الاسره والمجتمع

كيف تعالج مشكلة الخيانة الزوجية

الخيانة الزوجيّة

إنّ الخيانة الزوجيّة تعني أن يكون أحد الزوجين غير مخلص للعلاقة فيما بينهما، وهي توتّرها بشدّة بحيث تؤدّي إلى شعور أحد الطرفين بالدمار، والوحدة، والارتباك، وتحدث الخيانة الزوجيّة بسبب عدم رضا أحد الطرفين عن العلاقة أو بسبب تدنّي احترام الشخص لذاته ، كما أن تجنّب حل المشاكل الشخصيّة وإصابة الشخص بالكآبة قد تؤدي إلى الخيانة وإنهاء العلاقة.

خيانة الزوج لزوجته بالهاتف

بعض علامات خيانة الزوج بشكل عام قد تختلف عن علامات خيانة الزوج بالهاتف، ولكي تتأكدي من ذلك راقبي هذه التصرفات لدى زوجك:

  1. يزداد اهتماهه بحماية حساباته الشخصية عن غير عادة وتكتشفين أنه وضع كلمة مرور فجأة لهاتفه.
  2. يتفقد هاتفه كل دقيقة حتى لو كان مشغولاً بأمر آخر.
  3. يرفض فتح هاتفه أمامك كما كان يفعل سابقًا.
  4. يصبح كتومًا ولا يشاركك بتفاصيله الصغيرة كما كان يفعل سابقًا.
  5. يغير صورته على الواتساب أو على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف.
  6. يحمّل صورته بمفرده دائمًا ويتأنى كثيرًا في اختياره الصورة.
  7. يجري محادثات في وقت متأخر بحجة الأعمال العاجلة.

وان اكتشفت خيانة الزوج بالهاتف أو تأكدت شكوكك من خلال علامات الخيانة التي تظهر في لغة الجسد، اليك بعض النصائع للتعامل مع خيانة الزوج بالهاتف.

  1. واجهي زوجك بشجاعة وعبّري عن مشاعر الغضب التي تسيطر عليك ولا تكتمي شعورك أبدًا، فمن حقك أن تحزني ومن حقك أن تغضبي وأن تعبري عن غضبك.
  2. اصغي اليه حتى لمعرفة وجهة نظره والاسباب التي دفعته الى القيام بذلك ومن ثم ضعا معًا الحلول لمنع تكرار الخيانة.
  3. لا تتسرعي وتتفوهي بكلام قد تندمين عليه لاحقًا، بل تحلي بالصبر واجعليه يعترف بفعلته ويبدي ندمًا كبيرًا.
  4. ان قررت مسامحته والاستمرار بالعلاقة، فاقبلي الصفحة ولا تعودي اليها مطلقًا. إبدأي من جديد وحاولي احياء العلاقة وتجديدها.
  5. أشعري زوجك بأنك امرأة صلبة وصاحبة إرادة قوية! اهتمي بنفسك وتزيني واظهري أمامه بأبهى حالاتك.
  6. لا تخبري أحدًا وخصوصًا ان كان من أفراد العائلة بل حافظي على خصوصية منزلك ومهما حصل بينكما حافظي على صورة زوجك في عيون الآخرين.
  7. وأخيرًا من المهم أن تعلمي أن خيانة زوجك لا تعني دائمًا أنك السبب في ذلك أو انك لا تكفينه وليست بسبب زيادة وزنك او عدم إهتمامكِ بمظهرك، فالخيانة الزوجية لا مبرر لها على الاطلاق.

كيف تعالج مشكلة الخيانة الزوجية

يعتبر تحديد المشكلة أول خطوة في علاجها، وهذا ينطبق على مشكلة الخيانة الزوجية أيضاً، حيث يكون في البحث عن دوافع هذه الخيانة، ومعالجتها في مرحلة لاحقة إعادة استثمار للعلاقة، ويكون ذلك كما يأتي:

  • اعتراف الشريك بالمشكلة: يجب على الشخص الذي كان على علاقة خيانة أن يكون على استعداد للاعتراف بعلاقته وبالخيانة التي قام بها، كما يجب عليه أن يكون مستعدّاً للمساءلة حتى لو كانت المناقشة غير عادلة، بالإضافة إلى تقديم الوعود الصادقة بالالتزامات التي يجب أن يتقيّد بها بالمستقبل من عدم تكرار هذا الخطأ الفظيع مرّة أخرى.
  • طلب المشورة: يمكن لكلا الزوجين اللّجوء إلى مستشار أو معالج المشكلات الزوجيّة، أو أخذ دروس لتعلّم الزواج الناجح، كما يمكن أن يسأل كل منهما الآخر ما الذي يمكن فعله لإعادة بناء الاتصال فيما بينهما.
  • عدم السعي للانتقام: تؤدّي الخيانة الزوجيّة إلى شعور الشخص بالغضب، والتي تعمل على تحفيز الشعور بالانتقام من الشريك، والتي قد تشعره بشعور مؤقت بالرضا، ولكن في النهاية يمكن أن تكون لها آثار سلبيّة ضده، وتبقيه في حالة غضب، مما تنخفض نسبة التركيز على العلاج والمضي قدمًا مع نفسه أو مع شريكه.
  • تجنّب إلقاء اللّوم: إن إلقاء الشخص اللّوم على نفسه أو على شريكه أو حتى على الطرف الثالث لن يغّير شيئًا في المشكلة، بل يعتبر إهداراً للوقت والطاقة، كما يجب عدم الإحباط ولعب دور الضحيّة فهذا يؤدّي إلى الشعور بالعجز والسوء، مما يحول دون حلّ المشكلة.
  • إبقاء الأطفال خارج المشكلة: إن مشكلة الخيانة الزوجيّة مشكلة تخص كلا الطرفين، ولكن من المهم ألا يشمل الأطفال على الإطلاق، إلّا إذا كان الطلاق أمراً وارداً لإنهاء المشكلة، وذلك لأنه يؤدّي إلى قلقهم، وشعورهم بأنهم عالقون في الوسط، ويجبرون على الوقوف بجانب أحد الطرفين وهذا محبط جدّاً لهم.
  • التفكير بنهاية المشكلة: إذا كانت نهاية حل المشكلة هو إنهاء العلاقة كليّاً، فيجب التفكير جيّدًا في الأمور العملية، مثل المكان الذي سيعيش فيه الشخص بعد الانفصال ووجود المال الكافي لدفع التكاليف الأساسية، وإذا كان هناك أطفال فيجب ترتيب الأمور الخاصة بهم من المدارس والحضانة وغير ذلك، أما إذا كانت العلاقة مستمرّة فهذا لا يعني دائمًا أن الخيانة هي النهاية، فيجب التفكير في كيفيّة المضي قدمًا حتى تبدأ المرحلة التالية من الحياة الزوجيّة الجديدة معًا.

التعامل مع الخيانة الزوجية في الإسلام

فيما يأتي بيان الحكم الشرعي للخيانة الزجيّة:

  • تختلف درجة الخيانة الزوجيّة باختلاف الفعل والنظرة إليها في المجتمع، فمثلاً ربّما يُعتبر أيُّ تصرفٍ يقوم به أحد الزوجين دون علم الآخر وفي الخفاء عنه خيانةً له، ولكنّ ذلك لا يدخل في باب الحُرمة أو الكراهة أو الحِلّ؛ لكونه لم يرتكب ما يُعاقب عليه شرعاً أو قانوناً، ولم يقم بفعلٍ منهيٍ عنه شرعاً، فلا تكون خيانته من الأفعال المحرّمة، ولكنّه في نظر الآخر يعتبر خائناً لفعله ما يسوءه.
  • إذا بلغ حدُّ الخيانة أن يرتكب أحد الزوجين جريمة الزِّنا أو ما يجري مجراه من الأفعال المُحرَّمة؛ كأن يُقيم أحد الزوجين مع شخصٍ غريبٍ عنه علاقة حبٍّ، وتبادلا خلالها الأفعال المحرّمة حتى لو لم يصل الأمر بينهما للزنا والوقوع في الفاحشة، فإنّ ذلك يُعتبر ممّا نهى عنه الإسلام وحرَّمه وحذَّر من الوصول إليه، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الزنا أو اقتراف ما يؤدي له أو فعل شيءٍ ممّا يدور حوله؛ كالنظر والحديث والمواعدة والملاطفة بين الطرفين وغير ذلك، قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).

علاج الخيانة الزوجية

العلاج الذاتي للخيانة الزوجية:

  • قطع كل علاقة خارج الزواج.
  • تحديد دوافع وأسباب الخيانة.
  • الاعتذار وإظهار الندم.
  • الحفاظ على الخصوصية
  • ملء الفراغ العاطفي.
  • التحكّم بوسائل التواصل الحديثة.
  • بداية جديدة: اجترار الأحزان والتفكير المستمر بالماضي يجعل مهمة علاج الخيانة الزوجية وآثارها مهمةً مستحيلة، لذلك على الزوجين أن يتعاملا مع مرحلة تصحيح العلاقة كبداية جديدة، وأن يتجنبا تذكير بعضهما بما حصل أو التفكير المفرط بالماضي.
  • تجديد الحياة الزوجية:من خلال كسر الروتين والتغيير المستمر والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة.

علاج الخيانة الزوجية في علم النفس:

  • اللجوء لمتخصص نفسي: في بعض الحالات يتم تشخيص الخيانة الزوجية كسلوك قهري خارج عن السيطرة، ويعتبر اللجوء إلى المعالج النفسي خياراً حكيماً لعلاج الخيانة الزوجية خصوصاً في حالات تكرار الخيانة أو ارتباطها بمشاكل نفسية أخرى مثل الإدمان أو الاكتئاب.
  • العلاج السلوكي المعرفي للخيانة: ينظر العلاج السلوكي المعرفي إلى الروابط التي تجمع بين الأفكار والمشاعر والمعتقدات من جهة؛ والسلوك من جهة أخرى، ويتم علاج الخيانة الزوجية بتقنيات العلاج السلوكي المعرفي عبر تحليل هذه الروابط وإعادة بناء الأفكار والاستجابة الذهنية والسلوكية.
  • السيطرة على لوم الذات: يركّز علم النفس في علاج الخيانة الزوجية على تعامل الشريكين مع المشاعر الداخلية الناتجة عن الخيانة، حيث يجب أن يتحمل كل طرف مسؤوليته دون زيادة أو مبالغة، وعلى الشريك الخائن أن يتجنب جلد الذات المستمر ويحاول الاعتراف بذنبه والعمل على تصحيحه، لأن لوم الذات المستمر قد يقود إلى تكرار الخيانة كنوع من عقاب الذات واليأس!
  • السيطرة على الأفكار السلبية: تخلق الخيانة الزوجية كمية كبيرة من الأفكار السلبية لدى الزوجين، مثل الشعور بالنقص أو الدونية والخوف من تكرار الخيانة أو الخوف من انتقام الشريك بخيانة مضادة؛ السيطرة على هذه الأفكار وتجاهلها خطوة مهما لعلاج الخيانة وتصحيح العلاقة الزوجية.
  • تمارين شفاء الطفل الداخلي: يميل بعض المعالجين إلى الربط بين سلوك الخيانة وبين مرحلة الطفولة، ويعتقدون أن الخيانة الزوجية غالباً ما تتصل بفقدان القدرة على السيطرة أو محاولة التعامل مع القلق والتوتر غير المبرر والمرتبط برواسب الطفولة، وعلاج الطفل الداخلي قد يكون سبيلاً لعلاج الخيانة الزوجية المتكررة على وجه الخصوص.

علاج الخيانة الزوجية في الإسلام

يستند علاج الخيانة الزوجية في الإسلام والشرع إلى الالتزام بالعبادة والتوبة النصوحة، ويذهب أهل العلم إلى أن التقرب من الله تعالى والالتزام بالعبادات من شأنه أن يقاوم الشهوات ويقوّم النفس، فمن ابتلاه الله بمرض الخيانة كان علاجه الأول الدعاء والاستغفار والعبادة والتوبة، ثم يأخذ بالأسباب ويعالجها، فكل إنسان يعرف مواطن الضعف في نفسه ومواطن القوة، وإن أراد أن يعالج الشهوة ويتجنّبها فليبتعد عمّا يثير مواطن الضعف فيه، فإن كانت مواطن الضعف ترتبط بمكانٍ يرتاده عليه أن يكف عنه، وإن كانت في شخص يعرفه عليه أن يتجنبه؛ وهكذا.

ومن هذا الباب يعتبر تجنب المثيرات من مناهج علاج الخيانة الزوجية في الإسلام بعد التوبة والاستعانة بالله، فإن ارتبطت الخيانة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي كان اجتنابها واجباً لإيقاف الخيانة، وإن كانت الخيانة مرتبطة بصديق أو قريب أو شخص تعرفه فإن الله يغنيك عنه، ووقاية النفس من الخطأ أحسن وأجدى، والله أعلم.

كيف اعالج نفسي من صدمة الخيانة

لا يمكن علاج الخيانة وتصحيح العلاقة الزوجية دون العمل على التعافي من صدمة الخيانة وشفاء جرح الشريك المخدوع، وهذه أهم النصائح لتجاوز صدمة الخيانة والتعافي منها:

  • أخذ فترة استراحة، فأول نصيحة للشريك المخدوع أن يأخذ فترة يحاول من خلالها أن يستريح ويسترخي ويقلل من الضغط والقلق، هذه النقاهة القصيرة يمكن أن تساعد في فهم ما حصل وتقبل مشاعر الألم بسبب الخيانة، وستساعد بلا شك بأخذ قرار مناسب فيما بعد.
  • تقبل مشاعر الألم وفهمها، ومحاولة تفريغ هذه المشاعر السلبية من خلال الاسترخاء وممارسة بعض الأنشطة المفيدة للتعامل مع الإجهاد النفسي.
  • تجنب لوم الذات الذي يعتبر العدو الأول بعد الخيانة، حيث لا يمكن تحميل مسؤولية الخيانة إلّا للشريك الخائن.
  • الحوار مع الشريك مهم أيضاً لتخفيف ألم الخيانة، ويجب أن يعبّر الشريك المخدوع عن مشاعره بشكل صريح ومباشر وهادئ في نفس الوقت.
  • الاهتمام بالذات والتركيز على الخروج من الأزمة من خلال إيقاف التفكير بالماضي وما حصل، والعمل على خلق بداية جديدة سواء استمر الزواج بعد الخيانة أم لم يستمر.
  • طلب المساعدة من أشخاص تثق بهم، وعدم التردد في طلب المساعدة من المتخصصين بالاستشارات الزوجية أو المعالجة النفسية.
السابق
آثار الطلاق على الأبناء
التالي
يحدث مرض الانيميا بسبب

اترك تعليقاً