صحة عامة

صناعة الأدوية من الصناعات الغذائية

صناعة الأدوية من الصناعات الغذائية

تعد صناعة الدواء إحدى الصناعات الهامة، و هي تندرج ضمن الصناعات الكيميائية. تولي الحكومات أهمية بالغة في هذه الصناعة نظراً لما تستطيع ان تقدمه من نهضة منشودة و إيرادات خيالية و حل لمشاكل متعددة و زيادة صادراتها. فلا يوجد إنسان في العالم لا يحتاج إلى الدواء. سنتناول في هذا المقال الحديث عن صناعة الأدوية من الصناعات الغذائية.

الصناعات الدوائية

تعتبر صناعة الأدوية من الصناعات الحساسة مضمونة الدخل، خاصة للبلدان مرتفعة الكثافة السكانية. حيث توجد الحاجة للمنتج، ويوجد المستهلك، وعليه فإن صناعة الدواء استثمار مضمون النتائج وذو ربحية عالية جدا مقارنة مع العديد من الصناعات الأخرى. ولذلك نظريا لا يجب أن يخسر أي مصنع متخصص في هذه الصناعة.

في الدول العربية المختلفة ترتفع بشكل كبير جدا الفاتورة الدوائية حيث تتجاوز الفاتورة ما قيمته 700 مليون دولار في قطر. وتزيد عن 3.7 مليار دولار في السعودية، كما يزيد استهلاك الدواء في بلد مثل اليمن عن 400 مليون دولار ومثلها في سوق السودان، وقس على ذلك كافة البلدان العربية الأخرى، ما يدل على سوق واعدة جدا في المنطقة تساعد في توفير الامن الدوائي وتقلل من فواتير الاستيراد كما تساعد على التصدير وتوفير العملة الصعبة، لكن الواقع أن هنالك عدد مهول من المصانع الدوائية التي تخسر وتقفل أبوابها في العديد من الدول العربية، وأيضا حول العالم.

قد يعجبك كيف تصنع الأدوية من الأعشاب والنباتات الطبية؟

كيمياء صناعة الأدوية

الكيمياء الصيدلانية أو الكيمياء الدوائية هو تخصص علمي يجمع بين الكيمياء والصيدلة بهذف تصميم المركبات الدوائية الجديدة وتطويرها. تقوم الكيمياء الصيدلانية بتمييز وتصنيع وتطوير المركبات الكيميائية الجديدة لتناسب الإستخدامات العلاجية. بمعنى زيادة التأثير العلاجي لها وإنقاص الآثار الجانبي. من أجل ذلك تستخدم الكثير من التقنيات الكيميائية والتقنية وأيضا تطبيقات الكيمياء الحاسوبية الجديدة لدراسة الأدوية المستخدمة وتأثيراتها الحيوية. من أهم هذه التقنيات علاقة البنية تأثير (سار) وعلاقة بنية تأثير الكمية (كيوسار).

وهي فرع من الكيمياء يدرس المركبات الدوائية وخواصها كما يدرس طرق معايرتها وتحديد ذاتيتها. تنقسم لفرع عضوي وقسم لا عضوي. ان الكتب المرجعية لهذا العلم يجب ان تتضمن تصنيفا شاملا للاعداد الهائلة من الأدوية المتوفرة في السوق التجارية. بحسب زمر فارماكوجية او كيميائية تبرز ما يطلق عليه علاقة البنية التأثير لأفراد كل زمرة بعينها. ويجب ان توفر هذه المراجع معلومات مثل الخواص الفيزيائية و الكيميائية والاستعمال والتاثيرات الجانبية والمقدار الدوائي. وفيما عدا هذه المعلومات ثمة اختلافات واسعة بين كل كتاب مرجعي وأخر في مجال الكيمياء الصيدلية اذ ان بعضها يذهب الى الاهتمام بدراسة الأدوية من حيث الانحلال و الارتباط بالبروتينات والامتصاص والأطراح وبعضها يذهب الى الاهتمام بدراسة الطرق التحليلية لهذه الادوية. ‏

وقد اختلفت النظرة الى الكيمياء الصيدلية بأختلاف التوجهات الحديثة في تدريس الصيدلة وأول هذه التوجهات انطلقت من مفهوم الاهتمام بالدواء الى الاهتمام بمصير الدواء لدى المريض الى الاهتمام بدواء الحالة السريرية الى الاهتمام بتخليق وتصنيع الدواء من منشأ بيولوجي .وغيرها من التوجهات التي تعتمدها مدارس الصيدلة في مختلف أنحاء العالم.

شاهد ايضا دواء فيسكوتيرز – viscotears لصناعة الأشكال الصيدلانية الفموية

صناعة الأدوية من الصناعات الغذائية

صناعة الأدوية من الصناعات الغذائية ربما يخطئ البعض في هذا الاعتقاد حيث أنه محال أن تكون صناعة الدواء هي صناعة غذائية. فالأدوية تكون عبارة عن بعض التفاعلات الكيميائية، والتي تكون من بعض المواد الطبيعية أو ربما المواد الكيميائية. ولذلك تعد صناعة الأدوية من الصناعات الكيميائية.

اهم مراحل تصنيع الدواء

يمر الدواء بعدّة مراحل خلال عملية التصنيع من أجل الحصول على دواء آمن وفعّال، ويتبع جميع متطلبات الأدوية التنظيمية، وتتضمن:

  1. مرحلة اكتشاف الدواء: يبدأ تصنيع الدواء بتحديد الحالة المرضية المراد علاجها. وعلى أي جزء حيوي من الجسم يجب أن يعمل الدواء فيه، ثم يُختار أكثر من 5 آلاف جزيء كيميائي يعتقد العلماء أنه قادر على إعطاء المفعول المطلوب، بطرق عديدة ومدروسة من بين هذه الأعداد الهائلة. يختار عدد قليل من الأدوية وربما دواء واحد ذو فعالية ضد المرض.
  2. تحديد خصائص الدواء: يخضع الدواء لمراحل عديدة من الدراسات لتحديد صفاته الكيميائية والفيزيائية. والظروف التي يفضّلها ليبقى مستقرًا، بالإضافة إلى تحديد نقاط قوته وضعفه مقارنة مع الأدوية التي تشبهه، ونشاطه داخل الجسم متضمنة فعاليته أو سميّته، ومن خلال طرق تحليلية مختلفة لمعرفة آلية عمله داخل الجسم.
  3. تحديد طريقة تشكيل الدواء وتغليفه: تحديد صيغة الدواء والمكونات التي ستضاف له أثناء التصنيع، وتستمر هذه المرحلة لمدة طويلة حتى تصل إلى الشكل النهائي؛ إذ يجب أن يبقى المستحضر الدوائي مستقرًا في العبوة أثناء نقله وتخزينه معها، نظرًا لتعرضه لعوامل خارجية كالحرارة والرطوبة، كما توفر معلومات تتضمن شروط تخزين الدواء ومدّة صلاحيته، فمن خلال هذه الدراسات يُضمن بقاء الدواء آمنًا غير سام، وفعال ومعقم داخل عبوته.
  4. دراسة حركية الدواء: يقوم علماء الصيدلة الحركية بتحديد كيفية تأثير الجسم على الدواء من خلال امتصاصه، وتوزيعه. وتكسريه أو حتى طريقة التخلص منه، ومعرفة الوقت الذي يحتاجه حتى يعطي مفعولًا، وإلى متى يستمر هذا المفعول، وكم يكون تركيز الدواء في الجسم كل لحظة منذ تناوله حتى خروجه من الجسم. وتقارن هذه الدراسات المجرية على الحيوانات بدراسات أخرى على البشر في وقت لاحق.
  5. اختبارات سريرية: تتضمن ثلاث مراحل:
  • المرحلة الأولى: إعطاء الدواء لعدد قليل من البشر المتطوعين السليمين صحيًا لدراسة حركة الدواء وفعاليته وقدرة الإنسان على تحمله.
  • والمرحلة الثانية: زيادة عدد الأشخاص واختيار مرضى لتحديد مدى فعالية الدواء في علاج هذا المرض أو التقليل من أعراضه كما تراقب الأعراض الجانبية للدواء.
  • المرحلة الثالثة: تكون على عدد كبير من المرضى للتأكُّد من فعاليته وأمانه.

6. وهكذا يصبح الدواء جاهزًا في شكله النهائي: لنتمكن من بيعه في الأسواق، واستخدامه لأغراضه التي وجد من أجلها، وبعد موافقة الهيئات المسؤولة عن الأدوية.

يمكنك الاطلاع على أهمية الكيمياء في حياتنا

السابق
طريقة عمل المخمرية في المنزل
التالي
هل المعدة تسبب الخوف والهلع

اترك تعليقاً