القرآن الكريم

فضل سورة الكافرون

فضل سورة الكافرون

فضل سورة الكافرون من أهم الأسئلة الشائعة التي يتداولها أهل الدّين فيما بينهم؛ ليقفوا على حقيقة تلك السّورة، وما أعد الله -عز وجل-، وما أعد رسوله -صلى الله عليه وسلّم- الثواب الجزيل لمن داوم على قراءتها، وفهم المضامين التي تتحدث عنها، وأهم العظات والعِبر التي يستخلصها المُسلم من تلك السّورة؛ فهيّا معا نتعرف على فضل سورة الكافرون.

سورة الكافرون

تُعد سورة الكافرون من السّور التي نزلت على النبي-صلى الله عليه وسلّم- قبل الهجرة، وقد واكب نزول هذه السّورة كثيرًا من الأحداث التي كانت بين النبي وأهل قريس، أو بالأخص مجموعة كبيرةً منهم، وهي من سُور المُفصل، فقد قُسم القرآن الكريم إلى أقسام منها: الطّوال، والمئين، وكان آخرها المُفصّل الذي من بينها هذه السّورة.

وتحتّل هذه السّورة المرتبة المائة وتسعة في ترتيب سور القران، يسبقها في الترتيب سورة الكوثر، ويليها سورة النّصر، أما بالنسبة لترتيب النزول؛ فقد نزلت بعد سورة الماعون، ولم يُذكر لفظ الجلالة في أية آيةٍ من آياتها، وبدأت بفعل أمر؛ ومن المعلوم عند عُلماء اللغة العربية: إن فعل الأمر يُفيد الإلزام.

معلومات عن سورة الكافرون

سورة الكافرون من السّور التي أكثر العُلماء في الحديث عنها، وذلك نظرًا لأهمية المضامين التي تناولتها تلك السورة، ومن أشهر المعلومات عن هذه السّورة أنها نزلت قبل هجرة النبي-صلى الله عليه وسلّم-، كما أنها يسبقها مائة وثمان سور، ويتبعها خمس سُور؛ ليكتمل بهذا العدد المائة وأربع عشرة سورة الذي هو مجموع عدد سور القرآن الكريم.

سبب نزول سورة الكافرون

يتسائل الكثيرين عن سبب نزول سورة الكافرون حيث لمعظم السور القرآنية، بل الآيات أسباب للنزول؛ فالقُرآن الكريم نزل مُنجّمًا حسب الوقائع والأحداث؛ فكل حادثةٍ تحدُث ينزل بها قُرآنٌ؛ ليُبين الله -عز وجل- لنبيّه حقيقة هذه الحادثة، وسبب نزول سورة الكافرون، أن جماعةً من قُريش على رأسهم الوليد بن المُغيرة وأميّة بن خلف، ذهبوا للنبي-صلى الله عليه وسلّم-، وعرضوا عليه فكرةً من أفكارهم الخبيثة، وهي: إن النبي-صلى الله عليه وسلّم- يتبع ما عليه هؤلاء الكُفّار سنةً، وسيُملّكونه ما يُريد، بل ويجعلوه سيّدًا عليهم،  ويتبع هؤلاء الكفار ما عليه المُصطفى سنة، وقالوا: إن كان دينك هو الحقّ؛ نكون قد أخذنا نصيبنا منه من خلال السنة التي تبعناك فيها، وإن كان ديننا هو الصوّاب، فتكون قد أخذت نصيبك منه، وفزت بالجزاء؛ فرفض النبي -صلى الله عليه وسلّم- هذه الفكرة الخبيثة؛ وهذا الرّفض كان متبوعًا لنزول سورة الكافرون.

وقد روى ابن عبّاس -رضي الله عنهما- سبب نزول هذه السّورة:”إنَّ قريشًا وعدُوا رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنْ يعطوه مالًا فيكونَ أغنى رجلٍ بمكَّةَ، ويزوّجوه ما أرادَ من النِّساءِ، ويطؤوا عقبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد، وكفّ عن شتمِ آلهتنا، فلا تذكرها بسوء فإن لم تفعل فإنا نعرضُ عليكَ خصلةً واحدةً، فهي لك ولنا فيها صلاح، قال: ما هي؟ قالوا: تعبد آلهتنا سنة، اللات والعزى، ونعبد إلهك سنة، قال: حتى أنْظُرَ ما يأْتي مِنْ عِنْدِ رَبّي، فجاء الوحي من اللوحِ المحفوظ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}

أسماء سورة الكافرون

قد اشتُهرت هذه السّورة باسم سورة الكافرون، ولكن تُسمّى هذه السّورة باسم سورة الإخلاص كذلك، والدليل على ذلك، ما رُوي عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنه-، إنَّه قال: “إنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قرأ في رَكْعتيِ الطَّوافِ بسورَتَيِ الإخلاصِ: {قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ}[١] وَ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ(1)، فقد أطلق على سورتي الإخلاص والكافرون الإخلاص.

الإعجاز في سورة الكافرون

ضُمّنت سور القرآن الكريم الكثير من اللمحات الإعجازية التي تُبت أن هذا الكتاب هو منزّل من عند رب العالمين، كما أن النبي-صلى الله عليه وسلّم- هو النبيّ المُرسل من عند الله، وتدور هذه السّورة حول براءة النبي من هذه القسمة التي أرادها المُشركون- يعبدُ أصنامهم سنة، ويكونون على دينه سنة-، وهم رضوْا بالمرذول، ولم يتبعوا المُصطفى، ومع ذلك كان اعتقادهم أنهم هم الأفضل هو المُسيطر عليهم.

سبب التكرار في سورة الكافرون

تكرّرت آيتان في سورة الكافرون أكثر من مرّة؛ ولعلّ سر هذا التكرار، أن الله -عز وجل- أراد أن يؤكد على براءة النبي-صلى الله عليه وسلّم- مما أراد أن يفعله المشركون معه، ومن المعلوم أن التكرار يُفيد التأكيد، وفكرة القسمة قد تكون قد تخلّلت لبعض النّفوس، وأنالمُصطفى رضي بها؛ فأريد إزالة تلك الفكرة؛ فكُرّرت الآيتان.

فضل سورة الكافرون

ذُكر الكثير من الفضائل لسورة الكافرون، ولعل من أهم فضائلها: أن قراءة هذه السّورة يُعادل تلاوة رُبع القرآن، والدّليل على ذلك: ما روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إِذَا زُلْزلَتُ تَعدِلُ نصفَ القُرآنِ وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبْعَ القُرْآنَ وقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنَ” ؛ فهذا إقرارٌ أن سورة الكافرون تعدُل ربع القرآن.

فضل سورة الكافرون للرزق

ولعظم فضل سورة الكافرون، وما قاله العلماء في أنها تُعادل ربع القرآن، أو أنها في قراءتها براءة من الشرك؛ فيُستحبّ أن تُقرأ هذه السّورة طلبًا للرزق، فالقرآن الكريم عمومًا يجلب الخيرات والبركات على من داوم على قراءته، وعمل بما فيه، وتدّبر آياته.

فضل سورة الكافرون قبل النوم

ذُكر أن قراءة سورة الكافرون تُحصّن المُسلم، وتهبه براءة من الشّرك، والدّليل على ذلك:- ما رُوي عن فروة بن نوفل إنَّه أتى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال له: “يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أقولُهُ إذا أوَيتُ إلى فِراشي، فقالَ: اقرأ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، فإنَّها براءةٌ منَ الشِّركِ، قالَ شُعبةُ: أحيانًا يقولُ مرَّةً وأحيانًا لا يقولُها”

فضل سورة الكافرون للزواج

القرآن يُضفي على قارئه الراة والطمأنينة، ولأن الزواج من أهم المراحل الحياتيّة التي يمر بها المُسلم؛ كان التحصّن بالقرآن من أعظم أنواع التحصّن التي بها يعيش الإنسان حياة سعيدة، خالية من المُشكلات العصيبة التي تأدي إلى إفشال العلاقة الزوجية؛ فيُستحب أن يقرأها الزوج أو الزوجة قبل الزواج؛ لتكون حصنًا لهم

فضل سورة الكافرون تعدل ربع القرآن

ذُكرت بعض الأحاديث التي تُثبت أن قراءة بعض السّور القُرآنية يُعادل نصف أو ثُلُث أو ربع القرآن الكريم؛ فقيل: إن سورة الزلزلة تُعادل نصف القُرآن، وسورة الإخلاص تُعادل ثلثه، وسورة الكافرون تُعادل رُبع القرآن، والدليل على ذلك، ما روي عن عبّاس-رضي الله عنهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبْعَ القُرْآنَ”

تفسير سورة الكافرون

ابتدأت سورة الكافرون بخطاب الله -عز وجل- لنبيّه آمرًا إياه بأن يقول للكافرين أن ما أردتم إنما هو ضربٌ من العبث، وأنه يدرأ الشُّبهات عن نفسه، ولا يرتضي بالقسمة التي أرادوها، بل ويُؤكد الله -سُبحانه- أكثر من مرّة على هذه الفكرة في السّورة، ثم يختتم السّورة بأنهم ارتضوا بأن يكون على الدين الخطأ، ومع ذلك يعتقدون أنهم هم على صواب، ولذا قال في آخر آية:” لكم دينكم ولي دين”

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على فضل سورة الكافرون ، وأهم الأحاديث التي ذُكرت في فضلها، وأهم المضامين التي تحدّثت عنها هذه السّورة، وكذلك تفسيرها، والدليل على أنها تعدُل ربع القرآن، وأن من يقرأها يهبه الله براءة من الشّرك.

السابق
سبب نزول سورة الكافرون
التالي
لماذا سميت سورة الفاتحة بالسبع المثاني

اترك تعليقاً