العناية بالجنين

في أي أسبوع تنفخ الروح في الجنين

متى تنفخ الروح في الجنين عالم حواء

اختلف العلماء في الوقت الذي تنفخ فيه الرّوح في الجنين على عدة أقول وذلك على النحو الآتي:

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية إلى أنَّ الروح تُنفخ في الجنين بعد مئة وعشرين يوماً أو بعد الأربعين الثالثة الواردة في حديث عبد الله بن مسعود قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أحدَكُم يُجمَعُ خلقُهُ في بطنِ أمِّهِ أربعينَ يوماً ثمَّ يَكونُ في ذلك عَلقةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يَكونُ مضغةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يرسلُ الملَكُ فينفخُ فيهِ الرُّوحَ ويؤمرُ بأربعٍ، كلِماتٍ: بكَتبِ رزقِهُ وأجلِهُ وعملهُ وشقيٌّ أو سعيد).

وجه الاستدلال: دلَّ الحديث الشَّريف على أنَّ مُدة كل مرحلةٍ من مراحل خَلق الجنين الثلاثة (نُطفة، عَلَقة، مُضغَة) هي أربعون يوماً، فيكون نفخُ الروح بعد تمام المرحلة الثالثة أي بعد مرور مئة وعشرين يوماً.

هل وجود نبض لقلب الجنين يعدُّ علامةً على أنه قد نُفخ فيه الروح

الجنين في بطن أمه حياته من جنس حياة النبات ، فهو ينمو ، ويتغذى ، ويتحرك حركة لا إرادية ، من جنس حركة بعض النباتات ، كدوار الشمس ، أو تفتح البراعم ، ونحو ذلك.
ونفخ الروح ، فإنه يتحرك الحياة الحيوانية الإرادية، فالحركات اللاإرادية تدل على وجود نمو للجنين ، لكنها ليست دليلاً على نفخ الروح فيه ، بخلاف الحركات الإرادية فإنها لا تكون إلا بعد وجود الروح في بدنه .

كما أنه ليس هناك علاقة بين نبض قلب الجنين والخلاف القائم بين العلماء في وقت نفخ الروح في الجنين ؛ لأن نبض قلب الجنين يبدأ في اليوم الثاني والعشرين من التلقيح ! والذين يخالفون الجمهور في وقت نفخ الروح في الجنين يقولون إنه تُنفخ الروح في اليوم الأربعين فما بعده ، وهذا يؤكد ما قلناه من أن نبض قلب الجنين هو من الحركات اللاإرادية ، وهي التي تدل على النمو لا على وجود الروح ، والعلماء والأطباء يستدلون على حياة الجنين بالحركات الإرادية فحسب .

قال ابن القيم – رحمه الله – : ” فإن قيل : الجنين قبل نفخ الروح فيه هل كان فيه حركة وإحساس أم لا ؟ قيل : كان فيه حركة النمو والاغتذاء كالنبات , ولم تكن حركة نموه واغتذائه بالإرادة , فلما نُفخت فيه الروح انضمت حركة حسيته وإرادته إلى حركة نموه واغتذائه ” انتهى من ” التبيان في أقسام القرآن “.

في أي أسبوع تنفخ الروح في الجنين

يرى معظم العلماء وفقهاء الشريعة الإسلامية أنَّ نفخ الروح في الجنين يكون بعد مئة وعشرين يوماً من حدوث الحمل، وذلك استناداً لقول النبي عليه السلام: (إنَّ أحدَكم يُجمَعُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا، ثم يكونُ عَلَقَةً مِثلَ ذلك ، ثم يكونُ مُضغَةً مِثلَ ذلك ، ثم يَبعَثُ اللهُ إليه ملَكًا بأربعِ كلماتٍ ، فيكتُبُ عملَه ، وأجلَه)[صحيح البخاري]، ويقول بعض من الفقهاء أنّ نفخ الروح يكون بعد ذلك، لكن علينا الحذر في هذا الشأن، واتباع ما ذهب إليه جمهور العلماء والفقهاء، لنستطيع أن نكون أقرب إلى حكم الله تعالى.

بعد أن تُنفخ الروح بالجنين، يصبح الجنين إنساناً لديه روح وقلب ينبض، يجب احترام كينونته وإنسانيته ولا يحق لأي فرد التعدي على حقه بالحياة حتى والديه، فلا يجوز إجهاضه من وجهة نظر الشريعة الإسلامية، إلا في حالةٍ واحدة، في حال أنّ استمرار الحمل قد يؤدي إلى موت الأم، فالإسلام يقدّم حياة الأم على الجنين، ويكون الجنين مُصاباً بتشوهٍ خطير جداً، كتشوّه الدماغ، حيث إنّه إذا ولِدَ قد يموت بعد ساعاتٍ قليلة وبقاؤه في الرحم يُلحق بالأم ضرراً كبيراً.

متى تنفخ الروح في الجنين طبياً

إنّ سماع نبضات قلب الجنين لأول مرة، يُعتبر نقطة تحول مثيرة وممتعة خصوصاً لمن هم على وشك أن يصبحوا آباءً جدداً. ويُمكن الكشف عن نبض قلب الجنين مع بداية الشهر الخامس والنصف إلى الشهر السادس من الحمل، وذلك من خلال السونار المهبلي (Vaginal ultrasound).

ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ الكشف عن نبضات قلب الجنين بين الشهر السادس والنصف إلى السابع من الحمل يكون أفضل، حيث تكون نبضات قلب الجنين أكثر وضوحاً، ويحدث هذا عندما يقوم الطبيب المشرف على حمل المرأة بتحديد موعد لإجراء فحص السونار للمهبل أو البطن، من أجل التأكد من صحة الحمل، ونموّ الجنين بشكل جيد وسليم.

ليلة نفخ الروح في الجنين

الحديث الذي أورده البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ أحدَكم يُجْمَعُ في بطنِ أُمِّهِ أربعين يوماً، ثم يكون علقةً مثلَ ذلك، ثم يكون مضغةً مثلَ ذلك، ثم يبعثُ اللهُ مَلَكًا فيُؤمَرُ بأربعةٍ: برزقِه وأجَلِه، وشقيٌّ أو سعيدٌ، فواللهِ إنَّ أحدَكم – أو: الرجلُ – يعملُ بعملِ أهلِ النارِ، حتى ما يكونُ بينَه وبينها غيرَ باعٍ أو ذراعٍ، فيسبقُ عليه الكتابُ فيعملُ بعملِ أهلِ الجنةِ فيدخُلَها، وإنَّ الرجلَ ليعملُ بعملِ أهلِ الجنةِ، حتى ما يكونُ بينَه وبينها غيرَ ذراعٍ أو ذراعيْنِ، فيسبقُ عليه الكتابُ، فيعملُ بعملِ أهلِ النارِ فيدخُلَها).

وجه الاستدلال: يشير الحديث إلى أن الكتابة ونفخ الروح متلازمان فهما يحدثان معاً، فيرسل الملك ويكتب القدر وينفخ فيه الروح، ومعلومٌ أيضاً أن مرحلة النطفة والعلقة والمضغة تتم كلها في الأربعين الأولى، واستدلوا على ذلك من قوله تعالى: (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا) فإذا كانت المضغة في الأربعين الثالثة كانت العظام في الشهر الخامس، وهذا خطأ علمي جسيم فإنه ثبت من خلال التشريح للأجنة أن العظام تتشكل في الشهر الثاني وليس في الشهر الخامس.

الجنين قبل نفخ الروح

الجنين قبل نفخ الروح فيه كانت فيه حركة النمو والاغتذاء ، بل إن القلب ينبض ويعمل منذ اليوم الثاني والعشرين منذ التلقيح ! وتبدأ الدورة الدموية عملها منذ تلك اللحظة ، ومع هذا لم يقل أحد من علماء الإسلام إن الروح قد نفخت في هذا الجنين في هذه الفترة.

ومع ذلك فإن الفقهاء لم يجعلوا الحركة الاضطرارية دليلا على وجود الروح ، بل على العكس من ذلك ، كما أنهم لم يجعلوا انتظام نظم القلب وضرباته ووجود الدورة الدموية في الجنين دليلاً على نفخ الروح فيه ، بل اعتبروا ذلك كله بمثابة النبات أو الحيوان وليس فيه أي دليل على نفخ الروح في الجنين.
وهذا دليل قوي على عدم اعتبارهم للدورة الدموية كدليل على وجود الروح؛ إذ يمكن أن تكون هناك دورة دموية كاملة والقلب ينبض دون وجود الروح، وهذا بالضبط ما يقوله الأطباء حيث إن القلب يمكن أن يستمر في النبض والدورة الدموية بمساعدة العقاقير والأجهزة وبوجود منفسة تقوم بعملية التنفس ، ولا يعد الشخص في تلك الحالة حيّاً بل هو ميت إذا مات دماغه بشروط معينة لا بد من توافرها في تشخيص موت الدماغ.

دعاء نفخ الروح في الجنين

  • روى البخاري عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: حدثنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم (وهو الصادق المصدوق)- قال: “إن أحدَكم يُجمَع خلقُه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكًا، فيؤمر بأربع: برزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح…” (صحيح البخاري 1/ 101 ح 3208 و6/ 363 ح 3332 و11/ 477 ح 6594 و13/ 440 ح 7454 وسنن أبي داود 2/530 وجامع الترمذي 3/ 302ح 2220 ومسند الإمام أحمد 1/ 382، 430).

    “ربِّ إني نذرت لك ما في بطني محرَّرًا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم”. “ربِّ هبْ لي من لدنك ذريةً طيبةً إنك سميع الدعاء”.

  • “ربِّ لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين”. “ربِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي وَيَرِثُ من دعوة الإسلام، واجعله رَبِّ رَضِيًّا”.
  • “اللهم ارزقني صبيًّا حَنَانًا مِّن لَّدُنّك وَزَكَاةً، وَاجعله ربِّ تَقيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ، وَلا تجعله جَبَّارًا عَصِيًّا، واجعله اللهم يأخُذ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ، وَآته اللهم الحكْم صَبِيًّا”.
  • “اللهم اكتب له طولَ العمر، وحُسنَ العمل، وسعة الرزق، وسعادة الدارين”.
  • “اللهم ارزقه جمال الخَلق والخُلق، وقوة الدين والبدن، وسعادة الدنيا والآخرة”.
  • “اللهم إني أستودعك جنيني الذي في رحمي، أنت الذي لا تضيع ودائعك يا الله”.
  • “اللهم احفظ جنيني واحْمِه، وامسكه أن يسقط، وأتم حمله على خير”.
السابق
خطوات التخطيط الاستراتيجي
التالي
طريقة عمل الحواوشي بالعيش البلدي

اترك تعليقاً