ديني

مفهوم بين العقيدة والشريعة والسلوك

الفرق بين العقيدة والشريعة إسلام ويب

الدين الإسلامي قائم على أساسين قويمين هما : العقيدة و الشريعة الإسلاميتين .
أما العقيدة الإسلامية : فهي مجموعة الأصول الفكرية الحقَّة التي دعا الله جَلَّ جَلالُه الناس إلى الإيمان بها و عقد القلب و الضمير عليها ، و هذه الأصول الفكرية هي التي تُسمَّى بأصول الدين أيضاً .
و أما الشريعة الإسلامية : فهي مجموعة الأحكام و القوانين و السنن التي شرعها الله عَزَّ و جَلَّ لتوجيه السلوك العملي للإنسان و تنظيم حياته الفردية و الاجتماعية و إرشاده إلى ما فيه خيره و صلاحه ، و هي التي تُسمَّى بفروع الدين .

مفهوم العقيدة

العقيدة لغوياً مأخوذة من الفعل عَقَدَ، أي ربط وأوثق العقد بقوة، ولها مرادفاتٌ مثل: التوحيد، والإيمان، والسنة النبوية الشريفة،

أما اصطلاحاً فعرفت العقيدة بشكلٍ عام على أنها: ما يعقد الإنسان عليه قلبه عقداً محكماً لا شكّ فيه، أما العقيدة الإسلامية بشكلٍ خاص فهي: “الإيمان الجازم بالله، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره”.

أثر العقيدة الإسلامية في سلوك الفرد والمجتمع

أثر العقيدة على الفرد

من آثار العقيدة المترتبة على الفرد:

  • نيله الطمأنينة والسكينة في حياته، إذ إنّ لتطبيق العقيدة الصحيح تحقيقاً لانشراح الصدر والرضا؛ نتيجةً لتحقّق العبودية لله تعالى.
  • تحرّره من العبودية لغير الله تعالى، وفي ذلك حريةٌ من عبادة أيّ مادةٍ دونيةٍ، فحريٌّ بالعبد أن يسعى لهذها المرتبة العظيمة في حياته.
  • غرس معاني التوكّل على الله في نفس العباد، فإنّ تحقيق التوحيد في القلب يُخضع العبد للاستسلام والانقياد لله تعالى، وحُسن التوكّل عليه.
  • شعوره بالقوة والثبات على الحقّ، ذلك أنّه مستمداً لقوته من الله تعالى؛ باعتصامه به.

أثر العقيدة على المجتمع

إذا استقرّت العقيدة السليمة في نفس العباد، ظهر أثر ذلك على المجتمع بأسره، ومن آثار العقيدة الإسلامية على المجتمعات:

  • استقلال المجتمع وتوحّده.
  • تحقيق الأمن والأمان فيه بسيادة شرع الله -تعالى- ودينه، وذلك يتولّد من شعور تولّي الله -تعالى- الحماية والنصرة لعباده.
  • تربية المجتمع على الأخلاق الكريمة.
  • تجميع الأمة على الموقف الواحد.

تعريف علم العقيدة

تعريف علم العقيدة لغة واصطلاحاً
ويقصد بالعقيدة لغة الربط والعقد والإحكام والتوثق، ولذلك فكل ما عقد الإِنسانُ عليه قلبه جازمًا به – سواءٌ أكان حقًّا أَم باطلاً – فهو عقيدة.
والعقيدة هي الحكم الذي لا يُقبَل الشكُّ فيه لدى معتقدِه، فهي أمور وقضايا لا تقبَل الجدال ولا المناقشة، لكونها من الثوابت والمسلَّمات.
وأما العقيدة اصطلاحاً: هي الإِيمان الجازم بربوبية الله – تعالى – وأُلوهيته وأَسمائه وصفاته، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخِر، والقدر خيره وشرِّه، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب، وقطعيات الدِّين من الأمور العملية ( كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحب في الله والبغض في الله والجهاد وحب الصحابة ) وما أَجمع عليه السلف الصالح، والتسليم التام لله – تعالى – في الأَمر، والحكم، والطاعة، والاتباع لرسوله – صلى الله عليه وسلم

تعريف العقيدة الإسلامية وبيان أهميتها

أهمية العقيدة الإسلامية:

للعقيدة الإسلامية أهمية كبيرة تظهر في الأمور التالية:

1- أن جميع الرسل أرسلوا بالدعوة للعقيدة الصحيحة، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].

2- أن تحقيق توحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة هو الغاية الأولى من خلق الإنس والجن، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾[الذاريات: 56]

3- أن قبول الأعمال متوقف على تحقق التوحيد من العبد، وكمال أعماله على كمال التوحيد، فأي نقص في التوحيد قد يحبط العمل أو ينقصه عن كماله الواجب أو المستحب.

4- أن النجاة في الآخرة – ابتداءً أو مآلاً – متوقفة على صحة العقيدة، مما يبرز أهمية تعلمها واعتقادها على المنهج الصحيح. قال -صلى الله عليه وسلم-: « إن الله حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله».

5- أن هذه العقيدة تحدد العلاقة بين العبد وخالقه: معرفة، وتوحيدًا، وعبادة شاملة لله تعالى: بالخوف والرجاء، والمراقبة والتعظيم، والتقوى والإنابة… ورعاية تامة من الله للعبد: نطفة، وصغيرًا، وكبيرًا، في البر والبحر، رزقاً وإنعاماً، وحفظاً وعناية.

6- أن السعادة في الدنيا أساسها العلم بالله تعالى، فحاجة العبد إليه فوق كل حاجة، فلا راحة ولا طمأنينة إلا بأن يعرف العبد ربه بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

7- أن هذه العقيدة تجيب عن جميع التساؤلات التي ترد على ذهن العبد، ومن ذلك: صفة الخالق، ومبدأ الخلق، ونهايته، وغايته، والعوالم الكائنة في هذا الوجود، والعلاقة بينها، وموضوع القضاء والقدر…

8- تركيز القرآن والسنة على موضوع العقيدة: بياناً وتقريراً، وتصحيحاً، وإيضاحاً، ودعوةً.

9- أن العقيدة الصحيحة سبب الظهور والنصر والفلاح في الداريْن، فالطائفة المتمسكة بها هي الطائفة الظاهرة والناجية والمنصورة التي لا يضرها من خذلها. قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك».

10- العقيدة الصحيحة هي ما يعصم المسلم من التأثر بما يحيط به من عقائد وأفكار فاسدة.

تعريف عقيدة التوحيد

التَّوحِيد، وهو لُغةً جعلُ الشيءِ واحدًا غيرَ متعدِّد، وفي اصطلاح المُسلمين، هو الإيمان بأنَّ الله واحدٌ في ذاته وصفاته وأفعاله، لا شريكَ له في مُلكه وتدبيره، وأنّه وحدَه المستحقّ للعبادة فلا تُصرَف لغيره. ويُعتبر التَّوحيد عند المسلمين محور العقيدة الإسلاميّة، بل محور الدِّين كلّه، حيثُ ورد في القرآن: Ra bracket.png وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ Aya-25.png La bracket.png، والتَّوحيد يشكِّل نصف الشهادتين التي ينطق بها مَن أراد الدخول في الإسلام، كما يُعتَبر الأساس الذي يُبنى عليه باقي المعتقدات الإسلاميّة.

ويتضمّن التَّوحيد في الإسلام نفي وجود أيّ آلهة أُخرى مع الله، ونفي الشَّبه بين الله وبين خلقه، فالله في الإسلام واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ، لا شريك ولا نِدَّ له، منفردٌ في التصرّف في مُلكه، لا يُسأل عمّا يفعل، لا يخرج عن مشيئته وإرادته شيء، بل هو الفعّال لما يريد، لا رادّ لأمره، ما شاءه كان، وما لم يشأه لم يكن. ليس بجسمٍ، ولا يشبه الأجسام، ليس كمثله شيء ولا هو مثل شيء، ليس محدودٌ بزمان ولا مكان، بل الزمان والمكان من خَلقه وتدبيره.

السابق
السيدة خديجة الطاهرة
التالي
ما هي الغيبة وما هي النميمة

اترك تعليقاً