أمراض

علاج مرض السكري النوع الثاني

علاج مرض السكري النوع الثاني

يسمى هذا النوع من مرض السكري أيضا بمرض السكري غير المعتمد على الانسولين، يتميز السكري من النوع الثاني باختلافه عن السكري النوع الأول من حيث وجود مقاومة مضادة لمفعول الأنسولين بالإضافة إلى قلة إفراز الأنسولين، ولا تستجيب مستقبلات الأنسولين الموجودة في الأغلفة الخلوية لمختلف أنسجة الجسم بصورة صحيحة للأنسولين.

في المراحل الأولى تكون مقاومة الأنسولين هي الشذوذ الطاغي في استجابة الأنسجة للأنسولين ومصحوبة بارتفاع مستويات أنسولين في الدم، وفي هذه المرحلة يمكن تقليل مستوى جلوكوز الدم عن طريق وسائل وأدوية تزيد من فاعلية الأنسولين وتقلل إنتاج الجلوكوز من الكبد، وكلما تطور المرض تقل كفاءة إفراز الأنسولين من البنكرياس وتصبح هناك حاجة لحقَن الأنسولين.

ايهما أخطر السكري النوع الأول والثاني

يُعتقد أن لمرض السكري بنوعيه تأثير على متوسط عمر الشخص، ولكن الأمر يعتمد أيضاً على الأشخاص المصابين، وحالتهم الصحية، والمضاعفات التي قد تحدث لهم نتيجة الإصابة. فبسبب حدوث مضاعفات لكلا النوعين، فهناك احتمال أن يقل متوسط عمر الشخص المصاب بمرض السكري من الأول بمعدل 12 عاماً عن المعدل الطبيعي، بينما أظهرت دراسة أخرى أن السكر من النوع الثاني يقلل من عمر الشخص أيضاً.

ومن المهم أن تعلم عزيزي القاريء أن هذه المعدلات تم تحديدها بناءاً على الأشخاص الذين أصيبوا بالسكري في الماضي، وهذا يعني الأشخاص الذين لم يخضعوا للعلاج، وأن العلاج الحديث للحالات المصابة بمرض السكري استطاع أن يقلل الفجوة، وبالتالي يقلل من خطر الوفاة الناتج عن المضاعفات.

هل يشفى مريض السكر النوع الثاني

قالت ناتاليا ماكلنز، إحدى الباحثات في جامعة ماكماستر الكندية، إنه باستخدام مزيج من الأدوية عن طريق الفم والإنسولين وأساليب معينة لتغيير نمط الحياة، بهدف علاج المرضى بشكل مكثف لمدة أربعة أشهر، «وجدنا أن ما يصل إلى 40% من المشاركين كانوا قادرين على البقاء دون السكري لمدة ثلاثة شهور من التوقف عن تناول أدوية السكري».

وأضافت أن هذه النتائج تدعم فكرة أن داء السكري من النوع الثاني يمكن عكسه، على الأقل في المدى القصير، ودون الحاجة لإجراء أي عمليات جراحية لمعالجة البدانة، لكن باستخدام سبل طبية أخرى بسيطة.

علاج السكري النوع الثاني نهائيا

على الرغم من أنه لايوجد علاج نهائي لمرض السكري النوع الثاني إلا أنه يمكن السيطرة عليه بتقليل والحد من ارتفاع الجلوكوز في جسم الإنسان والمحافظة على مستواه الطبيعي وبالتالي فإن الأعراض سوف تخف وتقل حدوث المضاعفات على المدى البعيد.

يتضمن علاج مرض السكري النوع الثاني مزيجًا من تغيير نمط الحياة والأدوية، سوف نستعرض منها ما يلي:

  • تغيير نمط الحياة
    قد نتمكن من الوصول إلى المستويات المستهدفة من الجلوكوز في جسم الإنسان من خلال النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة، مثل:
  1. فقدان الوزن: يجب العمل على التخلص من الوزن الزائد الفائض في الجسم حيث يجب أن تكون عدد السعرات الحرارية التي نحرقها أكبر من السعرات الحرارية التي ندخلها لجسمنا عن طريق الأكل.
  2. الاكل الصحي: بالتقليل من تناول الكربوهيدرات والدهون المشبعة والسكريات والأطعمة الجاهزة والإكثار من الخضراوات والألياف والمكسرات الصحية بالكمية المعتدلة، يمكن مراجعة أخصائي تغذية للحصول على برنامج غذائي صحي يناسبك.
  3. ممارسة الرياضة يوميا: بفترة لا تقل عن 30 دقيقة وتصل لحد 60 دقيقة يمكن أن تشتمل رياضة المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة أو التسجيل في نادي رياضي لممارسة رياضة مختلفة كل يوم.
  4. الإكثار من شرب الماء: بحيث لا يقل عن لتر يوميًا وذلك لفوائد الماء العديدة في جسم الإنسان وتخفيض نسبة الجلوكوز في الجسم حيث يعمل على حرق الدهون كما يمنح الشعور بالشبع وبالتالي عدم تناول كميات أكبر من الطعام.
  5. تحسين الحالة النفسية: يجب العمل والتأكيد على الحالة النفسية للمريض والإبتعاد قدر الإمكان عن أية إجهاد أو مشاكل تؤثر عليه.

حمية السكري النوع الثاني

كشفت دراسة جديدة أن تناول نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يحتوي على نسبة عالية من البروتين والدهون يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص المصابين بداء السكري النمط الثاني لأنه يعزز قدرتهم على تنظيم مستويات السكر في الدم.

وتبرز النتائج المتوصل إليها في كلية الطب جامعة “واشنطن”، ونشرت في مجلة “مرض السكر”، أن الجانب الأساسي في علاج مرض السكر النمط الثاني، هو قدرة المريض على تنظيم مستويات السكر في الدم، علاوة على ذلك، هذا النظام الغذائي يقلل من محتوى الدهون في الكبد، بحسب ما نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط، وقال الدكتور”تروث كراكروب”، الأستاذ في قسم الغدد الصماء في مستشفى “واشنطن” “تؤكد الدراسة أن اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات يمكن أن يحسن قدرة المرضى على تنظيم مستويات السكر في الدم دون أن يفقد المرضى وزنهم بشكل متزامن”.

واستنادا إلى مجموعة الأدلة المتزايدة، قد يعيد الباحثون التفكير في التوصيات الغذائية لمرضى السكر النمط الثاني، وأضاف الباحثون “أظهرت الدراسة أنه من خلال تقليل حصة الكربوهيدرات في النظام الغذائي وزيادة حصة البروتين والدهون، يمكنك علاج ارتفاع السكر في الدم وتقليل محتوى الدهون في الكبد”.

أسماء أدوية السكري النوع الثاني

مكن أن يحقق بعض المرضى الذين لديهم النوع 2 من داء السكري هدف مستويات سكر الدم الخاص بهم باتباع نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية فقط، ومع ذلك يحتاج العديد منهم أيضًا إلى العلاج بأدوية السكري أو بالأنسولين. يعتمد قرار تحديد أنسب الأدوية لك على عدة عوامل، منها مستوى السكر في الدم وأي مشاكل صحية أخرى لديك. قد يجمع طبيبك عدة عقاقير من فئات مختلفة لمساعدتك على السيطرة على نسبة السكر في الدم بعدة طرق مختلفة.

أمثلة على العلاجات الممكنة للنوع 2 من داء السكري، وتشمل:

  • ميتفورمين (جلوكوفاج، جلوميتزا، وغيرهما). وبشكل عام، يعد ميتفورمين هو أول دواء يوصف للنوع 2 من داء السكري. ويعمل على خفض إنتاج الغلوكوز في الكبد وتحسين حساسية الجسم للأنسولين، حتى يستخدم الجسم الأنسولين بفعالية أكبر.تتضمن الآثار الجانبية المحتملة لميتفورمين الغثيان والإسهال. قد تختفي هذه الآثار الجانبية عندما يعتاد جسمك على الدواء أو إذا كنت تتناول الدواء مع وجبة. إذا كان ميتفورمين وتغيّرات نمط الحياة ليست كافية للسيطرة على مستوى السكر في الدم، فعندئذ يمكن إضافة الأدوية الأخرى التي يتم تعاطيها عن طريق الفم أو بالحقن.
  • السلفونيل يوريا. تساعد هذه الأدوية الجسم على إفراز المزيد من الأنسولين. وتتضمن أمثلة الأدوية غليبوريد (ديابيتا، وغليناز) وغليبيزيد (جلوكوترول) وغليميبرايد (أماريل). وتشمل الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية انخفاض نسبة السكر في الدم وزيادة الوزن.
  • الميجليتينايدز. يتشابه عمل هذه الأدوية، مثل ريباغلينيد (براندين) وناتيغلينيد (ستارليكس)، مع عمل مُركبات السلفونيل يوريا من خلال تحفيز البنكرياس لإفراز قدر أكبر من الأنسولين، ولكن فعاليتها أسرع ومدة تأثيرها في الجسم أقصر. وهي تتسبب أيضًا في خطر انخفاض مستوى سكر الدم واكتساب الوزن.
  • ثيا زوليدين ديون. كما هو الحال مع الميتفورمين، ترفع هذه الأدوية، بما في ذلك روزيغليتازون (أفانديا) وبيوغليتازون (أكتوس)، من مستوى حساسية أنسجة الجسم تجاه الأنسولين. وقد تم ربط هذه العقاقير بزيادة الوزن وغيرها من الآثار الجانبية الأكثر خطورة، مثل زيادة خطر الإصابة بفقر الدم وفشل القلب. لا تعد هذه الأدوية بشكل عام الخيار الأول للسبل العلاجية نتيجة لهذه المخاطر.
  • مثبطات DPP-4. تساعد هذه الأدوية، وهي سيتاغليبتين (جانوفيا) وساكساغلبتين (أونجليزا) و ليناجليبتين (ترادجينتا)، في خفض مستويات السكر في الدم، ولكن تأثيرها ضعيف للغاية. كما أنها لا تسبب اكتساب الوزن، ولكنها قد تسبب آلام المفاصل وتزيد من خطر إصابتك بالتهاب البنكرياس.
  • ناهضات مستقبلات GLP-1. تساعد هذه الأدوية بالحقن في إبطاء عملية الهضم وخفض مستويات السكر في الدم. وكثيرًا ما يرتبط استخدامها بفقدان الوزن. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة لهذه الفئة من الأدوية الغثيان وزيادة خطر التهاب البنكرياس.وتتضمن أمثلة ناهضات مستقبلات GLP-1 الإيكسيناتيد (بييتا وبايديوريون) والليراغلوتيد (فيكتوزا) والسيماغلوتيد (أوزمبك). أظهرت الأبحاث الأخيرة أن الليراغلوتيد والسيماغلوتيد قد يقللان من خطر الإصابة بالأزمة القلبية والسكتة الدماغية لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذين المرضين.
  • مثبطات SGLT2. وتمنع هذه العقاقير الكلى من إعادة امتصاص السكر في الدم. وتفرز، بدلاً من ذلك، السكر في البول. ومن أمثلة هذه العقاقير كاناجليفلوزين (إنفوكانا)، وداباغليفلوزين (فاركسيجا)، وأمباغليفلوزين (جارداينس).قد تقلل الأدوية في هذه الفئة من العقاقير من خطر الإصابة بالأزمة القلبية والسكتة الدماغية لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذين المرضين. قد تشمل الآثار الجانبية العدوى الفطرية المهبلية، وعدوى المسالك البولية، وانخفاض ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بالحماض الكيتوني السكري. ارتبط عقار كاناغليفلوزين، ولا يشمل ذلك الأدوية الأخرى في هذه الفئة، بزيادة خطر بتر الأطراف السفلية.
  • الأنسولين. يحتاج بعض المرضى المصابين بداء السكري من النوع 2 إلى الأنسولين. كان الأنسولين يُستخدم في الماضي كملاذ أخير، ولكن في الوقت الحالي غالبًا ما يصفه الطبيب في مرحلة مبكرة لفوائده. تشمل الآثار الجانبية المحتملة للأنسولين انخفاض مستوى السكر في الدم (نقص السكر في الدم).يجب حقن الأنسولين لأن عملية الهضم الطبيعية تتداخل مع الأنسولين الذي يتم تناوله عن طريق الفم. قد يصف الطبيب مزيجًا من أنواع الأنسولين تبعًا لاحتياجاتك لاستخدامها على مدار النهار والليل. هناك أنواع عديدة من الأنسولين، ولكن يعمل كل منها بطريقة مختلفة.

شفيت من السكري النوع الثاني

قد يكون ممكناً للأشخاص المصابين بالسمنة وبالسكري من النوع الثاني أن تتحسن حالتهم لدى خضوعهم إلى عملية ربط معدة بهدف خفض الوزن. وكانت إحدى الدراسات السابقة في عام 2016 قد أظهرت أن مرضى السكري الذين يخضعون إلى حمية صارمة بمعدل 700 وحدة حرارية في اليوم لمدة 8 أسابيع، يشهدون تحسناً في حالة السكري من النوع الثاني. أما الدراسة الجديدة الصادرة عن Cambridge فقد تناولت 867 شخصاً هم بين سن 40 و69 عاماً تم تشخيص السكري من النوع الثاني حديثاً لديهم. جرت متابعة هؤلاء المرضى خلال 5 سنوات، وقد تبين مع نهاية مدة الخمس سنوات، أن نسبة 30 في المئة من الذين تناولتهم الدراسة شهدوا تحسناً ملحوظاً. كما تيبن أن حال المرضى الذين استطاعوا أن يخفضوا أوزانهم بمعدل 10 في المئة، تحسنت بمعدل الضعف خلال المتابعة التي حصلت بعد 5 سنوات. وبالتالي اكتشف الخبراء أنه بات ممكناً تحسين حالة مريض السكري بشكل ملحوظ وصولاً إلى إمكان التخلص من المرض، باتباع إجراءات مقبولة وبوضع حمية صارمة تساعدهم على تحقيق هذا الهدف، وإن كانت هذه الإجراءات صعبة للبعض.

السكري النوع الأول

داء السكري من النوع الأول، والذي كان يُعرَف في السابق بداء السكري الشبابي أو داء السكري المعتمد على الأنسولين، هو حالة مزمنة يُنتِج فيها البنكرياس كمية صغيرة من الأنسولين، أو لا يُفرِزه على الإطلاق. الأنسولين هو هرمون مطلوب للسماح للسكر (الغلوكوز) بدخول الخلايا لإنتاج الطاقة.

قد تُساهِم العوامل المختلفة، بما في ذلك الوراثة وبعض الفيروسات، في الإصابة بداء السكري من النوع الأول. على الرغم من أن داء السكري من النوع الأول يَظهَر عادةً في الطفولة أو المراهقة، يُمكِنه الظهور في البالغين.

وعلى الرغم من كثرة الأبحاث، إلا أنه لم يتمَّ التوصُّل إلى علاج نهائي لمرض السكري من النوع الأول. يُركِّز العلاج على التحكُّم في مستويات سكر الدم باستخدام الأنسولين، والنظام الغذائي، ونمط الحياة؛ للوقاية من المضاعفات.

السكر النوع الثالث

كشف باحثون في جامعة سيري ( The University of Surrey) في بريطانيا مؤخراً في دراسة فريدة من نوعها نشرت نتائجها في مجلة رعاية السكري (The journals Diabetes Care)، أن بعض مرضى السكري الذين يتم تشخيصهم خطأ على أنهم مصابون بالسكري من النمط الثاني، قد يكون تشخيصهم الصحيح هو الإصابة بنوع معين من السكري أطلقوا عليه اسم السكري من نمط 3 سي (Type 3c diabetes).

ونوه العلماء إلى أن المرضى الذين يبدأون رحلة العلاج بناء على التشخيص الخاطئ أعلاه، قد تنشأ وتتطور لديهم مشاكل صحية خطيرة في البنكرياس.

ومن الجدير بالذكر أن السكري من النمط 3 سي ينشأ بالأصل نتيجة التهابات أو مشاكل صحية معينة قد تصيب البنكرياس، وهذه الالتهابات عادة يكون مصدرها سبباً من اثنين، وهذين هما:

  • نمو أنسجة غير طبيعية على البنكرياس.
  • إزالة جزء من البنكرياس جراحياً.

إذ تؤثر أمور مثل المذكورة أعلاه على قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين.

ورجحت الدراسة أن العديد من المرضى الذين عانوا من مشاكل في البنكرياس قد يتم تشخيص نوع إصابتهم بالسكري خطأ، وجعلهم يتبعون خطة علاجية تتناسب مع مرض السكري من النوع الثاني، بينما يجب على المريض اتباع خطة تناسب مرضه، وهو السكري من نوع 3 سي.

السابق
الكحة عند النوم
التالي
كيف تتعامل مع انخفاض السكر في الدم

اترك تعليقاً