الأسرة في الإسلام

كيف تتم الخطوبة في الاسلام

مدة الخطوبة في الإسلام

مدة الخِطبة

لم يرد أيّ نصٍّ يُفيد تقييد مدّة الخِطبة؛ إذ إنّه أمرٌ عائدٌ إلى الخطيبَين، ولا تلزمهما؛ أي أنّ عقد الزواج يصحّ دونها، إلّا أنّ الأولى والأفضل عدم تطويل مدّتها دون أيّ حاجةٍ تستدعي ذلك؛ إذ ورد عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- الحثّ والترغيب في تسريع الزواج، فقال: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).

الخطبة في الإسلام واحكامها

من أحكام الخِطبة في الإسلام

تُعرّف الخِطبة بأنّها إظهار رغبة الزواج بامرأةٍ مُعيّنةٍ وإعلام وليّها بذلك، وتتعلق بها مجموعةٌ من الأحكام والآداب الشرعيّة كما يأتي:

  • يحرّم على المسلم أن يخطِب على خِطبة أخيه الذي أُجيب لطلبه ولو عن طريق التعريض، وذلك إذا علم الخاطب الثاني بذلك، ويرجع سبب ذلك إلى ما يُؤدّي إليه من إفسادٍ على الخاطب الأوّل وما يمكن أن يحصل بين الاثنين من عداوةٍ وبغضاءٍ.
  • يحرّم على المسلم أن يُصرّح بخِطبة المعتدّة من طلاقٍ بائنٍ، ويجوز له أن يُعرّض بذلك، كأن يقول أتمنى أن يرزقني الله بزوجةٍ صالحةٍ ونحوه، وسبب المنع الخشية من أن تعجل المرأة بالإخبارعن انقضاء عدّتها قبل حصول ذلك فعلاً حرصاً منها على الزواج، أمّا بالنسبة للمعتدّة من طلاقٍ رجعيٍّ فيحرّم التصريح والتعريض بخطبتها على حدٍ سواءٍ؛ لأنّها لا زالت في حكم المتزوّجة.
  • يجب على المسلم إن استُشير في خاطبٍ أو مخطوبةٍ أن يذكر ما فيه من محاسنٍ ومساوئٍ، ولا يعتبر ذلك من الغيبة المحرّمة، بل من النصيحة الممدوحة بالشرع.
  • تعتبر الخطبة مجرد وعدٍ بالزواج، وليست زواجاً، لذلك فيبقى كُلّ من الخاطبين في حكم الأجنبيّ عن الآخر.

 

ماذا يقال في الخطبة

ماذا يقال عند الجاهة أو طلب خطبة العروس ؟
الخُطْبَةُ بين يدي الخِطْبَة للشيخ عبد القادر الشيخ رحمه الله تعالى

الحمد لله القائل في كتابه : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) , وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد القائل : ( يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) .
والآيات والأحاديث في باب الزواج كثيرةٌ وكثيرة جداً كقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) .
وانطلاقاً من هذا الهدي الرباني والتوجيه النبوي , توجهنا بهذه الجاهة الكريمة الى دياركم العامرة (…………… ) رغبةً في المصاهرة , وطالبين يد كريمتكم (…………. ) لتكون زوجةً شرعيةً للشاب المسلم (………..) على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , وعلى ما اتفق عليه بينهما , ونحن وجاهتنا الكريمة بانتظار جوابكم أيها الأكارم .

ضوابط الخطوبة الشرعية PDF

اضغط هنا لتحميل ملف آداب وضوابط الخطبة وحقوق الزوجين

أهمية الخطبة في الإسلام

ان حكمة الله سبحانهُ ومعرفتهِ لاحتياجات الخلق هي السبب الحقيقي لتشريع الخطبة دون عقد القِران قبل الزّواج٬ وللخطبة أهميّة كبيرة على الأشخاص المُقبلين على الزّواج٬ منها:

  • السّؤال عن الخاطب: يحتاج أهل المخطوبة لبعض من الوقت حتّى يتمكنوا من السُّؤال عن الخاطب٬ وأحواله٬ وخُلُقهُ٬ وعمله٬ والخطبة تمنحهم ذلك الوقت لمعرفة ما يحتاجون لمعرفتِهِ والسًّؤال عن الخاطب.
  • تكوين صورة أوضح عن طبيعة الخاطب٬ وأخلاقِهِ ودينهِ٬ ومعرفة إذا كان يصلُح لأن يكون زوج المُستقبل.
  • يتعرّف الخاطب بشكل أكبر على المخطوبة٬ وتكوين صورة أشمل عن أخلاقها.
  • الخطبة مُقدّمة لإبرام عقد النّكاح؛ ففي الخطبة تنويه للعقد والزوّاج بين كُل من الخاطِب والمخطوبة.
  • التّجهيز لإجراءات الزّواج٬ النّفسية٬ والماديّة.
  • عدم إقدام أي شخص آخر على خطبة الفتاة أو المرأة المخطوبة.

أحاديث فترة الخطوبة

من المهم أن يعلم كل شريكين أن هناك احاديث مهمة خلال فترة الخطوبة من المفترض أن تدور بينهما لأنها تؤثر كثيراً بشكل إيجابي على العلاقة بينهما استعداداً للزواج. نحن اليوم من خلال هذا المقال من موقع أنوثة سنقدم لك احاديث مهمة خلال فترة الخطوبة من الضروري ان نسلط الضوء عليها لكي تدور بينك وبين خطيبك.

– من بين الاحاديث المهمة خلال فترة الخطوبة يجب على الشاب والفتاة أن يتحدثا عن الشعور الذي دفعهما الى اتخاذ القرار بالزواج من بعضهما. على الشريكين أن يدركا ما الذي جمعهما في فترة الخطوبة لأن هذا الأمر سيجعل حياتهما العاطفية مميزة وبالطبع هذا الامر هو الحب وإن كان الحب هو الأساس فبه يستطيعان التغلب على كل الصعاب وتخطي المشاكل لاحقاً في الزواج. على الزواج بالطبع أن يبنى على الثقة والحب ليكون ناجحاً. 

– على الثنائي خلال فترة الخطوةة التحدث عن شخصية كل واحد منهما. في هذه الفترة تعد مناقشة الأمور حول الشخصية هي الأبرز من أجل اكتشاف شخصية الإنسان الذي قررنا أن نربط حياتنا به. من المهم أن تكون الأحاديث خلال فترة الخطوبة مبنية على الثقة بأن يكون الآخر قد كشف شخصيته الحقيقية أمام الآخر وليكن الطرفين متفقين على تقديم التنازلات للآخر مع إفهام الطرف الثاني حقيقة كل خيار يقوم به الآخر.

– الكلمات الرقيقة والنابعة من القلب هي الأفضل خلال فترة الخطوبة وهي من احاديث المهمة خلال فترة الخطوبة التي يجب أن تدور بين الشخصين من أجل تحقيق الرومنسية الكاملة قبل الزواج. الكلام الحلو والرقيق مفيد في فترة الخطوبة لأنها تجعل الشخص يتعلق بالآخر أكثر. 

الخطوبة الناجحة

الاستعداد للتضحية

تنجح أيّ علاقة بين شخصين خاصة في فترة الخطوبة إذا كان الطرفان على استعداد لتقديم التضحية اللازمة لإنجاح هذه العلاقة، حيث يجب التضحية بالرغبات والاهتمامات من أجل الطرف الآخر، كما يجب أن يكون الشخص أكثر تسامحاً مع شريكه، حيث يجعل ذلك الحياة اليومية أكثر متعة.

دعم الشريك أمام الآخرين

يمرّ الإنسان عادةً بأوقات يشعر أنّ العالم كلّه ضدّه، لذلك من المهم وجود شخص في حياته يُقدم له الدعم في هذه الأوقات، بحيث يُشعره بالأمان ويكون سنداً له، كما من المهم ألّا يقوم الشريك بانتقاد شريكه أمام الآخرين، وأن يتجنب إهانته، أو السخرية منه، بل يُحاول قول أشياء لطيفة عنه أمام الآخرين، وذلك من شأنه أن يُنجح فترة الخطوبة والعلاقة بينهما.

الاحترام المتبادل

يجب أن تتوافر الأخلاق لإنجاح أيّ علاقة بين شخصين خاصةً في فترة الخطوبة، حتّى لو كانت العلاقة بينهما تمتد لأكثر من عشرين عاماً، لذلك على الشخص معاملة الطرف الآخر بكلّ احترام كما يُعامل ضيفه الزائر، وذلك بأن تكون المحادثة بينهما بشكل مهذب مع استخدام كلمات مثل شكراً ومن فضلك، فذلك يُساعد على الحفاظ على الاحترام المتبادل بينهما، وإنجاح العلاقة لأطول فترة ممكنة.

الاستمتاع بفترة الخطوبة

تُعتبر فترة الخطوبة فترةً خاصةً ومميزةً جداً، لذلك على الشريكين الاستفادة قدر المستطاع من هذه الفترة والاستمتاع بها، والعمل على ترسيخ العلاقة وتوطيدها مع الشريك، وذلك بدلاً من قضاء هذه الفترة في ضغط كبير ناتج عن تجهيزات حفلة الزفاف، والابتعاد عن التوتر، وإضاعة هذا الوقت في انتظار موعد الزفاف، بل يجب الاستعداد لبدء فصل جديد من الحياة.

إسعاد الشريك

تنجح العلاقة بين الشريكين في فترة الخطوبة عندما يُحاول كلّ منهما إسعاد الآخر، وذلك بالقيام بفعل كلّ ما يحبه الشريك، على أن يكون ذلك نابعاً من القلب، بحيث يستمتع كلّ منهما فيما يُقدمه لشريكه دون استياء أو انزعاج، وتنطبق هذه القاعدة على عدّة مجالات، فمثلاً إذا كان الشخص رياضياً أو مهتماً بالصحة، فإنّ شريكه يُمكنه أن يُشاركه ما يُحبه.

ما هو المسموح في فترة الخطوبة

الضوابط الشرعية لفترة الخطوبة

لا تُعدّ الخِطبة من العقود، ولا تترتّب عليها الآثار -كما ذُكِر سابقاً-، حتى وإن اقترنت بقراءة الفاتحة، أو تبادل الهدايا، أو تقديم مبلغ من المهر، ولذلك فإنّ للخِطبة عدداً من الضوابط التي يجدر التحلّي بها، وفيما يأتي بيانها بشيءٍ من التفصيل:

الكلام مع المخطوبة

الأصل في الكلام بين المخطوبين عدم المنع، إلّا أنّ له حدوداً لا بدّ لكليهما من الوقوف عندها، وعدم تجاوزها، وفيما يأتي بيان ضوابط الحديث بينهما:

  • أن يكون فيما يُحقّق مصلحة الزواج بقَدر الحاجة، ودون تجاوُزها. ألّا تكون هناك خلوةٌ فيما بينهما.
  • أن تلتزم المرأة بالضوابط الشرعية من الحِشمة، والحياء، وغيرها من الأمور التي تحفظ للمرأة مكانتها، وقَدرها.
  • ألّا تقع المصافحة بينهما، وأن يحرص كلٌّ منهما على غضّ بصره عن الآخر.
  • أن يتجنّبا الخضوع في القول. أن يأمن كلٌّ منهما الوقوع في الفتنة.

النظر إلى المخطوبة

أجاز الشرع لكلٍّ من الرجل والمرأة النظر إلى بعضهما خلال فترة الخِطبة، إلّا أنّ ذلك مُقيَّدٌ بعددٍ من الضوابط، وبيانها فيما يأتي:

  • يكون النظر بعد إرادة الزواج، وقصده، والعزم عليه حقيقةً؛ لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إذَا ألقَى اللَّهُ في قلبِ امرِئٍ خطبةَ امرأةٍ، فلا بأسَ أن ينظُرَ إليها).
  • يكون النظر إلى وجه المخطوبة وكفَّيها، ودليل ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (كُنْتُ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأتَاهُ رَجُلٌ فأخْبَرَهُ أنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الأنْصَارِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَنَظَرْتَ إلَيْهَا؟ قالَ: لَا، قالَ: فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إلَيْهَا، فإنَّ في أَعْيُنِ الأنْصَارِ شيئًا)، والأمر الوارد في الحديث ينصرف إلى الوجه والكفَّين؛ إذ إنّ الوجه أجمل ما في البدن، أمّا الكفّان فهما ظاهران عادةً.
  • يجوز للخاطبين تكرار النظر إلى بعضهما إن دعت الحاجة؛ إذ إنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- لم يذكر عدد مرّات النظر في الحديث السابق، ولم يقيّده.
  • يجوز للخاطب أن ينظر إلى من يرى خِطبتها دون علمها؛ لما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا خطبَ أحدُكُمْ امرأةً، فلا جُناحَ عليهِ أنْ ينظرَ إليها إذا كان إِنَّما ينظرُ إليها لِخِطبَتِهِ، وإنْ كانَتْ لا تعلمُ).

عدم خِطبة المرأة من آخرٍ

لا تجوز خِطبة امرأةٍ مخطوبةٍ للغير؛ درءاً للخصومة، أو المفسدة التي قد تقع بين الناس بسبب ذلك، كما وردت العديد من النصوص التي تحرّم ذلك الفعل، ويُذكَر منها ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَبِيعَ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، ولا يَخْطُبَ الرَّجُلُ علَى خِطْبَةِ أخِيهِ، حتَّى يَتْرُكَ الخاطِبُ قَبْلَهُ أوْ يَأْذَنَ له الخاطِبُ)، ومراعاةً من المسلم لأخيه المسلم، أمّا إن رفضت المرأة الزواج من الخاطب الأول فيجوز للآخر التقدُّم لخِطبتها، والأفضل منه الانتظار مدةً من الزمن؛ مراعاةً لشعور الخاطب الأول، واختلف الفقهاء في حكم خِطبة المرأة من آخرٍ مدّة الانتظار، والمشاورة؛ فمنهم من قال بالجواز استدلالاً بعدم إنكار الرسول -عليه الصلاة والسلام- خِطبة فاطمة بنت قيس من معاوية بن أبي سفيان وأبي الجهم، وقال الإمام البغوي -رحمه الله- في ذلك: “فيه دليلٌ على جواز الخِطبة على خِطبة الغير إذا لم تكن المرأة قد أذنت للأول وركنت إليه”، وذهب فريقٌ ثانٍ من العلماء إلى القول بالتحريم؛ إذ إنّ العداوة والبغضاء تقع بين الناس بسبب ذلك، والنهي الوارد عن خِطبة المسلم على المسلم لم تفرّق بين حالة الموافقة وحالة الانتظار، وصرّح الفريق الثالث من العلماء بجواز الخِطبة على الخِطبة مدّة الانتظار إن كان الخاطب الثاني أفضل من الأول؛ استدلالاً بإشارة الرسول -عليه الصلاة والسلام- على فاطمة بنت قيس بالزواج من أسامة حين تقدّم اثنان لخِطبتها.

السابق
ما هو النقرس
التالي
مقومات السعادة الزوجية

اترك تعليقاً