الخادعة كالحسب والجاه والمال والمتعة وكذلك الشكل الخارجي، حيث إنّ اتباع الأسس السليمة سيضمن لكلا الطرفين الوصول إلى الراحة والطمأنينة والاستقرار والمودة والرحمة، والتالي بعض من الأسس الموصى بها:

  • التكافؤ في المستوى الديني والأخلاقي الذي يحمله الشاب، فالإنسان الخلوق وصاحب الدين الراقي هو أجدى الناس بالحفاظ على المرأة ومعاملتها أحسن معاملة.
  • التقارب في المستوى الفكري والوعي الثقافي، حيث من شأن هذه النقطة إيجاد العديد من الأمور والنقاط المشتركة التي يتحدث فيها الزوجان فيما بعد، ولعلنا نرى الكثير من قصص الطلاق التي تحدث نتيجة وجود فجوة ثقافيّة كبيرة بين الطرفين.
  • الشكل الحسن المقبول، فلا نقول بوجوب أن يكون الزوج شديد الجمال كنجوم التلفاز لكن أن يكون ذا شكلٍ مقبولٍ تأنس به الزوجة وترتاح للجلوس والحديث معه، وفي حال عدم وجود انسجام عند رؤية المرأة للخاطب وعدم تقبلها لشكله يجب عدم إرغامها على الارتباط به لأنّها لن تشعر بالسعادة فيما بعد.
  • التقارب في المستوى الاجتماعي والمادي بين الزوجين تجنّباً لحدوث مشاكل وخلافات ماديّة حادة فيما بعد. التوافق في البيئة التي كان يعيش فيها الزوجان.

اختيار الزوج الصالح عمر عبد الكافي

معايير اختيار شريك الحياة

1. التدين والأخلاق: 

فمن أهم المعايير التي ينبغي أن يقوم الإختيار عليها هو معيار الإلتزام بتعاليم الإسلام وأخلاقه، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ» رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكُم من ترضونَ دينَهُ وخلُقهُ فأنْكحوهُ، إلا تفعلوا تكن فِتنةٌ في الأرض وفسادٌ»، قالوا: يا رسولَ اللهِ وإن كانَ فيهِ؟ قال: «إذا جاءكم من ترضونَ دينهِ وخُلقهُ فأنْكحوهُ» ثلاث مرات. رواه الترمذي.

وجاء رجل للحسن بن علي رضي الله عنهما فقال: خطب إبنتي جماعة، فمن أزوجها؟ فقال له الحسن: زوجها ممن يتق الله، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها، فالدين والخلق هما الصفتان الأساسيتان اللتان لابد أن يتحلى بها من نقبل به شريكا للحياة.

2. القدرة على تحمل الأعباء:

يرسم البعض للحياة الزوجية صورا خيالية حالمة، يختار على أساسها الطرف الآخر، وحين يصطدم بواقع الزواج يجد أن الأمر مختلف، وأن الزواج ليس كلمات حلوة عذبة تقال وفقط، ولكن به العديد من المسئوليات والواجبات الملقاة على عاتق كل طرف، وعندما تؤدى هذه الواجبات والأعباء بحب وإخلاص يكون ذلك سبب للسعادة.

لذا ينبغي عند الإختيار أن يدرك الطرفان هذه الحقيقة، وأن يبحثا عن القادر على القيام بهذه الواجبات والمسئوليات.

3. الكفاءة الاقتصادية:

من الضروري أن يكون هناك كفاءة إقتصادية بين الطرفين، ولا يكون هناك تفاوت كبير بينهما في هذا الجانب، لأن ذلك قد يؤدي إلى العديد من المشكلات المستقبلية التي تؤثر في العلاقة الزوجية وربما تؤدي إلى إنهائها.

إذ كيف يكون الحال حين يتزوج رجل محدود الدخل من فتاة أسرتها ثرية، قد تربَّت على أن تأخذ من مال أبيها بلا حساب ولا رقيب، وربما كان مصروف يدها -فقط- قبل زواجها ضعف راتب زوجها؟ وهذا -بلا أدنى شك- سيسبب أزمة أو قل أزمات مستقبلية في العلاقات الزوجية.

4. الكفاءة الإجتماعية:

فالتوافق بين العادات والتقاليد والأعراف التي تربى عليها كل طرف يساعد على التقارب بينهما، بينما الإختلاف الكبير بينهما يحدث نوعا من الخلاف والتنازع، لأن ما قد يراه طرف عادة واجبة يستحيل التخلي عنها، يراه الطرف الآخر أمرا ليس مهما، وبالتالي يحدث الخلاف والنزاع.

5. الكفاءة العلمية:

فالتفاوت الكبير بين الطرفين في المستوى العلمي سينتج عنه إختلاف في طريقة تفكير كل منهما، وتباين في أسلوب الحوار وطريقة التواصل مع الآخرين، وتفاوت في طموحاتهما، وهكذا في كل شئون الحياة سيكون هناك تفاوت واضح بينهما في الرؤى، وهذا بدوره قد يؤدي إلى عدم التوافق بينهما، والتقارب في المستوى العلمي يساعد على وجود حالة من التوافق تجاه هذه الأمور.

6. التناسب في العمر:

علي الرغم أنه لا توجد ضوابط محددة لهذا الأمر إلا أنه يفضل أن يكبر الزوج الزوجة بما لا يقل عن خمسة سنوات ولا يزيد عن سبعة، فالندية في التعامل في السن المتساوي والغربة في التعامل في السن المتباعد، يؤديان إلي كثير من المتاعب.

7. الانسجام الفكري:

يعد الإنسجام أو التقارب في التوجهات الفكرية بين الزوجين أحد أهم مقومات نجاح وإستمرار الحياة الزوجية سعيدة هانئة، لأن الزوجين حينما يكونا منسجمين أو متقاربين في التوجهات الفكرية يصبح هناك مساحات مشتركة بينهما في الأفكار والرؤى، وهذا بدوره ينعكس على مشاعرهما تجاه بعضهما بصورة إيجابية، ويكون مدعاة للتوافق النفسي والوجداني والعاطفي بينهما.

بينما التباعد أو التنافر في التوجهات الفكرية يجعل حياتهما أشبه بلعبة شد الحبل، كل منهما يحاول شد حبال فكر الآخر نحو ما يراه، ومع مرور الوقت ربما يكون ذلك سببا للنزاع بينهما، أو على الأقل يتسبب في غياب مساحة مشتركة في الأفكار والرؤى بينهما، وهذا سينعكس على الحالة الوجدانية بينهما بالسلب حتى ولو كان بينهما توافق عاطفي إبتداءا.

8.وضع العائلة في الحسبان:

من الأمور التي يجب الإهتمام بها عند إختيار شريك الحياة أن يكون مناسبا لطبيعة العائلة، بحيث يمكنه التوافق والتعامل معهم بشكل جيد، فبلا أدنى تشك تؤثر علاقة الزوج أو الزوجة بعائلة الطرف الآخر على طبيعة العلاقة بين الزوجين تأثيرا كبيرا مباشرا.

9. المزايا والعيوب:

فلا بد من التعرف على مزايا وعيوب الطرف الآخر قبل الموافقة على الإرتباط به، والتأكد من القدرة على التوافق معها، وبناء القرار على ذلك دون التوهم بأنه من الممكن أن يحدث تغييرا كبير في شخصية الطرف الآخر بعد الزواج.

السابق
كيفية فسخ العقد الشرعي
التالي
فوائد زبدة الكاكاو للوجه

اترك تعليقاً