أحكام شرعية

هل يجوز حلق اللحية

هل يجوز حلق اللحية ؟ حيث يطلق العديد من المسلمين لحيتهم، والبعض الآخر يحلقها، لذلك تجد الكثير من الرجال المسلمين يبحثون عن حكم حلق اللحية في الإسلام، وستجد إجابة لهذا السؤال عزيزي القارئ في السطور التالية من هذا المقال عبر موقعنا.

هل يجوز حلق اللحية؟

وهنا نجيب عن سؤال هل يجوز حلق اللحية ؟ حيث نهى معظم علماء المسلمين عن حلق اللحية، واستدل العلماء إلى تحريم الحلق بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه

(أنهكوا الشواربَ، وأعفوا اللحى).

أما تفصيل حكم حلق اللحية والذقن عند علماء السنة والمذاهب الأربعة فقد جاء كالتالي:

  • رأى الشافعيون أن الحلاقة والمبالغة في التقصير مكروهة.
  • وأما الحنفية فقالوا بتحريم حلق اللحية.
  • والسنة فيها ألا يزيد طول اللحية عن قبضته، فيقطع كل ما يتجاوزها، وأما نزع اللحية من الأطراف، في رأيهم، فلا حرج في ذلك.
  • وأعلن المالكي منع حلق اللحية ووافق الحنابلة على ذلك.
  • وعن حلق اللحية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث شريف:

(عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم- «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ قَصُّ الشَّارِبِ وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ وَالسِّوَاكُ وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ وَقَصُّ الأَظْفَارِ وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ وَنَتْفُ الإِبْطِ وَحَلْقُ الْعَانَةِ وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ).

  • كما أوضح موقع الإمام ابن باز رحمه الله أهمية اللحية عند الرجال، إذ اعتبرها كرامة وزينة وتقديسًا لهم، وهذا من الأمور التي تميزهم عن النساء وعن الكفار، فتجعل الوجه يلمع بالنور.
  • أما عن أمر هل يجوز حلق اللحية ؟ فأكد أن هذا غير مقبول، ويجب استبعادها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك في أحاديثه النبوية الشريفة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر رضي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين).

  • وعلى حد قول أبي هريرة رضي الله عنه على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

(جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس)

  • لذلك لا ينبغي للمسلم أن يحلق لحيته؛ لأن هذا من الكرامة والعفة، وهذا يحفظه من التشبه بالنساء، ومن التشبه بالكفار، وفي هذه الفقرة نكون قد أجبنا عن هل يجوز حلق اللحية؟.

حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة

الحلاقة: هي إزالة الشعر كليًا أو جزئيًا بمساعدة أي أداة وبناءً على هذا الفهم؛ تعددت الفتاوى في حكم حلق اللحية، وذلك لما يلي:

أولا: الشافعية

  • قالوا إن حلق اللحية مكروه، وذكر الإمام النووي أن العلماء ذكروا عشر خصال لا تحبها اللحى، ويختلف بعضها عن بعض في شدتها، ومنها حلق اللحية، وهذا للرجل أما عن النساء فيجوز حلق لحيتها إذا نبتت.

وَذَكَرَ النَّوَوِيُّ عَنِ الْغَزَالِيِّ, وَهُوَ فِي ذَلِكَ تَابِعٌ لِأَبِي طَالِبٍ الْمَكِّيِّ فِي الْقُوتِ, قَالَ: يُكْرَهُ فِي اللِّحْيَةِ عَشْرُ خِصَالٍ: خَضْبُهَا بِالسَّوَادِ لِغَيْرِ الْجِهَادِ, وَبِغَيْرِ السَّوَادِ إِيهَامًا لِلصَّلَاحِ, لَا لِقَصْدِ الِاتِّبَاعِ, وَتَبْيِيضُهَا اسْتِعْجَالًا لِلشَّيْخُوخَةِ لِقَصْدِ التَّعَاظُمِ عَلَى الْأَقْرَانِ, وَنَتْفُهَا إِبْقَاءً لِلْمُرُودَةِ.

  • وأما الجدل في النصوص الواردة في إطالة اللحى بدلاً من نزعها، والنصوص التي تدل على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أخذ طول لحيته وعرضها، يشير هذا إلى أنهم لا عدم تفضيل حلق لحيتهم.

ثانيا: الحنفية

  • قالو الأحناف حرام حلق اللحية، وأن السنة أن اللحية يجب أن تكون في حجم القبضة، ولا يجوز أخذها بحيث تصغر من قبضة اليد أو تأخذ كل شيء.

ثالثا: المالكية

  • قال الإمام مالك إنه يحرم على الرجال حلق لحيتهم، ويمكنهم إزالة لحيتهم إذا كانت طويلة، على عكس المعتاد، نظرًا لأن هذا قد يكون سبب المظهر القبيح، فمن الضروري إزالة الفائض لتحسين المظهر.

رابعا: الحنابلة

  • قالوا تنبت اللحية، ولا تنزع عنها حتى يزداد طولها بشكل ملحوظ، ونهي عن حلقها، مع جواز أخذ ما يزيد عن حجم القبضة.

وتجدر الإشارة إلى أن تصريحات وآراء العلماء المذكورة أعلاه مرتبطة بالظروف الطبيعية، ولكن إذا تسبب ترك اللحية في مشاكل عائلية أو مهنية، فيجب إبلاغ العلماء؛ حيث يتم تقييم كل حالة حسب الظروف.

حُكم تخفيف اللِّحية

مشكلة تخفيف اللحية من الموضوعات التي ناقشها العلماء، وقد تلخصت ادعاءاتهم في قولين، وبيانها على النحو التالي:

  • جواز تقصير اللحية، قال الحنابلة والمذهب الحنفي إن تقصير اللحية جائز إذا زاد طولها عن حجم قبضة اليد، وأما ما ورد عن أن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – كان ينزع من لحيته وشاربه عند تركه للإحرام.
  • وأوضح الإمام ابن حجر أن ما فعله ابن عمر – رضي الله عنهما – لم يكن له علاقة بمناسك الحج أو العمرة، بل تؤخذ منها الزائدة في طولها وعرضها، من خلال ترك اللحية تنمو أو تركها وفقًا للحنفية لا يتم أخذ معظمها أو كلها.
  • وقال المالكي إنه يجب قطع اللحية إذا اختلف طولها عن المعتاد وطولها استهزاء بصاحبها واستهزاء بها.
  • عدم جواز تخفيف اللحية، قال الإمام النووي من الشافعي إنه لا يجوز تخفيف اللحية سوء طولًا أو عرضًا، وهذا يدل على ظاهر الأمر بإعفائها وإطلاقها، حيث قال: “الْمُخْتَارُ تَرْكُهَا عَلَى حَالِهَا، وَأَنْ لاَ يُتَعَرَّضَ لَهَا بِتَقْصِيرٍ وَلاَ غَيْرِهِ”.
  • وقال الحنابلة على عدم نزع اللحية إلا إذا اعتبر الطول مرفوضًا.

اللحية سنة أم فرض

إن مسألة اللحية، سواء أكانت سنة أم واجبة في الإسلام تستحق الذكر، لا سيما أن الاختلاف في أحكامها ما زال قائماً بين الناس، ومنهم من يسنُّ حلقها ومنهم من لا يسنُّ حلقها، مستندًا إلى ما قيل عن النبي – صلى الله عليه وسلم.

حيث إنه ينتمي إلى واحدة من أربعة مذاهب إسلامية، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعف لحيتَه، وأمر أمته بذلك، كما ثبت في صحيحين من حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنه، ليقول النبي صلى الله عليه وسلم:

“خالفوا المشركين: وفِّروا اللحى، وأحفُّوا الشواربَ، وكانَ ابنُ عمرَ إذا حجَّ أو اعتمَرَ قبضَ على لحيتِهَ، فما فضل أخذَهُ “.

وبذلك جمع بين هاتين الغريزتين حف الشارب وإطلاق العنان للحية، فما قاله وفعله النبي صلى الله عليه وسلم، تبين أن هذا هديه وهدى الأنبياء قبله، ومن صيغة الأمر في حديث الرسول الذي ذكره الإمام البخاري في السنة الصحيحة عن الإمام البخاري، والظاهر أن اللحية واجب وليست سنة، فإن صيغة الأمر واجب وصيغة ملزمة، وليست صيغة سنة واختيار.

حكم حلق اللحية خوفًا من التعرض للأذى

أما الأمر بحلق اللحية خوفاً من الاعتقال أو الاستجواب، فيعتمد على حالة الشخص، قد يتوهم الشخص أنه سيتعرض للأذى ولديه اعتقاد قوي بأن الأذى سيحدث له، وفي هذه الحالة يُسمح له بحلق لحيته كما يجب.

ومن شروط الإكراه الشرعي، كما ذكر العلامة ابن قدامة، غلبة الشك بين صاحب اللحية بأنه سيتضرر إذا لم يستجب لطلب المُكِره، وكذلك يأتي الإكراه من الشخص القادر على فعل ما وعد به، وأخيراً من أن الأذى الذي لحق به خطير.

تشمل الأمثلة التهديدات بالتعذيب أو القتل أو السجن لفترات طويلة، وقد دل من أفتى بحلق اللحية جائزة لمن تحت الإكراه بقول الله تعالى:

(مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم).

حكم حلق اللحية بسبب المرض

يُسمح لمن يعاني من مرض عقلي أو جسدي أن يقص لحيته أو يحلقها، إذا تأكد الطبيب من حاجته إليها للعلاج والاستشفاء، لأن الله عز وجل رفع عبء المرضى لحاجتهم إلى العلاج الطبي الذي يجبرهم على ارتكاب أعمال محظورة أو محرمة، على أن يكون ذلك الإكراه بالقدر الذي يصد الأذى عنهم، بشرط أن يعودوا بعد شفائهم إلى العمل في السنة النبوية صلى الله عليه وسلم أن يطلق لحيته.

السابق
هل يجوز شراء القطط
التالي
هل يجوز مس المصحف بدون وضوء

اترك تعليقاً