أمراض نفسية

ما هو اكتئاب الخريف؟

فصل الخريف

فصل الخريف هو الفصل الذي يقع بين فصلي الصيف والشتاء، حيث تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض بشكل تدريجيّ، وتكون درجات حرارة فصل الخريف بين حرارة فصل الصيف وبرودة فصل الشتاء؛ وذلك في خطوط العرض المتوسطة والعالية، ويكون فصل الخريف في المناطق القطبيّة قصير جداً.

ويبدأ فصل الخريف في شهر أيلول من كل عام، وهي فترة الاعتدال الخريفيّ، وتتحدد بدايته الرسميّة في منتصف شهر أيلول، والاعتدال هو اليوم الذي تشرق فيه الشمس بشكل مباشر على خط الاستواء، ويتساوى فيه الليل والنهار تقريباً، ويحدث الاعتدال مرتين كلّ عام، حيث يحدث مرة خلال شهر آذار، وهو اليوم الأول من فصل الربيع، ومرة أخرى في شهر أيلول، وهو اليوم الأول من فصل الخريف، وعادة ما يحدث الاعتدال الخريفيّ في الواحد والعشرين من شهر أيلول أو حول هذا التاريخ.

الاكتئاب الموسمي

الاكتئاب الموسمي هو أحد أنواع الاكتئاب، وهو مرتبط بتغيير الفصول، حيث يبدأ في نفس الوقت خلال العام، وهناك نوعان من الاكتئاب الموسمي، الأول هو الأكثر شيوعًا ويبدأ مع فصل الخريف ويستمر حتى أشهر الشتاء، والنوع الثاني هو الأقل شيوعًا ويبدأ في الربيع إلى بدايات الصيف، ويؤثر الاكتئاب الموسمي على الحالة المزاجية ويسحب الطاقة من الإنسان ويقلل الإنتاجية، لذا فإن من يعاني منه يحتاج إلى خطوات لمحاربته، للحفاظ على الحالة المزاجية والمحفزات طوال العام.

أعراض الاكتئاب الموسمي

يُشاع هذا الاضطراب عند الأشخاص الذين يعيشون في أو ينتقلون إلى المناطق الغائمة والمُعتمة، والأقرب لخطوط العرض المتجهة شمالاً أو جنوبًا بعيدًا عن خط الاستواء، وأعراض الاكتئاب الموسمي هي كالآتي:

  • الأعراض المشتركة للاكتئاب الموسمي: والتي تشمل الاكتئاب اليومي والمستمر معظم اليوم، صعوبة التركيز، فقدان الأمل والشعور بالذنب والتي قد توصل الشخص للتفكير بالإنتحار.
  • أعراض الاكتئاب الموسمي المرتبطة بفصل الشتاء: كثرة النوم، الجوع والرغبة بتناول الأطعمة المعتمدة على الكاربوهيدرات، زيادة الوزن، التعب وفقدان الطاقة.
  • أعراض الاكتئاب الموسمي المرتبط بالصيف: الأرق وفقدان الشهية، ونزول الوزن، الاهتياج والقلق.

ما هو اكتئاب الخريف؟

يبدأ هذا النوع من الاكتئاب في الوقت ذاته من كل سنة، وفي معظم الأحيان تكون البداية في فصل الخريف لتستمر لفصل الشتاء، ويطلق على هذه الحالة اكتئاب الخريف. وهناك أسباب عدة واراء مختلفة حول الإصابة باكتئاب الخريف، إذ يعتقد بعض العلماء بأن الجسم يعمل على إفراز هرمونات معينة في أوقات محددة من كل سنة، بحيث ينتج عن هذه الهرمونات تغيرات نفسية واكتئاب.

هناك نظرية أخرى ترجح أن السبب يعود إلى قلة التعرض لضوء الشمس أثناء فصلي الخريف والشتاء، مما يجعل الجسم يفرز هرمون السيروتونين بنسبة أقل، إذ يعد السيروتونين الهرمون الرئيسي المسؤول عن ربط مسارات الخلايا المسؤولة عن التحكم بالمزاج، وعند وجود أي خلل في المسارات التي تنقل السيالات العصبية في الدماغ، يحدث تغير في المزاج وتظهر أعراض الاكتئاب والتعب وزيادة الوزن.

عادةً ما يبدأ اكتئاب الخريف في أعمار صغيرة، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الاكتئاب، كما أنه يعاني الأشخاص المصابون باكتئاب الخريف بأعراض طفيفة، ولكن يعاني البعض الاخر من أعراض اكتئاب حادة تؤثر على علاقاتهم الاجتماعية ووظائفهم.

الاكتئاب الموسمي الشتوي

إن اكتئاب الشتاء أو الاضطراب العاطفي الموسمي، هو نوع من الاكتئاب ينشأ نتيجة تغير فصول العام، يبدأ وينتهي في نفس الوقت من كل عام، وغالباً ما يكون ذلك مع بداية الخريف ويستمر حتى نهاية فصل الشتاء.

ولم يتوصل العلماء بعد إلى تفسير علمي لمتلازمة الاكتئاب الموسمي أو العوامل التي تقف وراءها، لكن العديد من الدراسات رجحت الأسباب التالية:

  • تغير إيقاع الساعة البيولوجية، بسبب تغير عدد ساعات الليل والنهار خلال الخريف والشتاء، فانخفاض شدة وكمية أشعة الشمس يسبب اضطراباً في الساعة البيولوجية قد تشعرك بالاكتئاب.
  • انخفاض مستوى السيروتونين (Serotonin)، وهو أحد المركبات الكيميائية الموجودة في الدماغ التي تؤثر على الحالة المزاجية.
  • نقص في فيتامين د (Vitamin D)، إذ يعمل هذا الفيتامين على الحفاظ على مستويات طبيعية للسيروتونين في الجسم خلال فصل الشتاء، وتساعد أشعة الشمس في إنتاج الكوليكالسيفيرول الذي يتحول إلى فيتامين د.
  • إن زيادة إفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin) في الجسم نتيجة زيادة عدد ساعات الليل وقلة التعرض للشمس نهاراً، قد يؤثر على التوازن الطبيعي للجسم، ويؤدي للشعور بالخمول وانخفاض في النشاط، بالإضافة إلى اضطرابات في النوم وتقلبات مزاجية.

علاج الاكتئاب الموسمي

إليكم طرق علاج الاكتئاب الموسمي سواء الطبية وغير الطبية:

أولاً : العلاجات غير الطبية للاكتئاب الموسمي:

  • قضاء الوقت في الخارج والتعرض لضوء النهار.
  • تناول غذاء صحي يتضمن الفيتامينات والأملاح.
  • ممارسة الرياضة بانتظام لمدة نصف ساعة ثلاث مرات أسبوعيًا.
  • ممارسة النشاطات الإجتماعية.
  • اتباع تقنيات الاسترخاء، مثل ممارسة اليوغا والتأمل.
  • اتباع أساليب العلاج بالموسيقى والفن.

ثانياً : العلاجات الطبية للاكتئاب الموسمي:

بشكل عام، تتحسن الأعراض من تلقاء ذاتها مع تغير الفصول، و لكن مع استخدام العلاج المناسب يتم التخلص من الأعراض المزعجة بشكل أسرع، هناك ثلاث طرق رئيسية لعلاج الاكتئاب الموسمي، قد يصفها الطبيب مندمجة معًا أو كلًا على حدة، وهي:

1- العلاج بالضوء

  • وهو الدعامة الأساسية لعلاج الاكتئاب الموسمي، يجلس فيه المريض لمدة تتراوح ما بين عشرين وستين دقيقة يوميًا صباحًا أمام صندوق ضوئي خاص يصدر أشعة ساطعة تحاكي أشعة الشمس الطبيعية، تهدف إلى إحداث تغييرات كيميائية في الدماغ هدفها تحسين المزاج. عادة ما تتحسن الأعراض خلال أسبوعين من بدء العلاج.
  • للعلاج بالضوء بعض الأعراض الجانبية، مثل: إجهاد العين، الإرهاق، ألم في الرأس، والأرق.
  • يجب التنويه أن هناك بعض الحالات التي لا يمكن استعمال العلاج بالضوء فيها، مثل مرض السكري واعتلال الشبكية واستعمال بعض الأدوية.

2- العلاج بالأدوية

  • إذا كانت الأعراض شديدة يتم اللجوء إلى أدوية مضادات الكابة، مثل: بوبروبيون، ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI).
  • قد تسبب مضادات الكابة أعراض جانبية مزعجة، يجب مناقشتها مع الطبيب المختص. تبدأ الأعراض بالتحسن خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع من بدء العلاج.

3- العلاج النفسي

  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT) هو نوع من أنواع العلاج النفسي يهدف إلى تحديد الأفكار والتصرفات السلبية، وتبديلها بأفكار أكثر إيجابية من خلال تقنية التفعيل السلوكي.

الاكتئاب الحاد

الاكتئاب الحاد ليس مجرد حالة مزاجية سيئة لبعض الوقت، فقد يعاني المصاب من عدة أعراض يومية تستمر إلى أكثر من أسبوعين أو حتى لعدة أشهر على الأقل، أهم هذه الأعراض:

  • تغير المزاج والحزن الدائم.
  • مشاكل في النوم، مثل الأرق الدائم أو كثرة النوم بشكلٍ غير طبيعي.
  • الشعور بالتعب والإرهاق الدائم مع فقدان الطاقة.
  • فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.
  • فقدان الرغبة بالقيام بالأنشطة المحببة للشخص.
  • صعوبة في التفكير، التركيز أو حتى اتخاذ القرارات.
  • الشعور بعدم القيمة وتحقير الذات أو الذنب.
  • كثرة التفكير بالموت أو الانتحار.

وهناك بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب، أهمها:

  • عوامل وراثية: يلعب التاريخ العائلي دورًا في احتمالية إصابة الشخص بالاكتئاب.
  • سوء التغذية: فقد يؤثر نقص بعض الفيتامينات الهامة للجسم، مثل فيتامين ب أو د، على الصحة النفسية لدى الإنسان.
  • العوامل البيئية: تؤدي الضغوطات اليومية مثل التوتر أو التعرض لحوادث أليمة، كفقدان شخص عزيز، إلى زيادة فرصة الإصابة بالاكتئاب الحاد.
  • التغيرات الهرمونية: تعاني أعداد كبيرة من النساء من الإصابة بالاكتئاب نتيجة للتغيرات الهرمونية. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي مشاكل الغدة الدرقية إلى ظهور أعراض الاكتئاب.
  • كيميائية الدماغ: اختلال التوازن بين النواقل العصبية،المسؤولة عن التحكم بالمزاج العام، قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.
    أسباب أخرى، وتشمل:
  1. قد يؤدي تناول بعض الأدوية مثل مضادات التشنج أو أدوية الضغط إلى الإصابة بالاكتئاب.
  2. إدمان الكحول أو المخدرات قد يزيد من خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب.
السابق
دواء فيزيكير – vesicare لعلاج حالات فرط نشاط المثانة
التالي
دواء فيزان – Visanne مانع حمل

اترك تعليقاً