ديني

ما فوائد صيام الاثنين والخميس

ما فوائد صيام الاثنين والخميس

ما فضائل صيام الاثنين والخميس

يُستحبُّ صيام يومَيّ الاثنين والخميس، حيث كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يتحرّى ويتقصّد صيامهما لعظيم فضلهما، وقد دلَّ على ذلك ما ثبت عن أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ يتحرَّى صيامَ الاثنينِ والخميسِ)، ومن فضائل صيامهما ما يأتي:

  • رَفْع أعمال العباد وعرضها على الله -تعالى- يومَي الاثنين والخميس: ومن الأحاديث النبويّة الدّالّة على ذلك ما يأتي:
    • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (تُعرَضُ أعمالُ النَّاسِ في كُلِّ جُمُعةٍ مَرَّتينِ: يومَ الاثنينِ، ويومَ الخَميسِ).
    • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (تُعرَضُ الأعمالُ يومَ الاثنينِ والخميسِ، فأُحِبُّ أنْ يُعرَضَ عَمَلِي وأنا صائِمٌ).
    • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الأعمالَ تُرفَعُ يومَ الاثنيْنِ والخميسِ، فأُحِبُّ أنْ يُرفَعَ عمَلِي وأنا صائِمٌ).
  • مغفرة الذُّنوب وتكفير السيئات وفتح أبواب الجنّة يومَي الاثنين والخميس: وقد دلَّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (تفتَّحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ والخميسِ فيغفرُ فيهما لمن لا يشرِكُ باللَّهِ إلَّا المُهتَجرَينِ، يقال: ردُّوا هذينِ حتَّى يصطلِحا)، وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ يومَ الاثنينِ والخميسِ يَغفر اللهُ فيهما لكلِّ مسلمٍ، إلا مُهتَجِرَينِ، يقول : دَعْهما حتى يصطَلِحا)، إلّا أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بيَّن في الحديثين السَّابقين أنّ الخصومة والمشاحنة بين المسلم وأخيه سبباً في حجب مغفرةِ الله -تعالى- عنهما؛ لِذا نهى عن استمرارها فوق ثلاثة أيامٍ وذلك إن كان سببها أمرٌ دنيويٌّ، أمّا إن كانت بسبب ظلمِ أحدهما للآخر فإنّ الظَّالم يُهجَر في الله -تعالى-
  • مولد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وبعثته يوم الاثنين: حرص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على صيام اليوم الذي وَلِد وبُعث بالرِّسالة فيه؛ حمداً لله -سبحانه وتعالى- على أن ربَّاه وأدَّبه وجعله رسولاً له وداعياً إليه، وقد دلَّ على ذلك ما رواه مسلم عن أبي قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ عن صَوْمِهِ؟) إلى أن قال: (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ).

أهميَّة وفوائد الصّوم من النّاحية الفرديّة

هناك العديد من الفوائد المترتِّبة على الصِّيام من النَّاحية الفرديَّة، منها ما يأتي:

  • تقوى الله -تعالى-: يعدُّ الصِّيام من الوسائل التي تُحقِّق التَّقوى في قلب المسلم، وقد دلَّ على ذلك قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)والتَّقوى هي قيام العبد بما فيه رضا الله -تعالى- ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم- ومجانبة ما يجلب سخطهما وغضبهما، ويحقِّق الصِّيام ذلك بتربيته للنَّفس وتهذيبها على التّحلّي بالصَّبر، والحِلم، والجُود، والكَرَم، ومراقبة الله -تعالى- في السرّ والعلن، ومجاهدة النَّفس على البُعد والتخلِّي عن كلِّ ما لا يرضي الله -سبحانه وتعالى- ويغضبه.
  • العفّة والطَّهارة: يعدُّ الصِّيام وسيلةً للعفّةِ والطَّهارة؛ وذلك لما يقوم به من تذكير المسلم بعظمة الله -تعالى-، فيصبح أكثر إقداماً على الخير والطَّاعات وأكثر إحجاماً عن المعاصي والزَّلّات، وقد دلَّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).
  • الاقتصاد والتوفير: فالنِّظام الذي يحقِّقه الصِّيام بتقسيم اليوم إلى فترتين الأولى سحورٌ والأُخرى إفطارٌ، وضبط ما يُنفق عليهما يعود على الفرد بالاقتصاد والتَّوفير في معيشته
  • الشُّعور بالعبوديَّة لله -تعالى-: حيث إنّ بُعدَ المسلم عن الطَّعام والشَّراب وانقطاعه عنهما مدّةً من الزَّمن امتثالا لأمر الله -تعالى- كلُّ ذلك من شأنه أن يبثَّ في قلبه الشُّعور بالعبوديَّة، والخضوع، والاستسلام له -سبحانه-، فقد قال الله -تعالى-: (وَأُمِرنا لِنُسلِمَ لِرَبِّ العالَمينَ).
  • ضبط النَّفس: حيث إنّ الصِّيام يُدرِّب المسلم على ضبط نفسه، والتَّحكم بها، والسَّيطرة عليها، والتَّقليل من كبريائها، فيتمكّن بذلك من قيادتها لما يحقِّق الخير والفلاح له في الدنيا والآخرة
  • نيل أجر الصابرين: حيث يتحقَّق بالصِّيام أنواع الصَّبر الثَّلاثة، وهي:
    • الصَّبر على طاعة الله -تعالى-، ويتحقَّق ذلك بالصيام.
    • الصَّبر عن محارم ومعاصي الله -تعالى-، ويتحقَّق ذلك بالبُعد عن المفطّرات.
    • الصَّبر على قدر الله -تعالى-، ويتحقَّق ذلك بما يشعر به الصائم من الجوع والعطش.
  • فوائد صحيّة للصوم: وهناك العديد من الفوائد الصحّية للصيام، نذكرها فيما يأتي:
    • تعزيز الأداء المعرفي لدى الشخص.
    • تحسين مستوى اللياقة البدنية العامة.
    • حماية الإنسان من السمنة والأمراض المزمنة المرتبطة بها.
    • المساعدة على تخفيف الوزن، إذ تبيّن نظريًا أنّ عملية الامتناع عن تناول بعض الأطعمة والمشروبات يؤدّي إلى تقليل كمية السعرات الحرارية خلال اليوم، مما يؤدي إلى فقدان الوزن بمرور الوقت، وقد بيّنت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية عام 2000 ذلك.
    • حماية الإنسان من مرض السكري، فقد بيّنت دراسة نُشرت في المجلة العالمية لمرض السكري عام 2017 أن الصيام يُساهم في خفض مستويات سكر الدم مما يقلّل خطر الإصابة بالسكري.
    • يُساعد الصيام في التقليل من الالتهاب في الجسم، ممّا يقلل خطر الإصابة ببعض أمراض القلب والسرطان، وذلك كما بيّنته دراسة نُشرت في منظمة البيولوجيا الجزيئية الأوروبية عام 2012.

أهميّة وفوائد الصّوم من النّاحية الاجتماعيّة

هناك العديد من الفوائد المترتبة على الصِّيام من النّاحية الاجتماعيَّة، نذكرها فيما يأتي:

  • انغمار القلب بالرحمة والشفقة على الفقراء: حيث إنّ الجوع والعطش الذي يشعر بهما الصائم كفيل بأن يُذكِّره بإخوانه المسلمين من الفقراء والمساكين الذين لا يجدون الطَّعام والشَّراب، فيرأف لحالهم ويشعر ويحسُّ بهم، فيدفعه ذلك لمواساتهم والتَّخفيف عنهم وتقديم العون لهم.
  • الشُّعور بالمساواة والوِحدة الإسلاميَّة: حيث إنّ اتّحاد المسلمين فقراء وأغنياء في وقت صيامهم وإفطارهم يبثّ في قلب المسلم الشُّعور بالوحدة الإسلامية والمساواة؛ لِكونه بمثابة الفقر الإجباري الذي يخضع له جميع أفراد المجتمع بغضِّ النَّظر عن الفقر والغنى، ممّا يقوِّي أواصر الأخوَّة بين أفراد المجتمع.
السابق
كيفية صلاة الجنازة
التالي
صيام ستة من شوال

اترك تعليقاً