في استباق يخوضة العالم اليوم و بعد تفشي مرض جديد الذي يعرف بفيروس كورونا, و حتى لو أن منظمة الصحة العالمية لم تصنفه كوباء عالمي, غير أن منظمات عالمية صحية و اقتصادية كبرى تتأهب لمواجهة هاذا الفيروس الغامض, الذي يستمر في حصد الأرواح يوما بعد يوم.
حالة من الخوف و الهلع في العالم أدت الى استنفار تام من أجل مواجهة هاذا القاتل الجديد, حيث تتسارع مختبرات عالمية متطورة لاكتشاف الفيروس, و العمل على ايجاد لقاح و علاج للتصدي لهاذا الفيروس, و الحد من انتشاره و عدم تحوله الى وباء عالمي يفتك بالمزيد من الأرواح, فهل العالم اليوم على أعتاب وباء عالمي مدمر أم هو تهويل؟
فيروس كورونا-ماهو؟
هو فيروس ذو حمض نووي ريبوزي ويُشار إليه (2019-nCoV)، حيث و في 31 من شهر ديسمبر 2019 أعلن عن اكتشاف أول حالة للاصابة به في الصين و في مدينة ووهان بالقرب من سوق شعبي يباع فيه كل أنواع الحيوانات الموجهة للأكل مثل الخفاش و الثعابين و غيرها من الحيوانات التي يأكلها الناس في الصين حيث تأكل أغلبها حية، فكانت أعراض المرض شبيهة الى حد كبير أعراض مرض فيروس سارس(متلازمةالتنفسية الحادة و الوخيمة ) الذي حصد أعدادا هائلة قبل أن يتم إحتواء المرض في سنة 2003.
و يعتقد أن الخفافيش او الوطواط هو سبب تفشي المرض و إنتشاره وسط المجتمع الصيني نظرا لأن أغلب الحالات كانت مرتبطة بالسوق الكبير للحيوانات. من ثم انتشر الفيروس بسرعة كبيرة الى بانكوك وسول و طوكيو و شنقهاي و بكين و غوانغدونغ و هونغ كونغ و ماكاو و ايفرت و الفيتنام و سنغافورة و بلغ عدد الوفيات 811 حالة معظمها من مدينة ووهان في حين أن عدد المصابين تجاوز الألاف حسب منظمات الصحة العالمية.
أصل تسمية كورونا بهاذا الاسم
الفيروس القادم من سوق ووهان هو نسخة جديدة من عائلة كورونا التي تشمل كل فيروسات الافلونزا، والالتهاب الرئوي، والسارس، و غيرها من فيروسات نزلات البرد.
حيث يمكنها أن تسبب أمراض جديدة و مختلفة كثيرا و العامل المشترك بينها هو البيئة الخارجية المتشابهة.
يأخذ الفيروس شكل التاج عندما نراه بالمجهر الالكتروني، و جاءت التسمية من الكلمة اللاتينية كورونا تعني التاج، كما يطلق اسم كورونا في اللغة الإنجليزية كمصطلح في علم التشريح على أجزاء الجسم التي تشبه التاج.
وفي المكسيك يطلق اسم “كورونا” على نوع من البيرة الشهيرة، ما تسبب في تأثير الاسم على هته الماركة المشهورة من الجعة. لهاذا يحذر الخبراء من اختيار التسميات للفيروسات نظرا لتأثيرها الخطير على الأشياء مثلما حدث في بعض البلدان عند تفشي مرض افلونزا الخنازير, حيث قامت بقتل حيوانات الخنزير في عدة مناطق من العالم.
و أطلقت منظمة الصحة العالمية على الفيروس الغامض الجديد الاسم 2019-CoVn، نسبة الى سنة اكتشافة 2019 و الحرف “n” بالاتينية نسبة الى كلمة جديد، و”CoV” إلى كلمة فيروس كورونا.
الأعراض السريرية الاصابة بفيروس كورونا
بدأت الأعراض منذ الوهلة الأولى متشابهة الى حد ما أعراض الافلونزا العامة و أعراض القاتل الشبح سارس بصفة خاصة، فكل المصابين أصيبوا بسعال حاد جدا و حمى، و ضيق في التنفس والتهاب رئوي مميت في أغلب الأحيان،كما أظهرت اختبارات الدم الى انخفاض في عدد خلايا الدم البيضاء (انخفاض في الخلايا اللمفالوية و المناعة ) مما أدى الى هلع كبير في الأوساط الطبية التي اكتشفت فيما بعد أن هاذا الفيروس هو نوع جديد وافد الى قائمة الفيروسات التاجية المعروفة و التى تم اكتشافها منذ أكثر من 100 عام كالافلونزا الاسبانية، و الأسيوية، و هونغ كونغ، و افلونزا الخنازير، و افلونزا الطيور، حيث حصدت بأنواعها المختلفة الألاف من الأرواح عبر العالم.
عرف 2019-CoVn، أو فيروس كورونا الجديد 2019، بكونه من عائلة تابع لفيروس كورونا الذي ظهر منذ أكثر من 100 عام ليتطور جينيا في أربعة أشكال مختلفة على مدار الوقت، حيث أدوا العلماء أن الفيروس الجديد يشبه كورونا في الخصائص حيث أنه ينشأ في الحيوان لينتقل عبر الحيوانات و من ثم الى البشر.
عموما و بأشكالها المختلفة تصيب الجهاز الرئوي وتتسبب في المتلازمة التنفسية الحادة والوخيمة، التي تبدأ أعراضها بالسعال وارتفاع درجات الحرارة مما تؤدي الى الوفاة في العديد من الأحيان خاصة عند الأطفال و الحوامل و أصحاب الأمراض المزمنة.
الانتقال الفيروسي(العدوى)
عن منظمة الصحة العالمية فأنه قد يكون هناك طريقة وحيدة و من حسن الحظ في انتقال الفيروس من انسان الى اخر داخل عائلات المصابين هي عن طريق التنفس و من مسافة قريبة.
و أن استعمال الواقيات غير كاف و غير أمن للسيطرة على انتقاله حيث تلاحظ أن الناس في كل مطارات العالم يلبسون واقيات مما أدى الى نفاذها من الصيداليات و خاصة في الصين حيث العزل و البقاء في المنزل و عدم الخروج الا للضرورة هو الوسيلة الوحيدة للسيطرة على انتقال هاذا المرض.
العلاج
و بما انه فتاك جديد لا يمكن صنع علاج بين ليلة و ضحاها، حيث أشار العلماء الى أربعة حلول فهل هي مجدية؟
الحل الأول:
تأخذ عينة من خلايا مناعة من الشخص المصاب و يتم تعديله جينيا و يحقن بها ثانية للقضاء على الخلايا المصابة.
الحل الثاني:
تطوير لقاح متنبأ بالتغيرات الجينية للفيروس حيث تتم السيطرة على الفيروس في أشكاله المختلفة و يتم القضاء عليه.
الحل الثالث:
تصميم دواء يستهدف الخلايا المريضة حيث تكون قادرة على ابتلاع أجزاء منها تكون مريضة و هكذا تتم السيطرة على انتشار الخلايا المصابة
لكن هته الحلول تستغرق سنوات من العمل المتواصل و المكثف, اذا لم يبق الا حلا واحدا قد يكون مجديا.
الحل الرابع:
يمكن لأدوية الافلونزا أو نقص المناعة احتواء انتشار هاذا المرض قبل فقدان السيطرة عليه و تحوله الى وباء عالمي .
الوقاية:
العزل
هو احدى الطرق اللازمة للحد من احتكاك اللانسان بغيره, مما يساعد في السيطرة على انتشار المرض بين الناس.
النظافة
غسل اليدين المستمر لمنع انتشار الميكروبات و الفيروسات.
التدفئة
يجب تدفئة الجسم و عدم التعرض للتيارات الهوائية من شأنها أن تجنبنا الاصابة بنزلات البرد.
الأكل الجيد
تناول الحمضيات كاليمون و البرتقال و العسل الطبيعي و استعمال زيت الزيتون.
الكشف الطبي المبكر
عند ظهور احدى الأعراض التي بتنا نعرفها اليوم يجب مراجعة الطبيب و اخذ الدواء اللازم.
أقدمت الصين معقل فيروس كورونا على اجراءات وقائية لمحاربة المرض في المستشفيات و البيوت و الاماكن العمومية و هناك تفائل كبير في السيطرة على المرض في الأيام القليلة القادمة حيث أعلنت تماثل عدة حالات الى الشفاء.
لكن الرؤيا لم تتضح بعد و يمكن مانراه هو فقط قمة الجبل و لاندري أي بركان يفور داخله فانتشار الفيروس بسرعة كبير وسط البشر حيث أعلنت حوالي 29 دولة من العالم اصابات وسط مواطنيها في أقل من شهر شيء ليس بالهين.
**اللهم احفظنا من سوء الأسقام**
