ديني

ما هي أفضل الأعمال في شهر رمضان

ما هي أفضل الأعمال في شهر رمضان

أفضل الأعمال إلى الله في شهر رمضان

الدعاء وذِكر الله عزّ وجلّ

يُعَدّ ذِكر الله من أعظم العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى الله -تعالى-، وخاصّة في رمضان؛ لأنّه المقصود من تشريع العبادات؛ فالعبادات والأعمال الصالحة جميعها شُرِعت؛ لأجل إقامة ذِكر الله -تعالى-، قال -عزّ وجلّ-: (فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)، وقد ذهب العُلماء إلى أنّ ذِكر الله هو أفضل ما يشغل به الإنسان نفسه، وقد جاءت الكثير من الأدلّة التي تُبيّن فضل الذِّكر، كقوله -تعالى-: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، وحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ قال: (ألا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوَّكم؛ فتضربوا أعناقَهم، ويضربوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى. قال: ذِكرُ اللهِ)، وأفضل الأذكار هي الأذكار الواردة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الأوقات والأماكن المُحدَّدة، كالذكر الوارد وقت الاستيقاظ، وعند دخول المسجد، والالتزام بالأذكار بشكل عامّ وفي كُلّ وقت، ومن الآثار العظيمة المترتّبة على دوام ذكره سبحانه: أنّه سبب لنَيل رضا الله -سبحانه وتعالى- ومَحبّته والقُرب منه، وهو سبب لطَرد الشياطين، وإزالة الهمّ والغَمّ، ومَحو السيِّئات، كما أنّه من أسهل العبادات، وأقلّها مَشقّة.

ويُعَدّ الذِّكر من أعظم الأسباب المُوجِبة لدخول الجنّة، وقد جاء عن ابن العربيّ أنّه قال إنّ الذِّكر شرط لصحّة الأعمال، فمن لم يذكر الله عند قيامه بالعمل فعمله ناقص، وبذلك يكون الذِّكر أفضل الأعمال، وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ للصائم دعوة لا تُرَدّ، وتكون هذه الدعوة عند فِطره، إذ قال: (إنَّ للصَّائمِ عندَ فِطرِه دعوَةٌ ما تُردُّ)، وممّا ورد عنه -عليه الصلاة والسلام- من الأدعية عند الإفطار أنّه كان يقول: (ذهب الظمأُ وابتلَّت العروقُ وثبت الأجرُ إن شاء اللهُ).

الصلاة

تُعَدّ الصلاة من أفضل الأعمال التي يُمكن للعبد المُسلم التقرُّب بها إلى الله في شهر رمضان؛ فهي الرُّكن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الإسلام، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ)، والأحاديث التي تدُلّ على فضل الصلاة وأهمّيتها لم تقتصر على ذِكر الفرائض؛ فقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ من يُحافظ على اثنتي عشرة ركعة من النوافل كلّ يوم، فإنّ له بيتاً في الجنة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غيرَ فَرِيضَةٍ، إلَّا بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ إلَّا بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ…)، والذي يُصلّي سُنّة الفجر فهي له خير من الدُنيا، لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا)،

ومن الصلوات التي كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يحثّ صحابته على أدائها في رمضان صلاة التراويح أو صلاة قيام الليل، وقد بيّن أنّ قيام رمضان من الأسباب التي تُكفّر الذنوب، فقال: (من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ). وصلاة التراويح من السُّنَن المُؤكَّدة التي تُؤدّى جماعة، وتكون في أوّل الليل، وقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقوم الليل بإحدى عشرة ركعة، ويجوز للمُسلم أن يزيد على ذلك، مع ضرورة التزامه بالخشوع والطمأنينة فيها. كما حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على صلاة الفجر في جماعة، والجلوس بعدها لذِكر الله -تعالى- حتى طلوع الشمس، قال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ).

  • ((قيام الليل في رمضان)).
  • ((فضائل قيام الليل في رمضان)).

قراءة القرآن الكريم

بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ قراءة الحرف الواحد من القُرآن تعدل عشر حسنات؛ لأنّه كلام الله -تعالى-، فقال: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ)؛وبهذا يكون عدد هذه الحسنات كبيراً جداً؛ ولذلك كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُكثِر من قراءة القُرآن، وخاصّة في رمضان، وكان جبريل -عليه السلام- يُقرِئ النبيَّ القُرآنَ في كُلّ سنة مرّة واحدة، وفي السنة التي تُوفِّي فيها -صلّى الله عليه وسلّم- عرضه جبريل مرّتَين، ويمكن للمسلم أن يجعل له عدداً خاصّاً من الصفحات، أو الأجزاء يقرؤها كُلّ يوم في رمضان؛ ليُنظّم تلاوته للقرآن بشكل يوميّ.

الزكاة

تُعَدّ الزكاة من أركان الإسلام، وللمُسلم أن يُخرج زكاته في شهر رمضان؛ لما في ذلك من مُضاعفة للأجور، ونيل رحمة الله -تعالى وقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُكثر من الصدقة والإحسان في رمضان، قال ابن عبّاس: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ)،وهذا يُبيّن فضل إخراج الزكاة في رمضان، إلّا أنّ إخراجها في ظُروف استثنائية، كحدوث مجاعة، أو كارثة في بلاد المُسلمين قد يكون أفضل من إخراجها في رمضان.

الصدقة

تُعَدّ الصدقة من الأسباب التي تُؤدّي إلى قبول العمل والعبادة عند الله، ومضاعفة الأجر والثواب لصاحبها الذي يُظَلُّ في ظلّها يوم القيامة أيضاً، فيحرص المُسلم على أدائها في رمضان، ويتحرّى أن يكون له مقدار من الصدقة بشكل يوميّ في رمضان، وأن يُؤدّيها بعيداً عن أعين الناس؛ لكي تكون سرّاً بينه وبين الله؛ فقد جاء عن بعض الصحابة أنّهم كانوا يتحسّسون بيوت الفقراء، والمساكين؛ ليُؤدّوا الصدقة إليهم.

صلة الأرحام

يجب على المُسلم أن يكون واصلاً لأرحامه، وتُعَدّ صلة الأرحام من أفضل العبادات التي يتمّ التقرُّب بها إلى الله -تعالى-، فقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّها من الأسباب التي تزيد في الرزق، وتُبارك في الوقت، فقال: (مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) وصلة الرحم تُبعد المُسلم عن النوائب والمصائب؛ وتكون الصلة بالمُداومة على زيارتهم، وعيادة مريضهم، وتفقُّد أحوالهم، ومن الممكن الاستفادة من الوسائل الحديثة، كالاتِّصال بهم، وتجب صِلَتُهم في الأحوال كلّها حتى وإن كانوا غير واصلين، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- واصلاً لرَحِمه وأقاربه مع أنّهم آذَوه أذىً شديداً، وقال الله -تعالى- عن ذلك: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)؛وذلك لأنّ الإسلام دعا إلى مُقابلة الإساءة بالإحسان، وكَظم الغيظ؛ فهي من صفات أهل الجنّة ولأهمّيتها، فقد أمر الله بها بعد أمره بالتقوى؛ ليُبيّن للناس أنّ صلة الأرحام أثر من آثار التقوى؛ فكُلّما كان المُسلم واصلاً لرَحِمه، كان أتقى لله، وهي علامة تدُلّ على صدق الإنسان، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، وآكد ما تكون صلة الرَّحِم في رمضان

إحياء ليلة القدر

تُعَدّ ليلة القدر من الليالي المُباركة التي أعلى الله ورسوله من قيمتها؛ فهي الليلة التي أنزل الله -تعالى- فيها القُرآن، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،والعمل والعبادة فيها خير منه في ألف شهر ممّا سواها، والله يُضاعف فيها الحسنات أضعافاً كثيرة، قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وإحياء هذه الليلة وقيامها سبب لمغفرة الذنوب، وتيسير الأمور، وتعظيم الأجور؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) وقد كان النبي يتحرّى هذه الليلة في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ إذ بيَّنَ أنّها تكون في ليالي الوتر* من العشر الأخيرة من شهر رمضان، وقد أخفاها الله عن الناس؛ ليجتهدوا في طلبها بالإكثار من العبادة

الاعتكاف

يُسَنّ للمُسلم الإعتكاف في شهر رمضان، وخاصّة في العشر الأواخر منه؛ لما فيه من صَون النفس عن المَنهيّات، وحَثّها على الطاعات، مُتحرّياً لليلة القدر، وقد جاء عن النبيّ فيما ترويه السيّدة عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ)، ويجوز الاعتكاف في كُلّ وقت، إلّا أنّه يكون آكداً في رمضان بشكل عام، ويتأكّد في العشر الأخير منه بشكل خاصّ؛ لِما رواه أبو سعيد الخدري عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: ( إنِّي كُنْتُ أُجاوِرُ هذه العَشْرَ ثمَّ بدا لي أنْ أُجاوِرَ هذه العَشْرَ الأواخرَ ومَن كان اعتكَف معي فليلبَثْ في معتكَفِه).

والاعتكاف هو: المكوث في المسجد والبقاء فيه؛ بقَصد العبادة، والتقرُّب إلى الله -تعالى-؛ سواءً كان في الليل، أو في النهار، وقد ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه اعتكف في رمضان، وفي غيره من الشهور، ويكون الاعتكاف في مسجدٍ تُؤدّى فيه صلاة الجماعة؛ ليُصلّي المعتكف صلاة الجماعة، ولا يُستحَبّ له الخروج من مُعتكَفه إلّا لحاجة، كأن يذهب إلى مسجد آخر ليُصلّي فيه الجُمعة إن كان المسجد الذي يعتكف فيه لا تُصلّى فيه الجُمعة، أو لِقضاء الحاجة، أو لحاجة في بيته، ولا يمنعه الاعتكاف من فعل ما هو أولى منه، كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والسَّعي في طلب الرزق، أو النفقة على عياله، ويكون الاعتكاف واجباً حال النَّذْر.

العمرة

يُعَدّ أداء العُمرة في رمضان أفضل من أدائها في غيره، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك، فقال: (إنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ حَجَّةٌ)، ويُضاعف أجر العُمرة في رمضان اجتماعُ شرف الزمان؛ وهو رمضان، وشرف المكان؛ وهو مكّة المُكرَّمة، وكُلّما كان العمل خالصاً لله، كان الأجر مُضاعَفاً.

فضل دخول رمضان

يُعَدّ الصيام أحد أركان الإسلام العظيمة التي لا تكتمل إلّا به، وقد وردت الكثير من الأدلّة التي تُبيّن فضل الصيام، ومنها قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) ويختلف مقدار الأجر والثواب بين الصائمين؛ ويعتمد هذا الاختلاف على أفعال المسلم أثناء الصيام، ومقدار التزامه بالآداب الإسلامية، أو عدم التزامه بها، وعلى مقدار ما يكون في قلبه من إخلاص لله -تعالى- في صيامه، ومن أعظم النِّعَم التي أنعمَ الله بها على عباده أن جعل لهم شهر رمضان شهراً للزيادة من الحسنات والطاعات، وموسماً للأعمال الصالحة

وقد حرص النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على أداء العبادات فيه، حتّى أنّ ابن القيّم قال في صفة عبادته -عليه الصلاة والسلام- في رمضان إنّه كان يخصّ عبادة الله -تعالى- في رمضان بما لا يشابهها في شهور السنة الأخرى؛ فيتعبّد في الليل والنهار منه، وقد أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن فضل دخول رمضان، فقال: (إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ونادى منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ).

السابق
صيام ستة من شوال
التالي
ما هي آداب صدقة التطوع

اترك تعليقاً