ديني

عدد الغزوات التي قادها الرسول

كم عدد الغزوات التي حضرها الرسول

اختلف العلماء في تحديد عدد الغزوات التي حضرها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، إذ يتراوح عددها بين تسع عشرة وثلاثين غزوة، وثبت في الصّحيحين أنَّه سُئل زيد بن أرقم عن عدد الغزوات التي غزاها الرّسول: (كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة قال: تسع عشرة، قيل: كم غزوة أنت معه؟ قال سبع عشرة قلت، ـالقائل هو أبو إسحاق السبيعي الراوي عنه- فأيهم كانت أول؟ قال: العسيرة أو العشيرة)، وقيل إنَّ غزوات الرّسول بلغت أكثر من ذلك، فأهل السير نقلوا أنَّ غزوات الرّسول بلغ عددها ما يقارب خمساً وعشرين غزوة، ومنهم من قال إنَّ غزواته سبعاً وعشرين غزوة، ومنهم من قال إنَّها بلغت تسعاً وعشرين غزوة.

عدد غزوات الرسول واسمائهم

غزوات الرسول بالترتيب
غزوة الأبواء: وتسمَّى غزوة ودان أيضًا، وهي أولى غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقعت في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة.
غزوة بواط: وقعت في شهر ربيع الأوَّل في السنة الثانية للهجرة.
غزوة سفوان: وقعت في شهر ربيع الأوَّل أيضًا في السنة الثانية من الهجرة.
غزوة العشيرة: وقعت في شهر جمادى الأولى في السنة الثانية من الهجرة.
غزوة بدر: وقعت في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة.
غزوة الكدر: أو غزوة بني سليم وقعت في شهر شوال من السنة الثانية للهجرة بعد غزوة بدر الكبرى رجع فيها المسلمون دون قتال.
غزوة بني قينقاع: وقعت في شوالٍ من السنة الثانية للهجرة، حيث حاصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يهود بني قينقاع وأجلاهم عن المدينة.
غزوة السويق: وقعت في شهر ذي الحجة في السنة الثانية للهجرة.
غزوة ذي أمرَّ: وقعت في شهر محرم من السنة الثالثة للهجرة، غزا فيها رسول الله نجدًا يريد قبيلة غطفان لكنه رجع دون قتالٍ. غزوة الفرع من بحران: أو غزوة بحران خرج فيها المسلمون يريدون قريشًا لكنهم رجعوا دون قتال، حدثت في شهر ربيع الآخر من السنة الثالثة من الهجرة.

غزوة أحد: وقعت في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة، تمكن فيها جيش المشركين من تحقيق نصر عسكري بعد أن حقق المسلمون نصرًا أوليًّا وذلك بسبب ترك بعض المسلمين لمواقعهم الدفاعية وانشغالهم بجمع الغنائم.
غزوة حمراء الأسد: وقعت في شهر شوال من السنة الثالثة من الهجرة، كانت غايتها مطاردة المشركين بعد معركة أحد خوفًا من عودتهم إلى المدينة، ورفع الروح المعنوية للمسلمين.
غزوة بني النضير: وقعت أحداثها في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة بعد محاولة يهود بني النضير اغتيال الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
غزوة بدر الآخرة: أو غزوة بدر المَوعِد وقعت أحداثها في شعبان من السنة الرابعة للهجرة، خرج فيها المسلمون ينتظرون قريشًا قرب بدر فتخلف جيش المشركين عن القدوم، وعاد المسلمون دون قتال.

غزوة دومة الجندل:  وقعت أحداثها في شهر ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة.
غزوة بني المصطلق: وقعت في شهر شعبان في السنة الخامسة من الهجرة.
غزوة الأحزاب: وقعت في شهر شوال في السنة الخامسة من الهجرة.
غزوة بني قريظة: وقعت في شهر ذي القعدة في السنة الخامسة من الهجرة، بعد أن غدر يهود بني قريظة بالمسلمين، فحاصرهم المسلمون وأنهوا وجود اليهود في المدينة بهذه المعركة.
غزوة بني لحيان: وقعت في شهر جمادى الأولى في السنة السادسة من الهجرة.
غزوة الحديبية: وقعت في شهر ذي القعدة في السنة السادسة من الهجرة.
غزوة ذي قرد: وقعت في شهر محرم في السنة السابعة من الهجرة. غزوة خيبر: وقعت في شهر محرم في السنة السابعة من الهجرة.
غزوة ذات الرقاع: خرج فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتأديب الأعراب في صحراء نجد بعد أن وصله خبر أنَّهم يريدون غزو المدينة، وقعت في السنة السابعة من الهجرة.
غزوة فتح مكة: وقعت في شهر رمضان في السنة الثامنة من الهجرة، دخل فيها جيش المسلمين مكة المكرمة فتحًا دون قتال.
غزوة حنين: وقعت في شهر شوال في السنة الثامنة من الهجرة.
غزوة الطائف: وقعت في شهر شوال في السنة الثامنة من الهجرة.
غزوة تبوك: وقعت في شهر رجب في السنة التاسعة من الهجرة، واجه فيها جيش المسلمين جيش الروم، لم يحدث فيها قتال لكنَّها حققت أهدافها العسكرية وأجبرت الروم على الانسحاب من مواقعهم للمسلمين، وتغيرت كثير من التحالفات نتيجة هذه المعركة.

غزوات الرسول للاطفال

غزوات الرسول مع اليهود

لم يختلف اليهود كثيرًا عن المشركين، فبعد أن عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفَّى بعهدهم، وأحسن معاملتهم، ما كان منهم إلا الإساءة، ونكران الجميل، والتقوُّل على الله ورسوله وعلى المؤمنين، ومحاولة تشكيك المسلمين فيما يعتقدونه من الحق، وقد صبر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا، وتغاضى عن الكثير من أخطائهم، ولم يعاقبهم عليها رغم فداحتها، إلا أن الأمر بلغ حدًّا لا يُطاق، وأصبح من الحكمة بمكان أن يتمَّ اتخاذ موقفٍ حازمٍ إزاء ما يفعله اليهود.

بني قينقاع

بدأت قبائل اليهود في نقض العهود الواحدة تلو الأخرى، فقام يهود بني قينقاع بفعلٍ فاحشٍ تمالأوا فيه على الاعتداء على شرف امرأة مسلمة، كانت تشتري من سوقهم بعض حاجتها، كما اجتمعوا على قتل رجل مسلم[1].

واليهود بهذا الفعل الفاحش، وهذه الجريمة التي ارتكبوها، أصبحوا ناقضين لعهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بإجلائهم وهو على استطاعة تامة أن يقتلهم جميعًا، وما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم من قبول الاكتفاء بإجلائهم عن المدينة يُعَدُّ عفوًا عظيمًا عن أناسٍ يستحقون القتل لنقضهم العهد، واعتدائهم على حرمات المسلمين، وتمالئهم على ذلك.

بني النضير

ولم يؤاخذ الرسول صلى الله عليه وسلم طوائف اليهود الأخرى بفعل إخوانهم من بني قينقاع، مع أنه كان بالإمكان إجلاؤهم أيضًا، فجميعهم ينتسب إلى دين واحد، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن إلى من بقي من طوائف اليهود، وقابل يهود بني النضير هذا الإحسان بالإساءة، فحاولوا الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاولة قتله، فبينما كان يجلس بينهم، ذهب أحدهم ليلقي صخرة من أعلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم!!

إن الخيانة التي تسري في دماء اليهود قد دفعتهم إلى هذه الجريمة التي لا عقاب لها إلا القتل جزاءً وفاقًا على ما دَبَّروا، ومع ذلك فقد حقن رسول الله صلى الله عليه وسلم دماءهم – بعدما مكَّنه الله عز وجل من رقابهم، وقذف في قلوبهم الرعب – وأجلاهم خارج المدينة، وتلك رحمة غير مسبوقة، ونادرة الحدوث من غير المسلمين في التاريخ البشري..

بني قريظة

ولم يعاقب رسول الله صلى الله عليه وسلم باقي يهود المدينة غير بني النضير، ولم يؤاخذهم بجُرم إخوانهم الذين أرادوا قتله، فقد كان بالمدينة يهود بني قريظة وكانوا على عهد وميثاق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع المسلمين، أن يدافعوا مع المسلمين ضد أي عدوٍّ يهاجم المدينة، ولكنَّهم خانوا المسلمين في أشد المواقف حرجًا، فقد راسلوا الأحزاب المتجمِّعةَ حول المدينة، والآتية من مكة وما حولها لغزو المدينة واستباحتها، وتأكد الرسول صلى الله عليه وسلم من صحة هذا الأمر..

فعن سعيد بن المسيب رحمه الله[2] – في سياق قصة الأحزاب -: فبينما هم كذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي، وكان يأمنه الفريقان، كان موادعًا لهما، فقال: إني كنت عند عيينة بن حصن وأبي سفيان إذ جاءهم رسول بني قريظة: أن اثبتوا فإنا سنخالف المسلمين إلى بيضتهم[3]..

أي أن اليهود يعِدون الأحزاب إن خرج المسلمون إلى قتالهم أن يعتدي اليهود على نساء المسلمين وذراريهم وأموالهم وهو معنى مخالفة المسلمين إلى بيضتهم.

فهي إذن خيانة عظمى من هذه الفئة التي كانت على عهد وميثاق مع الدولة الإسلامية، ثم هي في أحلك الظروف تنقض العهد، وتتعاون مع العدو المهاجم من خارج الدولة.

فسبب غزوهم هو نقضهم للعهد الذي كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف وأصعبها على المسلمين، فهل يدَّعي أحد بعد ذلك أن العقاب الذي أنزله النبي صلى الله عليه وسلم بهم فيه شيء من الإجحاف أو الظلم، وماذا لو تمَّ لهم ما أرادوا من غدر وخيانة للمسلمين، إن مصير المسلمين في هذه الحالة – من دون شك – هو القتل والتشريد وضياع المال والولد والأهل، وإذا كان الجزاء من جنس العمل فلا شك أن ما لحق ببني قريظة أمر يستحقونه نظير غدرهم وخيانتهم للعهد والميثاق، رغم الوفاء الكامل من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين لهم، وذلك بشهادتهم هم[4]..

يهود خيبر

أما يهود خيبر؛ فقد تحالفوا مع من جاءهم من يهود بني النضير كحيي بن أخطب، وكنانة ابن أبي الحقيق، وهَوذة بن قيس الوائلي، وخرج هؤلاء إلى قريش يدعونهم للتجمع والتحزب لاستئصال المسلمين في غزوة الأحزاب، ثم خرجوا إلى غطفان؛ فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعلوا لهم تمر خيبر سنةً، إنْ هم نصروهم، وأخبروهم أنَّ قريشًا قد تابعوهم على ذلك، واجتمعوا معهم فيه، ثم خرجت يهود إلى بني سُلَيْم فوعدوهم المسير معهم إذا خرجت قريش.. لقد كانوا – إذن – العقل المدبر لتحالف الأحزاب ضد المسلمين.  وعندما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر قريش وأَمِن جانبها بصلح الحديبية تفرَّغ ليهود خيبر وحاربهم..  فهل يُلامُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على حربه لمن حزَّب الأحزاب بغرض إبادة جماعية للمسلمين؟!

أسباب غزوات الرسول

Ra bracket.png أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ Aya-39.png الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ Aya-40.png الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ Aya-41.png La bracket.png[6] (سورة الحج، الآيات 39-41).

آخر غزوات الرسول

كان آخر ما شهده رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الغزوات مع صحابته غزوة تبوك، وقد وقعت في شهر رجب من العام التاسع للهجرة، حين بدأ جيش الرومان يتّجه نحو المدينة لملاقاة المسلمين فبلغ منطقة البلقاء في الأردنّ، فرغب النبيّ أن يلاقي عدوّه دون تردّدٍ وتأخرٍ، فأمر أصحابه أن يتجهّزوا للقائه فتجهّز مع رسول الله ثلاثين ألفاً من المسلمين، ضمّ جيش المسلمين بينهم عدداً من المنافقين الذي حاولوا أن يخذلوا النبيّ ويبرّروا موقفهم لعدم رغبتهم بملاقاة جيش الروم.

السابق
ماذا رأى الرسول في رحلة المعراج
التالي
دواء زاهرا – Zahra لعلاج الأعراض الحركية والهبات الساخنة

اترك تعليقاً