أدبيات

ما هى البركة

البركة .. كثيراً ما تتردد هذه الكلمة علي ألسنتنا ، وفي كل وقت نحن نطلب البركة ، فما هى البركة ؟

هل تعرف معنى البركة

يقصد بالبركة الزيادة والتنمية في الخير بكافة أشكاله، فالبركة في المال زيادته وكثرته ، وفي الدار فساحتها وسكينتها وهدوؤها ، وفي الطعام وفرته وحسنه ، وفي العيال كثرتهم وحسن أخلاقهم ، وفي الأسرة انسجامها وتفاهمها ، وفي الوقت اتساع وقضاء الحوائج فيه ، وفي الصحة تمامها وكمالها ، وفي العمر طوله وحسن العمل فيه ، وفي العلم الإحاطة والمعرفة .. فإذاً البركة هي جوامع الخير ، وكثرة النعم.

أسرار البركة

الأسرار التي تجلب البركة
لقد أضفى الإسلام على البركة كثيرا من القيم الروحية و المعاني الإنسانية و الدلائل الدينية و الآثار الاجتماعية التي تحفزك على التطلع إليها و التمسك بها:

أولاً: بركة التقوى و الإيمان بالله و حسن التوكل عليه:
قال تعالى: ( و من يتق الله يجعل له مخرجا) إن البركات الحاصلة بالإيمان و التقوى بركات في الأشياء، و بركات في النفوس و بركات في المشاعر، و بركات في طيبات الحياة، بركات تنمي الحياة و ترفعها في آن و ليست مجرد وفرة مع الشقوة و التردي و الضلال.
ثانياً: بركة القرآن الكريم
قال تعالى: ( و هذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه).
و قال الإمام الصادق (ع): البيت الذي يقرا فيه القرآن و يذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته، و لا يقربه الشيطان. الكافي ج2 ص 610 القرآن الكريم هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية و البدنية و أدواء الدنيا و الآخرة و ما كل أحد يؤهل و لا يوفق للاستشفاء به.فالقرآن الكريم كنز عظيم في الحياة بالعمل به و تنفيذ أوامره و التزام منهجه ، فبه يبارك الله تعالى لك في عمرك، و يغدق عليك من نعمه و في الآخرة بإدخالك جنته و تمتعك بنعمها.
ثالثاً: بركة تسمية الله في جميع الأعمال
و تكون في بداية كل عمل ليمنع إشراك الشيطان في أعماله و ليبارك الله عملك. قال النبي (ص): “كل عمل لم يبدأ باسم الله فهو أبتر، أي مقطوع و ناقص البركة”

رابعاً: بركة الاجتماع على الطعام و بركة بعض الأطعمة: و قد بورك الأكل المجتمع، اي مع الجماعة و جعلت البركة على الطعام الذي يجتمع عليه الناس.

البركة في الحياة

من اسباب البركة فى الحياة :

  • دوام الإعطاء والكرم، وعدم البخل والشحّ.
  • كثرة الاستغفار والمواظبة عليه مع عدم الإصرار على الذنوب صغيرها وكبيرها.
  • سؤال الله البركة في العطاء والرزق.
  • حسن الخُلق، والبرّ مع الناس، فقد قرن رسول الله بين أعمال البرّ ونيل البركات.
  • حسن تدبير الوقت وتنظيمه ممّا يُؤدّي إلى البركة فيه، وتحقيق الإنجاز المطلوب.
  • الاجتهاد في نيل المال الحلال والترفّع عن الحرام والشبهات، فإنّ البركة تكمُن في المال الطيّب الحلال الذي تُبنى عليه صحّة المسلم وسلامته.
  • الجهاد في سبيل الله، فعليه مترتّبٌ الأجر العظيم والعطاء الكريم من الله تعالى.
  • تقوى الله تعالى، ودوام التوكّل عليه وحُسن الظنّ به.

البركة في الوقت

إنّ العُمرَ -ونِصابَهُ الزمن- هوَ مَناطُ المُحاسَبَةِ والمسألةِ يومَ القيامة، وهو تفسيرٌ للآية الكريمة: {أفحسِبتُم أنّما خَلقناكُم عَبثًا وأنّكُم إلينا لا ترجعون}

ان أشد ما يمحق البركة هي المعاصي، وقد فصّل الإمام ابن القيم في ذلك، وعدد فعل المعاصي في محق البركة من كل شيء على كافة المستويات وأهمها: محق بركة العلم: العلم نور يقذفه الله في القلب, والمعصية تطفيء ذلك النور. ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه؛ أعجبه ما رأى من وفور فطنته, وتوقد ذكائه, وكمال فهمه, فقال: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورًا؛ فلا تطفئه بظلمة المعصية.

من أسباب زوال بركة الوقت عدم معرفة أهميته، لأن الإنسان إذا عرف قيمة شيء حافظ عليه، فاستجلب بذلك بركة الله له، ومن أجمل ما قاله ابن الجوزي -رحمه الله- في ذلك: (ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل).

أن الوقت نعمة من نعم الله على خلقه، ولا بد للعبد من شكر النعمة وإلا سُلبت وذهبت. وشكر نعمة الوقت يكون باستعمالها في الطاعات، واستثمارها في الباقيات الصالحات، يقول عليه الصلاة والسلام: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ).

البركة في المكان

تكون البركة في الأمكنة والأزمنة والأشخاص: فالله -عز وجل- قد يبارك في بعض الأمكنة، ويجعلها مباركة. فبارك سبحانه في المسجد الأقصى وما حوله فقال تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}سورة الإسراء، قال الطبري: “وقوله: {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} يقول تعالى ذكره: الذي جعلنا حوله البركة لسكانه في معايشهم وأقواتهم وحروثهم وغروسهم. لأن البركة لا تفارقه جعلنا الله تعالى في بركاته ونفعنا بشريف آياته”.

كما وبارك سبحانه في أرض الشام، قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}،ودعا -صلى الله عليه وسلم- للمدينة بالبركة فقال: (اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَي ما جعلته بمكة من البركة

وأسباب بركة المسجد الأقصى كثيرة:

  • كما أشارت إليه كلمة (حوله) منها: أن واضعه إبراهيم عليه السلام، ومنها: ما لحقه من البركة بمن صلى به من الأنبياء من داوود وسليمان ومن بعدهما من أنبياء بني إسرائيل.
  • ثم بحلول الرسول عيسى عليه السلام وإعلانه الدعوة إلى الله فيه وفيما حوله.
  • بركة من دفن حوله من الأنبياء، فقد ثبت أن قبري داوود وسليمان حول المسجد الأقصى.
  • وأعظم تلك البركات حلول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه ذلك الحلول الخارق للعادة، وصلاته فيه بالأنبياء كلهم. وقال تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} (30) سورة القصص.
  • وسبب البركة حدوث أمر ديني فيها، وهو تكليم الله إياه وإظهار المعجزات عليه.

البركة فى الرزق

يجب على كلّ مسلمٍ أنْ يؤمن ويعتقد اعتقاداً جازماً بأنّ الله -تعالى- قدّر الرزق لجميع المخلوقات، ودليل ذلك قوله: (وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّهِ رِزقُها وَيَعلَمُ مُستَقَرَّها وَمُستَودَعَها كُلٌّ في كِتابٍ مُبينٍ)

يشكي الكثير من قلّة البركة في الارزاق، سواءً كانت في الأموال، أو في الأولاد، أو في الزوجة، أو الأعمار، أو البيت، ومن يسعى إلى تحقيق البركة في رزقه لا بدّ من قيامه ببعض الأمور،منها :

  • تحقيق تقوى الله عزّ وجلّ؛ والتقوى تعرّف بأنها جعل المسلم حمايةً ووقايةً بينه وبين العذاب من الله تعالى، ويتحقّق ذلك؛ بالقيام بالطاعات والعبادات، وتجنّب الوقوع بالمنهيات والمحرّمات، ودليل ذلك قول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ)
  • تلاوة القرآن الكريم وتدبّره: حيث إنّ القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، ولحافظه، وقارئه، مع الحرص على مداومة تلاوته طوال السنة، وعدم الاقتصار على تلاوته في شهر رمضان المبارك، كما يفعل بعض الناس.
  • الصدق في البيع والشراء: مع بيان ما في السلعة من عيوبٍ إن كان فيها ذلك؛ فالصدق يحقّق البركة، ويزيد الرزق.
  • القيام بالاعمال في الأوقات الباكرة: فالكسل وعدم الاستيقاظ في الأوقات الباكرة، والتأخّر في الذهاب إلى الاعمال يؤدي إلى انتزاع البركة منها.
  • التوكّل على الله عزّ وجلّ :مع الحرص على الكسب والسعي له، وعدم الجلوس في البيت وانتظار العمل.
  • برّ الوالدين، وصلة الأرحام: حيث إنّهما متصلان بالله تعالى؛ فالواصل لرحمه وصله الله تعالى، والقاطع لرحمه قطعه الله تعالى.

قصص عن البركة

 

 

السابق
ما الاسلام
التالي
دواء إربيسار- irbesar علاج ارتفاع ضغط الدم

اترك تعليقاً