مخاطر نقل الدم للمريض

نقل الدم

بدأت عمليات نقل الدم منذ زمن، ولكن بعضها كان ينجح، والآخر يفشل ويتوفى الشخص المنقول الدم له، فأجريت العديد من الدراسات، ليتوصلوا في النهاية بأنّ الدم غير متشابه عند كل البشر، ويوجد منه أنواع وهذا ما أدى لفشل بعض عمليّان نقل الدم، ونجاح بعضها الآخر. حيث إنّه عند نقل فصيلتين غير متطابقتين، أو غير ملائمتين لبعضهما، يحدث بعض التفاعلات الكيميائيّة السامة.

فصائل الدم وأنواعها

كما نعلم بأنّ الدم يتكوّن من كريات دم حمراء، وكريات دم بيضاء، وصفائح دمويّة، والبلازما، وهي موجودة عند جميع الأشخاص لكن الاختلاف يكمن فيما يسمّى بمولدات الضد، وهي مجموعة جزيئيّة من البروتينات تتواجد على أسطح كريات الدم الحمراء عند بعض الأشخاص وتنقسم لنوعين هما A و B، وتنعدم عند بعضهم الآخر، بالإضافة لاختلاف الأجسام المضادة في بلازما الدم. وتبعاً لذلك تنقسم فصائل الدم إلى:

• فصيلة الدم A حيث تكون الأجسام المضادة A على أسطح كريات الدم، بينما تكون الأجسام المضادة B في بلازما الدم.
• فصيلة الدم B حيث تكون الأجسام المضادة B على أسطح كريات الدم، بينما تكون الأجسام المضادة A في بلازما الدم.
• فصيلة الدم AB حيث تكون الأجسام المضادة A والأجسام المضادة B على أسطح كريات الدم، بينما تخلو بلازما الدم منها.
• فصيلة الدم O حيث تكون الأجسام المضادة A والأجسام المضادة B في بلاوما الدم، بينما تخلو أسطح كريات الدم منها.

وبناء على ذلك فإن:

• فصيلة A يمكن أن تمنح فصيلتي AB و O، بالإضافة إلى نفسها بالطبع.
• فصيلة B يمكن أن تمنح فصيلتي AB و O، بالإضافة إلى نفسها بالطبع.
• فصيلة AB لا تمنح سوى نفسها.
• فصيلة O تمنح الجميع بما في ذلك نفسها.

فوائد نقل الدم

يتكون الدم من عدة عناصر، بما في ذلك:

• خلايا الدم الحمراء تقوم بحمل الأكسجين وتساعد في إزالة الفضلات
• خلايا الدم البيضاء تساعد الجسم في مكافحة الالتهابات
• تُعتبر البلازما الجزء السائل في الدم
• تُساعد الصفائح الدموية في تخثُّر الدم بشكل ملائم

ويستقبل الأشخاص عمليات نقل الدم للعديد من الأسباب مثل الجراحة والإصابة والأمراض واضطرابات النزيف، وتُوفِّر عملية نقل الدم جزءًا أو أجزاء الدم التي تحتاج إليها، وتُعتبر كرات الدم الحمراء الأكثر نقلاً.

مخاطر نقل الدم للمريض

قد يتسبب نقل الدم في بعض الحالات بمجموعة من المضاعفات والمخاطر الصحية. إليك قائمة بأهمها:

1.انتقال الأمراض والعدوى

رغم أن هذا النوع من أضرار نقل الدم نادر الحدوث، إلا أنه يبقى احتمالًا واردًا. وهذه بعض الأمراض التي قد تنتقل عبر عمليات نقل الدم:

• مرض كروتزفيلد جاكوب: وهو مرض نادر يصيب الدماغ ويعتبر النسخة البشرية من مرض جنون البقر.
  مرض شاغاس: وهو مرض ينتشر وينتقل عن طريق الطفيليات.
  مرض الزهري: وهو أحد الأمراض المنقولة جنسيًا والتي تسبب ظهور تقرحات في المنطقة الحساسة وفي الفم.
• أمراض أخرى، مثل: الهربس، الإيدز، التهاب الكبد الوبائي من النوع C، الملاريا، مرض لايم، داء الفيروس المضخم للخلايا.

2. رد فعل تحسسي

في بعض الحالات قد يبدي الجسم رد فعل تحسسي تجاه الدم المنقول حتى لو كان الدم المنقول يلائم فصيلة دم المريض، وفي هذه الحالات قد تظهر على المريض أثناء عملية نقل الدم أو بعدها أعراض مثل:

• طفح جلدي وحكة.
• صعوبة التنفس.
• ألم في الصدر أو الظهر.
• خفقان في القلب.
• هبوط ضغط الدم.
• غثيان.
• حمى وقشعريرة.

تتراوح حدة رد الفعل التحسسي بين الطفيف والخطير، وفي بعض الأحيان من الممكن علاج رد الفعل التحسسي الحاصل عبر إعطاء المريض مضادات الهستامين.

3. فرط الحديد

• من مخاطر نقل الدم المحتملة حصول زيادة مفرطة في كمية الحديد في الدم، أو ما يسمى بداء ترسب الأصبغة الدموية.
• قد يتسبب فرط الحديد بتلف في مناطق وأعضاء مختلفة من الجسم إن لم يتم تداركه وعلاجه في الوقت المناسب، لا سيما في الأعضاء التالية: القلب، الكبد.

4. تفاعل نقل الدم الانحلالي

رغم أن هذا النوع من مضاعفات ومخاطر نقل الدم نادر إلا أنه وارد الحدوث، ويعتبر طارئًا طبيًا يجب التعامل معه بسرعة. وعند الإصابة بتفاعل نقل الدم الانحلالي، يبدأ الجسم بمهاجمة خلايا الدم الحمراء المنقولة وتدميرها.

لتفاعل نقل الدم الانحلالي نوعان، هما:

• تفاعل نقل الدم الانحلالي الحاد: تظهر أعراضه أثناء أو بعد عملية نقل الدم مباشرة.
• تفاعل نقل الدم الانحلالي المؤجل: على عكس النوع السابق، فإن هذا النوع يتطور في الجسم بشكل تدريجي.

هذه بعض أعراض نقل الدم الانحلالي التي قد تظهر على المريض: حمى، قشعريرة، ألم في الصدر أو في أسفل الظهر، تغير لون البول إلى اللون الداكن.

5. الحمى

• في بعض الأحيان قد تكون الحمى رد فعل طبيعي ناتج عن دخول كريات الدم البيضاء الغريبة في دم المتبرع لمجرى دم الشخص المصاب.
• لذا قد تلجأ بعض بنوك الدم لإزالة كريات الدم البيضاء من الدم المخصص لغايات نقل الدم، وذلك لخفض فرص إصابة المريض بالحمى بعد الخضوع لنقل الدم.
• إذا كانت الحمى الحاصلة مجرد رد فعل بسيط، فقد تساعد خافضات الحرارة على التخلص منها.
• ولكن وفي حال ترافقت الحمى مع أعراض أخرى مثل ألم الصدر والغثيان، فقد تكون مؤشرًا خطيرًا يستدعي استشارة الطبيب.

6. مخاطر نقل الدم الأخرى

• الإصابة بمشاكل صحية في الرئتين، مثل إصابة الرئة المتعلقة بنقل الدم، وهو مرض نادر قد يتسبب بتلف الرئة والوفاة.
• الإصابة بداء الطعم حيال الثوي، وهو مرض نادر تهاجم فيه خلايا الدم البيضاء في الدم المنقول نخاع العظم لدى الشخص الذي حصل على نقل الدم.

العناية التمريضية أثناء نقل الدم للمريض

بعد الحصول على الدم من المتبرّع وإجراء التحاليل اللازمة يتمّ وضعة إبرة مخصصة عبر أحد أوردة الشخص المراد نقل الدم إليه لإصال أنبوب نقل الدم إلى الوريد، وبعد إيصال الأنبوب يتمّ إزالة الإبرة ليبدأ تدفّق الدم إلى الأوعية الدمويّة للشخص، وتعتمد مدّة نقل الدم على سبب نقل الدم، ونوع الدم المنقول، وكميّة الدم المنقولة، وتتراوح مدّة النقل بين 1-4 ساعات، وتحتاج عمليّة نقل الدم الكامل وقت أكثر من عمليّة نقل أحد مكونات الدم فقط في العادة، ويتمّ خلال عمليّة نقل الدم مراقبة بعض الأعراض والعلامات التي قد تدلّ على حدوث ردّة فعل تحسسيّة تجاه أحد مكونات الدم المنقول، والتي غالباً ما تظهر خلال 15 دقيقة من بدء عمليّة نقل الدم.

احتياطات نقل الدم

للتقليل من احتمال حدوث رد فعل سلبي (تفاعل جانبي)، في أثناء عملية نقل الدم، يتخذ ممارسو الرعاية الصحية عدةَ احتياطات. قبلَ بدء نقل الدم، ببضع ساعات أو حتى قبل أيام قليلة سابقة عادة، يقوم الفنِّي بمزج قطرة من دّم المتبرِّع مع دم المتلقِّي للتأكُّد من أنهما متوافقان. ويسمَّى هذا الإجراء اختِبارَ التَّوافُق.

وبعدَ وضع لصاقات التحرِّي المزدوج على أكياس الدَّم التي هي على وشك أن تُعطَى، لضمان أنَّها وحدات مخصصَّة لذلك المتلقِّي، يقوم ممارس الرعاية الصحية بإعطاء الدَّم للمتلقِّي ببطء، خلال أكثر من ساعة إلى ساعتين لكل وحدة من الدم عادة. وبما أنَّ معظمَ ردود الفعل السلبية تحدث خلال أوَّل 15 دقيقة من نقل الدم، يُراقَب المتلقِّي عن كثب في البداية. وبعدَ ذلك، تقوم الممرِّضة بمراقبة المتلقِّي بشكل دوري، حيث يجب وقفُ نقل الدَّم إذا حدث ردُّ فعل سلبي.

وتعدُّ معظمُ عمليَّات نقل الدَّم آمنةً وناجحة. ولكن، تحدث ردود فعل خفيفة في بعض الأحيان، ونادرًا ما تحدث ردود فعل شديدة وحتَّى مميتة.

علاج حساسية نقل الدم

علاج حساسية الدم يتم بعدة طرق، اليك اهمها:

1- الأدوية

وتشمل أدوية الحساسية ما يلي:

• مضادات الهيستامين مثل ديفينهيدرامين (بينادريل).
• الستيرويدات القشرية.
• السيتريزين (زيرتك).
• لوراتادين (كلاريتين).
• كرومولين الصوديوم (Gastro Com).
• مزيلات الاحتقان (عفرين، سوبر هيدرين، سودافيد).
• معدلات الليكوترين (Singular ، Zyflo).

2- العلاج بالخلايا الجذعية

ينطوي هذا العلاج على العديد من الحقن على مدى بضع سنوات لمساعدة الجسم على التعود على مسببات الحساسية، حيث يمكن أن يمنع العلاج المناعي الناجح أعراض الحساسية من العودة.