اعشاب

كيف تصنع الأدوية من الأعشاب والنباتات الطبية؟

كيف تصنع الأدوية من الأعشاب والنباتات الطبية؟

لصنع الأدوية من الأعشاب والنباتات الطبية طرق متعددة بعضها سهل بسيط يمكن عمله في المنزل، والبعض الآخر صعب ومعقد يحتاج صنعه إلى معلومات صيدلية وأدوات خاصة. وسنبين فيما يلي مختلف هذه الطرق تاركين للقارئ اختيار ما يروقه منها، مع العلم بأننا سنبين في الأبحاث المقبلة كيفية صنع الدواء من كل عشبة أو نبتة عند التحدث عنها، وهي الطرق السهلة البسيطة التي يمكن اللجوء إليها في كل منزل ودون خبرة سابقة.

 

1 – عصير الأعشاب والنباتات الطبية:

ولتحضيره تجمع الأعشاب والنباتات المراد استخلاص العصير منها على أن تكون كلها طبعا طازجة وغير جافة وتفرم في (مفرمة اللحم) أو تدق في جرن حجري (جرن الكبة) وهذا أفضل، ثم يصفى منها العصير بوضعها مفرومة أو مدقوقة في قطعة من الشاش، ثم تعصر باليد أو بواسطة المكابس الخاصة، على أن يحفظ عصيرها في أوان زجاجية أو فخارية تغطي فتحتها بغطاء محكم السد لا ينفذ منه الهواء. والعصير في مثل هذه الأواني يمكن حفظه في البراد لمدة أسبوع كامل دون ان يصاب بفساد أو يفقد خواصه. ويلاحظ ان عصير النبتة يختلف عن عقارها المجفف. . لان الكثير من المواد العلاجية تتكون في النبتة أثناء جفافها، فيختلف بذلك تركيبها الكيماوي عن مثله في العصير المستخرج منها وهي طازجة غضة.

2 – شراب الأعشاب والنباتات الطبية:

يصنع من طبخ العصير المستخرج كما أسلفنا أعلاه مع السكر، أو العسل، وهذا أفضل. ويمكن ان يبالغ في غلي الشراب هذا إلى أن يتماسك قوامه فيقطع إلى قطع صغيرة تجف وتتصلب بعد أن تبرد ويتكون منها ما يسمى بالملبس.

3 – عسل الأعشاب والنباتات الطبية:

يحضر بغلي العصير بضعف كميته من عسل النحل لبضع دقائق، يرفع في أثنائها الزبد المكون فوقه، ويوعى بعد ذلك في الزجاجات. وهذه الطريقة في استعمال الأعشاب والنباتات الطبية يستحب استعمالها في معالجة الأمراض الصدرية، أي أمراض الرئة على اختلاف أنواعها ولمدة بضعة أسابيع.

4 – صبغة الأعشاب والنباتات الطبية:

الصبغة في التعبير الطبي تعنى دائما الدواء محلولا في كحول نقي أو مشروب روحي لا تقل نسبة الكحول فيه عن 40 – 20 %. والصبغة يمكن تحضيرها من الأعشاب والنباتات الطبية الغضة، ومن المجففة منها أيضا على السواء. ولتحضيرها توضع الكمية المحددة من الأعشاب والنباتات الغضة بعد تقطيعها إلى قطع صغيرة في زجاجة، وتضاف إليها الكمية المناسبة من الكحول، ثم تسد الزجاجة سدا محكما وتترك في مكان لا تقل حرارته عن (15 – 20) درجة مئوية لمدة ثلاثة أسابيع، على أن تخض الزجاجة في أثنائها مرارا عديدة. وبعد ذلك تصفى محتويات الزجاجة بقطعة من الشاش وتعصر جيدا لاستخراج السائل كله منها، وبذلك تنتهي عملية تحضير الصبغة المطلوبة. وتحتفظ الصبغات بمفعولها لمدة بضع سنوات. ولكن يستحسن تجديدها في كل سنة. وتستعمل الصبغات بقطرات تقطر على كمية قليلة من الماء أو على قطعة صغيرة من السكر.

5- زيوت الأعشاب والنباتات الطبية:

وتصنع بنفس الطريقة التي تصنع بها الصبغات، بالاستعاضة عن الكحول بزيت نقي، من زيت الزيتون أو سواه، وبإطالة مدة نقع الأعشاب والنباتات الطبية فيه إلى (4) أسابيع. يوضع المنقوع منها أثناء النهار في الشمس، ثم يصفى بعد ذلك كالصبغات.وهذه الزيوت يمكن الاحتفاظ بها لمدة أقصاها سنة واحدة فقط، يفسد بعدها الزيت بتكون مواد مخرشة فيه – (بتحنن) .

6 – مرهم الأعشاب والنباتات الطبية:

ويعمل بغلي العصير في كمية من (اللانولين) دهن الصوف، أو شحم الخنزير، أو زبدة الحليب غير المملحة – لطرد أكبر كمية ممكنة من الماء فيه.

7 – مسحوق الأعشاب والنباتات الطبية:

ويعمل من دق الأعشاب والنباتات الطبية الجافة في أجران من الفخار أو الحجر إلى أن تنعم تماما.ويستعمل المسحوق عادة ضمن البرشام أو بمزجه مع كمية من العسل أو الحليب أو عصير الفواكه أو مع جرعة من الماء.

8 – شاي الأعشاب والنباتات الطبية:

ويعمل من الأعشاب أو النباتات المجففة بثلاث طرق مختلفة:

أ – طريقة النقع: وفيها يوضع العقار الجاف في كمية من الماء البارد لمدة (5 – 7) ساعات ثم يصفى منها الماء بعد أن يكون قد حل من العقار مواده المطلوبة. وهذه الطريقة تناسب العقاقير الصلبة كالجذور – (جذر عرق السوس مثلا) وغيرها.

ب – طريقة المستحلب: وفيها يوضع العقار في إناء فخاري – غير معدني – وتضاف إليه الكمية اللازمة من الماء بدرجة الغليان، ثم يغطى الاناء ويترك ليصفى بعد (10 – 15) دقيقة.وهي تناسب الزهور والأوراق الغنية بالزيوت العطرية والتي تتبخر زيوتها إذا غليت في الماء.

ج – طريقة الغلي: وتستعمل عادة القشور -لحاء – والجذور. وفيها يوضع العقار في الماء البارد بالنسب والكميات المطلوبة، ثم يسخن إلى درجة الغليان ويستمر في غليه مدة طويلة أو قصيرة حسبما يتطلبه العقار. وبعد انتهاء الغلي يترك المغلى مدة (10) دقائق ليصفى بعدها كما سبق وصفه.

وطريقة الغلي هذه تستخرج من العقار المغلى الأملاح المعدنية والمواد القابضة (الدابغة) وهذه لا تنحل إلا بالماء الغالي وببطء أيضا. والشاي بأنواعه الثلاثة السالفة الذكر قد يستعمل ساخنا أو باردا وعلى دفعات قليلة وكميات كبيرة أو بجرعات صغيرة متعددة، وسنبين ذلك في الأبحاث المقبلة بالتفصيل.

9 – حمامات الأعشاب والنباتات الطبية: وتعمل بإضافة مغلى أو مستحلب أو منقوع من الأعشاب والنباتات الطبية إلى ماء الحمام. وهذه الطريقة تستعمل عادة في معالجة حالات الضعف العام والتهيج العصبي، ومرض لين العظام، والأمراض الجلدية، وكذلك كحمامات معرقة في مرض الروماتيزم المزمن. وقد تستعمل كحمامات مقعدية. وفيها يجلس المريض في إناء يغمره فيه ماء حار بدرجة (37) مئوية حتى منتصف البطن وتلف حول المريض ومغطسه بطانية تمنع تسرب البخار، ثم يزداد ماء المغطس تدريجيا بماء أشد حرارة حتى تصل حرارة الماء فيه إلى 42 – 45 مئوية. وبعد ذلك بعشر دقائق إلى نصف ساعة على الأكثر، يبدأ عرق المريض بالتصبب جاذبا معه من داخل الجسم أملاحا ومواد ضارة أخرى. ثم يخرج المريض من الحمام ويتمدد فوق منشفة ويلف نفسه بالبطانيات الجافة الدافئة ليستمر افراز العرق منه لمدة نصف ساعة أو أكثر. وقد تعمل بدلاً عن الحمامات المقعدية المذكورة حمامات للقدمين أو أحد الأطراف العليا مثلا، مما سيأتي وصفه في الأبحاث التالية.

10 – غسول بمستحلب أو مغلى الأعشاب والنباتات الطبية: وفيه يكون المستحلب أو المغلى بدرجة حرارة الجسم ويستعمل في أمراض المهبل والافرازات المهبلية عند النساء، أو كحقن شرجية لإبادة الديدان المعوية أو تسكين آلام الكلى أو غيرها. وفي هذه الحالات أيضا يجب تصفية المغلى أو المستحلب قبل استعماله وأن لا يتجاوز مقدار ما يحقن منه النصف الليتر فقط.

11 – التبخير بالأعشاب والنباتات الطبية:

ويعمل بالبخار المتصاعد من الأزهار أو الأوراق في معالجة آلام الاذن والزكام وأمراض الحلق واللوزتين وبحة الصوت من التهاب الحنجرة، وللوجه عند إصابة أجفانه بانسداد غدده الدهنية والتهابها – (شحاد) – وتبخير مقعدي لمعالجة البواسير وانحباس البول وأمراض أعضاء الحوض الأسفل عند النساء. وتعمل الحمامات البخارية المقعدية بأن يجلس المريض القرفصاء فوق الاناء المتصاعد منه البخار ويلف مع الاناء ببطانية أو ما شابهها مما يمنع انتشار البخار إلى الخارج منها. ويمكن عملها أيضا بطريقة أخرى وهي أن يوضع العقار فوق (قرميد ساخن) أو ما شابه ذلك ويرش فوقه الماء أو الكحول بحيث يتصاعد البخار بعد ذلك من العقار.

12 – استعمال الأعشاب والنباتات الطبية بطريقة التبخير:

وفيه يحرق العقار كالبخور داخل الغرفة حيث ينتشر دخانه ويستنشقه المريض. ويمكن في بعض العقاقير – الطيارة – كالنعناع مثلا، وضعها لمعالجة الزكام ليلا فوق المدفأة فينتشر منها زيتها العطري الطيار (منقول) في هواء الغرفة ويتنشقه المريض مع الهواء.

13 – لفافات الأعشاب والنباتات الطبية الغضة:

تعمل مثلا بأوراق آذان الجدي أو لسان الحمل السناني وحشيشة السعال. ولعملها تفرد الأوراق الطازجة فوق منضدة من الخشب، وتهرس قليلا بلف زجاجة كبيرة فوقها إلى الامام وإلى الوراء، أو (بالشوبك) الخشبي المستعمل في المطبخ لفتح العجين. وبعد ذلك تفرد فوق سرير المريض بطانية من الصوف وفوقها غطاء – شرشف – من الكتان وتفرد الأوراق المهروسة فوقها ويمدد في وسطها عضو المريض أو جسم المريض كله. ثم يلف الغطاء الكتاني والبطانية معا حول العضو أو الجسم، ويبقى على ذلك مدة ساعتين إذا لم يشعر المريض بأي انزعاج. وإلا نزعت اللفافة حالا، عندما يشعر المريض بانزعاج. واللفافات الجزئية التي تقصر على عضو واحد من أعضاء المريض فقط يستطيع المريض ان يتحملها طيلة الليل دون أي انزعاج، وهي تعمل لمعالجة الروماتزم والسعال والنزلات الشعبية والتهاب الدوالي – الأوردة المتمددة – في الساقين.

14 – أكياس الأعشاب والنباتات الطبية:

وتعمل بوضع كمية من الأزهار في كيس صغير، يربط أو يخاط ويغطس لبرهة وجيزة في ماء بدرجة الغليان، ثم يرفع ويعصر قليلا بين لوحتين من الخشب ويوضع ساخنا فوق موضع الألم (آلام المعدة وحصاة المرارة) . ..الخ، أو ان الكيس المملوء بالأزهار يسخن فوق موقد حار، عوضا عن تغطيسه بالماء الساخن، ويستعمل جافا كما أسلفنا. (مثلا كيس أزهار البابونج لمعالجة آلام الاذن أو كيس حبوب الكراوياء لمعالجة آلام الأسنان) .

15 – التكميد بالأعشاب والنباتات الطبية:

ويعمل بتغطيس منشفة أو قطعة من القماش مماثلة لها في مستحلب العشبة أو النبات الساخن، إلى أن تتشرب المحلول وتتشبع منه، ثم ترفع وتلف حول الجزء المراد معالجته ومن فوقها قطعة من نسيج صوفي تغطيها تماما (مكمدات – كنباث الحقول حول الجذع لمعالجة التهاب الكلى وفي أمراض الطفح الجلدي، ومكمدات الصعتر في مرض الحصبة للاسراع بظهور طفحها وتخفيف درجة الحمى) .

16 – التلبيخ البارد أو الساخن بالبذور والأعشاب الهلامية:

(المادة الهلامية تعنى المادة التي يكون قوامها متماسكا لزجا كزلال البيض النئ) كالحلبة والختمي المخزني وبذر الكتان. ولعملها باردة يوضع العقار لمدة نصف ساعة أو بضع ساعات – وفقا لما يتطلبه كل نوع منها – في الماء البارد، ثم يفرغ عنه الماء ويفرد العقار المنتفخ من تأثير النقع بالماء فوق شاش رفيع ويوضع باردا فوق الموضع المراد معالجته. وأما اللبخ الساخنة منه فتحضر بوضع العقار بعد رفعه من الماء البارد فوق منخل رفيع ووضع المنخل فوق إناء يغلى فيه الماء. فالبخار المنتشر منه يفتح خلايا العقار وتظهر منها المادة الهلامية، فيفرد العقار عندئذ فوق شاشة كما أسلفنا ويستعمل ساخنا.

17 – الجَلْد بالأعشاب والنباتات الطبية:

وتستعمل فيه الأعشاب المهيجة للجلد، كالقراص مثلا، حيث يجلد الجسم في اجزائه المختلفة بأغصان غضة منه لمعالجة الروماتيزم.

18 – وضع الأعشاب والنباتات الطبية داخل الحذاء:

وفيه تستعمل الأعشاب العطرية غالبا كالصعتر والنعناع والمرزنجوش ومسحوق بذور الحلبة لمعالجة الزكام وبرودة الاقدام، وعروق الصباغين لمعالجة ضعف الشهية للطعام…الخ وذلك بوضع العقار داخل الحذاء مفرودا فوق دواسته (ضبان) .

19 – نشوق الأعشاب والنباتات الطبية:

ويعمل من الأوراق أو الأثمار أو الجذور الجافة تماما بسحقها في الهاون إلى أن تنعم تماما…كمسحوق أوراق الصعتر مع جذور البنفسج لمعالجة التهاب الجيوب في الانف. وقبل ان نختتم هذا البحث يجدر بنا ان ننوه بأن من الأفضل دائما ان تستعمل الأعشاب والنباتات الطبية من الداخل أيضا، عند استعمالها من الخارج، فعندما يعالج المريض مثلا باللفافات أو المكمدات أو اللبخ..الخ. من الخارج يستحسن ان يستعمل في الوقت عينه العقار نفسه من الداخل إذا كان مناسبا، وإلا فعقار آخر مناسب من الداخل – (شاي، مسحوق…الخ) وهذا أضمن للفائدة.

 

السابق
تجفيف الأعشاب والنباتات الطبية
التالي
الجرعه التى يتناولها الأنسان من الأعشاب الطبيه

اترك تعليقاً