ديني

ما معنى الاحسان

معنى الإحسان في القرآن

إن الإحسان في القرآن الكريم له معنى أوسع من كونه مجرد إحسان العبادة لله تعالى, فهو يتجاوز هذا المعنى إلى آفاق ومعان أخرى تشمل الأخلاقيات والسلوكيات الحياتية كافة.
وقد وردت كلمة ((حسن)) بتصريفاتها في القرآن الكريم سبعاً وثلاثين مرة ، معظمها جاءت تحمل معاني خير الجزاء على فعل الإحسان إضافة لمعان أخرى. وهذه بعض منها :
أولاً ـ قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران: 134).
قال الحافظ ابن كثير: (والكاظمين الغيظ) أي لا يعملون غضبهم في الناس بل يكفون عنهم شرهم ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل، ثم قال تعالى: (والعافين عن الناس) أي مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم، فلا يبقى في أنفسهم موجدة على أحد، وهذا أكمل الأحوال.
وقال الإمام الطبري : (والله يحب المحسنين) يعني أن الله يحب من عمل بهذه الأمور, والعاملون بها هم المحسنون وإحسانهم هو عملهم بها.
ثانياً ـ  يقول تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (القصص:77 )
اعتبر الله تعالى أن الفساد في الأرض أيا كان نوعه مستجلب لكره الله وسخطه. كما اعتبر أن الإحسان في مناحي الحياة هو امتداد عبر إحسان الله للإنسان.
ثالثاً ـ   ويقول الله تعالى: {مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (التوبة:120)
فتقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم على النفس، وعدم التخلف عنه صلى الله عليه وسلم وعن أوامره كلها، والصبر على ما يلاقيه المسلم في سبيل الله تعالى، كل هذا أعطي وصف “المحسن” عند الله تعالى.
رابعاً ـ  وقال تعالى: {قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخًا كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (يوسف: 87).
قال الإمام القرطبي: فإحسانه أي: العزيز، أنه كان يعود المرضى ويداويهم، ويعزي الحزانى, أي أرادوا وصفه بما رأوا من إحسانه في جميع أفعاله.
خامساً ـ قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل: 90).
وورد الإحسان في حديث جبريل عليه السلام الشهير: (قال: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). متفقٌ عليه.
قال الإمام النووي : المراد بالعبادة الطاعة مطلقًا، فيدخل فيها جميع الوظائف والأعمال.
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته).
(كتب الإحسان على كل شيء): أي أمركم به في كل شيء.
ومن المعاني التي يشملها الإحسان أيضاً :
أ ـ إحسان العمل وإتقانه وإصلاحه، سواء في العبادة أو في المعاملات أو أي عملٍ كان.
قال الله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة: 112).
وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (النساء: 125).
ب ـ الإحسان إلى الناس، كالوالدين والأقربين واليتامى والمساكين والمسلمين وسائر الخلق أجمعين. قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ} (البقرة: 83).
ج ـ  الإحسان إلى الكون من حولنا؛ الحيوان، النبات، الأرض، الماء… إلخ.
قال الله تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف: 56).
فالإحسان الحق ليس إحسان صلاة وصيام فقط، بل هو منهج حياة وأسلوب معيشة، هو عبادة ومعاملة، هو صلاة وحسن خلق، هو طاعة وأداء الحقوق إلى أهلها.
فهذه المعاني كلها تثبت سعة معنى “الإحسان” وشموله عن المعنى القاصر الذي يفهمه بعض المسلمين.

قيمة الإحسان

إن للإحسان أوجهاً عديدة، تختلف بحسب مجال تطبيقها، بيد أن لها معنى واحداً وهو إتقان العمل بأكمل وجه، والإتقان واجب الأفراد تجاه دينهم ووطنهم ومجتمعهم، ولأن للإحسان قيمة إنسانية عظيمة، فقد كرمه الله عز وجل بالمرتبة الثالثة بعد الإسلام الإيمان، ولأن للإحسان أهمية في التعامل، فهو أعلى مراتب الاحترام والتقدير.
وعلى الرغم من أن الإحسان شيء محسوس لا ملموس، إلا أنه يتضح في الأعمال والتعاملات، وأصبح ثقافة عامة في مجتمعنا وفي سلوك أفراده وأخلاقهم، ويتجلى ذلك في كل قول أو فعل أو مهنة أو عمل تطوع الفرد لتأديته.. هذا ما توارثنا من أجدادنا وآبائنا هنا في دولتنا العظيمة، وهذا ما توصي به قيادتنا الرشيدة لبناء مجتمع واثق وآمن، يحقق الرفاهية والسعادة لمن يسكن هذه الأرض الطيبة.
وفي المجتمع الطبي والمؤسسات الأخرى، يجب أن تنعكس قيمة الإحسان في التعاملات كافة، فالوظيفة في القطاع الصحي تتطلب الخبرة والمعرفة والمهارة، ولا تكتمل إلا بالإحسان للمراجعين والمرضى وأهاليهم.. رسم الابتسامة على شفاه هؤلاء تشعر الطبيب والممرض والموظف في المنشآت الصحية بالرضا والارتياح تجاه عمله ومجتمعه، ويمثل دافعاً معنوياً لنشر هذه الثقافة لمن حولهم.
هذه القيمة الإنسانية مهمة جداً في المجتمع الطبي، ولا أبالغ إن قلت إنها تمثل نصف العلاج، فالمراجع وذووه ينتظرون حُسن المعاملة من موظفي المنشآت الصحية، وتعزيزاً لتجربة المراجعين في المنشآت الصحية، أرى أن قيمة الإحسان تبدأ في حُسن التحية والاستقبال، فمن الضروري أن يشعر المراجع بأنه مرحّباً به في هذا المكان – المنشأة الصحية – التي أنشئت من أجل خدمته وذويه، ثم يأتي حُسن القول، فلا يخرج من موظفي المنشآت الصحية إلا الكلام الطيب الحسن.
أحياناً يشتد النقاش بين المراجعين والموظفين، وهنا يجب على الموظفين أن يُحسنوا في المناقشة والحوار والمخاطبة، حتى إن وصل النقاش إلى مرحلة الجدل، فالإحسان يتجلى فيها بالكلمة الطيبة والأسلوب الراقي.
ثم الإحسان في العمل، بمعنى تأديته الأدوار بالمنشآت بإتقان وكمال، ما ينتظره المراجع وذويه هو أن تكتمل خدمتهم في المراحل المذكورة في الفقرة السابقة باكتمال العناية بهم من الكادر الطبي دون شعور المراجع بالضعف والشفقة، لأن في هذه الحالة يحتاج المراجع لمن يسانده ويقف معه.

 

معنى الإحسان وأركانه

الإحسان لغةً:

أصل كلمة الإحسان في اللغة من حَسُنَ، والإحسان نقيض الإساءة، يُقال: رجلٌ مُحسنٌ ومِحسانٌ؛ أي أنَّه كثير الإحسان، وقد فسّر النبي -عليه الصلاة والسلام- الإحسان في الحديث المشهور الذي يرويه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين سأل جبريل رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن الإحسان فأجاب بقوله: (أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)،[١] والمقصود بالإحسان هنا الإخلاص، ولا يَصل الإنسان للإحسان إلّا بأن يكون مُسلماً حقاً، وأن يُؤمن بالله إيماناً خالصاً، ويَطمئنّ قلبهُ بالإيمان، فمن الإحسان استشعار مُراقبة الله؛ فإذا أراد أن يُصلي يشعر برقابة الله؛ فيُصلي بحضورٍ تامٍ وخشوع .

أمّا الإحسان اصطلاحاً فهو:

أن يَعبد المسلم خالقهُ جلَّ وعلا؛ بحيث تكون عبادتهُ على وجه الحضور مع استشعار مُراقبة الله سبحانه وتعالى، فيَشعر وكأنّه يرى الله سبحانه وتعالى ويُراقبه، ويَتّيقن أنَّ الله مُطّلِعٌ عليه، وناظرٌ إليه؛ ممّا يدفع المسلم إلى دوام طاعة الله، ويدفعه كذلك لزيادة التقرّب إلى الله، وهو رادعٌ قويٌ عن المعاصي.[٣] قال بعض العلماء: الإحسان هو العبادات والأعمال التي يَتقرّب بها المسلم إلى الله تبارك وتعالى من النوافل التي لم يفرضها الله على المسلم؛ فاعتبر العلماء أن التزام النوافل يُعتبر من الإحسان.

أركان الإحسان

الإحسان أعلى منزلة في الدين، وهو أشرفها مكانة، ولا يصل المسلم إلى هذه الدرجة حتي يكون مؤمنًا حقّ الإيمان، حيث قال رسول الله : “إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ”، وأمّا عدد أركان الإحسان فبيان ذلك في حديث ذكره النبي الكريم فقال: “الإحْسَانُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ”، وهذا يتطلب أن يصل المؤمن إلى مراتب الإحسان، وفيما يأتي بيانها:

  • مرتبة المشاهدة: وهو أن يتحقق الإيمان في قلب المسلم حتى لا يرى فيه غير الله -تعالى- يسري في جسده، فلا يخطو خطوة دون أن يكون الله -تعالى- بين عينيه.
  • مرتبة المراقبة: هو أن يكون المؤمن مخلصًا لله -تعالى- باستحضار مشاهدة الله، وقربه منه، فلا يعمل عملاً إلّا ويخلص به، ولا يجعل فيه نيةً إلّا إرضاء الله تعالى.

تعريف الإحسان والإيمان والإسلام

يعرف الإيمان

بأنه كل ما صدق به القلب وعملت به الجوارح ونطق به اللسان، وهو أيضاً الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء، وأنه هو وحده الخالق المحيي المميت الرزاق، وإنه وحده سبحانه وتعالى مستحق للعبادة والخضوع والذل، فهو منزه عن كل عيب ومتصف بصفات الكمال.

يعرف الإسلام

على أنه تسليم القلب والعقل لعظمة الله وكماله، والانقياد له بالطاعة والتوحيد، فالإسلام هو خاتم الديانات السماوية التي أنزلها الله على البشرية مع رسوله محمد -عليه الصلاة والسلام-.

 يعرف الإحسان

في عبادة الخالق على أنه بأن يعبد الإنسان الله كأنه يراه، وهو الجد في أداء حقوق الله والقيام بها على أكمل وجه، أما الإحسان إلى المخلوق فهو إيصال النفع الديني والدنيوي لهم ككف الأذى عن الطريق، ودفع الشر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها.

أنواع الإحسان

اعلم أن دين الإسلام مبني على أمرين الاعتقاد والعمل فالله سبحانه أشار الى الأول بقوله أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وإلى الثاني بقوله وَهُوَ مُحْسِنٌ أي في الانقياد لربه بأن يكون آتيا بجميع ما كلفه به على وجه الإجلال والخشوع وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ الموافقة لذين الإسلام، ومن هنا سنبين أنواع الإحسان.

• الإحسان مع الله

يكون الإحسان مع الله بحسن العبادة أي أن يعبد الإنسان ربه كأنه يراه فيأتي من العبادة أفضلها وأكملها، في عبده كأنه يراه، وذلك أعلى أنواع الإحسان “أن تعبد الله كأنك تراه”، إذا لم تعبد الله كأنك تراه وتطلبه، فاعبده كأنه هو الذي يراك عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه، متذلل له “فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.

• الإحسان مع الخلق

إحسان إلى عباد الله تعالى، وذلك بإيصال جميع أنواع الخير لهم، ومن أعظم الإحسان إلى الخلق دعوتهم إلى الله، وتعليمهم ما ينفعهم في دينهم، وما يكون سبباً لسعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة وأعظم الناس إحساناً إلى الخلق هم الأنبياء وأتباعهم الذين يحملون الخير للبشرية

• الإحسان مع الحيوانات

حثت النصوص على أن الإحسان إلى الحيوانات والرفق بهم هو من الإحسان، وأن الإحسان إليهم يؤدي إلى المغفرة والرحمة من الله تعالى، بل هو من أقوى أسباب المغفرة الله تعالى للإنسان.

 

مقدمة عن الإحسان

الإحسان

جعَل العُلماء الإيمان مراتبَ ودرجات، ووضعوا الإحسان في أعلى مَراتب الإيمان؛ حيث إنّ الإحسان كما جاء ذكره في الحديث الطّويل الذي رواه عمر بن الخطاب: (أن تعبد الله كأنك تراه)[١]، فإذا وصل المؤمن لهذه الدرجة من الإيمان؛ بحيث يعبد الله وكأنه يراه في كل حركاته وسكناته فسيكون بذلك قد ارتقى إلى مَنزلةٍ رفيعة.

قصص عن الإحسان

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان قصة رائعة ومعبرة جداً من اجمل ما قرأت

في يوم من الايام تعطلت سيارة امرأة ثرية علي طريق سريع بسبب عطل طارئ غير متوقع بها، فنزلت المراة ولا تدري ماذا تفعل، قررت أن تطلب المساعدة من احدي السيارات المارة بها، لوحت بيدها للسيارات المسرعة إلا ان السيارات قد تجاهلتها واستمرت في طريقها، بعد وقت قليل بدأ رذاذ المطر وخشيت المرأة حلول الظلام بها، وفجأة توقفت سيارة قديمة يقودها شاب اسمر، نظرت اليه المرأة والي السيارة مترددة هل تطلب منه المساعدة ام تبقي، حيث أنها كانت تخشي من طمع بها تظن أن كل من يراها سيعلم بغناها ويروتها، إلا انها لم تجد امامها مفراً من طلب المساعدة من الشاب والصعود معه الي السيارة حتي ينقلها الي مكان آخر .

في الطريق سألت الشاب عن اسمه وعمله وقد كان يظهر عليه علامات الفقر والاحتياج الي المال، فأخبرها الشاب ان اسمه آدم وانه يعمل سائق اجرة، فاطمأنت المرأة نوعاً ما إلا انها قد عاتبت نفسها كثيراً وانبت ضميرها لأنها قد اساءت الظن في هذا الشاب المؤدب الذي لم ينظر اليها طوال الطريق ولم يحاول أن يضايقها بأي شكل من الاشكال، حتي وصلت الي المدينة وهي تضمر في نفسها انها سوف تعطيه كل ما يطلبه من الاجرة، وعندما وصلت الي المكان الذي تريده طلبت النزول فتوقف الشاب.

سألته مباشرة : كم حسابك ؟ فأجابها الشاب في بساطة : لا شئ !! فقالت المرأة : لا يمكن أن تساعدني وتقوم بإيصالي دون أن تأخذ لاجر، فقال لها الشاب : أجرتي ان تفعلي الخير مع من تجديه .. انصرفت المرأة مذهولة لا تصدق كرم هذا الشاب وحسن خلقه، استمرت في طريقها حتي وقفت امام مقهي ، فدخلت وطلبت من النادلة أن تحضر لها فنجاناً من القهوة، انت النادلة بالقهوة فلفت نظر المرأة الثرية شحوب وجه العاملة وكبر بطنها فسألتها عن السبب قائلة : أراك متعبة يا بنتي، ماذا بك ؟ فقالت الفتاة : إني علي وشك الولادة، قالت المرأة : ولماذا لا ترتاحين في منزلك بدلاً من الذهاب الي العمل وانت بهذه الحالة ؟ قالت العاملة : انني احاول أن اوفر ما يكفي حاجة ولادتي .

ثم ابتعدت العاملة وذهبت الي المحاسب حتي تأتي بالمبلغ الباقي من حساب المراة التي كانت قد اعطتها مبلغ ورقة نقدية تساوي قيمة عشرة اضعاف القهوة، إلا ان النادلة عندما عادت لم تجد المرأة، بحثت عنها دون جدوي، لكنها قلبت الورقة لتجد عليها كلاماً آخر وهو : وتركت لك ما تحت الطاولة هدية لمولودك .. كادت النادلة ان تصرخ من السعادة وهي تري مبلغ كبير يساوي 6 اضعاف راتبها الشهري تحت الطاولة، لم تتمالك دموعها من الفرح، استاذنت من عملها وسابقت الريح وهي مشتاقه للعودة الي منزلها واخبار زوجها بما حدث معها .

دخلت المنزل مسرعة تنادي زوجها الذي تعجب من عودتها مبكرة، احتضنته المرأة بشوق وهي تقول : ابشر يا آدم، قد فرجها الله علينا وأكرمنا .

الحكمة من القصة : الخير سيعود إليك حتما إفعله وتذكر دائماً قول الله تعالي : {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} .

السابق
لا تتناول هذه الأدوية مع التمارين الرياضية
التالي
فوائد واضرار الثلج

اترك تعليقاً