ديني

ما مصير الحيوانات يوم القيامة

ما مصير الحيوانات يوم القيامة

حَشر البهائم والقصاص بينها

اختلف العلماء في حال البهائم يوم القيامة، وإعادة إحيائها مرّة أخرى؛ للقصاص فيما بينها، وبيان اختلافهم على النحو الآتي:

  • القول الثاني: أنّ الله -سبحانه وتعالى- لا يُعيد إحياء البهائم والدوابّ يوم القيامة للحساب، والقصاص؛ وذلك لأنّ المُراد بالحَشر الوارد في الآية: الموت، وهذا القول واردٌ عن ابن عبّاس -رضي الله عنه-، كما أنّ الأحاديث الواردة في هذا الباب تُعَدّ من أخبار الآحاد التي تُفيد الظنّ، ولا تُفيد القَطْع في المسألة، والمُراد من الحديث إشعارُ الناس بشدّة الحساب يوم القيامة، أمّا المقصود بالقصاص بين البهائم، فيعني: المُجازاة، ولا يعني القصاص الذي يكون بين المُكلَّفين؛ وذلك لثبوت الدليل على عدم تكليف البهائم، والله -عزّ وجلّ- لا يُعاقب مَن لا تكليف عليه، ولا يقتصّ منه، وقد ذهب إلى هذا الأشعريّ.
  • القول الثالث: أنّ الله -تعالى- قد يُعيد إحياء البهائم يوم القيامة، ويقتصّ لها فيما بينها، وقد لا يُعيد إحياءها؛ ولهذا لا بُدّ من التوقُّف في المسألة، وعدم القَطع في الحُكم فيها

العدل الإلهي يوم القيامة

نفى الله -عزّ وجلّ- عن نفسه جميع أنواع الظلم وصوره، وبَيَّن -سبحانه- أنّ يوم القيامة هو يوم العدل المُطلَق الذي تُوضَع فيه الموازين، ويقتصّ فيه المظلوم مِمَّن ظلمَه، أو آذاه، ويُحاسَب فيه المخلوقون على أعمالهم؛ قال -تعالى-: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)،وقد جعل الله -تعالى- الحياة الدنيا داراً للامتحان، وا00لابتلاء، وقد يتسلّط فيها البعض على البعض الآخر؛ ولهذا كان من الضروريّ أن تكون الآخرة دار قصاص؛ لردّ المَظالم.

إدراك علم الغيب

تتلخّص العبرة في مسائل علم الغيب بِما ورد في القرآن الكريم، أو ما ثبت نَقله من الأحاديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ولا مجال للعقل في أن يكون حاكماً على هذه الأمور؛ لقصوره عن إدراك عالم الغَيب، والواجب على المسلم أن يعتقد في مسائل الغيب ما صحَّ نَقله عن النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم، ولا يُعوّل على عقله في معرفة مسائل الغيب؛ وذلك بحمل نصوص القرآن الكريم، والسنّة النبويّة على ظاهرها إذا لم يمنع من ذلك دليل من الشرع، أو العقل.

السابق
ما هو عذاب القبر
التالي
إبليس من الملائكة

اترك تعليقاً