صحة عامة

كيف تحدث الطفرة الوراثية

أمثلة على الطفرات الوراثية

  • البشر هم مجموعةٌ متنوّعة، ومع هذا التنوّع ظهرت الكثير من الطفرات الجينية، وبينما يُبادر الكثيرون عند سماع كلمة طفرة إلى التفكير في أمراضٍ مؤذية كالسرطان، هُناك في حقيقة الأمر عدّة أمثلة عن طفرات بشرية شائعة مُفيدة، أو على الأقل ليست ضارّة.
  • سنستعرض هُنا بعضاً من هذه الطفرات الشائعة التي من المُمكن أنّك تملكها أو على الأقل تعرف شخصاً يملكها:

1. العيون الزرقاء:

على الرغم من أن 8% من البشر تقريباً يملكون أعيناً زرقاء، فإنّ الطفرة التي كانت السبب في ظهورها تعتبر حديثةً نوعاً ما في تاريخ جنسنا البشري، فلما كان كل إنسان يمتلك أعيناً بنيّة بالأصل استطاع الباحثون تحديد الطفرة المسؤولة عن إعطاء اللون الأزرق بدقّة.

حيثُ وجِدَ أن التغيرات التي تُصيب جيناً يُدعى OCA2 تُسبب تغيّراً في كمية الصباغ المنتج في القزحية ممّا يعطي تدرجات مُختلفة من اللون البني، وهذه الطفرة تكون موجودة في جينٍ قريب يُدعى HERC2 التي تعمل على تثبيط الجين OCA2 مؤديةً إلى غياب الصباغ البنّي وظهور الأعين الزرقاء.

الأمر الأكثر إثارةً للدهشة هو أنّ الباحثين استطاعوا تتبّع أثر اختلاف هذا الجين إلى الزمن الذي يُعتقد أنه تغيّر فيه لأوّل مرة، وهو قبل حوالي 6000 إلى 10000 سنة، ومن المُرجّح أنّ أول شخص ذو أعين زرقاء قد عاش في أوروبا كما دلّنا الهيكل العظمي المُكتشف لرجل الكهف الإسباني، حيثُ يُعتقد أنّ هذا الهيكل العظمي الذي عمرهُ 7000 سنة يخص أقدم شخص حمل هذه الطفرة.

2. تحمّل اللاكتوز:

يُعتبر هذا من أكثر الأمثلة المُقنعة حول تطوّر البشر، فعلى الرغم من أنّ معظمنا (في منطقتنا العربية) يتمتّع بالمقدرة الدائمة على هضم الحليب إلّا أن 25٪ فقط من البشر يتمتّعون بهذه القدرة، فمثل كل الثدييات؛ يمتنع معظم البشر عن شرب الحليب حالما يصلون سن البلوغ، ذلك أنهم يفقدون القدرة على هضمه.

لمّا بدأ الأوروبيون بتدجين الحيوانات مثل البقر قبل 10000 سنة تقريباً؛ طرأ على الجين MCM6 طفرة جعلت بعض البشر قادرين على إفراز أنزيم اللاكتاز (وهو الإنزيم اللازم لهضم اللاكتوز) بشكل دائم، مما يسمح لهم بشرب الحليب دئماً، وما يُثير الدهشة أكثر هو أنّ الأوربيين ليسوا وحدهم فقط من يتمتع بهذه المقدرة، بل أنّ المجتمعات الزراعية الأخرى التي دجّنت المواشي -مثل إحدى المجتمعات في الهند- تطوّرت مقدرة هضم الحليب هذه لديها بشكلٍ مُنفصل عن الأوروبيين.

3. الشعر الأحمر:

بالإضافة إلى العيون الزرقاء والمقدرة الدائمة على هضم الحليب، يُعد الشعر الأحمر واحداً من أشهر الأمثلة عمّا تحدثهُ الطفرات الجينية التي يملكها البشر، وبينما نعرف كلّنا تقريباً على الأقل شخصاً واحدا من ذي الشعر الأحمر، إلّا أنّ لون الشعر هذا نادرٌ نوعاً ما، حيثُ لا تتجاوز نسبة البشر الحاملين للطفرة المُسببة لهذا اللون 4 إلى 5٪، وهذه الندرة تجعل هذا اللون محبوباً أكثر من قبل البعض.

يكون سكان أوروبا الشمالية أكثر احتمالاً أن يملكوا شعراً أحمراً، وبينما يُجادل البعض أنّ هذا اللون قد تطوّر من خلال الانتقاء (الإصطفاء) الإيجابي كرد فعل على قصر النهار وطول الليل، فقد اقترح البعض الآخر أن هذا اللون فاز بالسيادة كنتيجةً لغياب الانتقاء السلبي في تلك المنطقة، كما أنّ هذا اللون يكون أكثر شيوعاً بين سكّان إسكتلندا والويلز بسبب الانحراف الوراثي بشكل أساسي، بالإضافة لحقيقة أنّ سكّان هذه البلاد كانوا غالباً مُنعزلين تماماً في الماضي القريب.

4. غياب ضرس العقل عن البعض:

يمكن أن يتسبب هذا الضرس الذي ينمو متأخّراً، والذي ندعوهُ ضرس العقل، في مشاكل كثيرة للإنسان، غير أن بعض البشر أصبح ينقصهم على الأقل أحد أضراس العقل -حيثُ يملك أغلب البشر أربعة أضراس عقل- وهؤلاء يشكّلون حوالي 40٪ تقريباً من الآسيويين، و10 إلى 25٪ من الأميركيين ذوي الأصول الأوروبية، و11٪ من الأميركيين الأفارقة، ومن المثير للدهشة أنّهُ يُعتقد أن حوالي 45٪ من الإسكيمو -الشعب الذي يسكن شمال الكرة الأرضية- أيضاً يتمتّعون بهذه الصفة.

يُعتقد أن أسلاف البشر -مثلهم مثل كل الثدييات- كانوا يملكون في مؤخرة الفم ثلاث مجموعات من الأضراس وكل مجموعة مكوّنة من أربعة أضراس ممّا ساعدهم على طحن النباتات القاسية التي كانوا يتغذوّن عليها، لكن لمّا بدأ أسلافنا باستعمال النار لطهو الطعام أصبح الطعام الذي يأكلونه أطرى، وأصبح الفك البشري أضيق ممّا كان عليه، ممّا ضيق المسافة التي تحتاجها المجموعة الأخيرة من الأضراس للنمو والتي ندعوها أضراس العقل.

تم العثور على أقدم أحفورة بشرية تنقصها مجموعة الأضراس الثالثة هذه التي تعرف بأضراس العقل في الصين ويُقدّر عمرها بحوالي 350٫000 سنة، ويُعتقد أنّ المكان الذي وُجدت فيه هو المكان الذي نشأت منهُ هذه الطفرة في بادئ الأمر.

5. الاستجابة المناعية لشرب الكحول لدى الآسيويين:

يملك حوالي 36٪ من سكان آسيا الشمالية-الشرقية هذه الطفرة الجينية التي تُسبب عندهم توهج البشرة بلون أحمر غامق بعد شرب الكحول، وتورّد الوجه هذا ليس ناتجاً كما يعتقد معظم البشر عن الثمالة، بل هو جزء من الاستجابة المناعية للجسم، وهذه الاستجابة لا تنشأ بسبب الكحول نفسه، بل بسبب مادة يتم هضمها في الكبد.

فقد ظهرت في مرحلة من مراحل الماضي غير البعيد جداً طفرة أصابت الجين المسؤول عن إفراز الأنزيم ALDH2، الأمر الذي كبح من قدرة الجسم على هضم الكحول بشكلٍ كامل، ممّا يعني أن بعضاً من المواد السامة الوسيطة قادرة على التراكم والتسبّب بهذه الاستجابة المناعية.

علاج الطفرة الجينية

  • مكن تعريف العلاج الجيني على أنه علاج أمراض عن طريق استبدال الجين المعطوب بآخر سليم ( gene replacement ) أو إمداد خلايا المريض بعدد كاف من الجينات السليمة ( Gene transfer ) تقوم هذه الجينات بالعمل اللازم وتعوض المريض عن النقص في عمل جيناته المعطوبة، يمكن أن تكون هذه الأمراض الجينية المراد علاجها وراثية أي إن المرض ينتقل من الأباء إلى الأبناء عبر الخلايا الجنسية ( الحيوان المنوي أو البويضة ) الحاملة للجين المعطوب أو أمراض غير وراثية وتولدت في الشخص بعد ولادته نتيجة طفرات ( حدوث عطب جيني ).
    الجين هو الوحدة الوراثية في جسم الكائن الحي ولكل وحدة وراثية أو جين عمل معين يقوم به ويكون هذا العمل تركيباً أو وظيفياً لجسم الإنسان. وأوضحت النتائج الأخيرة لمشروع المجين البشري ( Genome human ) التي أعلن عنها عام 2001م أن عدد هذه الجينات في الإنسان هو 30.000 جين فيما كان يعتقد أنه حوالي 100.000 مورثة ( جين )، هذه الجينات مجتمعة تحمل المعلومات الكفيلة لإنماء البيضة الملقحة إلى إنسان بالغ كما أنها مسؤولة عن خصائصه المظهرية كلون الجلد والشعر والعيون وطول القامة وكذلك الخصائص الوظيفية اللازمة لعمل الجسم وبقائه، والمورثة gene عبارة عن جزء من الصبغي الذي يتكومن من خيطي حمض نووي ( دنا ) DNA على شكل لولب مزدوج وهي عبارة عن خيوط كيميائية مكونة من سلسة النوويدات.
    وهي أربعة أنواع ( ادينين، سايتوزين، جوانين  ثايمين ) يبلغ عددها 3 مليار زوج في الخلية الجنسية ويصل طولها إلى حوالي مترين موزعة على 23 زوج من الصبغيات ومجموع الدنا في الخلية يعرف بمجين الخلية، وهذه النوويدات مرتبة ترتيباً دقيقاً وأي خلل في هذا الترتيب يتولد عنه طفرة يمكن أن تكون ممرضة إذا حدثت في موقع حساس في الجين أو أن لا يكون لها أي أثر. وفي كثير من الأحيان يتم إصلاح هذه الطفرات في نسق ( الدنا ) حيث أنه يوجد في كل خلية جهاز لإصلاح الأعطاب ( الطفرات ) التي تحدث في ( الدنا ). Repair system DNA.
    يمثل الترتيب الدقيق لتسلسل النوويدات في كل صبغي النمط الجيني للشخص وهذا يحدد صفاته المظهرية كالطول ولون الشعر والجلد والعيون وكذلك خواصه التركيبية والفسيولوجية اللازمة لقيام الجسم بعملياته الحيوية المختلفة.
    وقد يتساءل البعض: كيف لأربع أنواع فقط من النوويدات التي يتكون منها صبغيات كل البشر أن تعطي هذا الكم الهائل من التمايز بين الناس؟ ولتسهيل معرفة ذلك يمكن تمثيله يحروف اللغة العربية ( 28 ) التي تشكل منها عدد لا محدود من الجمل وبالتالي ملايين الكتب وكل كتاب يختلف عن الآخر من أنها جميعاً تتكون من الحروف الثمانية والعشرين فقط ولكن بتسلسل حروف مختلف وبالتالي جمل مختلفة وأي استبدال لحرف أو أكثر أو إضافة أو إزالة حرف أو آخر ينتج عنه جملة غير مفيدة أو مختلفة، ونفس الشيء بالنسب للجين فإنه ينتج عن هذا التغير في أحد النوويدات الأربع سواءً كانت بالاستبدال أو الإضافة أو الإزالة خلل جيني أو ما يعرف بالطفرة. يتم ترجمة المعلومات التي تحملها الجينات بعملية معقدة إلى بروتينات في أكثر الأحيان أي أنه يتم فك شفرة الجينات من لغة النوويدات إلى لغة الأحماض الأمينية ( الوحدة الأساسية للبروتينات ) أو لغة البروتين أو تسلسل النوويدات في الجين، هذه البروتينيات هي المكون الأساس لخلايا الجسم وكذلك للهرمونات والأنظيمات والعوامل المنظمة لجيمع نشاطات الجسم الحيوية، كما تقدم فإن أي تغيير ( طفرة في الجين ينتج عنه تغيير في بروتين هذا الجين وبالتالي يؤدي إلى بروتين معطوب وغير فعال أو إلى عدم إنتاج البروتين على الإطلاق ( شكل 1 )، ويقدر عدد الأمراض المعروفة والتي تسببها طفرات جينية بـ 1500 مرض وتتراوح بين مرض السكري والربو والأزمة القلبية إلى السرطان، يقدر عدد الذين يعانون من عيوب خلقية عند الميلاد في أمريكا خمسة عشر مليون شخصاً 80% من هذه الحالات سببها تغيرات وراثية، كما وجد أن 50% من حالات الإجهاض و 40% من حالات وفيات الأطفال جميعها مردها عوامل وراثية. وجد أيضاً أن 30% من عدد الأسرة في مستشفيات أمريكا شغلت بمرضى الأمراض الوراثية، يتضح من ذلك أن الأمراض الوراثية وغير الوراثية الناتجة عن خلل جيني أحد أكبر المشاكل التي تواجه الإنسانية ولا يجب أن نلقى اللوم وحده على ( المورثات ) genes فإن تغيرها غالباً ما يكون لأسباب بيئية، إن الصحة هي توازن في التفاعل بين المورثات والبيئة، وكذلك ليس بالضرورة أن كل طفرة وراثية تحدث في مجين الإنسان ( genome human ) تسبب مرضاً حيث أنه في كثير من الأحيان تتولد طفرات في أماكن لا تؤدي إلى تغيير في وظيفة البروتين المنتج حيث يكون التغير في أطراف البروتين المنتج وليس في مركز البروتين الفعال، أو قد تسبب الطفرة نقصاً في كمية الروتين المنتج أو نقصاً في نشاطه.
  • أساسيات العلاج الجيني:
  • يمكن تحديد الأساسيات في العلاج على النحو التالي:
    ( 1 ) التعرف على الموقع الجيني المعطوب والذي يراد التعويض عنه، بالإضافة ( transfer gene ) أو بالإحلال ( gene replacement )
    ( 2 ) ضرورة توفر الجين السليم المراد إعطاؤه للمريض، وقد كان هذا متوفراً تقريباً لنصف عدد جينات الإنسان بفضل التقدم العلمي في تقنيات ( تأشب الدنا ) ( DNA Technology recombinant ) وتوجد هذه الجينات محمولة على ناقلات ( vectors ) ومنسله ( cloned ).
    بعد الانتهاء من مشروع الجينيوم البشري أصبح ميسوراً الحصول على أي جين مطلوب.
    ( 3 ) توفر آلية لإيصال الجين إلى الخلايا المستهدفة ( سوف يأتي تفصيل ذلك لا حقاً ) أضف إلى ذلك إمكانية الوصول إلى الخلايا المستهدفة.
    ( 4 ) ضرورة ألا يتسبب هذا العلاج في أي ضرر للمريض كأن يتسبب في حصول طفرة جينية جديدة نتيجة لدخول الجين المعطى ( insertional mutagenesis ) ينتج عنه تعطيل لجين فعال أو تنشيط لطليعة الجين الورمي ( Proto – oncogene ) ليصبح جينياً ورمياً ( oncogene ) أو يتسبب في تعطيل الجين المثبط للورم ( tumor suppressor gene ) ليطلق عقال الجين الورمي والضرر الأخير أكثر احتمالاً من الأول.
    واحتمال الضرر الأخر هو إمكانية أن يعمل الجين المعطى في خلايا أخرى غير الخلايا المستهدفة مما يستبب عن ذلك آثار سيئة كأن يعمل جين بيتا غلوبين الذي ينقل إلى خلايا نخاع مرضى الثلاسيميا ـ بيتا ( B- thalassemia ) في خلايا الدم البيضاء، في الوقت الذي يجب أن يعمل فقط في الخلايا الحمراء.
    ( 5 ) أن ينتج عنه تحسن في حالة المريض وأن يصل الجين السليم إلى عدد كاف من الخلايا المستهدفة وأن يستقر فيها ويعبر عن نفسه ( Expressed ) أي يعطي نتيجة.
  • طرق إيصال الجين السليم إلى الخلايا المستهدفة:
    من أهم المشاكل التقنية التي تواجه العلاج الجيني وتعوق نجاحه هو كيفية إيصال الجين السليم إلى الخلايا المستهدفة وأن يصل بأعداد كافية وإلى عدد كاف من الخلايا المريضة وكذلك يكون الجين الجديد في حالة استقرار ولا يتحطم وكذلك يتمكن من التعبير عن نفسه أي ينتج بروتيناً ولتحقيق كل ذلك لا بد من وجود حامل لهذه الجينات يمكنه من تحقيق الأهداف المذكورة والناقل ( vehicle or> ) الذي له الخاصية الطبيعية في دخول الخلايا هو الفيروس ( virus ) وتعتبر الفيروسات من أفضل الناقلات الحيوية ( biological ) والنوع المستخدم منها هو الفيروسات التراجعية ( Retroviruses ) لما لهذه الفيروسات من خاصية الوصول إلى خلايا الجسم والانغراس ( insertion ) في صبغيات الإنسان وتصبح جزءاً جينات الشخص المعالج، الحمض النووي لهذه الفيروسات هو ( رنا ) RNA بدلاً من دنا وعندما تدخل هذه الفيروسات الخلاية يتحول ( الرنا ) إلى ( دنا ) وينغرس في ( دنا ) صبغيات الشخص المستقبل ويصبح جءزاً من تكوينه الطبيعي وبالطبع عندما ندخل هذه الفيروسات الحاملة للجين المراد إدخاله لا يمكن أن يتم ذلك قبل أن يتم شلها أو تعطيلها لتصبح عاجزة عن أن تسبب أي مرض أو تقتل الخلايا المستقبلة ويتم ذلك عن طريق تقنيات تأشبات الدنا والهندسة الوراثية حيث يزال من الفيروس الجين الممرض أو الذي يساعد على تغليف الفيروس ( sequence Packaging ) في شكله الناضج وبذلك لا يتمكن الفيروس الذي أدخل إلى خلايا الإنسان من أن يعيد إنتاج فيروس متكامل وناضج ولكن يظل يحمل هذا الفيروس الجين الذي يساعد على انغراسه في صبغي الخلية المستقبلة وكذلك الجين اللازم عن الجين المحمول وبالتالي تمكن العلماء من إيصال الجين السليم محمولاً على فيروس معطل. من عيوب هذه الطريقة أن الفيروسات التراجعية لا تدخل إلى نوع واحد من الخلايا بل إنها تدخل إلى جميع أنواع الخلايا وهذا مما يقلل من كفاءة الانتقال وكذلك إمكانية أن يعمل الجين في خلايا مختلفة عن الخلايا المقصودة وبذلك يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة. لذلك يفضل استخدامه في طريقة العلاج خارج الكائن الحي exvivo therapy ـ حيث يضا4ف إلى الخلايا المستخدمة فقط خارج الجسم ومن ثم تعاد الخلايا المعالجة إلى الجسم وسوف نذكر عيوباً أخرى لاحقاً.
  • أنواع العلاج الجيني:
    يقسم العلاج الجيني بناءاً على الخلايا المستهدفة إلى قسمين:
  • النوع الأول:
    هو العلاج للخلايا الجسدية ( somatic gene therapy ) أي إصلاح أي خلال جيني على مستوى جميع خلايا الجسم ما عدا الخلايا الجنسية ( الحيوان المنوي في الذكر والبيضة في الأنثى ) وكذلك البيضة الملقحة ( زيجوث ) ( شكل2 ).
  • والنوع الثاني:
    هو العلاج الجيني على مستوى الخلايا الجنسية الانتاشية ( germline gene therapy ) حيث يتم علاج بيضة الأنثى أو الحيوان المنوي للذكر أو البيضة الملقحة ( الزيحوث ) في مراحل النمو الأولى وقبل أن تتمايز إلى خلايا متخصصة. ( شكل3 ).
    وتختلف الطريقتان في التبعات المترتبة بعد العلاج فالعلاج الجيني الانتاشي أو الخلايا الجنسية والزيجوت ينتج عنه تغييراً دائماً في النمط الجيني إلى الذرية ومع أن يكون بغر الإصلاح لكن له محاذير حيث أن أي تغيير إجابي أو سلبي يحدث نتيجة هذا العلاج سينتقل إلى الأجيال المتعاقبة وهذا يضعنا أمام مشكلة أخلاقية لذا يجب التفكير جيداً قبل الإقدام على مثل هذه الطريقة أما العلاج الجيني الجسدي فأن أي تغيير يتم لصالح أو ضد المريض ينتهي مع انتهاء حياة المريض ولا يتم أي تغيير في خلاياه الجنسية.
  • تقسيم آخر العلاج الجيني:
    هناك تقسيم آخر لأنواع العلاج الجيني يتعمد على الطريقة التي يتم فيها إيصال الجين السليم إلى الخلايا المراد معالجتها فإذا دخل الجين إلى جسم المريض وإلى النسيج المستهدف علاجه يسمى هذا بالعلاج الجيني في الحي أو الداخلي ( lnvivo gene therapy ) .
  • أما الطريق الثانية:
    فهي تسمى بالعلاج خارج الحي ( exvivo gene therapy ) حيث يتم إخراج الخلايا المراد معالجتها خارج جسم الإنسان كأن نسحب خلايا الدم أو النخاع مثلاً وتنمي في مزارع خلوية ويضاف إليها الجين السليم ومن ثم يعاد إدخال الخلايا المعالجة خارجياً إلى جسم المريض. وتعتمد الطريقة المستخدمة ( داخل أو خارج الجسم ) على نوع الخلايا المراد علاجها فالعلاج خارج الجسم يتناسب تماماً مع أمراض الدم الوراثية حيث أن جميع خلاي الدم تنشأ من خلايا جذعية واحدة ( pluripotent stem cells ) في نخاع العظام حيث يمكن أن نؤخذ خارج الجسم وتنمى في مزارع خلوية ويضاف إليها الجين السليم وليس بالضرورة أن ينغرس الجين المنقول في صبغيات أو دنا الشخص المريض ويحل محل الجين المعطوب ( replacement gene ) لأن هذه تحدث بنسبة ضيئلة جداً ولكنها ضرورية في حالة العلاج الجيني والانتاشي.
  • أما في حالة العلاج الجيني الجسدي فيكفي أن يغرس الجين الفعال في أي مكان على الصبغي ويعمل إلى جنانب الجين المعطوب وهذا ما يعرف بإضافة الجين ( gene addition ). يوجد الآن محاولات عديدة للعلاج الجيني خارج الجسم لأمراض تؤثر على خلايا الدم مثل الثلاسيميا ( thalassemia ) ومرض فقر الدم المنجلي Sickle cell anemia) وفقر دم فانكوني ( Fanconi’s anaemia ) ومرض الحبيبومي ( glaucomatous disease ) والعوز المناعي الشديد المركب ( severe combined immunodeficiency ) وهذا من أول الأمراض التي تمت معالجها جينياً خارج الجسم وهو ينتج عن عوز نازعة أمين الادينوزين ( Adenosine deaminase ADA deficlency ) حيث سمح المعهد القومي الأمريكي للصحة ( NIH ) عام 1990 بعلاج هذا المريض جينياً وهو مرض نادر والمصابون به يحملون جنيناً لأنظيم ADA معطوب وبالتالي لا يوجد الأنظيم الفعال الذي ينتجه هذا الجين، تم إدخال الجين السليم المحمول على فيروس تقهقري إلى لمفاويات ( خلايا الدم اللمفاوية ) خارج جسم المريض وقد أدى ذلك إلى تحسن في حالة المريض وفي البداية تحتاج هذه العملية أن تتكرر كل 6 أسابيع نظراً لأن اللمفاويات في الدورة الدموية لا يزيد عمرها عن شهرين وتستخدم طريقة العلاج الجيني خارج الجسم لأمراض أخرى خلاف أمراض الدم حيث تستخدم لعلاج الأمراض الأيضية ( Inborn error of metabolism ) والتي غالباً ما تنتج عن نقص أنظمة معين نتيجة لخلل جين هذا الأنظيم ويتم أيضاً في هذه الطريقة إضافة الجين السليم المحمول على ناقلة إلى خلايا النخاع خارج الجسم ومن ثم تعاد إلى المريض وتم ذلك لمعالجة مرضى بيلة الفنيل كيتون ( phenyl Ketonuria ) أما العلاج الجيني داخل الجسم فإنه يتم للأمراض التي يصعب الحصول على خلاياها أو التي لا تنقسم كثيراً أو التي ليس لها خلايا جذعية فإنه يتم إيصال الجين السليم والمحمول مباشرة إلى الأنسجة المتأثرة ومثال ذلك علاج مرضى تليف الرئعة الكيسي ( lung cystic filbrosis ) ومرض الحثل العضلي ( Muscular dystrophy ) حيث يدخل الجين السليم المحمول على فيروس تقهقري إلى خلايا الممرات الهوائية في المرض الأول وكذلك يحقن جين عضلين ( dystrophine ) المحمول في خلايا العضلات في المرض الثاني وقد تمت هذه المحاولات عام 1990 وواجهت صعوبات كثيرة لإيصال الجين لإعداد كافية من الخلايا أمكن التغلب عليها وثبت أن الجين السليم تمكن من الوصول إلى الخلايا المستهدفة. وأمكن إيصال الجين المحمول إلى أكبر عدد من خلايا الأنسجة عن طريق حقنه مباشرة في جدار شرايين المريض حيث ينغرس الفيروس الناقل للجين في الخلايا المبطنة لجدار الوعاء الدموي ( endothelial cells ) ويقوم الجين في الخلية بإنتاج البروتين الخاص به الذي يفرز إلى الدورة الدموية ويصل إلى النسيج عن طريق هذه الدورة وأياً كانت الطريقة المستخدمة فإنه ما زال هناك صعوبة في الوصول إلى عدد كافٍ من الخلايا المستهدفة ويكفي أن نتصور أنه لعلاج مرض مثل بيله الفنيل كيتون نحتاج لإدخال الجين في 5% من خلايا الكبد أي إلى ما يساوي 10 بلايين خلية.

الطفرات الوراثيهdoc

  • يمكن تعريف الطفره الوراثيه بانها تغير في تسلسل او عدد النيوكليوتيدات في الحامض النووي الدنا يؤدي الى تكوين تسلسلات جديده من التسلسلات من النيوكليوتيدات فيينتقل اثارها بصفات معينه الى الابناء .ان اصغر وحده وراثيه قابله لاحداث طفره وراثيه يطلق عليها ميوتون muton والذي يمثل اصغر عدد من النيوكليوتيدات المتنقله والقادره على انتاج طفرات مظهريه . وان الميوتون يمكن ان يكون من الصغر لحد نيوكليتيده واحده ، تؤدي اغلب الطفرات الى اختلاف في عدد الكروموسومات او التغيرات في تركيب الكروموسوم الواحد وان هذه التغيرات ممكن ان تحدث بصوره تلقائيه او بصوره مستحثه من خلال المطفرات ( (mutagens الاشعاع والمواد الكيمياويه . اذا كان التغير على مستوى الجين قد يؤدي الى تغير في صورته اي تحول الى حاله اخرى ، وقد يكون هذا التغير خطرا يؤدي وقف عمل الجين لعمليه معينه كانتاج انزيم او هرمون ويصبح موقوف النشاط او قد يقلل هذا التغير من انتاج الجين او قد يزيد هذا التغير من مقدرة الجين في انتاج نشاط معين.
  • تقسم الطفرات الى:
    1 Small Scale mutation-: كالطفرات التي تحدث في واحد او اكثر من النيوكليوتيدات ، وتشمل
    أ- الطفرات النقطيهmutation point
    ب: طفرات الازاحه frame shift mutation
    2- large scale mutation وتشمل الطفرات الكروموسوميه
  • ويمكن تقسيم الطفرات على اساس تاثيراتها المظهريه الى:
    1- الطفرات المميته lethal mutation وهي التي تسبب موت الكائن الحي في اي مرحله من مراحل نموه
    2- الطفرات الشكليه : وهي الطفرات التي تؤدي الى تغير في اللون او الشكل او الحجم
    3- الطفرات الفسيولوجيه: تؤدي الى تغيرات في الوظيفه كالتغيرات في معدل نمو الفرد او في مقدرته على مقاومة ظروف بيئيه كالحراره والمنبهات الكيمياويه وغيرها
    4- الطفرات الكيمياويه: تؤثر على قابلية الكائن الحي على انتاج ماده ايضيه مثل نيوكليوتيده اوسكر او حامض اميني
    5- الطفرات الشرطيه:
    التي يظهر تاثيرها على الكائن في حالة وضع الكائن تحت ظروف نمو معينه كالطفرات الشرطيه الحساسه للحراره التي تؤثر على نمو الكائن في درجة حراره معينه وليس غيرها
    كما يمكن تقسيم الطفرات على اساس سبب حدوثها :
  • 1- الطفرات التلقائيه :وتسمى ايضا بالطفرات الذاتيه ، وهي التي تحدث عند عدم تعرض الكائن لماده مطفره معروفه وقد يكون سبب حدوثها :-
    أ‌- تعرض الكائن الحي للاشعاعات الموجوده في الطبيعه
    ب‌- تفاعلات بايوكيمياويه تجري داخل الخليه
    ج- حصول تبدلات طبيعيه في درجات الحراره

هل الطفرة الجينية تتكرر

  • في العام 1984، وُلدت «نيللي شاهين» بأعراض مرضية ظهرت على بشرتها في صورة تشققات غريبة على الجلد. وفي مستشفى أمير المؤمنين في زابل – إيران، وضعت سيدة تبلغ من العمر 31 عامًا طفلة في وقت مبكر من ولادتها، تزن 2.1 كجم، ويبلغ محيط رأسها 44 سم، وطولها 29 سم. هذه الطفلة كانت الطفلة الثالثة للعائلة، وبالرغم من أن شقيقيها الآخرين يتمتعان بصحة جيدة إلا أن الطفلة ظهرت عليها علامات غريبة مثل الجلد السميك وتشققات عميقة، وزيادة تشكل الكيراتين العام، وعينين وأذنين غير كاملتي النمو، انقلاب في شفة الفم، وبطء في نبضات القلب والتنفس.
  • في كلتا الحالتين؛ هؤلاء الأطفال وغيرهم ممن يولدوا بأشكالٍ غير مألوفة؛ يُطلق عليهم الناس «الأطفال المعجزة»؛ لكن إذا ما دققنا في الأمر من جانب طبّي بحت؛ سنجد أن الأمر أبعد عن أن يكون معجزة على الإطلاق.
  • نستعرض اليوم بعضًا من الحالات الطبية النادرة التي تُوضح ما تفعله الطفرات الجينية في الأجنة والمواليد.
  • متلازمة حورية البحر:
    Sirenomelia أو «متلازمة حورية البحر – Mermaid syndrome» هي مجموعة من المشاكل الطبية التي تحدث في الأطفال الرضّع أثناء التخليق في الرحم؛ نتيجة لتشوهات في الهيكل العظمي والعمود الفقري؛ والتي تؤدي إلى التحام الساقين والقدمين تمامًا وتبدو في النهاية وكأنها ذيل حورية بحر.
  • سبب حدوث تلك التشوهات:
    هذه المشاكل هي اضطرابات وراثية مميتة تحدث في الجزء السفلي من الجسم، وترتبط بالعديد من العيوب الخلقية الأخرى؛ مثل الوضع الشاذ في الكلى والأعضاء التناسلية والأمعاء.
    بجانب أنه اضطراب وراثي إلا أنه حتى الآن لا يزال السبب الرئيسي مجهولاً، وتفسّره عدد من الدراسات الطبية القليلة أنه يحدث نتيجة خلل في إمدادات الأوعية الدموية من الشريان الأورطي أسفل رحم الأم.
    كما أن هناك مسببات أخرى لحدوث هذا الاضطراب مثل عوامل بيئية مختلفة، وخلل جيني تفسره بعض النظريات الطبية أنه خلل يحدث في نظام الدورة الدموية في الجسم داخل الجنين في فترة مبكرة، والذي يتسبب في انصهار -التحام- الساقين والقدمين. وأكثر الأمهات عرضة لهذه الاضطرابات هن اللواتي يعانين من مرض السكري.
  • المعالم المميزة التي تصاحب هذه الاضطرابات:
    بخلاف شكل القدم والسيقان المتلاحمة، يُصاحب الأطفال الرضّع المصابين بهذه الاضطرابات اختلافات في ملامح الوجه؛ مثل عيون شبيهة بعيون البرمائيات وأذن مرنة. بالإضافة لذلك، يعاني المواليد من أمراض كثيرة مثل أمراض الجهاز الهضمي، والجهاز البولي المتمثلة في عدم تخلّق الكلى بشكلٍ كامل ونقص في مجرى البول والمثانة، أيضًا هناك أمراض في الجهاز التناسلي بشكلٍ سيئ ومنظم، بجانب انسداد الشرج.
    نتيجة لجميع تلك الأعراض والتشوهات يعيش المواليد حياة قصيرة للغاية، إذ يتوفى الطفل بعد الولادة بمدة زمنية لا تدوم لأكثر من 24 ساعة.
    التصقلب أو التحام العينين
  • طفرات جينية نادرة التحام العينينالتحام العينين

أو ما يُعرف بـ «Synophthalmia أو Cyclopia» وهي حالة طبية نادرة تحدث في الأطفال الرضّع أثناء التخليق في الرحم، تُظهر تشوهًا كبيرًا في ملامح الوجه، مُتمثلة في انعدام العينين، ووجود عين واحدة فقط للرضيع تقع في منتصف جبهته عند جذر أو بداية الأنف.

أما الأنف في هذه الحالة إما أن يُفقد تمامًا، أو يظهر في شكل طرف أنبوبي صغير أو خرطومي بطول الإصبع للشخص البالغ يقع فوق العين مباشرة. تأتي التسمية من الأساطير الإغريقية نسبة لـسايكلوب وهم كائنات جبارة عملاقة أحادية العين.

  • سبب حدوث تلك التشوهات:

يحدث هذا التشوه نتيجة عيب خلقي مُتمثّل في اندماج مُقدم الدماغ، وفشل الدماغ الأمامي الجنيني في تقسيم المحجرين في الدماغ إلى تجويفين.

  • انعدام الدماغ
تشوهات جينية نادرية انعدام الدماغ

Anencephaly أو مايعرف بـ «انعدام الدماغ»، وهو اضطراب وعيب خُلقي خطير يحدث في الجهاز العصبي المركزي في الدماغ حيث يتلف الجزء العلوي من الدماغ وفروة الرأس ويتقلص جزئا المخ والمخيخ أو ينعدمان تمامًا، أما الجزء الخلفي للدماغ المعروف باسم «Hindbrain» فيظل موجودًا.

  • سبب حدوث تلك التشوهات:

سببه حدوثه هو فشل الأنبوب العصبي (NTD) في الانغلاق في الأسبوع الثالث أو الرابع من حمل الأم؛ مما يؤدي إلى فقدان الجنين، أو ولادة جنين ميت، أو وفاة الأطفال حديثي الولادة بعد الولادة.

بعض الحالات قد يكون سبب اضطراب انعدام الدماغ ناتجًا عن شذوذ في الكروموسومات، أو أنها قد تكون جزءًا من عملية أكثر تعقيدًا تتعلق بخلل في جين معين، أو اضطراب في «الكيس الأمينوسي – amniotic membrane» الذي يحيط بالجنين. أيضًا من ضمن مسببات هذه التشوهات هي عوامل بيئية تؤثر على عمل الجينات في الأجنة، متمثلة في وجود موانع أو مضادات لحمض الفوليك «antimetabolites Folate» أو فيتامين B.

أيضًا ضمن المسببات لهذا التشوه؛ هو إصابة الأم بمرض السكري، أو البدانة، والسموم الفطرية في وجبة الذرة الملوثة، والزرنيخ، وارتفاع درجة الحرارة والضغط أثناء تخليق الجنين.

  • السماك الصفاحي

أو ما يسمى بـ Lamellar Ichthyosis، وهو اضطراب وتشوه كبير يؤثر بصورة رئيسية في الجلد في الأجنة أثناء التخليق في الرحم.

  • سبب حدوث تلك التشوهات:

يوجد في الخلية جينٌ يسمى «TGM1» يعمل على تكون إنزيم الـ «1transglutaminase» في البشرة، والذي يساهم في تشكيل غلاف الخلية المتقرنة؛ وهي عبارة عن هيكل يحيط خلايا الجلد، ويساعد على تشكيل حاجز وقائي بين الجسم وبيئته.

هذا الجين -TGM1- يتعرض للعديد من الطفرات تؤدي إلى انخفاض حاد في انتاج الإنزيم أو عدم إنتاجه كليًا، والذي يحول دون تشكيل غلاف الخلية المقترن، والتي بدورها تعمل على تدمير خلايا الطبقة الخارجية للجلد (البشرة).

تعتبر هذه الطفرات في الجين -TGM1- مسؤولة عن ما يقرب من 90% من حالات المرض.

  • المعالم المميزة التي تصاحب هذه الاضطرابات:

الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة عادة ما يولدون بغشاء مشدود يغطي بشرتهم بالكامل يسمى «غشاء الكولوديون – collodion membrane». هذا الغشاء عادة ما يجف ويتساقط أو يُقشّر خلال الأسابيع القليلة الأولى من الولادة، ويصبح لدى الأطفال ما يشبه قشورًا جلدية. أما الجفون والشفاه فتنقلب للخارج، وتظهر القشور على جسد الطفل وتغطيه بالكامل بما يشبه قشور السمك.

يعاني الأطفال المصابون بهذا التشوه من العديد من الأعراض المرضية الأخرى؛ مثل خسائر كبيرة في سوائل الجلد الذي يتسبب لهم بالجفاف، ومشاكل في الجهاز التنفسي. كما يعانون أيضًا من أعراض تظهر عليهم بوضوح مثل؛ تساقط الشعر بغزارة أو الصلع، نمو الأظافر بشكلٍ غير طبيعي أو ضمورها في الجلد، انخفاض القدرة على التعرق حيث لا يوجد مسام، زيادة الحساسية للحرارة، سماكة الجلد على راحتي اليدين وأخمص القدمين «تقرن الجلد»، احمرار الجلد، وتشوهات أخرى مثل التقلصات.

يموت الأطفال الرضّع الذين يولدون بتلك التشوهات في فترة ما بين 10 – 14 أسبوعًا بعد الولادة.

  • الوليد المهرج
الوليد المهرج تشوهات جينية

أو Harlequin، وهو اضطراب وراثي شديد يحدث في جين البروتين في الجلد، ويؤثر بصورة مباشرة على جلد الرضيع، إذ يتسبب في ظهور طبقة كرياتين سميكة تغطي معظم جسده. هذا الاضطراب مشابه للحالة السابقة Lamellar Ichthyosis حيث يستهدف طبقة الجلد للطفل.

  • سبب حدوث تلك التشوهات:

يوجد في الخلية جين يدعى «ABCA12» مسؤول عن تخليق بروتين ABCA12، والذي يعمل على التطور الطبيعي لخلايا الجلد، ويلعب دورًا رئيسيًا في نقل الدهون في الطبقة الخارجية من الجلد (البشرة). تحدث بعض الطفرات في الجين ABCA12 والتي تمنع الخلية من تكوين البروتين ABCA12.

هناك طفرات أخرى تؤدي إلى إنتاج كميات صغيرة جدًا وغير طبيعية من البروتين، والذي لا يمكنه نقل الدهون بشكلٍ صحيح. يعمل فقدان البروتين ABCA12 على الإخلال بوظيفته حيث يعطل التطور الطبيعي للبشرة، مؤديًا في نهاية المر إلى تصلّب الجلد وسماكته.

  • المعالم المميزة التي تصاحب هذه الاضطرابات:

يمتلك الرضيع جلدًا سميكًا مصحوبًا بتشققات عميقة. هذه التشققات تفصل الجلد إلى قطع متعددة تتخذ أشكالاً مربعة أو مثلثة، وتؤثر بقسوة على شكل العيون والأنف والفم والأذنين، والحد من حركة الذراعين والساقين، وتقييد حركة الصدر الذي يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في التنفس، وفشل نهائي في الجهاز التنفسي.

  • الشيخوخة المبكرة

الشيخوخة المبكرة، في الأعلى خلية سليمة، وفي الأسفل خلية مشوهة

Progeria or Hutchinson-Gilford Progeria هي حالة وراثية نادرة لكنها معروفة، ويُطلق عليها اسم «الشيخوخة المبكرة»؛ حيث تحدث في الأطفال، ويظهر على الطفل ملامح الشيخوخة السريعة في مرحلة طفولته.

يبدو الأطفال المصابون بهذه الحالة في حالة طبيعية عند الولادة وفي مرحلة الطفولة المبكرة؛ لكن بعد ذلك يبدأ نموهم بشكلٍ أبطأ بكثير من الأطفال الآخرين، ولا يحدث تغير في معدل زيادة الوزن مع النمو ويعرف ذلك بـ «فشل النمو».

  • سبب حدوث تلك التشوهات:

يوجد في الخلية جين يُدعى «LMNA» مسؤول عن إنتاج بروتين lamin A الذي يلعب دورًا هامًا في تحديد شكل النواة داخل الخلايا، وداعم مُكوّن للتراكيب الأساسية للغلاف النووي في الخلية، وهو الغشاء الذي يحيط بالنواة. تتسبب الطفرات التي تحدث في الجين LMNA في إنتاج نسخة غير طبيعية للبروتين lamin A، والذي يعمل على إحداث تغيرات وأضرار غير مستقرة في الغلاف النووي، وتدريجيًا تحدث هذه الأضرار تدريجيًا في النواة. يؤدي ذلك إلى تعريض الخلايا للوفاة قبل أوانها.

  • المعالم المميزة التي تصاحب هذه الاضطرابات:

أبرز المعالم تظهر في ملامح الوجه المتمثلة في العيون البارزة، وأنف صغير يتخذ شكل منقار، شفاه رقيقة، ذقن صغيرة، وآذان كبيرة بارزة. يتسبب هذا الاضطراب أيضًا في فقدان الشعر (الصلع)، البشرة المتجعدة، تشوهات وفقدان الدهون تحت الجلد.

ما يجعل هذا الاضطراب هينًّا نوعًا ما هو أنه لا يؤثر على النمو العقلي أو تطوير المهارات الحركية للطفل؛ مثل الجلوس والوقوف، والمشي.

  • انعدام/انقسام الأصابع

Ectrodactyly or Split hand/Split foot أو ما يُعرف بـ «انعدام/ انقسام الأصابع»: هي حالة طبية نادرة وعيب خلقي في الأجنة يتسبب في ولادة أطفال مصابين بتشوهات في أصابع القدمين واليدين.

  • سبب حدوث تلك التشوهات:

يمكن أن يتسبب عدد كبير من الطفرات الجينية في انعدام الأصابع؛ مثل طفرات في الكروموسوم 7، وتلك الطفرات تؤدي إلى متلازمة تعرف باسم «الجينات المتجاورة» التي تضم عددًا من الأعراض مثل ضعف النمو، صغر الرأس، والمظهر القحفي، الفتق، فقدان السمع، والتخلف العقلي.

  • المعالم المميزة التي تصاحب هذه الاضطرابات:

يتميز المصابون بهذه الحالة بأعراض تشوه واضحة في أصابع القدمين واليدين؛ حيث يُفقد الإصبع الوسطى، وتلتحم الأصابع البقية حيث يكون كل إصبعين معًا، بينهما مسافة واضحة. ومن غير المحتمل أن يؤثر هذا التشوه على الصحة العامة للطفل؛ لكنه يبقى عيبًا وتشوهًا خلقيًا أحدثته الطفرات الجينية.

  • استسقاء الدماغ

Hydrocephalus أو ما يعرف بـ «استسقاء الدماغ»؛ وهو حالة مرضية تحدث عندما يتراكم السائل في الجمجمة، ويتسبب في انتفاخ الدماغ.

يمكن أن يتسبب هذا الاستسقاء بتلف في الدماغ نتيجة لتراكم السوائل فيه؛ بالتالي يؤدي إلى ضعف النمو والإدراك المادي والفكري، لذا يتطلب علاجًا وتدخلاً سريعًا لمنع حدوث مضاعفات خطيرة. يحدث الاستسقاء بشكلٍ رئيسي في الأطفال، والبالغين أيضًا ممن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، ويُقدر المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (NINDS) أن 1-2 من كل 1000 طفل يولدون مع استسقاء الدماغ.

  • سبب حدوث تلك التشوهات:
تشوهات جينية الشيخوخة المبكرة

يتدفق السائل النخاعي (CSF) عبر الدماغ والحبل الشوكي في الظروف العادية. وفي ظروف معينة تزيد كمية السائل النخاعي في الدماغ مُسببة انتفاخ الرأس. هذه الظروف التي تتسبب في زيادة كمية السائل الدماغي كالآتي:

  • انسداد يعمل على منع السائل النخاعي من التدفق بشكل طبيعي.
  • انخفاض في قدرة الأوعية الدموية على استيعاب تلك الكمية.
  • إنتاج الدماغ لكميات كبيرة من السائل.

تعمل كمية السائل الكبيرة على وضع الدماغ تحت الكثير من الضغط الذي يتسبب في تورمه؛ مؤدية في نهاية الأمر إلى إتلاف نسيج الدماغ. في بعض الأحيان يولد الأطفال مصابين باستسقاء الدماغ؛ نتيجة للأسباب التالية:

  • عيب خلقي في العمود الفقري.
  • طفرات وراثية.
  • بعض الإصابات التي تحدث أثناء حمل الأم؛ مثل الحصبة الألمانية.

يمكن أيضًا أن تحدث هذه الحالة في الأطفال الرضع، أو الأطفال الصغار والأطفال الأكبر سنًا نتيجة للأسباب التالية:

  • التهابات الجهاز العصبي المركزي؛ مثل التهاب السحايا، وخاصة في الأطفال الصغار.
  • نزيف في الدماغ أثناء أو بعد فترة قصيرة من الولادة؛ خاصة في الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم.
  • الإصابات التي تحدث قبل، أو أثناء، أو بعد الولادة.
  • صدمات الرأس العنيفة.
  • أورام الجهاز العصبي المركزي.
  • أخيرًا، هناك الكثير من الحالات الطبية النادرة الأخرى التي تتسبب بها الطفرات الجينية نتيجة لعوامل مختلفة بيئية أو وراثية، والتي تُظهر لنا مدى دقة وصعوبة عمل الوظائف في الجسد، إذ لا مجال لخطأ واحد في أيّ من عناصره.

الطفرة الجينية والحمل

حامل بس بعاني من الطفرة الجينية مثفر mthfr.. خايفة قوي إن لا قدر الله الحمل مايكملش أو يكون في خطر على البيبي.. أرجوك تطمني يا دكتور”
الطفرة الجينية مثفر mthfr دي خلل شائع جداً لدرجة إنه ممكن يبقى عندنا ومانبقاش عارفين.. وإنه ممكن 1 من كل 4 أفراد ممكن يكون مصاب به.. لكن خطره بيظهر لما بيحصل حمل.

مثفر ده جين بيساعد الجسم على امتصاص حمض الفوليك اللي مسئول بشكل تام عن تكوين الأعصاب والمناعة والأوعية الدموية.. لما الجين ده بيحصل له خلل بتقل قدرة الجسم على امتصاص الفوليك أسيد وبالتالي ده بيأثر على الأم والجنين وقت الحمل زي الإجهاض المتكرر بسبب ارتفاع تخثر الدم، أو وجود عيوب خلقية في بعض الأحيان.

  • هل ممكن يصيب البيبي؟
    طبعاً لو الأم أو الأب أو الاثنين عندهم طفرة مثفر.. بتزيد احتمالية إصابة الطفل بيها.. لأن الطفرات الجينية موروثة.
    خطره على استمرار الحمل.. وعلى البيبي:
    مع وجود طفرة مثفر بتبقى المتابعة الدقيقة ومراقبة نظام الأكل هي الحل.. لضمان عدم حدوث إجهاض بنوصف حقن لزيادة سيولة الدم، وأدوية مكملة ومتابعة دقيقة لمعدل نمو الجنين.

أمثلة على الطفرات المفيدة والضاره

  • أمثلة على الطفرات المفيدة:-
    سلالة الأغنام انكون؛ وهي أغنام ذات أرجلٍ قصيرة يصعب عليها تسلق الجدران في الحظيرة.
    استحداث طفرات تحسن بعض الأشجار.
    استحداث طفرات للتنويع في أشكال وألوان الورود والأزهار أبوليبوبروتين أي ميلانو Apolipoprotein AI-Milano وتختصر بـ Apo-AIM ، وهي طفرةٌ تصيب الإنسان، تزيل الكولسترول من الجسم بشكل أساسي، وتزيل كل الترسبات الموجودة في الشرايين، وتعمل كمضادٍ للأكسدة، وهو ما يفيد الإنسان كثيراً، وبالتالي فإن هذه الطفرة تزيدة العمر الافتراضي للإنسان؛ لأنها تقلل نسبة إصابته بالتجلطات في الشرايين، وتقلل كثيراً نسبة الإصابة بالنوبات القلبية.
    طفرة زيادة كثافة العظام Increased bone density؛ وهي طفرةٌ تصيب الإنسان وتزيد كثافة العظام بشكلٍ ملحوظٍ، وبالتالي تقلل كثيراً نسبة الإصابة بمرض هشاشة العظام، وتعطي الإنسان قوةً وتحملاً للأعمال الشاقة.
    طفرة مقاومة الملاريا Malaria resistanceهي طفرة تصيب بروتين الهيموغلوبين في الدم HbS ، وتغير شكل خلايا الدم الحمراء لتحولها إلى منجلية الشكل، وهذا يعمل على مقاومة جسم الإنسان لمرض الملاريا الذي يسببه البعوض.
    رؤية تيتراكروم tetrachrome vision هي طفرة تكسب مصابيها قدرة عالية على الرؤية؛ أي أنها تجعلهم قادرين على رؤية الكثير من الألوان التي لا يستطيع الإنسان العادي رؤيتها، وبإمكان المصاب الرؤية مثل الطيور والسلاحف، ومن المصابين بهذه الطفرة الرسامة المشهورة كونسيتا أنتيكو.
  • أمثلة على الطفرات الضارة:-
    1- متلازمة مارفان:
    وهي متلازمة تسبب مشاكل في الجهازين الحركي والدوري، وتصيب بشكلٍ رئيسيٍ الأنسجة الضامة
    2- طفرة عدم تكون القزحية في العين المعروفة بالأنيريديا:
    وهي طفرة ضارة تمنع الشخص من التحرك تحت أشعة الشمس، لأنها تحدث ضرراً كبيراً في الشبكية، وذلك لعدم وجود قزحية تقلل نسبة الأشعة الداخلة إلى العين.
    3- مرض الثلاسيميا:
    وهو مرض نقص الهيموغلوبين في الدم، وتعرف بأنيميا البحر الأبيض المتوسط.
    4- مرض الهيموفيليا:
    وهو نقص عوامل تجلط الدم عند الكائن الحي، مما قد يسبب الوفاة.
    5- بوروفيريا حادة متقطعة:
    وهي ‏ألمٌ يصيب البطن بشكلٍ حادٍ، وأحيانا يسبب مشاكل في الجهاز العصبي.
    6- ‏مرض تعدد الأكياس الحاد بالكلية:
    وهو مرض يسبب تكون الكثير من الأكياس داخل الكلى، لينتهي المطاف بالمصاب بالفشل الكلوي.
    7- البهاق: وهو مرض يصيب الكثير من الأشخاص، حيث تنعدم الصبغة في شعرهم وجلدهم وعينيهم.

الطفرات الكروموسومية العددية

عدد وشكل الكروموسومات ثابت في كل جنس بين الافراد الطبيعية لذلك الجنس ولكن قد يحدث احيانا بطريقة غير طبيعية اختلال في العدد او الشكل لاحد او مجموعة من الكروموسومات في الجنين لاسباب متنوعة منها التعرض للاصابة بالفيروسات قبل الحمل مباشرة او اثناء الحمل او التعرض للاشعاع من اي مصدر او التعرض لكيماويات او تناول ادوية خطرة على الجنين.

او وجود استعداد وراثي «جين مسؤول» للاختلال في الكروموسومات او تقدم سن الام لان الانثى تختلف عن الذكر في ان البويضات يبدأ تكوينها في المبيض وهي مازالت جنينا في الشهر الثالث من النمو وهي جنين في رحم الام ويستكمل تكوينها عند البلوغ وتجدد بعد ذلك كل اربعة اسابيع بينما تكون الحيوانات المنوية في الذكر عند البلوغ ويستكمل كل شهرين.

وبهذا تولد الانثى وبها مخزون من البويضات تستهلك طوال حياتها ويتعرض اثناء هذه الفترة الى العوامل البيئية المختلفة التي تتعرض لها الام ويزيد ذلك من احتمال اختلال انفصال الكروموسومات عند الانقسام الاخير للخلية ويزداد هذا الاحتمال مع تقدم سن الام.

اما تقدم سن الاب فان الاحتمال الاكثر حدوثا هو حدوث طفرات في الحمض النووي «DNA» نتيجة كثرة الانقسامات في الكروموسومات وتؤدي هذه الطفرات الى اختلال في الجينات الوراثية.

طفرة جينية بالانجليزي

Genetic mutation

السابق
ما هي اسباب الطلاق
التالي
فوائد الخل للبشرة

اترك تعليقاً