في العصور القديمة وعندما وحى رب العالمين تبارك وتعالى إلى رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فألقى على عاتقه تبليغ كلمات الكتاب المبين والقرآن الكريم إلى الناس تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التكذيب والإيذاء من الكفار إلى حد كبير.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغاضى عن كافة تلك الأشياء السيئة التي كان يتعرض إليها في كل يوم من أيام حياته رغبة منه للتفرغ إلى نشر دين الله تبارك وتعالى وبفضل الإصرار الذي حمله النبي صلى الله عليه وسلم في قلبه.
أراد رب العالمين تبارك وتعالى أن ينزل الآيات المحكمات التي تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضح إلى الكثير من الأشخاص كيف يجب أن يتم معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتصرف أمامه وأمام من معه.
أسباب التسمية الخاصة بالسورة
لمعرفة لماذا سميت سورة الحجرات بهذا الاسم؟ يجب أن نعلم أن تلك السورة كان السبب في تسميتها هي الحجرات التي تتواجد في داخل المنزل الخاص برسول الله صلى الله عليه وسلم أو عدد الحجرات الخاصة بزوجات النبي عليه الصلاة والسلام.
حيث أن منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان به عدد من الحجرات الخاصة بزوجاته وكان لكل واحدة منهن الحجرة الخاصة بها وهذا ما تمت بناءاً عليه تسمية السورة الكريمة في كتاب رب العالمين تبارك وتعالى.
أسباب نزول سورة الحجرات
هنالك بعض الروايات التي تروي لنا لماذا سميت سورة الحجرات بهذا الاسم؟ وكذلك التي توضح السبب الذي نزلت له تلك السورة الكريمة في كتاب رب العالمين تبارك وتعالى حيث أن السبب في نزولها كان دفاعاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
حيث أن تلك السورة كانت تهتم بتوضيح الطريقة التي يجب فيها التعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكم الأدب والاحترام الذي يجب أن يظهره الناس للنبي الله عليه الصلاة والسلام وأن لا يتعدى أي منهم عليه بالقول.
كما أن تلك السورة كانت توضح الكثير من الأشياء الأخرى مثل أدب الحديث مع الرسول عليه الصلاة والسلام بالإضافة إلى رفع الصوت حيث كانت تنهى على أن يرفع أي من الأشخاص صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من الأشياء الجميلة التي اهتمت بها تلك السورة أنها وضحت للناس وجوب التزام أدب الحديث مع نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنه لا يجب على أي منهم أن ينادي رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه أو كنيته كما لو كان صاحباً له.
بل يجب أن يقدم الاحترام الكبير لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في الطريقة التي ينادي بها وكانت كافة تلك الأسباب لها مناسبة خاصة نزلت فيها وتلك المناسبة هي التي تواجدت فيها كافة تلك الأشياء التي نهى عنها رب العالمين سبحانه وتعالى في السورة.
مناسبة نزول السورة
في السورة الكريمة نهانا رب العالمين سبحانه وتعالى عن رفع الصوت في تواجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان السبب وراء هذا النهي هو الخلاف الذي وقع بين عمر بن الخطاب وبين أبي بكر رضي الله عنهما وأرضاهم.
ففي روي أنه بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس مع أصحابه وكان من بينهم عمر بن الخطاب وابو بكر الصديق أتى ركب بني تميم، وأراد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يرسل برفقتهم صحابي يطلق عليه اسم الأقرع بن حابس.
بينما أراد سيدنا ابو بكر الصديق أن يتم إرسال صحابي آخر يطلق عليه اسم القعقاع بن معبد وكل منهم أراد أن ينفذ قوله أمام الآخر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس بينهما وكل منهما يحاور الآخر حتى يقنعه بما قاله.
في تلك المناقشة اشتد الخلاف بين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبين سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وكان صوتها مرتفعاً وفي تلك اللحظة نزلت السورة الكريمة التي تنهي الصحابة أو غيرهم عن رفع الصوت في حضور الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
الجزء الثاني الذي يجب معرفته بعد الإجابة على سؤال لماذا سميت سورة الحجرات بهذا الاسم؟ هو مناداة رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه وكأنه شخص عادي أو واحداً من الأصحاب، وكان لتلك الآيات السبب الخاص التي أدت إلى نزوله هي الأخرى.
يروى أنه في يوم من الأيام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواجداً في منزله وفي حجرته وقد أقبل إليه بعض العرب الذين يريدون التحدث إليه ومناقشته أو الاستفسار عن بعض الأشياء التي تخصهم وقد وقفوا أمام منزل النبي صلى الله عليه وسلم.
قام أحدهم بالحديث ونادي على الرسول صلى الله عليه وسلم باسمه ودعاه إلى الخروج إليهم حتى يتمكنون من الحديث معه، وفي تلك اللحظة أنزل رب العالمين تبارك وتعالى السورة التي تنهي عن التعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الطريقة.
ماذا نستفيد من سورة الحجرات
كافة السور أو الآيات القرآنية التي تتواجد في كتاب رب العالمين تبارك وتعالى لها مدلول وقيمة كبيرة ويجب أن يتمعن فيها الإنسان ليعلم مقصدها وما تشير إليه ويستفيد منها، في سورة الحجرات كانت هنالك الكثير من الدروس التي يجب أن يستفيد منها الإنسان.
من اهم الدروس التي تواجدت في السورة هو اجتناب الظن حيث أن الظن الذي يمكن أن يتواجد في داخل الشخص لا يمكن أن يكون صواباً في كافة الأوقات حيث يمكن أن يكون باطلاً والظن الباطل ما هو إلا إثم فوق رأس صاحبه يوم القيامة.
ولهذا نهانا رب العالمين تبارك وتعالى عن الظن السوء بالغير واجتناب التفكير الغير صحيح فيهم وأن يتقي الإنسان ربه تبارك وتعالى.
أشارت السورة الكريمة إلى اجتناب التراشق بالألفاظ أو التنابز بالألقاب، حيث أن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم ولا يجب أن ينادي المسلم على أخيه المسلم سوى الألقاب الحسنة والأسماء التي يحب أن يسمعها الشخص الآخر.
من خلال الإجابة على سؤال لماذا سميت سورة الحجرات بهذا الاسم؟ يتضح لنا أن السورة تنهى في الوقت ذاته عن النميمة وإن يغتاب الشخص المسلم أخاه المسلم حيث أن هذا التصرف يشبه أكل لحم الإنسان بعد موته وتلك من الأشياء الصعبة.
نبهت الآيات المتواجدة في سورة الحجرات ضرورة التأكد من الأخبار التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان والتي يمكن أن تخص غيره من الأشخاص، حيث أن بعض تلك الأخبار يمكن أن تكون خاطئة وتؤدي إلى الخلافات الكبيرة إذا لم يتم التأكد منها.
