أنظمة دولية

مفهوم الانتخابات التشريعية

تعريف الانتخابات

هي إجراء دستوري لاختيار الفرد، أو مجموعة من الأفراد لشغل منصب معين، وتعرف أيضاً بأنها مجموعة من المبادئ القانونية التي تتكون من نظام تشريعي الهدف منه تنظيم عملية الانتخاب حتى ينتج عنها تطبيق قانون جديد، أو تعديل قانون قائم، أو فوز أحد المرشحين للانتخابات، أو غيرها من الأحداث الدستورية المرتبطة بالانتخابات ارتباطاً مباشراً.

تعريف الترشح في الانتخابات

المرشح أو المترشح، (بالإنجليزية candidate أو nominee) هو المتلقي المحتمل لجائزة أو تكريم، أو الشخص الذي يسعى إلى أو يتم التفكير به ليشغل منصبًا معينًا؛ كأن:

  • يتم انتخابه لمنصب ما — وفي هذه الحالة، تتم إجراءات لاختيار المرشح مسبقًا.
  • يحصل على عضوية في جماعة ما

ويعد “الترشيح” جزءًا من عملية اختيار المرشح لانتخابه لمنصب ما من جانب حزب سياسي،[1] أو منحه تكريمًا أو جائزة. ويعرف هذا الشخص باسم “nominee” (مرشح)، على الرغم من أن كلمة “nominee” غالبًا ما تستخدم مع كلمة “candidate” بالتبادل. أما “المرشح المفترض” (Presumptive nominee) فهو عبارة عن مصطلح يستخدم عندما يعتقد الشخص أو المنظمة أن الترشيح أمر لا مفر منه. ويعرف الحدث الذي تكون خلاله مرشحًا في سباق لترشيح حزب أو لمكتب انتخابي باسم “candidacy” (الترشيح).

وتُشتق الكلمة الإنجليزية “Candidate” من الكلمة اللاتينية “candida” (أبيض). ففي روما القديمة، عادة ما كان يرتدي الأشخاص الذين يخوضون الانتخابات لمنصب سياسي سترة تم تبييضها وتقصيرها (من خلال تعريضها للشمس أو بالمواد الكيميائية) حتى تأخذ اللون الأبيض الزاهي أثناء الخطابات والمناظرات والمعاهدات، وغيرها من الوظائف العامة.

تعريف النظام الانتخابي

النظام الانتخابي هو مجموعة من القواعد التي تحدد كيفية تنفيذ وتحديد نتائج الانتخابات والاستفتاءات. أنظمة الانتخابات السياسية يتم تنظيمها من قبل الحكومات، في حين أن الانتخابات غير السياسية قد تحدث في الأعمال، المنظمات غير الربحية والمنظمات غير الرسمية.

الأنظمة الانتخابية تتضمن مجموعة من القواعد التي تحكم جميع أوجه عملية التصويت: موعد الانتخابات، من يحق له التصويت، من يحق له الترشح، كيفية تمييز بطاقات الاقتراع والإدلاء بها، كيفية عد بطاقات الاقتراع، محددات إنفاق الحملات، وباقي العوامل التي قد تؤثر على النتيجة. أنظمة الانتخابات السياسية يتم تحديدها في الدساتير وقوانين الانتخابات، ويتم تنفيذها عادة من قبل لجان انتخابية وقد يتم استخدام أكثر من نوع واحد للمناصب المختلفة.

بعض الأنظمة الانتخابية يجري بها انتخاب فائز واحد لمنصب فريد، مثل رئيس الوزراء أو الرئيس، في حين بعضها الآخر تنتخب فائزين متعددين، مثل أعضاء برلمان أو مجلس إدارة. هناك عدد كبير من الاختلافات في الأنظمة الانتخابية، ولكن أشهر هذه النظم هي نظام الفوز للأكثر أصواتا ونظام الاقتراع على دورتين والتمثيل النسبي و‌التصويت التراتبي. بعض الأنظمة الانتخابية مثل الأنظمة المختلطة [الإنجليزية]، تجمع بين مزايا الأنظمة النسبية وغير النسبية. يطلق على دراسة طرق الانتخاب المعرَّفة اسم نظرية الخيار الاجتماعي أو نظرية الاقتراع، وقد تُطبَّق هذه الدراسة في مجالات العلوم السياسية والاقتصاد أو الرياضيات وتحديداً في مجالات نظرية الألعاب و‌نظرية تصميم الآليات. تم وضع براهين مثل نظرية الاستحالة لآرو [الإنجليزية] توضح في حال توفر ثلاث بدائل أو أكثر لدى الناخبين فإنه من غير الممكن تصميم تصويت تراتبي يعكس التفضيلات الشخصية على شكل تفضيل عام للمجتمع بشكل يتناسب مع التمثيل النسبي و‌التصويت التعددي

مراحل الانتخابات

توجد عدة مراحل يجب على الأفراد التقيد بها من أجل تحقيق مشاركة فعالة، وصحيحة في الانتخابات، وهي:

  • إتمام السن القانوني للانتخاب وهو ثمانية عشر عاماً في أغلب دول العالم.
  • تسجيل كافة المعلومات الشخصية المتطابقة مع بطاقة الهوية في المركز الانتخابي.
  • الانتظار في دور الناخبين حتى الوصول إلى صندوق الاقتراع.
  • الحصول على نسخة من الورقة الانتخابية من اللجنة المشرفة على الانتخابات.
  • التوجه إلى الغرفة السرية الخاصة بالانتخاب لتعبئة البيانات المطلوبة في الاستمارة.
  • بعد الانتهاء من الانتخابات يتم وضع الورقة الانتخابية في صندوق الاقتراع، ثم مغادرة المركز الانتخابي.

أنواع الانتخابات

فيما يأتي نذكر في قائمة أبرز أنواع الانتخابات المعمول بها:

النظام الانتخابي المتعدد

في هذا النظام يكون المُرشح فائزاً حال حصوله على أكبر عدد من الأصوات بغض النظر عن نسبة أصواته من المجموع الكلي من الأصوات؛ حتى لو كانت أقل من 50 بالمئة، حيث يتم في هذا النظام الاعتماد على مبدأ الدوائر الانتخابية التي ترشح عضواً انتخابياً واحداً مع السماح للناخبين بالإدلاء بصوت واحد فقط خلال عملية الاقتراع.

نظام الأغلبية الانتخابي

في هذا النظام يجب حصول المرشحين على أغلبية الأصوات لكي يفوزوا بالانتخابات؛ بحيث تتعدى نسبة الـ 50 بالمئة من خلال تصويت المرشحين بصوت واحد، وفي حال لم يصل أي من المُرشحين لتلك النسبة تُجرى جولة ثانية من الانتخابات ويُسمح فقط للذين وصلوا للحد الأدنى من الأصوات خلال الجولة الأولى.

التمثيل النسبي

يعتبر هذا النظام الانتخابي شائعاً بين كثير من البلدان والتي تتمثل بإعطاء الأحزاب نسبة معينة من عدد مقاعد البرلمان بناءً على النسبة التي حصل عليها من الأصوات في صناديق الاقتراع.

نظام قائمة الحزب

في هذا النظام الانتخابي يقوم الناخبون بالتصويت للأحزاب بدلاً من التصويت للأفراد وبعدها تقوم هيئة الحزب بتحديد الاشخاص الذين سيشغلون المقاعد البرلمانية ويمثلون ناخبيهم.

فوائد الانتخابات

إن أهمية المشاركة الانتخابية تكمن في أهمية شعور الناخب بمدى تأثير صوته الانتخابي في العملية الانتخابية، وكلما كان لصوت الناخب في العملية الانتخابية تأثيراً قوياً كلما أكد هذا التأثير أن المسيرة الديمقراطية تسير على نهج سليم في البلد الذي يعقد فيه الانتخابات، سواء كانت انتخابات نيابية أو بلدية.

لقد إعتادت الأوطان التي تعمل على ترسيخ مبادىء الديمقراطية أن تحرص على نزاهة وعدالة العملية الانتخابية، لضمان تعزيز الديمقراطية النابعة من إختيار الشعب لنوابه وممثليه، وأن الصوت الانتخابي يستطيع أن يقلب الموازين السياسية إذا نظمت الانتخابات وفقاً للشروط القانونية والدستورية التي يحددها القانون والدستو، ولذلك فعدم المشاركة الانتخابية في بعض البلدان يعكس عدم ثقة الشعب في النظام، وفي التزام النواب تجاهه!

وعليه، فالشعب الذي يعاني من عدم إخلاص نوابه وممثليه، يعاني من مشاعر الإحباط التي تدفعه إلى مشاعر عدم جدوى المشاركة في صنع القرار السياسي، لكونه يدرك أن المشاركة الانتخابية لن تغير الواقع، ولن تحقق له متطلباته.

ومن أجل ضمان أفضل علاقة إيجابية بنَّاءة ومؤثرة في الإدارة المنتخبة، ومن أجل توجيه تلك الإدارة نحو برامج تصب في خدمة جمهور الشعب المصوِّت، لابد أنْ يشارك أوسع جمهور في عملية التصويت من جهة وأنْ تتمَّ عملية الاختيار والانتخاب على وفق معايير دقيقة وقراءة متمعنة في طبيعة ممثلي الإدارة المنتخبة وفي توجهاتهم وبرامجهم من جهة أخرى.

كما أن المشاركة في الانتخابات النيابية تعد واجباً وطنياً وإستحقاقاً دستورياً، يتطلب مشاركة الجميع، تأكيدا على الإلتزام بالنهج الديمقراطي والحرص على اتاحة المجال للمشاركة الشعبية في صنع القرار.

وكما أن للمشاركة الإنتخابية أهمية كبرى في تعزيز الديمقراطية، والنهوض بالأوطان، فإن وجود نهج ديمقراطي وسعي والتزام بالنهوض بالأوطان في كافة الميادين يعمل أيضا على رفع نسبة المشاركة الانتخابية لإدراك الناخب بأهمية صوته في تغيير مصير الشعب، ووضع الوطن في الإتجاه كما أن المشاركة السياسية لا تنبع من مجرد رغبة الناخب في ممارسة حقه الانتخابي، وإنما تنبع من الصحيح.

وجود وعي سياسي واجتماعي يتشكل تدريجيا داخل المجتمع. وإن الانتخاب يعد أحد مظاهر المشاركة السياسية في النظم الديمقراطية إلا أنه كفعل لا يكفي وحده لتحقيق الديمقراطية، والتي يتطلب الوصول إليها تحقيق مصفوفة من الشروط المؤسساتية والقانونية والثقافية والسياسية في الكثير من النظم التي يتمتع أفرادها بحق الانتخاب.

إذاً، المشاركة الإنتخابية تعني أن المواطن يدرك أهمية دوره والتزامه تجاه العملية الانتخابية، وأنه يعرف كيف يختار المترشح صاحب البرنامج الانتخابي الأجدى له، ويحدد أولوياته وفقاً لطموحاته ورؤيته الخاصة، وهو الأمر الذي حرص عليه معهد البحرين للتنمية السياسية في وضعه وصياغته وتنفيذه لبرامجه التدريبية والتوعوية التي يقوم بها، خصوصا وأن المشاركة الانتخابية تعني شعور الناخب والمترشح بالمسئولية تجاه الأفراد وتجاه المجتمع، وتجاه الوطن كله.

السابق
أذكار بعد الصلاة
التالي
مفهوم الحق

اترك تعليقاً