التفسير

فوائد تربوية من سورة البروج

فوائد تربوية من سورة البروج

سورة البروج

سورة البروج هي سورة مكية , آياتها 22 , وهي في الجزء الثلاثين , ترتيبها بين القرآن 85 , نزلت بعد سورة الشمس .

تفسير سورة البروج

سورة البروج – تفسير السعدي

” والسماء ذات البروج ”

أقسم الله تعالى بالسماء ذات المنازل التي تمر بها الشمس والقمر,

” واليوم الموعود ”

وبيوم القيامة الذي وعد الله الخلق أن يجمعهم فيه,

” وشاهد ومشهود ”

وشاهد يشهد, ومشهود يشهد عليه.

ويقسم الله- سبحانه- بما يشاء من مخلوقاته, أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله, فإن القسم بغير الله شرك.

” قتل أصحاب الأخدود ”

هلك وعذب ولعن الذين شقوا في الأرض شقا عظيما, لتعذيب المؤمنين,

” النار ذات الوقود ”

وأوقدوا النار الشديدة ذات الوقود,

” إذ هم عليها قعود ”

إذ هم قعود على الأخدود ملازمون له,

” وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ”

وهم على ما يفعلون بالمؤمنين من تنكيل وتعذيب حضور

” وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ”

وما أخذوهم بمثل هذا العقاب الشديد إلا أن كانوا مؤمنين بالله العزيز الذي لا يغالب, الحميد في أقواله وأفعاله وأوصافه,

” الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ”

الذي له ملك السموات والأرض, وهو- سبحانه- على كل شيء شهيد, لا يخفى عليه شيء.

” إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ”

إن الذين حرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار.
ليصرفوهم عن دين الله, ثم لم يتوبها, فلهم في الآخرة عذاب جهنم, ولهم العذاب الشديد المحرق.

” إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير ”

إن الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحات, لهم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار, ذلك الفوز العظيم.

” إن بطش ربك لشديد ”

إن انتقام ربك من أعدائه وعذابه لهم لعظيم شديد,

” إنه هو يبدئ ويعيد ”

إنه هو يبدئ الخلق ثم يعبده,

” وهو الغفور الودود ”

وهو الغفور لمن تاب, الودود المحب لأوليائه,

” ذو العرش المجيد ”

ذو العرش العظيم,

” فعال لما يريد ”

فعال لما يريد, لا يمتنع عليه شيء يريده.

” هل أتاك حديث الجنود ”

هل بلغك- يا محمد- خبر الجموع الكافرة المكذبة لأنبيائها,

” فرعون وثمود ”

فرعون وثمود, وما حل بهم من العذاب والنكال, لم يعتبر القوم بذلك,

” بل الذين كفروا في تكذيب ”

بل الذين كفروا في تكذيب متواصل كدأب من قبلهم,

في لوح محفوظ, لا يناله تبديل ولا تحريف.

وفيما ذكر أيضاً في تفسير سورة البروج : 

قد ذكر الله جل وعلا في البروج حالة الذين اعتدوا على المسلمين وحرقوهم وفتنوهم تحذيرًا للمسلمين من أعمالهم الخبيثة، وحثًا على الصبر على ما يبتلى به العبد، ولهذا قال جل وعلا: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ۝ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ۝ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [البروج:1-3].
أقسم بالسماء ذات البروج، وهي النجوم العظام في قول جماعة من المفسرين، والله يقسم من خلقه بما يشاء ، له أن يقسم بالسماء وبغيرها، كما أقسم بالطور، وبالذاريات، وبالضحى والليل إذا يغشى، إلى غير ذلك؛ لأنها آيات دالة على قدرته العظيمة، وأنه الخلاق العليم، وأنه القادر على كل شيء.
أما العبد فليس له أن يحلف إلا بالله، المخلوق ليس له أن يحلف إلا بربه ولا يجوز الحلف بالأنبياء، ولا بالملائكة، ولا بالأمانة، ولا بالأصنام، ولا بشرف فلان، ولا غير ذلك، يقول النبي ﷺ: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت، ويقول عليه الصلاة والسلام: من حلف بشيء دون الله فقد أشرك خرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح في أحاديث كثيرة، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: من حلف بالأمانة فليس منا، وقوله سبحانه: وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ [البروج:2] يعني: يوم القيامة.
وقوله: وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [البروج:3] الشاهد: هو يوم الجمعة في قول جماعة من أهل العلم، والمشهود: هو يوم عرفة؛ لأنه يشهده الأمم الكثيرة من الحجاج، وهما يومان عظيمان، يوم الجمعة هو خير أيام الأسبوع وأفضلها، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يرد فيها سائل يستجيب الله فيها الدعاء، ويوم عرفة فيها وقفة الحجاج، وفيها دنو الرب من عباده  كما في الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ: ما من يوم أكثر عتيقًا من النار من يوم عرفة، وإن الله سبحانه ليدنو فيباهي بأهل الموقف الملائكة، فيقول: ماذا أراد هؤلاء، ويقول فيه النبي ﷺ: الحج عرفة.
وسئل النبي ﷺ عن صوم يوم عرفة -يعني: لغير الحجاج- فقال: يكفر الله به السنة التي قبلها والتي بعدها، أما الحجاج فلا يشرع لهم الصيام، بل ينهون عن صيام يوم عرفة في حال الحج، السنة أن يقف الحاج مفطرًا لا صائمًا، كما وقف النبي ﷺ في حجة الوداع مفطرًا.
وقوله جل وعلا: قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ ۝ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ۝ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ۝ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ[البروج:4-7]، يبين عظم جريمة أهل الأخدود، ولهذا قتل أصحاب الأخدود يعني لعنوا بجريمتهم العظيمة حيث ألقوا المؤمنين في الأخدود إذا لم ينقادوا لباطلهم، فهذا يحذر من الاستجابة لأهل الباطل ويدل على أن الواجب على المؤمن أن يحذر أسباب الهلاك وأن يبتعد عن الباطل وأهله.
وفي شريعة محمد ﷺ شرع الله للمكره أن يدفع الإكراه بالاستجابة لما طلب منه مع طمأنينة قلبه بالإيمان، وهذا من فضل الله أن المكره إذا أكره على الكفر والضلال فله أن ينطق به متابعة لهم ودفعًا للظلم مع إيمان قلبه وطمأنينة قلبه بالإيمان ويسمى المكره كما في قوله جل وعلا: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ [النحل:106]، فإذا ألزموه بالكفر أو يحرقوه أو يقتلوه أو يضربوه فله أن ينطق بالكفر مع الإيمان والطمأنينة في القلب كما فعل بعض الصحابة في عهد النبي ﷺ وأذن لهم النبي بذلك عليه الصلاة والسلام، فالإكراه بالضرب أو القتل أو نحو ذلك مما يضر العبد ضررًا بينًا يبيح له أن يتكلم بكلمة الكفر إذا كان قلبه مطمئنًا بالإيمان وإنما قالها موافقة على دفع الشر باللسان فقط.
وهذا من رحمة الله لهذه الأمة وإحسانه إليها، قال تعالى: وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ [البروج:8] يعني: من هؤلاء الذين ألقوا في النار وهم أصحاب الأخدود، وما نقم منهم المشركون والكفار الظلمة إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [البروج:8]، يعني: ما عابوا عليهم ولا عاقبوهم إلا من أجل إيمانهم، وإنه لأمر محل المدح هو عيب عند أهل الباطل ولكنه مدح وشرف لأهل الإيمان، فنسأل الله العافية والسلامة.

أسماء سورة البروج

وقد ورد تسميتها في السنة بسورة: (والسماء ذات البروج)، كما في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن

النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم العشاء فقرأ: بـ((وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ))) فسماها: بـ ((وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ)) مثلما

سبق في: (( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ)) .

الدروس والعبر من سورة البروج

 

تضمنت قصة أصحاب الأخدود الواردة في سورة البروج العديد من الدروس والعبر التي تعدّ بمثابة درساً عملياً للمسلم، وفيما يأتي بيان بعض الدروس والعبر أهمية تربية الأبناء.

وظهر ذلك من موقف الطفل الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (غلام آمن بالرحمن، وواجه الطغيان، وأصر على إبلاغ الحق ولو بذل من أجل ذلك روحه رخيصة حتى آمن على يديه أبناء قومه)، لذا يجب الحرص على تربية الأبناء تربيةً صالحةً، وتنشئتهم على الإيمان بالله عز وجل، حتى يحملوا مهمة الاستخلاف في الأرض وعمارتها، وتجديد الدين الإسلامي، وتحقيق النصر على أعداء الإسلام والمسلمين.

  • وجود فرعون لكل زمان، ولكل فرعون سحرة خاصّون به يمثّلون السوء والشرور، ويزيّنون فعل فرعون، ويؤيدونه، وينافقون في أفعالهم وأقوالهم.
  • تعلّق النفوس في الدعاء بالله تعالى، والإيمان والتصديق به، فالغلام كان يقول للذين يطلبون الشفاء منه: (أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت به دعوته لك فشفاك)، فعندما لا تتعلّق القلوب إلا بالله تعالى، فإنها لن تتعلّق بالأشخاص.
  • الثقة التامة بالله تعالى، وبما يجريه من الأقدار، والاستغناء التام عن الكل بالله سبحانه، والتوكل عليه فقط، فالتوجّه إلى الله تعالى يكون دائماً، ومن أعظم الطرق في ذلك الدعاء.
  • الإصرار على الدعوة والتبليغ، ونشر الحق وإظهاره، وإزهاق الباطل ودحره، والمجاهدة في ذلك، والصبر والتحمّل وبذل الغالي والنفيس، وإن وصل الأمر إلى تقديم النفوس مقابل ذلك. بيان أنّ الخسارة الحقّ لا تكون في الموت، أو إزهاق نفوس أهل الحق من قِبل أهل الباطل، فالخسارة الحقيقية هي الارتداد عن الدين، والتخلّي عن المبادئ، والفوز الحقيقي يكون بالحياة على الإيمان، والثبات على الإسلام.
  • لا يتحقّق النصر الكامل إلا بالتجرّد الكامل عن النفس، وعدم السعي لتحقيق رغباتها، وأهوائها.
  • العلم بأنّ الابتلاء لا بدّ منه، وأنه من سنن الدعوات، وذلك لبيان الصادق من الكاذب، وأهل الإيمان من أهل الباطل، حيث قال الله تعالى: (لِيَميزَ اللَّـهُ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجعَلَ الخَبيثَ بَعضَهُ عَلى بَعضٍ فَيَركُمَهُ جَميعًا فَيَجعَلَهُ في جَهَنَّمَ أُولـئِكَ هُمُ الخاسِرونَ).

أهداف سورة البروج

إنَّ سورة البروج نزلتْ لتثبيتِ المسلمين الذين تعرضوا لشتَّى أنواع العذاب من قريش قبل الهجرة، فسردتْ لهم قصة أصحاب الأخدود الذين ماتوا في سبيل دينهم
وبناءً عليه فإنَّ المقصد الرئيس من مقاصد سورة البروج هو عرض قصة أصحاب الأخدود الذي قُتلوا حرقًا بالنار الكبيرة التي أضرمها المشركون في الأخدود العظيم، وقد وردتْ هذه القصة في الآيات التالية: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[٤].
أمَّا الآيات التالية فإن مقاصد سورة البروج في الآيات التالية تذكير المسمين بمصير المشركين الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ولم يتوبوا، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}[٥]. ثمَّ ينتقل الحديث الإلهي في الآية الكريمة إلى مصير المؤمنين الصادقين الموحدين، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ}[٦].
ثمَّ ينتقل الحديث عن عظمة الله تعالى وقدرته وقوَّته، وعفوه ومغفرته وملكه وعرشه المجيد، قال تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}
ويختم الله تعالى مقاصد سورة البروج بتذكيره الناس بمصير فرعون وثمود تأكيدًا على قدرته وعظمته -سبحانه وتعالى-، قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ}[٨]، والله تعالى أعلم.

فوائد سورة البروج

من أهم الفوائد والدروس المستفادة من سورة البروج :

تعلم السورة التضرع لله عز وجل بالسؤال واليقين في الإجابة كما تعلمهم الثقة الكاملة بالله عز وجل .

تعطي درساً على الإصرار في نشر الدعوة والثبات عليه وإظهار الحق

وجوب الاهتمام بتربية الطفال تربية دينية صحيحة والثقة بهم وبقدراتهم

الوصول إلى المفهوم الصحيح للنصر القائم على انتصار المبدأ وليس الشخص

الإصرار على الدعوة في سبيل الله والتعرف على الإسلام بالشكل الصحيح

القيم الموجودة في سورة البروج

الثبات على الحق – نشر الدعوة – المجابهة في وجه الطغيان

أسباب نزول سورة البروج

 

لقد بيّنت سورة البروج أصول العقيدة، وقواعد الإيمان، وتتمثّل قصة أصحاب الأخدود بالفئة السابقة إلى الإسلام، وهم النصارى الموحّدون، حيث ابتلاهم الله تعالى بالطغاة الظالمين المعادين، وسعوا في أن يترك الموحدون دينهم، ويرتدوا عنه، إلا أنّ الموحدين ثبتوا على دينهم وتمسّكوا به، فحفر الطغاة الجبارون حفرة في الأرض، وأشعلوا فيها ناراً عظيمةً، ورموا فيها المؤمنين الموحدين، فماتوا حرقاً بالنار أمام جماعات الظلم والاستبداد، مشاهدين لنهاية المؤمنين الموحدين، مستمتعين بذلك المشهد.

وقبل ذكر قصة أصحاب الأخدود بدأت سورة البروج بالقسم العظيم من الله تعالى، حيث قال: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ*وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ*وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)، فالله تعالى ربط بين السماء وما فيها من برجٍ عالية، ويوم القيامة وما يكون فيها من أحداث عظيمة، والشهود الذين يحضرونه، والأحداث المشهودة فيه التي من بينها قصة أصحاب الأخدود.
ومن الأمور التي بيّنتها سورة البروج ما يتعلّق بالجزاء المترتب على كلٍّ من الظالمين الطغاة الجبارين بدخول نار جهنم ونيل عذابها، وكذلك بيّنت سورة البروج جزاء المؤمنين الموحدين بالجنة، فالظالمون استحقوا اللعن من الله تعالى، جزاءً لما بدر منهم تجاه المؤمنين بسبب إيمانهم فقط، وتجدر الإشارة إلى أنّ الله تعالى عالم بكل ما يجري، ولا يخفى عليه أي أمر من الأمور، فهو المالك للسماوات والأرض وما فيهن وما بينهن.

موضوع سورة البروج

 

إن موضوع سورة البروج هو موضوع متميز، ولعلها من السور القليلة التي تكاد أن تكون مخصصة من أولها إلى آخرها لمعالجة قصة واحدة، وهي في هذا تشبه سورة أخرى من الطِوال، وهي سورة يوسف، فنحن نجد في سورة يوسف عليه السلام أن الله عز وجل جعلها من أولها إلى آخرها مخصصة لسرد القصة، والتعليق عليها، وأخذ العبر منها، حتى ختمها بقوله سبحانه: ((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ))، وهكذا سورة البروج، فهي مخصصة لحادثة الأخدود، والتعقيب والتعليق عليها، وما يناسب من سياقها، فهي سورة متخصصة في هذا الموضوع وهذا الخبر.

السابق
أنواع السيارات اليابانية
التالي
كيف اتأكد من صحة الأحاديث النبوية

اترك تعليقاً