الاسره والمجتمع

كيفية التعامل مع الأطفال في حالة الطلاق

الطلاق

إن الطلاق هو انفصال زوجين عن بعضهما ويتبع ذلك إجراءات رسمية وقانونية. وقد يتم باتفاق الطرفين، أو بإرادة أحدهما، وهو موجود لدى العديد من ثقافات العالم.

كيفية التعامل مع الأطفال في حالة الطلاق

أولاً: وضع خطة بين الأبوين للتعامل مع الأطفال:

من الضروري أن يتفق الأب والأم على وضع خطة توضح كيفية التعامل مع الأطفال ومتابعة شؤون حياتهم تحت قيادة الأبوين، فعليهما أن يتفهما أن ذلك من جانب الخوف على الأبناء والتفكير في مصلحتهم، فليس لهم أي ذنب في الخلافات بين الوالدين، ولا يجب أن تؤثر هذه الخلافات على علاقتهم مع الأبناء أو قربهم منهم.

ثانياً: اتباع طريقة خاصة للتعامل مع الأطفال:

يجب أن يكون لدى الأم التي انفصلت عن زوجها طريقة خاصة للتواصل مع أبنائها والاستماع إليهم وتفهم ظروفهم خلال تلك الفترة، سواء كانوا صغارًا لا يفهمون سوى أن الأب لم يعد موجودًا معهم في المنزل ويتساءلون عن سبب ذلك باستمرار أم كانوا كبارًا يوجهون لها الانتقاد المستمر بسبب قرار الانفصال الذي اتخذاه الوالدين دون النظر إلى مصلحة أبنائهم. ويمكن للأم استخدام كلمات أخرى غير الطلاق، حتى توضح لطفلها الصغير الوضع الحالي، بأن تقول له إنها ووالده سيبتعدان عن بعضهما لبعض لفترة حتى يفكرا في بعض الأمور الخاصة بحياتهما العائلية.

ثالثاً: بث الطاقة الإيجابية في نفس الطفل:

يجب على الأم أن تقترب من طفلها قدر الإمكان وتشعره بأهميته في حياتها وأنها تعتمد عليه في كثير من الأمور، ويجب كذلك أن توضح له أن هناك الكثير من التحديات التي يواجهها كل إنسان في حياته الخاصة ويجب أن يتحمل المسؤولية ويتعلم كيف يواجهها ويتأقلم مع الظروف المحيطة حتى لو كانت تخالف رغباته.

رابعاً: إشعار الأطفال بالأمان:

يجب على الأم بذل الكثير من الجهود لتشعر أبنائها بالأمان وضمان عدم تسلل شعور الخوف بداخلهم، وعليها الاتفاق مع والد الأطفال على التعامل بشكل طبيعي أمامهم ومحاولة إجراء مقابلة أسبوعيًا تجمع أفراد الأسرة ولو لوقت قليل، حتى لا تتأثر نفسية الأطفال ويشعرون بالبعد عن أبويهم وانهيار العائلة.

خامساً: مشاركة الأب بشكل إيجابي في تربية الطفل:

يتحسن أداء الطفل ولا يشعر بأثر الأنفصال بين أبويه في حال مشاركة والده بصورة إيجابية في حياته، واستمرار وجود علاقة وثيقة وداعمة مع الطفل. ويجب على الأم أن تدعم سلطة الأب، وعدم الاستهزاء أو التقليل منها أمام الطفل، مثلما هو مطلوب من الأب أيضًا، وذلك يرجع في النهاية لمصلحة الأبناء.

سادساً: تقديم الدعم للأطفال:

هناك الكثير من الطرق التي يمكن للأم الاعتماد عليها لتقديم الدعم لأطفالها خلال تلك الفترة الصعبة لتحد من آثار الطلاق السلبية على الطفل، سواء كان ذلك بالمكافآت أو السفر معًا أو عقد جلسات طويلة تجمع الأبناء مع باقي أفراد الأسرة سواء من جهة الأم أو الأب، حتى توفر لأبنائها الاحتواء الكامل ولا يشعران بالبعد عن أفراد أسرهم التي يحبونها، وحتى يحصلوا من الجميع على الحب والاهتمام اللازم في هذه الفترة.

كيف نخبر الطفل بالطلاق

يحق للأطفال معرفة سبب الطلاق، ولكن يجب اختيار شيئًا بسيطًا وصادقًا، وتذكيرهم أنه في بعض الأحيان لا يجتمع الآباء والأطفال دائمًا وأنّ الآباء والأمهات لا يتوقفون عن حب أطفالهم بعد الطلاق، ويجب إخبارهم بأن الاعتناء بهم سيبقى مستمر بالإضافة إلى التغييرات التي ستطرأ على حياتهم وأن بعض الأشياء ستكون مختلفة.

مسؤولية الأب بعد الطلاق

للأسف قد يشعر بعض الآباء بأن مسؤولياتهم تجاه أبنائهم قلّت بعد الطلاق، أو اقتصرت على الالتزامات المادية فقط، الأمر الذي يحتاج إلى وضع خطوط عريضة بشأن مسؤولياته تجاههم بعد هذا الأمر، والتي تشمل:

  • الحفاظ على علاقة طيبة بالأم: بالرغم من أن الأمر قد يبدو للوهلة الأولى ليس له علاقة بمسؤولية الأب تجاه أبنائه، ولكن الحفاظ على علاقة جيدة بالأم، أمر مهم ويصب في مصلحة أطفالهما، لذا لا يجب أن يتحدث عنها بسوء أمامهم مهما كان سبب الطلاق، وعلى الأم أيضًا أن تبقى على علاقة طيبة بالأب، ولا تتحدث عنه إلا بكل خير أمام أبنائهما، لتنشئتهم على تقدير معنى الاختلاف، واحترام الذات والآخرين.
  • التواصل مع الأطفال بشكل منتظم: حتى مع الطلاق يمكن للأب الوجود في حياة أطفاله بشكل منتظم، وهي نقطة يجب مراعاتها على وجه التحديد، فغياب الأب عن المنزل له تأثير سلبي في نفس الأطفال. يمكن أن يحدث ذلك من خلال تحديد أيام وأوقات معينة للزيارة، أو حضور تدريبات الأطفال، أو الحفلات المدرسية، أو قضاء العطلات معًا، وكذلك الاتصال الهاتفي المستمر، والرسائل النصية، فهي تشعر الأطفال بأن الأب ملازمًا لهم، ويشاركهم في أحداث يومهم.
  • الالتزام بالأمور المادية: وتشمل نفقة الأم -إن وُجدت- وكذلك الأبناء، وللأسف فإن بعض الآباء قد يقصرون مع أبنائهم في هذه الناحية، ما يؤثر في نفسيتهم، ويفقدهم الشعور بالاستقرار والأمان، وسواء كانت نفقة الأولاد محددة من قِبل الجهات المعنية، أو بالاتفاق الودي، فيجب الالتزام بها، ولكن إن كان تقصير الأب بسبب مشكلة مادية يمر بها، فيجب على الأم أن تتحلى ببعض الصبر حتى تنتهي أزمته.
  • سد الاحتياجات العاطفية للأطفال: تختلف مشاعر الأطفال بعد الطلاق، إذ يصبحون أكثر حساسية عن ذي قبل، ما يجعلهم عرضة للاكتئاب، الأمر الذي يحتاج إلى التواصل بين الأم والأب، وإخباره بأي لحظات عصيبة يمكن أن يمر بها أطفاله، حتى يكون موجودًا فيها، ليدعمهم ويحتويهم، ويستمع إليهم، ويسد احتياجاتهم العاطفية، ويقلل الآثار السبية للطلاق عليهم، ليطمئنوا ويشعروا دائمًا بأنه إلى جانبهم.
  • الاتفاق مع الأم على قواعد ثابتة: من الخطوات الأساسية التي يجب على الزوجين اتخاذها بعد الطلاق، الاتفاق على قواعد تربوية ثابتة، وتوحيد أساليب العقاب، والتخطيط لسير يوم أطفالهم، حتى لا يتسبب تغيير طريقة التربية بين الأم والأب في شعورهم بالتشتت، ويدفعهم بعد ذلك للتمرد على الطرف المتشدد منهما.

كيف اربي أولادي بعد الطلاق

  1. أهم شئ أن تتفاهمي مع طفلك لأنه في هذه المرحلة يحتاج بشكل كبير للغاية إلى التفاهم والجب والشعور بالاطمئنان.
    احرصي على أن تجعليه لا يشعر بأنه مختلف وأن غيره من الأطفال هما أفضل منه.
  2. لا تجعليه يكره أبوة حتى لا يؤثر بالسلب بشكل كبير جداً في تكوين الشخصية الخاصة به، فمن الممكن أن يصبح هذا الطفل هو طفل معقد بسبب ما يسمعه عن والدة مثلاًَ من أجل أن تجعليه أن يكرهه.
  3. مما لا شك فيه أنه في هذه المرحلة تصبح الأم هي الأب والأم في وقت واجد فمن الممكن أن تواجهي بعض الصعوبات في التعامل مع طفلك في تلك الأمور.
  4. حاولي أن تعودي طفلك على أن لا يشعر أن أصدقاءه أو أقاربة أفضل منه لأنه يعيش مع أبوية الاثنين، فالأمر طبيعي للغاية.
  5. احرصي دائماً على أن تجعلي البيئة التي ينشأ فيها طفلك هي بيئة مناسبة له فلا داعي من العصبية أو ما شابة ولا داعي أيضاً لحدوث المشكلات مع أبوية حتى لا يؤثر بالسلب عليه.
  6. لا تجعلي المشكلات بينك وبين والدة تجعل حياته غير مستقرة ولا داعي لأن يتدخل في مثل تلك المشكلات
السابق
ما التنمر
التالي
ما هو الحيوان الذي لا يلد ولا يبيض؟ ومتعة الألغاز والفوازير

اترك تعليقاً