الاسره والمجتمع

ما هي القيم

ما هي القيم

تعرف القيم الإنسانيّة بأنها مجموعة من الالتزامات الأخلاقية المستخلصة مما هو مقبول حسب الفطرة الإنسانية السليمة, ولأن القيم الإنسانية بكافة أنواعها تؤثر على حياة البشر فقد حظيت باهتمام واسع على مر العصور، وتندرج القيم الإنسانية ضمن الحاجات الاجتماعية للإنسان، حيث يكتسبها بطبيعته وطريقة تربيته، فالأسرة والمجتمع وغيرها من العوامل تؤثر على قدرة الفرد على تطوير القيم الخاصة به.

ما هي القيم والمبادئ

قد تبدو تعريفات مفهوم القيم ومفهوم المبادئ متشابهة في مضمونها العام، إلا أنّ هناك ما يميزها عن بعضها، ويزيح التباس الفهم فيما بينها، وقد بيّنها الكاتب ستيفن كوفي، وهي تتلخص فيما يأتي:

  • تتخذ المبادئ شكلاً عالمياً ثابتاً، يستعصي تغييرها أو التلاعب في تفسيرها، أما القيم فلها طابعها الشخصي أو المجتمعي الخاص، مما قد يؤهلها للتغير والتطور.
  • المبادئ تتمثل بالحقائق التي تتجاوز الفوارق الثقافية والفردية؛ لما تتمتع به من وضوح وثبات ذاتيّ، وكأنها تترسخ في عقلية الأفراد والمجتمعات، دون التناقش والتجادل حول صحتها وثبوتها وفاعليتها، أو عواقب اختبارها، فالجاذبية الأرضية مبدأ علميّ، يثبت صحته كلما سقط شيء فإنه يجذبه نحو الأرض، أما القيم فتتحكم بحيّز أضيق، وترتبط بأحداث متغيرة وأفكار متجددة، مما يكسبها مرونةً تؤهلها لقابلية تغييرها وتطورها، فهي أداة مهمة للتعبيرعن أهدافنا، وقناعاتنا، والأحكام التي نطلقها على مختلف القضايا من حولنا.
  • يمكن استخدام المبادئ كبوصلة تضبط تحركات المرء على المستوى الفردي، وكمرجع فكري يتم اتخاذ القرارات على أساسها، وقد يُستعان بها لتحديد الأهداف والقيم الذاتية.
  • يتم تأسيس المبادئ أولاً؛ لبناء الأهداف الفردية، والمنظومة القيمية الخاصة بكل إنسان، وبالتالي لكل مجتمع، إذ تحميه من الغوغائية، والتشتت، والتناقض، على المستويات الفكرية والعملية.

أهم القيم الإنسانية

فيما يأتي أبرز القيم الإنسانية التي يجب أن تتوفر لجميع الناس ليكونوا أسوياء:

  • الكرامة التي تُبنَى عليها شخصية الأفراد وكيانهم.
  • الرحمة التي هي أساس التعامل السليم بين الناس.
  • العدالة العامة لجميع أفراد المجتمع في جميع المجالات الحياتية.
  • الحرية.
  • الأمن العام لجميع الأفراد في جميع مجالات الحياة السياسية منها والاقتصادية.

أنواع القيم

تُقسم القيم الإنسانية إلى عدّة فئات، وهي كما يأتي:

  • القيم الفرديّة: تُعدّ هذه القيم من أكثر القيم الجوهرية للفرد، والتي تعني تقييم الذات، حيث تُعتبر القيم الفردية هي مصلحة الفرد التي تحتاج إلى أولويات الحماية قبل أيّ شيء آخر، كما أنّها تدعم الحرية حيث تعتقد أنّ الإنسان له الحق في تقرير ما هو جيّد له، وتبدأ هذه القيم منذ الطفولة.
  • القيم العائليّة: تُعتبر العائلة هي الوحدة الأساسية للمجتمع، ويمكن الحفاظ على هذه القيم عن طريق التقاليد، والثقة، والمحبة.
  • القيم المهنيّة: يَكسب الإنسان من خلال مهنته مجموعة من القيم، إذ إنّ لكلّ مهنة قيماً خاصة بها، مثل: الوفاء، والدفاع.
  • القيم الوطنيّة: تهدف هذه القيم إلى منح المساواة والعدالة لجميع المواطنين، وتمثّل هذه القيم تقاليد، وتاريخ الأمة، وتجارب شعبها منذ نشأتها.
  • القيم الأخلاقيّة: تنتقل القيم الأخلاقيّة من جيل إلى آخر عن طريق التقليد، وهذه القيم تُشكّل المسار الصحيح للفرد ليَحظى بالحب والاحترام في المجتمع.
  • القيم الروحيّة: تُنسب القيم الروحيّة إلى الله وتُسمى الإلهية، وتشمل هذه القيم الحب، والرحمة، والعدالة، والحقيقة، وتغرس فطرياً في الإنسان، بغض النظر عن دينه، أو ثقافته، أو جنسيته، فتوحّد جميع البشر في العالم، حيث تتجاوز مشاعر الحب والرحمة جميع حواجز الدين، والعرق، والقوميّات.

أهمية القيم في حياتنا

هُناكَ أهَميّةٌ للقِيَم فِي مُجتَمعاتِنا وَهِيَ :

  • مؤشّر على النضج وفهمِ الحياة : هناكَ دراساتٌ كثيرة تُشيرُ إلى أنّ البلاد التي تسودُ فِيها القِيَم تَكونَ أكثرَ نُضجَاً وفِهماً للحياة بالإضافةِ إلى أنّها مجتمعات مبدِعَة فِي حياتها أوصلتها إلى نجاحٍ عَظيم.
  • تكسبك أهميّة: خَلقنا اللهُ تعالى مِن طين نشعر، نرغب، نَكرَه، نتعلّق، نتعلّم … إلخ، فَكُل هذِهِ الأمور يَجِب أن تُسيّر لتجسيدِ الشخصيّة وَتُحدّد طينتكَ والقيم التي تعيشُ عليها والتي تريدُ أن تموتَ عليها، فَعَلى سبيلِ المثال الشّخص الذي يَتَمَسّك بمَبدأ أنّهُ يُريدُ أن يَعيشَ حَياةً شَريفة لا يأكُل أموالَ الآخَرين بالباطِل ولا يَسرِق ولا يَخونُ الأمانة؛ فهذِهِ القيمَةِ ستجعل له قيمة عِندَ مَوتهِ وسيكونُ بطلاً، فَمَن يَعيشُ بلا مَبدأ وبلا قِيَم سَيموتُ بلا كرامة لا محالَة، وتميّزكَ عن الآخرين هو ما سيجعلكَ مختلفاً ذا شخصيّة مَنفَرِدَة ينجذب إليها الآخرين، فلا تعش كما يريدك الآخرون أن تعيش، وكما تريدُ لكَ الحياة، بل عِشهَا كَما تُريدُ أنت وسَتَكُونُ راضياً.
  • تحديدُ مَا يَنبَغِي فِعلهُ فِي هذِهِ الحياة : مِنَ المَعروفِ أنّ الله تعالى خَلَقَنا فِي هذِهِ الحياة وفيها التّعب لا راحةَ للإنسان فِيها ولم يخلقنا الله تعالى فِي الجنّة، ثق تماماً أنّ الجميعُ في هذه الحياة يُحارِب مِن أجلِ قيمهِ التي يعيشُ عليها فلا تتخلّى عنها.
السابق
دواء اينياس – Eneas لعلاج ارتفاع ضغط الدم
التالي
كيف أتخذ قرار الزواج

اترك تعليقاً