ديني

لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة؟ ووقتها وسننها

لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة؟ ووقتها وسننها

سورة الكهف

لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة

سُمّيت سورة الكهف بهذا الاسم نسبةً إلى قصة أصحاب الكهف التي وردت بين طياتها (آياتها) في بداية السورة، حيث:

  • جاءت لتدلّ على قدرة الله- عز وجل-، حيث قال:

« أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ». [سورة الكهف : 9].

  • كما ذكر نبينا الكريم- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسم سورة الكهف في الكثير من الأحاديث، بما في ذلك ما رواه النواس بن سمعان- رضي الله عنه- أنّ رسول الله- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:

« فَلْيَقْرَأْ عليه فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ »،[صحيح مسلم : 2937].

  • نزلت سورة الكهف قبل الهجرة النبوية؛ وهي سورةٌ مكيةٌ، وقال بعضٍ من المفسرين بأن هناك بعض الآيات المدنيةٌ وليست مكية، لكن لا يتواجد أي دليلٍ على قولهم هذا.

لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة؟

لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة؟
لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة؟

للرد على سؤال لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة سنسرد النقاط التالية، حيث أن لقراءة سورة الكهف فضلٌ وحِكمٌ كثيرة ومتعددة:

1. نزول السكينة

  • ومن الأمثلة التي حدثت دلالة على ذلك، أن صحابيًا من أصحاب رسول الله- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان ذات يوم يقرأ سورة الكهف وكان في داره دابّة.
  • فما أن بدأ في القراءة جعلت الدابّة تتحرك في اضطراب ناحيته، فتوجّه الصحابي بالدعاء إلى الله- عز وجل- أن يسلّمه من هذه الدابّة، فإذا بسحابة قد غشيته.
  • قام الصحابي بإخبار النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بما حدث، أن قرأه القرآن تجعل السكينة تحل بالمكان، والسحابة يقصد بها الملائكة، لِذا، اضطربت الدابة عند رؤيتهم.
  • وفي ذلك دليلٌ على فضل قراءة القرآن الكريم بوجه عام، حيث أنه سببٌ لنزول السكينة والرحمة وحضور الملائكة- عليهم السلام.

وجاء ذلك عن ما رواه البراء بن عازب- رضي الله عنه- قال: « قَرَأَ رَجُلٌ الكَهْفَ، وفي الدَّارِ دَابَّةٌ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَنَظَرَ فَإِذَا ضَبَابَةٌ، أَوْ سَحَابَةٌ قدْ غَشِيَتْهُ، قالَ: فَذَكَرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: اقْرَأْ فُلَانُ، فإنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ عِنْدَ القُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ. [وفي رواية]: سَمِعْتُ البَرَاءَ يقولُ: فَذَكَرَا نَحْوَهُ، غيرَ أنَّهُما قالَا: تَنْقُزُ ». ]صحيح مسلم : 795[

2. نيل النور يوم القيامة

من أسباب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أيضًا نيل النور يوم القيامة، فقد روي أن:

النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: « مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ، أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ ». ]صحيح الجامع : 6470.

كما قال النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « مَنْ قَرَأَ الكَهفَ كَمَا أُنزلتْ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَومَ القِيامةِ مِنْ مَقامِه إلى مَكَّةَ، وَمَنْ قَرَأَ عَشرَ آياتٍ مِنْ آخرِها ثُمَّ خَرَجَ المَسيحُ الدَّجَّالُ لَمْ يُسلَّطْ عَليهِ، وَمَنْ تَوضَّأ ثمَّ قَالَ سُبحانَك اللَّهمَّ وَبِحَمدِكَ لَا إلهَ إلَّا أَنتَ أَستَغفِرُك وَأَتوبُ إليكَ كُتِبَ فِي رَقٍّ ثمَّ طُبِعَ بِطابعٍ فَلمْ يُكسرْ إلى يَومِ القِيامةِ ». ]الترغيب والترهيب : 318/2[

3. العصمة من المسيح الدّجال

  • من أسباب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة كذلك، العصمة من فتنة الدّجال، حيث أن فتنته عظيمة، وما وجد من نبيٍ إلّا وقد حذّر أهله وقومه من هذه الفتنة.
  • وقد حثنا رسولنا الكريم- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على حفظ وقراءة أوائل سورة الكهف من أجل العصمة من فتنة الدّجال.
  • قيل أنّ العصمة من فتنة الدّجال تتم بأوائل السورة ولكن لم تحدد أي من الآيات، وقال البعض إنّها تتم بأول ثلاث آياتٍ، وقيل أيضا أن العصمة من الفتنة تتم بآخر عشرة آيات منها، وقيل أيضًا بأول عشرة آيات.
  • لكن مع كل ذلك، من الأفضل أن نقرأ ونحفظ سورة الكهف كاملة، وإن تعسّر ذلك، فمن الممكن أن نكتفي بعشرة آياتٍ من أولها وعشرة آياتٍ من آخرها.

وإلّا فالعشر آيات الأولى منها فقط، وذلك أخذًا بقوله- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ » ]صحيح مسلم : 809.

وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

بعد التعرف على لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة فلنتعرف على وقت قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، حيث:

  • من الممكن قراءتها في الفترة بين غروب شمس يوم الخميس إلى أن ترى غروب شمس يوم الجمعة.
  • بالنسبة إلى وقت قراءة سورة الكهف تحديدًا في يوم الجمعة وليلتها أيضا كما نص عليه الشافعي -رضي الله عنه.
  • قراءة سورة الكهف تكون بدايتها في ليلة يوم الجمعة وذلك منذ بداية غروب شمس يوم الخميس، وننتهي من قراءتها يوم الجمعة بعد غروب الشمس أيضا.

سنن مستحب فعلها في يوم الجمعة

فضّل الله- عز وجل- يوم الجمعة على سائر الأيام، فقد روي أن النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: « نَحْنُ الآخِرُونَ، ونَحْنُ السَّابِقُونَ يَومَ القِيامَةِ، بَيْدَ أنَّ كُلَّ أُمَّةٍ أُوتِيَتِ الكِتابَ مِن قَبْلِنا، وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، ثُمَّ هذا اليَوْمُ الذي كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْنا، هَدانا اللَّهُ له، فالنَّاسُ لنا فيه تَبَعٌ، اليَهُودُ غَداً، والنَّصارَى بَعْدَ غَدٍ »، صحيح مسلم : 855.

فقد قال رسول الله- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ ». ]صحيح مسلم : 854[

3. وجوب الغسل الكلي يوم الجمعة لكل محتلم

فقد روي أن النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: « الغُسْلُ يَومَ الجُمُعَةِ واجِبٌ علَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ ». ]صحيح البخاري : 880[

وقد روي أنه: « بيْنَما عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ يَومَ الجُمُعَةِ، إذْ دَخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ، فَعَرَّضَ به عُمَرُ، فَقالَ: ما بَالُ رِجَالٍ يَتَأَخَّرُونَ بَعْدَ النِّدَاءِ؟ فَقالَ عُثْمَانُ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ما زِدْتُ حِينَ سَمِعْتُ النِّدَاءَ أَنْ تَوَضَّأْتُ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ، فَقالَ عُمَرُ: وَالْوُضُوءَ أَيْضًا، أَلَمْ تَسْمَعُوا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إلى الجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ » ]صحيح مسلم : 845[

4. وضع العطر واستخدام السِواك يوم الجمعة

فقد روي أن النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: « الغُسلُ يومَ الجمعةِ على كلِّ محتلمٍ والسِّواكُ وأنْ يمَسَّ مِن الطِّيبِ مَا قدَر عليهِ ». ]تخريج صحيح ابن حبان : 1233[

5. التبكير في الذهاب إلى المسجد لصلاة الجمعة

فقد روي أن النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: « إذا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كانَ علَى كُلِّ بابٍ مِن أبْوابِ المَسْجِدِ مَلائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فالأوَّلَ، فإذا جَلَسَ الإمامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وجاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الذي يُهْدِي البَدَنَةَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي الكَبْشَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي الدَّجاجَةَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي البَيْضَةَ ». ]صحيح مسلم : 850[

6. الاستماع إلى خطبة الجمعة

فقد روي أن النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: « إذا قُلْتَ لصاحبِكَ يومَ الجُمُعةِ أنصِتْ والإمامُ يخطُبُ فقد لغَوْتَ ». ]المعجم الأوسط : 74/9[

7. صلاة تحية المسجد

فقد روي أنه: « جَاءَ سُلَيْكٌ الغَطَفَانِيُّ يَومَ الجُمُعَةِ، وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَقالَ له: يا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا، ثُمَّ قالَ: إذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا ». ]صحيح مسلم : 875[

8. ساعة استجابة يوم الجمعة

فقد روي: « أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهو يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ شيئًا، إلَّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ. زَادَ قُتَيْبَةُ في رِوَايَتِهِ: وَأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا ». ]صحيح مسلم : 852[

9. الصلاة بعد صلاة الجمعة

فقد روي أن النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: « إذا صلَّيتُمْ بعدَ الجمُعةِ فصلُّوا أربعًا ». ]صحيح ابن ماجه : 935[

10. القسوة على من يترك صلاة الجمعة

فقد روي أن النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: « لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ ». ]صحيح مسلم : 865[

11. كثرة الصلاة على النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فقد روي أن النبي- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: « أكثروا من الصلاةِ عليَّ يومَ الجمعةِ ». ]شرح مسند الشافعي : 235/2[

السابق
فوائد سورة القيامة الروحانية: أبرز فوائد القيامة الروحانية للرزق
التالي
سبب نزول سورة الأنعام وسبب تسميتها

اترك تعليقاً