احكام الشريعة الإسلامية

كيفية التسليم في الصلاة

كيفية التسليم في الصلاة

كيفية التسليم في ختام الصلاة من المسائل التي اختلف فيها العلماء، فذهب المالكية والشافعية إلى أن التسليم يكون بأن يبتدئ المصلي سلامه هو مستقبل القبلة، ثم يلتفت، وأثناء التفاته يتم سلامه، أما القول المشهور للحنابلة فهو أن يبتدئ السلام مع الالتفات، وجماعة أخرى منهم ذهبوا إلى أنه يقول (السلام عليكم) وهو مستقبل القبلة، ويلتفت بلفظ (ورحمة الله)، ومسألة التسليم فرعية الخلاف فيها سائغ، والواجب كما نص العلماء هو التسليم، في حين أن كيفية التسليم سنّة، وكيف جاء بها المُصلي فإن صلاته تصح،[١]والواجب في التسليم تسليمة واحدة عن اليمين، وهو قول الجمهور، ولكن الأصح أن يأتي بالتسليمتين، وإن كان ذلك خلاف ما قال به الجمهور، لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يسلم تسليمتين، فالواجب على الإمام، والمأموم، والمنفرد أن يأتوا بالتسليمتين.[٢]أما الالتفات عن اليمين واليسار عند السلام حتى يُرى خد المصلي فهو مسنون، وهو مذهب الجمهور الأحناف، والحنابلة والشافعية.

التسليم في الصلاة عند المالكية

إن من المعلوم أن الواجب عند المالكية تسليمة واحدة، ويستحب عندهم للمأموم أن يسلم مشيرا إلى جهة الإمام ردا عليه، ويسلم سرا كذلك على يساره إن كان به أحد.

قال الشيخ أحمد الدردير في الشرح الكبير ممزوجا بنص خليل وهو يذكر سنن الصلاة: والحادية عشر: رد مقتد على إمامه مشيرا له بقلبه لا برأسه، ثم يسن رده على يساره وبه أحد أي من المأمومين أدرك ركعة مع إمامه ولو صبيا، أو انصرف كل من الإمام والمأموم. انتهى. أي ولو انصرف كل منهما قبل سلام المأموم.

فإذا كان السائل يعني السلام الفرض فلا توجد تسليمة ثانية عند المالكية في السلام الواجب، وإذا كان يعني التسليم الذي يسن للمأموم أن يرد به سرا على الإمام وعلى المأموم الذي على يساره إن صلى على يساره أحد فقد أوضحنا أن هاتين التسليمتين مما يسن للمأموم، ولا يلتفت بهما بل يسلم ردا على الإمام والمأموم الذي عن يساره مشيرا بقلبه لا برأسه.

ماذا نقول قبل التسليم في الصلاة

التشهّد في الصلاة

الجلوس للتشهّد الأول واجبٌ، وهذا ما عليه مذهب الحنابلة والحنفية وداود والإمام مالك في روايةٍ عنه، وجمهور أهل الحديث وابن عثيمين وابن باز، وما يدلّ على وجوبه أنّ من تركه في الصلاة بسبب السهو فعليه سجود السهو لجبره، كما قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم- للصحابة-رضي الله عنهم-: (فَلْيَكُنْ مِن أوَّلِ قَوْلِ أحَدِكُمْ: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ)؛[١] وفي الحديث دلالةٌ على أنّ التشهّد واجبٌ؛ فالأمر يفيد الوجوب، والتشهّد يكون بقول: (التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسولُهُ)،[١] أو قول: (التحيَّاتُ للَّهِ الزَّاكياتُ للَّهِ الطَّيِّباتُ الصَّلواتُ للهِ السَّلامُ عليك أيها النبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُه السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصالحين، أشهدُ أن لا إله إلا اللَّهُ وحده لا شريك له وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه) ويعدّ التشهّد بعد الوضوء سنةً من السنن الواردة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، فيكون بالتشهّد قد أعلن شهادة التوحيد بعد وضوءٍ كاملٍ متقنٍ تامٍ ويجدر بالمسلم عدم التهاون بذلك؛ لما فيه من أجرٍ وثوابٍ عظيمٍ.

التسليم في الصلاة يمين ويسار

حكم من نسي التسليم في الصلاة

من نسي أن يسلم من صلاته فله حالتان :
الحال الأولى : أن يتذكر في نفس الوقت ولا يكون بين صلاته وتذكره للسلام فاصل كبير ، كما لو أن قام من صلاته ثم مشى فأراد أن يخرج من المسجد ثم تذكر فعليه أن يرجع مباشرة إلى الصلاة ويجلس للتشهد ثم يسلم تسليمتين ثم يسجد سجدتي السهو حيث إنه لم يتحلل من الصلاة ودليل ذلك حديث ذي اليدين فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه – : (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – انْصَرَفَ مِنَ اثْنَتَيْنِ ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ أَقَصُرَتِ الصَّلاَةُ أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ » . فَقَالَ النَّاسُ نَعَمْ . فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَصَلَّى اثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ )) . رواه البخاري ومسلم .قال الحافظ في فتح الباري (4/249) : (وَفِيهِ جَوَازُ اَلْبِنَاءِ عَلَى اَلصَّلَاةِ لِمَنْ أَتَى بِالْمُنَافِي سَهْوًا ، … وَفِيهِ أَنَّ اَلْبَانِيَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَكْبِيرَة اَلْإِحْرَام ، وَأَنَّ اَلسَّلَامَ وَنِيَّة اَلْخُرُوجِ مِنْ اَلصَّلَاةِ سَهْوًا لَا يَقْطَعُ اَلصَّلَاةَ )
الحال الثانية : إذا تذكر بعد مدة بحيث إنه خرج من المسجد أو أنه تذكر في البيت ويرجع في ذلك كله إلى العرف فيجب عليه أن يعيد الصلاة كاملة لحديث أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَنْ نَسِىَ صَلاَةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا ، لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلاَّ ذَلِكَ » . رواه البخاري ومسلم . وأيضا هي صلاة مطالب بها لم تسقط من ذمته فيجب أن يصليها . والله أعلم .

السابق
دواء روكسيكودون – roxicodone يستخدم لتسكين الآلام الشديدة
التالي
دواء روكسيف،ليدوكين – Roxcef، Lidocaine يستخدم لمنع أو الوقاية من الالتهابات و العدوى التي تسببها البكتيريا

اترك تعليقاً