العلوم الإنسانية

ما المقصود بالفلسفة الاسلامية

تعريف الفلسفة الإسلامية وعوامل نشأتها

تعريف الفلسفة الإسلامية

  • يُستخدم مصطلح الفلسفة الإسلامية للإشارة إلى الأفكار الفلسفيّة المعتمدة على النصوص الدينيّة في الإسلام للتعبير عن الأفكار حول الكون وطبيعة الخلق والحياة، ويمكن كذلك أن يُستخدم بصورة أشمل ليضمّ كل التصورات الفلسفية والأعمال الفكرية التي أُنتجت في ظل الثقافة الإسلامية والحضارة التي أنتجتها الدولة العربية في كافة أقطارها، وذلك دون ربطها بالعلوم الشرعيّة، ويمكن أن يسبب هذا لبساً لدى البعض في التفرقة بين الفلاسفة المسلمين وبين غير المسلمين الذين عاشوا في ظل الحضارة الإسلاميّة.

عوامل نشأة الفلسفة الإسلامية

العوامل الداخلية

  • الحروب الداخليّة التي نشأت في المجتمعات الإسلاميّة، والتي ساعدت على تطويرِ شكل النقاش في المواضيع العقائديّة تحديداً، ونتج عنها أسئلة جديدة وكثيرة تتمحورُ حولَ ارتكاب أفعال معيّنة، أو وجود أفعال تتعلّق بالعبادة، إضافةً إلى حريّة اختيار المكلّف وغيرها الكثير.
  • الفتوحات الإسلاميّة نتيجةَ إدخالها للكثير من غير المسلمين والذين ينتمون إلى شعوب مختلفة، حيث لم تتمكّن الدعوة العاجلة من السيطرة على وعي هؤلاء المسلمين، وتحريرهم من الترسّبات السابقة المتعلّقة بأديانهم.
  • توحيد جميع الفرق والديانات التي كانت منتشرة خلال حياة الرسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، من خلال نقض أقوالهم وتكذبيها وفقاً للحجج والأدلة المنطقيّة، فسار المسلمون على نهجِ القرآن من حيث الردّ على أقوال المخالفين؛ بإنشاء ما يسمّى الفلسفة الإسلاميّة.
  • انتهاء المسلمين من الفتوحات، والاستقرار والنظر والبحث حولَهم في جميع الأمور، الأمر الذي أدّى إلى اختلافهم في الكثير من وجهات النظر، وبالتالي اختلافِ الآراء والمذاهب.
  • الاختلاف في الكثير من المسائل السياسيّة الذي أدّى إلى خلافات دينيّة.

العوامل الخارجية

  • دخول الكثير من الناس الذين ينتمونَ لديانات مختلفة ومتنوّعة إلى الإسلام، من يهود، ومجوس، ونصارى، وصائبيّين، وبراهمة وغيرهم، حيث عملوا على إظهار معتقدات دياناتهم السابقة على الشكل الدينيّ الجديد لهم.
  • جعل الفرق الإسلاميّة الأولى، تحديداً المعتزلة منها، همّها الأول والوحيد هو الدفاع عن الدين الإسلاميّ، والردّ على مخالفيهِ وهذا ما جعل من البلاد الإسلاميّة عرضةً كبيرة لتنوّع واختلاف الآراء والديانات، حيث كانت كلّ فرقة تحاول إظهار وإبداء رأيها وإبطال المخالف منها.
  • قراءة الفلسفات اليونانيّة والحاجة إلى التكلّم عنها والنطق بها؛ من أجل الردّ عليها وإيجاد فلسفات خاصّة بالمسلمين.

خصائص الفلسفة الإسلامية

عالجت الفلسفة الإسلامية المسائل التقليدية الكبرى، مثل مسألة العالم والإنسان، وفصّلت القول فيها، وقد تأثرت بالجو الإسلامي المحيط، واستعانت بما هو موجود من دراسات فلسفية سابقة، شرقية وغربية، وتكونت عدة آراء ومدارس وإن اختلفت عن بعضها في بعض التفاصيل إلا أنها اجتمعت في أمور عامة يمكن تسميتها خصائص الفلسفة الإسلامية، ومن خصائص الفلسفة الإسلامية ما يأتي:

  • فلسفة دينية وروحية تقوم الفلسفة الإسلامية على الدين وتعوّل على الروح تعويلًا كبيرًا وذلك لأنها نشأت في مجتمع مسلم حيث تربى رجال الفلسفة الإسلامية وتلقوا علومهم الدينية وقد بدا هذا واضحًا في أفكارهم والمواضيع التي طرحوها وناقشوها.
  • فلسفة عقلية اهتمت الفلسفة الإسلامية بالعقل وأولته كبير العناية وذلك لأن التعليل والبرهان يكون نتاج العقل والتفكير العقلي السليم، وبه يتم اكتشاف الحقائق العلمية فهو من أهم أبواب المعرفة.
  • فلسفة توفيقية من خصائص الفلسفة الإسلامية أنها توفيقية وذلك لأنها توفق بين الفلاسفة فيما بينهم ولكن الفلاسفة المسلمون كانوا أشد عناية بما أنتجه أرسطو وأفلاطون وما ألفوه وقرروه في علم الفلسفة.
  • فلسفة وثيقة الصلة بالعلم بعض الفلاسفة المسلمون علماء قبل أن ينشغلوا في الفلسفة مثل الكندي والفارابي، وقد اهتمت الفلسفة الإسلامية بالعلم فقد أخذت عنها وأخذ عنها ففي الفلسفة مسائل علمية كثيرة كما احتوت البحوث العلمية على قضايا فلسفة متعددة، وقد كان فلاسفة الإسلام يعتبرون العلوم العقلية جزء لا يتجزأ من الفلسفة.

أهداف الفلسفة الإسلامية

  • الفلسفة الإسلامية من المصطلحات التي تُعبر عن أكثر من مدلول ولعل المعنى الرئيس هو إطلاق تركيب الفلسفة الإسلامية على إنتاج الفلاسفة المسلمين وثمرات عقولهم، سواءٌ حملت هذه الفلسفة صبغة إسلامية أم لا، ومما يُلاحظ ويؤخذ على هذه الفلسفات تأثرها الشديد بالفلسفة اليونانية وخصوصًا فلسفة أرسطو، لدرجة أنه يكاد يكون أعظم أهداف الفلسفة الإسلامية مسايرتها لفلسفة اليونان وبيان جوانب الالتقاء بينها وبين أفكار أرسطو، ومن أشهر الفلاسفة الذين دعوا إلى هذا الأمر وتمسكوا به ابن رشد والفارابي والكندي، كما دعا البعض الآخر إلى إطلاق مصطلح الفلسفة الإسلامية على العلوم الإسلامية الأصيلة التي تحتاج إلى الكثير من الفكر والنظر مثل علم الكلام وأصول الفقه، ويكون من أهداف الفلسفة الإسلامية في هذا المعنى الغوص في عمق النصوص الشرعية وسبر أغوارها وتحليلها تحليلًا يبدأ من النتيجة وينتهي بالسبب، وبالتالي معرفة فلسفة التشريعات والأحكام الإسلامية مع الاستعانة بعلم المنطق والمقدمات العقلانية التي حددها العلماء، ومن أهداف الفلسفة الإسلامية الدعوة إلى الانفتاح والتطور والنمو ومواكبة الواقع والحياة وفق منهج علمي عقلاني يهتم بالنص ولا يُغفل قدسيته ويُعطي العقل مجال كبير للتخيل والتفكير والتحليل وبالتالي إعطاء أفضل النتائج والمعلومات.

رواد الفلسفة الإسلامية

رغمَ أنَّ ظهور الفلسفة الإسلامية كان في بداية العصر العباسي إلا أنها مرَّت بالكثير من المراحل خلال تطوُّرها وبلغت آفاقًا بعيدةً، إلى أن وصلَت إلى مرحلة اصطدمت فيها بالكثير من العوائق التي أدَّت في النهاية إلى خمولها وذبول شعلتها الملتهبة، وخلال تلك الفترة التي امتدَّت لأربعة أو خمسة قرون تقريبًا ظهرَ الكثير من عباقرة الفلسفة الإسلامية الذين خلِّدَت أسماؤهم في الفلسفة ومن أهم رواد الفلسفة الإسلامية:

  • الكندي ولدَ الفيلسوف أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي عام 805م في مدينة الكوفة، ويمكن القول بأنَّ الكندي هو مؤسس الفلسفة الإسلامية العربية، وبسبب ذلك أُطلق عليه لقب المعلم الأول، وبالإضافة إلى كونه فيلسوفًا فقد كان فيزيائيًا وفلكيًا ورياضيًا وموسيقيًا، ويعدُّ أوَّل من وضع سلَّمًا للموسيقى في الموسيقى العربية، حفظَ القرآن وأخذَ علم الحديث في الكوفة، ثمَّ انتقل إلى البصرة حتى يدرس علم الكلام، وانتقلَ بعد ذلك إلى بغداد عندما كانت مركزَ إشعاعٍ للعلم في ذلك العصر، وصار يتردَّد على مكتبة الحكمة التي بناها الخليفة هارون الرشيد والتي ازدهرت في عهد ابنه المأمون، ومنها نهلَ من شتَّى العلوم ودرس اللغتين السريانية واليونانية حتى يستطيعَ أن يقرأ علوم تلك اللغات، وهو الذي وضعَ منهجًا في العلوم حاول أن يوفق فيه بين علوم الدين وعلوم الدنيا، توفي عام 873م.
  • الفارابي الفيلسوف الشهير أبو نصر محمد والمعروف بالفارابي نسبةً إلى مدينة فاراب في قزخستان التي ولدَ فيها 874م، أحد رواد الفلسفة الإسلامية الكبار، برعَ في الرياضيَّات والحكمة، سارَ على نهجِ الفلاسفة القدماء ويعودُ إليه الفضل في إدخال مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء، انتقلَ إلى بغداد وهو في الأربعين من عمره وتنقَّل بين مصر وسوريا، أقام فترة عند سيف الدولة في حلب ثمَّ ارتحل إلى دمشق واستقرَّ فيها حتى وفاته، له الكثير من المؤلفات والتصانيف كان أشهرها: إحصاء العلوم الذي صنَّف فيه جميع أصناف العلوم، لُقِّبَ بالمعلم الثاني لأنَّ أرسطو هو المعلم الأول والفارابي هو الذي اهتمَّ بعلم المنطق وشرحَ مؤلفات أرسطو المنطقية أيضًا.
  • ابن رشد أحد رواد الفلسفة الإسلامية وأشهرهم، ولدَ ابن رشد في الأندلس في عام 1126م، فيلسوف شهير وطبيب وفقيه وفلكي وفيزيائي، شرحَ فلسفة أرسطو وكان له تأثير كبير على القارة الأوربية في القرون الوسطى، ساهمَ في كثير من الإنجازات في مجال القانون والطب والفيزياء وعلم النفس وعلم الفلك والجغرافيا والفلسفة وغيره، ويعتقد ابن رشد أنَّ الدين والفلسفة ما هي إلا أدوات تساعد البشر في البحث والتقصي للوصول إلى خلاص البشر، توفي عام 1198م.

مصادر الفلسفة الإسلامية

  • المصادر الرئيسية للفلسفة الكلاسيكيّة أو الإسلاميّة المبكّرة هي دين الإسلام نفسه (وخاصّة الأفكار المستخلصة والمفسرة من القرآن) والفلسفة اليونانية التي ورثها المسلمون الأوائل نتيجة الفتوحات، إلى جانب الفلسفة الهندية الموجودة قبل الإسلام والفلسفة الفارسية. تركّزت العديد من النقاشات الفلسفية المبكرة حول التوفيق بين الدين والعقل الذي تجسّده الفلسفة اليونانية.

كتاب الفلسفة الإسلامية

  • https://www.noor-book.com
  • ادخل على هذا الموقع واكتب الفلسفة الاسلامية
السابق
ظهور بقع حمراء على الساقين
التالي
اسباب احتقان الحلق

اترك تعليقاً