القرآن الكريم

ما هي سورة التوديع؟ ولماذا سميت بذلك

ما هي سورة التوديع يلاحظ الكثيرون فى الاونة الاخيرة على مواقع التواصل الاجتماعى يتم الحديث بكثرة عن سورة التوديع ومن المعروف لكل مسلم ان هناك مسميات للسور فى القران الكريم ولكل سورة من سور القران الكريم اسم اشتهرت به وذلك للتمييز بين السور بعضها البعض ولامور اخرى عهديدة ومن هذه السور سورة النصر التى تعرف بصورة التوديع وفى هذا المقال سوف نعرض ما هي سورة التوديع.

ما هي سورة التوديع

  • سورة النّصر تعرف باسم سورة التوديع، ويرجع علماء التفسير سبب تسميتها بذلك، حيث أنها تضمّنت نعي الرسول صلى الله عليه وسلم عليه وتوديعه للدّنيا، وإخبار الله عز وجلّ بدنو أجله.
  • وما يدل فيها من حوادث تُنبّئ عن قرب رحيل ووفاة النبي عليه الصّلاة والسّلام، فهي تشتمل في ثنايا كلماتها إتمام الرّسالة، وأداء الأمانة، وختم مَهمّة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، ونهايتها بما نزل عليه من الوحي.
  • فقد رويَ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أشياخ بدر فقال: (ما تقولون في قول الله تعالى: (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ )، حتى ختم السّورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال: أكذلك تقول يا ابن عبّاس؟ قلت: لا، فقال: ما تقول؟ فقلت: هو أجل رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أعلمه له.
  • قال: (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)، فذلك علامة أجلك (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً)، فقال عمر بن الخطّاب: لا أعلم منها إلّا ما تقول).
  • فالحديث النبويّ الشريف يشرح سورة النّصر وما فيها من دلالة مؤكدة على دنو أَجَل النبيّ عليه الصّلاة والسّلام وتوديعه للدنيا.
  • وفي روايةٍ عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسولُ اللهِ عليه الصّلاة والسّلام يُكثِرُ من قول سبحانَ اللهِ وبحمدِه، أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه، قالت: فقلت يا رسولَ اللهِ! أراك تُكْثرُ من قولِ: سبحانَ اللهِ وبحمدِه أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه؟ فقال: أخبرني ربِّي أنّي سأرَى علامةً في أُمّتي فإذا رأيتُها أكثرتُ من قولِ سبحانَ اللهِ وبحمدِه أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه، فقد رأيتُها (إذا جاء نصر الله والفتح)، وفتحُ مكةَ (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً)).

تعريف سورة النصر

سورة النّصر من السّور القصيرة في القرآن الكريم، وهي سورة مدنية، عدد آياتها ثلاث أيات، ويصل عدد كلماتها إلى سبع عشرة كلمة، وعدد حروفها سبعة وسبعون حرفاً، ويأتي ترتيبها في نزول القرآن  بعد سورة التّوبة، وهي آخر سورة نزلت من القرآن الكريم، وقد نزلت هذه السّورة على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في حجة الوداع.

وقد دلت السّورة عن قُرب وفاة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فضلا عن البشرى السارة بدخول النّاس أفواجاً في دين الإسلام بعد الفتح، والالزام بالتّسبيح بحمد الله ولزوم الاستغفار.

وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: لما نزلت (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) دعا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام فاطمة وقال: (إنه قد نُعيت إلي نفسي) فبكت ثم ضحكت، وقالت: أخبرني أنّه نُعِيَت إليه نفسه فبكيت، ثم قال: (اصبري فإنك أول أهلي لحاقاً بي) فضحِكت).

تسبق هذه السّورة من حيث التّرتيب في الكتاب الفضيل سورة الكافرون وما تتضمنه من معنى وجود اختلاف دين الإسلام عن دين المشركين ، حيث جاءت سورة النّصر لتحمل البشارة للرسول عليه الصّلاة والسّلام بالفتح وهو فتح مكّة، وانتشار الدين الإسلاميّ  بشكل كبير وواسع في شبه الجزيرة العربيّة.

وتقلّمت أظافر الكفار والظلم والضّلال وبها دخل النّاس أجمعين في دين الله وهو دين الإسلام وتحطّمت الأصنام، ورفعت راية الدين الإسلامي والنّصر.

تفسير سورة النصر

  • بالرّغم من أن سورة النّصر قصير وعدد آياتها قليل والتي تحتوي على ثلاث فقط، إلاّ أنها تضمنت وحملت في ثناياها الكثير من المعاني، ومن تفسير هذه المعاني:
  • سورة النّصر تحمل في طياتها البُشرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنصر الله، ودخول النّاس في دين الله أفواجاً، وكما تقوم هذه السورة بتوجيه الرسول عليه الصّلاة والسّلام حين يتحقّق نصر الله وفتحه واجتماع النّاس على دين الاسلام إلى التوجّه إلى ربّه بالتّسبيح والحمد والاستغفار.
  • كما تدل السورة في الوقت ذاته عن حقيقة العقيدة الإسلاميّة ومضمونها، والمدى الذي يبلغ به البشر من الترفع والكرامة، وبلوغ القمّة التي لم تصل إليها البشريّة قط إلا في ظل الإسلام.
  • في السّورة دليل واضح بأداء النّبي عليه الصّلاة والسّلام للرّسالة العظيمة التي أرسل لأجلها، وانتهاء المَهمّة التي جاء بها، وتوجيه له أن يستعدّ لمقابلة ربه بالاستغفار والتّوبة وشكر الله والتّسبيح بحمده.
  • ومن فضائل سورة النّصر أنّها تبلغ معدل ربع القرآن الكريم، حيث روي عن أنسٍ رضي الله عنه (أنَّ الكافرونَ والنّصرَ تعدلُ كلّ منهما ربعَ القرآنِ، وإذا زلزلت تعدلُ ربعَ القرآنِ).
  • كما أن في سورة النّصر إشارة إلى أنّ دين الكفّار والمشركين سينتهي وسيضمحل، فاشتملت سورة النصر بين طيّاتها البِشرى للنبي صلى الله عليه وسلم بفتح مكة، وانتصاره على الكافرين، وانتشار الإسلام في كل البلاد، وإتمام رسالته التي جاء بها، وأداء الأمانة، كما دلت السورة للنبيّ صلى الله عليه وسلم بقرب موته، وأخبرته أن يُسبّح بحمد الله ويستغفره.
  • كما تشير سورة النصر على دين اللَّه سبحانه وتعالى الإسلام وذلك لقوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ).

سبب نزول سورة النصر

  • من المعروف عليه بين أهل القرآن، وأهل العلم أنّ لكل سورة هدفاً أو سبباً أو حادثة نزلت من أجلها، أو ما يسمى بأسباب النزول، أمّا بالنّسبة لسبب نزول سورة النصر فهو إبلاغ النبي صلى الله عليه وسلم عن دنو أجله، والعلامة الدالة على ذلك فتح مكة، والدليل على ذلك كما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: (كان عمرُ يدخلُني مع أشياخِ بدر، فقال بعضُهم: لم تُدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتُم، قال: فدعاهم ذاتَ يومٍ ودعاني معهم، قال: وما رأيتُه دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) حتى ختم السورة.
  • فقال بعضُهم: أمرنا أن نحمد اللهَ ونستغفرَه إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم، لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئًا، فقال لي: يا ابنَ عباسٍ، أكذلك قولك؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أعلمه اللهُ له: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فتح مكةَ، فذاك علامةُ أجلِك: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)، قال عمرُ: ما أعلم منها إلا ما تعلمُ).
  • بالنّسبة للوقت الذي نزل فيه سورة النصر فيفسر العلماء ذلك في قولان هما: الأول، أنّ سورة النصر نزلت على الرسول بعد فتح مكة، وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد أن نزلت لمدّة سبعين يوماً، وانتقل إلى ربه في شهر ربيع الأول من السنة العاشرة للهجرة.
  • فلذلك تم إطلاق اسم سورة التوديع على  سورة النصر، أمّا بالنسبة لفتح مكة فكان في عام الثامنة من الهجرة، أمّا القول الثاني فيدل على أنّ سورة النصر قد نزلت قبل فتح مكة، وفيها وَعد من الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر على أهل مكّة وفتحها لهم.

فى ختام هذا المقال نكون قد تعرفنا على قدر كبير من المعلومات عن ما هي سورة التوديع  وتعريف سورة النصر وتفسير سورة النصر وسبب نزول سورة النصر.

السابق
طرق لزيادة الوزن
التالي
فوائد القثاء للرجيم

اترك تعليقاً